شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"خالتي بتسلم عليك"... عن "عملية" البُرص المصري في إسرائيل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بيئة ومناخ

الأربعاء 28 سبتمبر 202201:33 م

أثارت مناشدة سلطة الطبيعة والمتنزهات في إسرائيل للسكان المحليين في وادي عربة للمساعدة في مواجهة "غزو" أعداد كبيرة من البُرص المصري (يُعرف أيضاً بأبو بريص والوزغة) تهدد بـ"أضرار جسيمة" للنظام البيئي هناك، أصداء من السخرية والابتهاج في أوساط الجمهور المصري والعربي حسبما بدا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد نقلت عن سلطة الطبيعة والمتنزهات في تل أبيب (NPA)، في 20 أيلول/ سبتمبر 2022، قولها إن "أبو بريص يهدد توازن النظام البيئي الإسرائيلي".

وأشارت NPA إلى عجزها عن تحديد كيفية انتقال هذه الحشرات إلى وادي عربة، وناشدت السكان المحليين: "إذا كانت لديك مناطق بها أضواء في الشوارع أو أي نوع آخر من الضوء يجذب الحشرات، أو مناطق قد ترى فيها أبو بريص مصرياى، يرجى تصويره بهاتفك ومشاركته معنا". وذلك عقب اكتشاف اثنين من فصيلة البرص المصري في إحدى المستوطنات جنوب وادي عربة.

هذه ليست المرة الأولى التي يُسجل فيها أبو بريص ظهوراً في إسرائيل إذ عثر الأكاديمي في جامعة تل أبيب، شاي ميري، وطلابه على أبو بريص "كبير جداً" وصل وزنه إلى 75 غراماً على جدران أحد منازل مستوطنة عين جدي عام 2012. تكهن ميري بأن تكون الوزغة المصرية قد قضت على جميع الأنواع المحلية بعد العثور عليها قرب محمية طبيعية للأبراص المحلية. 

"يأكل كل شيء" و"يهدد توازن النظام البيئي الإسرائيلي"... هيئة إسرائيلية تحذّر من "خطر جسيم" لرصد #البرص_المصري في إسرائيل، ومسؤولون مصريون يصفون هذه المزاعم بـ"الخزعبلات"، ومغردون: "تسلم الأيادي تسلم يا برص بلادي"

لاحقاً في عام 2014، عثر أحد الباحثين الإسرائيليين في الأحياء الطبيعية على أعداد من الوزغ المصري. وعام 2017، عقب "أول توثيق علمي مؤكد لظهور أبو بريص في إسرائيل وآسيا بوجه عام"، صنّف باحثون من جامعة شيفيلد البريطانية أبو بريص على أنه "من الأنواع الغازية الجديدة في إسرائيل".

شدد الباحثون آنذاك على أن "هذه الأنواع القوية العدوانية ينجح غزوها في أي مكان آخر وتشكل تهديداً كبيراً للزواحف المحلية المحلية والمفصليات الكبيرة والثدييات الصغيرة". وأوصوا بضرورة وسرعة القضاء عليها إن أمكن.

وعقب أحدث ظهور لأبو بريص في وادي عربة هذا الشهر، حذّر ميري عبر "يديعوت أحرونوت" من أن "الوزغة المصرية يمكنها أن تأكل أي شيء تستطيع التغلب عليه. في شمال أفريقيا، تم تسجيلها وهي تأكل يربوعاً (من القوارض الصغيرة). كما أنها تأكل الأبراص ومفصليات الأرجل الأخرى (من الحشرات والعنكبوتيات والقشريات) وتشكل خطراً محتملاً على أي شيء يعيش في موطنها وأصغر منها".

وأردف ميري: "لقد رُصدت وهي تأكل الطيور الصغيرة. وتعتبر من الأنواع العدوانية للغاية. كما أنها تعض بقوة وتتكاثر بسرعة كبيرة".

مصادر مصرية: مسالم وغير مؤذ

وكذّبت مصادر مصرية عديدة المزاعم الإسرائيلية حول أبو بريص، بل عدها بعضهم "خزعبلات لا علاقة لها بالعلم". في تعقيب أول على تلك المزاعم، أوضح مصدر في وزارة الزراعة المصرية - لم يذكر اسمه-  لموقع "صدى البلد" المحلي أن "البرص المصري لا يهاجم المحاصيل الزراعية بأي شكل بل بالعكس فهو يتغذى على الحشرات الضارة".

