أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عن إسقاط طائرة درون (مسيّرة)، لم تُعرف الجهة التابعة لها، بعد أن دخلت أجواء مدينة بنغازي في شرق البلاد، وحلّقت بالقرب من مقرّه المحصّن في مرتفعات الرجمة وقاعدة بنينا العسكرية.
اكتشاف وتدمير
وردّاً على تكهنات بأن الطائرة أمريكية الصنع، اكتفى اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني المتمركز في المنطقة الشرقية، بالإعلان في بيان مصوّر مقتضب دام أربعين ثانيةً فقط، مساء الإثنين، أن قوات الدفاع الجوي في بنغازي، تمكّنت من تدمير طائرة مسيّرة مجهولة الهوية ومسلحة بصاروخين، مشيراً إلى أنها اقتربت من المجال الجوي وتم اكتشافها وتدميرها قبل تنفيذ مهامها.
ولم يوضح المسماري، في بيانه العاجل، طبيعة المهام التي كانت مكلفةً بها الطائرة أو الجهة التابعة لها، لكن مصادر عسكريةً محليةً ومحليين غربيين رجّحوا في المقابل أن حطام الطائرة المبلَّغ عنها، يبدو متّسقاً مع طرازMQ-9 Reaper UAV.
ورجّحوا أيضاً أن يكون قد تم إسقاطها عبر منظومة "بانتسير" الروسية، التي يمتلكها الجيش الوطني منذ سنوات.
ويتم استخدام هذه الطائرة بشكل أساسي، لجمع المعلومات الاستخبارية وضد أهداف التنفيذ الديناميكية، نظراً إلى وقت تحليقها الطويل، وما تمتلكه من أجهزة استشعار واسعة النطاق، ومجموعة اتصالات متعددة الأوضاع، توفر لها القدرة على أداء الضربة والتنسيق والاستطلاع ضد أهداف عالية القيمة وعابرة وحساسة.
ويتكون نظام تشغيلها الكامل من جهاز استشعار/ سلاح، ومحطة تحكّم أرضية عبر الأقمار الصناعية، كما يحتوي على مجموعات متنوعة من الأسلحة وأجهزة الاستشعار، علماً بأنها الأكثر طلباً لدى سلاح الجو الأمريكي، نظراً إلى قدرتها على التعامل ضد الأهداف الديناميكية وجمع المعلومات الاستخبارية.
الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر يعلن عن إسقاط طائرة درون (مسيّرة)، لم تُعرف الجهة التابعة لها، بعد أن دخلت أجواء مدينة بنغازي وحلّقت بالقرب من مقرّه المحصّن في مرتفعات الرجمة وقاعدة بنينا العسكرية
وكان اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي في الجيش، قد أعلن أن وسائط الدفاع الجوي في القيادة العامة استهدفت الطائرة وأسقطتها، من دون الخوض في المزيد من التفاصيل.
وعزز المحجوب روايته بفيديو للحظة سقوط الطائرة في سماء منطقة المقزحة جنوب غرب بنغازي، نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
تبعية مجهولة
وجاء البيان بعد انتشار مقطع مصوّر يُظهر جسماً محترقاً يسقط من السماء وينفجر في حقل، بينما نفى الجيش بشكل غير رسمي، تحديد هوية الطائرة المسيّرة، التي أظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون ووسائل إعلام محلية حطام الطائرة وانتشار رجال الإطفاء حولها.
وسارعت المؤسسة الوطنية للنفط إلى نفي الأخبار المتداولة عن سقوط طائرة تحمل ركاباً من الحقول النفطية إلى بنغازي، تتبع لشركة الخليج العربي أو طيران النفط أو أي شركة أخرى تابعة للشركات النفطية.
وقالت وزارة النفط والغاز في حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إن الطائرة التي سقطت لا تتبع لقطاع النفط، ولا تربطها أي صلة بأي شركة من الشركات النفطية، كما أكدت إدارة النقل في شركة الخليج العربي للنفط عدم تبعية الطائرة المنكوبة لها.
ويُعدّ هذا الحادث، الأول من نوعه منذ الإعلان، في 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، عن التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين الجيش الوطني وخصومه في غرب البلاد، بعد مفاوضات رعتها بعثة الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
قلق أمريكي من قتال محتمل في طرابلس
وتزامنت هذه التطورات مع إعراب الولايات المتحدة في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، عن شعورها بقلق عميق من تجدد التهديدات بمواجهة عنيفة في العاصمة طرابلس.
