في مهرجان الجونة السينمائي المنعقد بمدينة الغردقة المصرية، أثارت تصريحات عدد من الفنانات جدلاً وموجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، رآها كثيرون تعكس مدى غياب وعي بعض الممثلات المصريات بمسائل عديدة، منها التي تخصّ قضايا وحقوق المرأة.
على سبيل المثال، دعت رانيا يوسف المواطنين إلى "محاربة كورونا مثلما حاربوا الديناصورات" من دون أن تعلم أن هذا الحيوان انقرض قبل ظهور الإنسان.
أما ياسمين صبري فقالت إنه لا توجد قضية للمرأة وهو تصريح أثار غضب المدافعات والمدافعين عن حقوق المرأة الذين يعتبرون المجتمع المصري من أكثر المجتمعات خطراً على الفتيات والنساء لأسباب عديدة، منها ازدياد جرائم التحرش.
حسب الموقع الرسمي، فإن مهرجان الجونة السينمائي الذي انطلق في 23 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، للدورة الرابعة، يعد حدثاً سينمائياً في مدينة الجونة على ساحل البحر الأحمر إذ تُعرض فيه مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما.
ويسعى المهرجان لإطلاق تواصل أفضل بين الثقافات واكتشاف مواهب جديدة ليساهم بذلك في تطوير السينما العربية. ويضم المهرجان ثلاث مسابقات رسمية هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة، بالإضافة إلى برامج رسمية خارج المسابقة وبرامج خاصة.
"اللي ياخده ياخده"
كانت البداية مع ياسمين صبري التي تحدثت لبرنامج "mbc trending" عن فيروس كورونا، قائلة: "أنا مش خايفة، ممكن يكون جالنا وراح لأنه بديهي أكيد هييجي للعالم كله، واللي ياخده ياخده واللي يكمل يكمل، والبقاء للأقوى". أثار كلامها هذا سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ علق الصحافي إسلام عفيفي: "مش عارف ليه الناس زعلانة من ياسمين عشان بتتكلم فى الطب... طيب ما كلنا بنتكلم فى الفن".
وسخر الباحث محمد حسني قائلاً: "الاستاذة ياسمين صبري مهدور حقها هنا بمصر حقيقي يعني دي حقها كانت تبقى أمريكية كانت هتبقى متحدثة رسمية باسم إدارة ترامب".
بحسب صحيفة المصري اليوم لم يكن هذا التصريح الأول خلال المهرجان لصبري إذ صرحت أيضاً بأنه لا توجد قضية للمرأة يمكن الدفاع عنها. قالت: "أنا بحب المرأة... فبحب أعمل حاجات للمرأة"، فسألتها المذيعة: "دفاعاً عن القضية؟"، فأجابت: "مفيش قضية أوي ندافع عنها، لكن بحب الحاجات اللي ممكن تكون الست بتمر بيها كل يوم أو عندها مشكلة نحطها في الفيلم أو المسلسل".
في مهرجان الجونة السينمائي المنعقد بمدينة الغردقة المصرية، أثارت تصريحات عدد من الفنانات جدلاً وموجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، رآها كثيرون تعكس مدى غياب وعي بعض الممثلات المصريات بمسائل عديدة، منها التي تخصّ قضايا وحقوق المرأة
أزعج هذا الكلام المدافعات والمدافعين عن قضايا وحقوق المرأة، فعلق حساب "ثورة نساء مصر" على تويتر: "هو دا متوقع منها بس دي عقليات الفنانات المصريات اللي عايشين في بلد من أخطر بلاد العالم على المرأة و تقولك مفيش قضية… الوعي صفر لا شعب ولا نظام ولا فنانين ولا مثقفين".
ردت صبري من صفحتها الرسمية على انستغرام، مكتفيةً بنشر رأي سيدة تدافع عنها: "متركبوش الترند وخلاص، كان قصدها على قصة المسلسل أو العمل، أما الدعم للمرأة فهي من الفنانات اللي شاركت في مبادرة 'إنتي الأهم'، وحملات ضد ختان البنات، ومن الداعمات لقضايا المرأة من خلال حساباتها".
