شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
حفتر يعلن الحرب على السراج.. هل يسعى المشير إلى السيطرة على كامل ليبيا؟

حفتر يعلن الحرب على السراج.. هل يسعى المشير إلى السيطرة على كامل ليبيا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 4 أبريل 201902:03 م
تحركت قوات المشير خليفة حفتر غربَ ليبيا الساعات الماضية باتجاه طرابلس فور إعلان المشير الحرب على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والتي يترأسها فائز السراج. وفي طريقها إلى طرابلس اشتبكت قوات حفتر مع قوة موالية للسراج في مدينة الأصابعة الواقعة جنوب طرابلس وقتلت أحد عناصرها فيما أكد حاكم غريان (الواقعة على بعد 50 كيلومتراً جنوب طرابلس) أن قوات حفتر وصلت غريان بالفعل وأنها تتمركز على مداخل المدينة.

هذا التصعيد المفاجئ يأتي تزامناً مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وبدأ التصعيد بإعلان مكتب إعلام قوات شرق ليبيا بقيادة حفتر مساء الأربعاء أن المشير أصدر أوامر بالتحرك غرباً لمحاربة ما سماها “الجماعات الإرهابية”.

وقال اللواء أحمد المسماري المتحدّث باسم قوات "الجيش الوطني الليبي” أي قوات حفتر خلال مؤتمر صحافي في بنغازي (غرب) إن هذه الخطوة تأتي من أجل "تطهير غرب البلاد من الإرهابيين والمرتزقة”.

ونشر مكتب الإعلام التابع لحفتر عبر حسابه على فيسبوك بياناً مساء الأربعاء يعلن فيه: "بإشراف مباشر من حفتر وتنفيذاً لأوامره، تحرّكت العديد من الوحدات العسكرية إلى المنطقة الغربية لتطهير ما تبقّى من الجماعات الإرهابية"، مرفقاً بيانه بشريط فيديو تظهر فيه أرتال من عشرات الآليات العسكرية تتحرك.

قوات موالية للمشير حفتر تشتبك مع قوات تابعة لحكومة الوفاق التي يقودها فائز السراج جنوب طرابلس بعد ساعات من إعلان حفتر الحرب على “ خصمه". التصعيد المفاجئ والخطير يتزامن مع زيارة أمين عام الأمم المتحدة، فهل يسعى حفتر إلى السيطرة على كامل التراب الليبي وتغيير الوضع القائم؟

السراج يعلن النفير العام

فور إعلان الحرب عليه، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السرّاج "النفير العام” لجميع الوحدات العسكرية والأمنية لمواجهة هجوم حفتر. وندد السراج بتصعيد خصمه مطالباً جميع خصومه بـ "الكف عن لغة التهديد والوعيد والاحتكام للغة العقل والحكمة".

أضاف السراج في بيان: "لقد أصدرنا التعليمات وأعلنّا النفير العام لجميع القوات العسكرية والأمنية من الجيش والشرطة والأجهزة التابعة لهما، بالاستعداد والتصدّي لأية تهديدات سواء من تنظيمات إرهابية أو إجرامية أو مجموعات مارقة خارقة عن القانون، أو مرتزقة، أو من يهدّد أمن أي مدينة ليبية".

وذكّر رئيس حكومة الوفاق بأن هذا "التصعيد الممنهج يأتي قبل أيام معدودة من عقد الملتقى الوطني الجامع" برعاية الأمم المتّحدة أيام 14 و15 و16 أبريل/نيسان الجاري، بهدف إعداد خريطة طريق لإخراج البلاد من الفوضى التي تسودها.

وقال إن الملتقى كان يمثل بصيص أمل ومخرجاً من الأزمة وفرصة لتوحيد المؤسسات وطريقاً يوصل للانتخابات"، متهماً خصومه بتقويض كل ذلك.

ومساء الأربعاء، وردت أنباء عن وقوع أول اشتباك قرب مدينة غريان (جنوب طرابلس) بين الجيش الوطني الليبي والقوات المتحالفة مع حكومة السراج الذي يعول على مجموعات مسلحة تغير ولاءها وفق مصالحها. وأكد أحمد المسماري، لقناة العربية، وقوع اشتباكات في غريان. وكثيراً ما هدد حفتر بتسيير قواته إلى طرابلس لكنّه لم ينفّذ هذا حتى اليوم.

غوتيريس يدعو لضبط النفس

إعلان الحرب الذي قام به حفتر يعد انتكاسة خطيرة لجهود الأمم المتحدة والدول الغربية التي قامت بالوساطة بين السراج وحفتر، كان آخرها لقاء السراج وحفتر في أبو ظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق على تقاسم السلطة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، صباح الخميس من اندلاع اشتباكات في ليبيا داعيا جميع الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس. وكتب على تويتر: "أشعر بقلق عميق من التحركات العسكرية في ليبيا ومن خطر المواجهة. لا يوجد حل عسكري. وحده الحوار بين الليبيين يمكن أن يحل المشاكل الليبية. أدعو للهدوء وضبط النفس فيما استعد للاجتماع مع القادة الليبيين في البلاد".

وتزامن التصعيد مع وصول غوتيريس إلى طرابلس ضمن جولة يقوم بها في المنطقة بهدف تجنب مواجهة بين الفرقاء الليبيين.

وتشهد ليبيا اضطرابات أمنية وسياسية متزايدة منذ إطاحة نظام معمر القذافي في عام 2011. وتتنازع على السلطة فيها، بشكل رئيسي، حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج، التي تشكلت في نهاية 2015 بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، وقوات شرق ليبيا المدعومة من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر. و تنتشر في أنحاء البلاد جماعات مسلحة ومتطرفة ذات نفوذ قوي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image