أظهرت الفنانة المصرية انتصار، في أحدث لقاء تلفزيوني لها، مناهضةً شديدة للحراك المدافع عن حقوق المرأة إذ زعمت "خدنا كل حقوقنا". وأعربت عن قلقها من اختلال "ميزان" الحقوق بين الجنسين، وتخطي المرأة "سقف" المسموح.
حديث انتصار عكس جهلاً شديداً بوضع النساء في مصر وما يتعرضن له من تحرش وتعنيف وجرائم قتل وتمييز ضدهن على أصعدة مختلفة، وجهلاً في الوقت نفسه بمفهوم النسوية وما تطالب به.
ليست هذه المرأة الأولى التي تخرج فنانة/ سيدة مصرية ذات وجاهة وتتمتع بالكثير من الامتيازات تهاجم المدافعين عن حقوق المرأة وتروج لمشهد غير حقيقي على أرض الواقع عما تعيشه النساء المصريات، ما يعتبره كثيرون دليلاً على ضعف الوعي لدى الفنانات وعدم اهتمام منهن بقضايا بنات جنسهن.
على هامش مهرجان الجونة السينمائي بمدينة الغردقة المصرية عام 2020، قالت الفنانة ياسمين صبري إنه لا توجد قضية للمرأة يمكن الدفاع عنها" . في حين قالت مواطنتها ليلى علوي: "لسنا في مجتمع ذكوري، بدليل أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال، ولكن البعض يعيشون بتفكير قديم وفكر ذكوري، ولكن نحن مش مجتمع ذكوري نحن مجتمع مرأة".
حديث ينم عن جهل بوضع النساء في بلدها، وبمفهوم الحراك المدافع عن حقوق المرأة… الفنانة المصرية انتصار تهاجم "موضة أن الستات لازم تاخد حقها"، زاعمةً: "واخدين كل حقنا. اللي بتعملوه دا هتخربوا الميزان"
"بتخربوا الميزان"
خلال ظهورها في برنامج "كلمة أخيرة مع لميس الحديدي"، قالت انتصار: "عمالين تدّوا حقوق للبنات. يعني أنتو أديتو حقوق للبنات لغاية ما هنخرم السقف. خدنا كل حقوقنا، شكراً يا جماعة. أنا مش عارفة ليه الدفاع عن المرأة طول الوقت دفاع عن المرأة. إحنا مش عايزين حد يدافع عننا يا جماعة. واخدين حقنا كويس أوي. أنتو اللي بتعملوه دا بتخربوا الميزان. واخدين حقنا كويس أوي".
وحين استوقفتها محاورتها، الحديدي، بسؤال: "في إيه؟"، ردت بسطحية: "خشي خناقة كدا تلاقي الشارع كله تعاطف معاكي كست". وحين تابعت الحديدي استنكارها حديث الفنانة، مشيرةً إلى حوادث تعرض الفتيات والنساء للقتل والذبح والضرب في الآونة الأخيرة، قلّلت منها انتصار قائلةً: "لا، دي عادات سيئة في المجتمع نتيجة التربية والبيئة المحيطة و و… لأن الأمهات مربوش الولاد".
قبل أن تستدرك: "لكن إحنا كحقوق، إحنا بالقانون واخدين حقنا. بالشرع مذكورين في القرآن، وفيه سورة باسمنا، ومتوصي علينا 100 مرة في الأحاديث النبوية. واخدين حقنا كويس أوي". وزادت: "موضة بقى الستات لازم تاخد حقها أوفر أوي وزادت أوي وبقى دمها تقيل".
لم تقبل الحديدي هذه المزاعم، وأصرت على أن "ستات كتيرة مش واخدة حقها يا انتصار. ستات كتير مبتعرفش تجيب النفقة. ستات كتيرة رجالتها بتطلقها وتسيبها". لترد انتصار: "لا لا لا. دلوقتي قانون الأحوال الشخصية بقى غير زمان خلاص. بقيتي تقدري تاخدي النفقة في ست أو سبع شهور".
فعادت الحديدي إلى القول: "دا مش حقيقي. دا مش حقيقي عشان أنا بعمل الحاجات دي كل يوم. دا مش حقيقي. دا أنتي (تقصد المطلقة) بتروحي تاخدي 400 جنيه (20 دولاراً أمريكياً) من بنك ناصر دا لو خدتيهم وممكن تفضلي تصرفي على العيال بقية حياتك على ما يرجعولك الفلوس". لتتمادى الفنانة في إصرارها على أن "هو فعلاً المبلغ نفسه ككمية قليل لكن بيطلع بسرعة من بنك ناصر زي ما أنتي قلتي".
برغم زعمها أن النساء "واخدين كل حقوقنا"، اعترفت انتصار أن مبالغ النفقة التي تُحدد للمطلقة وأطفالها في مصر "حرام" ولا تكفي لتربية الأبناء، مقترحةً إمكانية صرف معاش شهري من الدولة لإعانة المطلقات.
بعد قول ياسمين صبري "مفيش قضية للمرأة ندافع عنها"، وتصريح ليلى علوي "لسنا في مجتمع ذكوري بدليل أن المرأة والأنثى أكثر من الرجال"، انتصار تقول إن "موضة الستات لازم تاخد حقها بقت أوفر أوي ودمها تقيل"
لكنها أوضحت أن هدفها هو الأطفال وليس المطلقات، قالت انتصار: "يدوهم فلوس أكتر عشان يربوا العيال". فردت عليها الحديدي: "يدوهم حقوقهم كلها - أنها تتطلق وقت ما تتطلق، تعيش حياة أفضل، تجيلها نفقتها لو اتطلقت…"، فقاطعتها انتصار: "هو أنا مش عايزة نقول الكلام دا أدام (وأشارت لابنتها المراهقة التي رافقتها في الحلقة) طالعة للدنيا. دي لسه مبتهجة للحياة".
لدى سؤال ابنتها عن رأيها في قضية حقوق المرأة والتمييز بين الجنسين، قالت شاهيستا نادر: "هو أنا كدا كدا شايفة أن الولد غير البنت. فيه حاجة بس مش عجباني في حقوق المرأة أنهم عايزين أن إحنا الاتنين نبقى زي بعض. لأ، إحنا مش زي بعض. دي الحاجة الوحيدة اللي مضيقاني. بس بقى فيه دلوقتي خطر كبير أوي علينا (تقصد النساء والفتيات)".
تبرير للقتلة؟
اللافت أن انتصار لم تتوقف عند هذا الحد، فخلال الحلقة، وصفت الشاب الذي يقتل فتاة بسبب رفضها الارتباط به، كما في حالة نيرة أشرف وأماني الجزار وسلمى بهجت، بأنه "غير ناضج عاطفياً مش مريض نفسياً، اتصدم واتجرح عند أول حد صد الباب في وشه، فمبقاش عارف يتصرف. لكن هو مش مجرم. هو حساس وعاطفي وغير ناضج".
"هو مش مجرم. هو حساس وعاطفي وغير ناضج"... الفنانة انتصار تبرر لقتلة #نيرة_أشرف و#سلمى_بهجت و#أماني_الجزار، وتلوم "الأمهات" على عدم تربية الذكور المعنفين والمجرمين
وتابعت: "دا لو ناضج عاطفياً كان عرف أنها مش عايزاه وأنه هو مش فتى أحلامها. كان هيتصدم ويعيط له شهرين تلاتة، ينتقل إلى قصة أخرى، علاقة أخرى".
يُشار إلى أن جرائم الاعتداء على الفتيات في مصر شهدت زيادة كبيرة في ظل التعاطف الذي حظى به قاتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف، محمد عادل، وسعى هؤلاء "المتعاطفون" في المقابل إلى تشويه سمعة الفتاة واتهامها بسوء الخلق وباستغلال القاتل وتدمير مستقبله.
وتكررت الحادثة بتفاصيلها في جريمة ذبح الطالبة سلمى بهجت من قبل زميلها إسلام محمد، ولاحقاً قُتلت الشابة أماني الجزار على يد أحمد عميرة بسبب رفض أهلها ارتباطهما. وقبل ساعات، تعرضت شابة تُدعى مريم في مدينة المنصورة لمحاولة طعن من شاب ادعى أنه كان على علاقة بها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...