مجتمع ذكوري
تصريح "صادم" آخر كان للفنانة القديرة ليلى علوي، التي صرّحت أن المجتمع المصري ليس ذكورياً بدليل أن النساء يمثلن أكثر من نصف المجتمع" وهو ما اعتبره كثيرون تعريفاً جديداً لمعنى مجتمع ذكوري.
قالت علوي في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة "ONE" الفضائية: "لسنا في مجتمع ذكوري، بدليل أن المرأة والأنثى أكثر من عدد الرجال، ولكن هناك البعض يعيشون بتفكير قديم وفكر ذكوري، ولكن نحن مش مجتمع ذكوري نحن مجتمع مرأة".
رداً على علوي، غردت الصحافية البحرينية نزيهة سعيد :"العزيزة @LailaEloui، للعلم والإطلاع، المجتمع الذكوري هو المجتمع الذي تنتشر فيه بشكل واسع ثقافة الذكورية والتمييز ضد النساء بناء على جنسهن ونوعهن الاجتماعي. كما تنتشر فكرة وجود أدوار مجتمعية محددة للنساء وأفكار نمطية عنهن في هذه المجتمعات".
كذلك رد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في بيان كاشفاً عن المعلومة المخطئة التي أوردتها علوي، ومشيراً إلى أن "نسبة الذكور في مصر 51.5٪ نسبة الإناث 48.5٪".
وفي تصريح أثار موجة سخرية، دعت رانيا يوسف الناس إلى محاربة فيروس كورونا على غرار محاربة الديناصورات. قالت: "انا شايفه ان إحنا نقدر نحارب أي ظروف عشان البني آدم اتخلق في الغابة... كان بيحارب الديناصورات مش هنحارب الكورونا!".
من قبيل الرد على قولها هذا، غرد الناشط والصحافي وائل عباس: "لما تقول إن البشر حاربوا الديناصورات، دي بالضبط زي ما تقول رمسيس الثاني حارب موسوليني. بس فيه فرق بتاع 50 مليون سنة بين انقراض الديناصور وظهور أول إنسان يمشي".
وأضاف: "بس برضه رانيا يوسف تقول اللي هي عاوزاه، هي بس مكانتش بتركز في كلاس الجيولوجي".
وسرعان ما ردت رانيا يوسف من حسابها على تويتر، قائلة: "يا جماعة قصدي إننا قادرين نحارب أي حاجة طول ما إحنا أقوياء هنحارب كل حاجة، هزروا يا جماعة مش كده".
من التصريحات الإشكالية كانت للفنانة القديرة ليلى علوي، والتي قالت: "لسنا في مجتمع ذكوري، بدليل أن المرأة والأنثى أكثر من عدد الرجال، ولكن هناك البعض يعيشون بتفكير قديم وفكر ذكوري، ولكن نحن مش مجتمع ذكوري نحن مجتمع مرأة"
أسئلة تافهة
اللافت في التغطية الإعلامية هو طرح بعض الصحافيين أسئلة على الفنانين وصفها كثيرون بـ"التافهة".
في أحد اللقاءات طرحت إحدى الصحافيات من جريدة "اليوم السابع" سؤالاً هو: "آخر مرة قعدت قد إيه بدون أن تأخذ دش كانت امتى؟"
وغردت المدربة الإعلامية جيسي المر في تعليق على السؤال : "أنا أعتزل الإعلام خلاص ما في داعي أدرب ولا أعمل مقابلات ولا أي محتوى هادف لأنه في طفرة بالمحتوى الإعلامي الهادف".
وكشف بعض المغردين عن أن فكرة السؤال مستوحاة من الغرب، إذ سبق أن طرحت إعلامية على الفنانة الأمريكية ليدي غاغا السؤال نفسه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...