"الوحيد الذي عجزت عن صده القبة الحديدية والطائرات المسيرة"... مصريون يستهزئون بالمخاوف الإسرائيلية من #البرص_المصري، ويتفاخرون: "إحنا اللي بهدلنا إسرائيل، مرة بخرطوم مياه ومرة بالبرص"، وآخرون يرفضون ترديد الأكاذيب الإسرائيلية ذات "الهدف الخبيث"

وأكد أن "الأبراص، بشكل عام، تترك العديد من الجراثيم والبكتيريا في الأطعمة التي تمشي عليها، ولديها صوت مميز وتنتشر عادةً في الصحاري ويمكن أن تراها في المنازل والحدائق"، مردفاً بأن "البرص لا يؤذي الإنسان، والدليل أنه يوجد في المنازل ولم تسجل أي حالة ضرر".

في الأثناء، وصف سعيد عمارة، أمين لجنة مبيدات الآفات في معهد وقاية النباتات التابع لوزارة الزراعة المصرية، أبو بريص بأنه "مسالم وغير مؤذٍ، ولا يشكل أي خطر على المحاصيل الزراعية"، لافتاً إلى أنه "يتخلص من الحشرات الضارة عن طريق تغذيته عليها" ومصدر القلق منه وجوده في المنازل لأنه "ينفث في الطعام".

الأمر نفسه أكده مدير جهاز مكافحة الآفات الزراعية في معهد البحوث الزراعية في مصر، أحمد رزق، إذ قال في تصريحات صحافية إن "البرص المصري موجود بمصر منذ الأزل ولم نسمع أو نلاحظ أي تهديد للبيئة المصرية".

وزاد: "هذه الأنواع من الزواحف لا تتغذى سوى على الحشرات، والحشرات تشكل خطراً على النباتات، لذلك تغذية الزواحف عليهم تحافظ على البيئة". ونفى بشكل قاطع الأقاويل إن البرص المصري يتغذى على أنواع الزواحف الأخرى أو الطيور.

وختم: "هذه الأنواع من الزواحف لا تشكل خطراً ما دامت في أعدادها الطبيعية، ولكن يمكن أن تتحول إلى آفة إذا زادت أعدادها وفي هذه الحالة تتوجب مكافحتها فوراً".

ليست هذه المرة الأولى التي يُسجل فيها #البرص_المصري ظهوراً في إسرائيل. رُصد لأول مرة عام 2012، ثم ظهرت أعداد أكبر عام 2014، وحذّرت دراسة علمية من خطورة انتشاره هناك عام 2017

"مهمة وطنية في أرض العدو"

في غضون ذلك، أثارت التحذيرات الإسرائيلية سخرية واسعة وأحياناً ابتهاجاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب والمصريين خاصة. قال كثر إن "البرص المصري في مهمة في تل أبيب" و"البرص المصري في مهمة وطنية في أرض العدو"، وأشادوا بـ"عملية/ معركة البرص المصري في إسرائيل"، واستخدموا عبارات راجت في الأعمال الدرامية التي تناولت العمليات الجاسوسية ضد إسرائيل مثل "خالتي بتسلم عليك". 

وبينما أكدوا أنه "الوحيد الذي عجزت عن صده القبة الحديدية والطائرات المسيّرة"، امتدحه آخرون بعبارات مثل: "برص بلادي لك حبي وفؤادي" و"البرص المصري هز السما" و"تسلم الأيادي تسلم يا برص بلادي" و"البرص المصري شق السما وضرب أعظم ملحمة".

وبنبرة لا تخلو من الاستهجان من الإسرائيليين المتخوفين من بُرص، عبّر مغردون عن "الدعم" للبرص "اللي زعل إسرائيل". "أي محاولة للإيقاع بالبرص المصري ستُقابل بكل العنف. كل الدعم لأبو الأبراص"، غرّدت إحداهن.

وتفاخر البعض: "كده المصريين عندهم اتنين عبور، الأول عبور خط بارليف في 1973، والثاني عبور #البرص_المصري"، وبأن "إحنا اللي بهدلنا إسرائيل، مرة بخرطوم مياه ومرة بالبرص".

وأشادوا بـ"أخذ البرص المصري زمام المبادرة" في ظل تقاعس حكام وجيوش العرب عن مواجهة إسرائيل، بعبارات على غرار: "اللي مقدروش عليه الرجالة عملته الأبراص".

على الجانب الآخر، استنكرت قلة ترديد المزاعم الإسرائيلية حول البرص المصري "عن جهل"، معتبرين أن وراء ذلك "هدفاً خبيثاً" ومحاولات مبطنة للتشكيك في جودة المحاصيل المصرية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image