ودعت أمريكا إلى وقف التصعيد الفوري من قبل جميع الأطراف، مشيرةً إلى سعي الغالبية العظمى من الليبيين إلى اختيار قيادتهم بشكل سلمي من خلال الانتخابات. ودعت أولئك الذين يخاطرون بجرّ البلاد مرةً أخرى إلى العنف، إلى إلقاء أسلحتهم، مطالبةً قادة ليبيا بإعادة الالتزام من دون تأخير بتحديد أساس دستوري للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
قالت وزارة النفط والغاز في حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إن الطائرة التي سقطت لا تتبع لقطاع النفط، ولا تربطها أي صلة بأي شركة من الشركات النفطية، كما أكدت إدارة النقل في شركة الخليج العربي للنفط عدم تبعية الطائرة المنكوبة لها
ورأت أن عدم الاستقرار المستمر، يذكّر بالحاجة الملحة إلى تعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، لاستئناف جهود الوساطة، بدعمٍ موحد من المجتمع الدولي، مشيرةً إلى أن أمريكا ستزيد من دعواتها إلى الهدوء وإعادة الالتزام بالانتخابات خلال جلسة الإحاطة والمشاورات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الإثنين المقبل.
المقرّ الحصين
وتقع منطقة الرجمة على بعد نحو 25 كيلومتراً شرق مدينة بنغازي، وترتفع عن سطح البحر قرابة 300 متر، واتخذها حفتر مقراً له منذ عودته إلى البلاد عقب انهيار نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، وتحولت مع مرور الوقت إلى المقر الرسمي لقيادة الجيش المتمركز في شرق البلاد.
ويُنظر إلى المشير العتيد حفتر، الذي هدد مؤخراً باحتمال تدخله لإنهاء ما وصفه بصراعات "عبدة الكراسي" على السلطة بين حكومتي الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وغريمه فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار الموازية المكلفة من مجلس النواب، على أنه قائد عسكري مخضرم من المحتمل أن يصبح زعيم ليبيا المستقبلي في أي انتخابات رئاسية تُجرى، علماً بأن الانتخابات التي كانت مقررةً نهاية العام الماضي، تأجلت بشكل مفاجئ في خضم الصراع على السلطة.
وكرّس حفتر مؤخراً صورته كرجل مدني يسعى إلى الاستفادة من المكاسب العسكرية للجيش الوطني من أجل الفوز بمنصب رئيس ليبيا المقبل.
تنظيف ليبيا من الإرهاب
وبحسب مراقبين، فإن حفتر يصوّر نفسه على أنه الشخص المؤهل لإعادة الاستقرار بعد 11 عاماً من الفوضى التي تعاني منها البلاد العضوة في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بالإضافة إلى "تنظيف ليبيا من المتطرفين والإرهابيين"، وكبح عمليات تهريب المهاجرين إلى أوروبا.
وكان حفتر البالغ من العمر 78 عاماً، حليفاً سابقاً للقذافي إبان استيلائه على السلطة من الملك إدريس عام 1969، لكن القذافي سرعان ما تبرّأ منه وقام بنفيه بعد اعتقاله في أثناء قيادته للقوات الليبية في تشاد عام 1987.
وأقام حفتر في ضاحية فرجينيا خارج العاصمة الأمريكية واشنطن، لمدة ربع قرن وحصل على الجنسية الأمريكية قبل العودة إلى ليبيا للمشاركة في الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، للإطاحة بنظام القذافي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لمدة 42 عاماً متواصلة.
وبسبب خلافاته مع المجلس الانتقالي المؤقت الذي حل محل القذافي، توارى حفتر عن الأنظار قبل أن يظهر مجدداً في شهر شباط/ فبراير 2014، ببيان تلفزيوني مثير للجدل تعهد خلاله بإنقاذ البلاد من الاضطرابات.
وأطلق حفتر ما أسماه بعملية الكرامة العسكرية في بنغازي، بعدما دمج قوات غير نظامية مع قوات الجيش لمواجهة الإسلاميين المتشددين، وعيّنه مجلس النواب قائداً عاماً للجيش في 2015، لكي تصبح له اليد العليا على حملته في بنغازي حتى أوائل 2016.
وقام مسؤولون غربيون بارزون بزيارات منتظمة إلى مقر حفتر في الرجمة، اعترافاً بدوره المتصاعد في مستقبل البلاد، على الرغم من محاولات بذلها المناوئون له لتجريمه أمام القضاء الأمريكي بتهمة قتل مدنيين خلال الحملة العسكرية الفاشلة التي شنها حفتر في نيسان/ أبريل عام 2019، لتحرير العاصمة طرابلس بعد استعانة خصومه بتركيا التي جلبت قواتها وآلاف المرتزقة السوريين الموالين لها للقتال ضده.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع