دخلت المسيحية إلى مصر للمرة الأولى على يد القديس مرقس، في القرن الأول الميلادي. بعد فترة قصيرة -نوعاً ما- تحولت الأغلبية الغالبة من الشعب المصري القبطي إلى الإيمان بالمخلّص يسوع الناصري، تبع ذلك بناء عدد كبير من الكنائس والأديرة في شتى ربوع المحروسة. رغم تحول أغلبية المصريين إلى الإسلام فيما بعد، إلا أن الأقباط المسيحيين قد احتفظوا بثقافتهم الجمعية المتمايزة من خلال سير العديد من القديسين والرهبان والشهداء. أُطلقت أسماء بعض هؤلاء القديسين على عدد كبير من الكنائس في كل مدينة، وخلف كل اسم من تلك الأسماء الرنانة دوّنت قصة امتزج فيها الواقع التاريخي بالمُتخيل الديني.
مارجرجس
ولد مارجرجس في عام 280م، وترجع أصول عائلته إلى إقليم كابادوكيا في آسيا الصغرى، ومن هنا جاءت نسبته في بعض المراجع، فأُطلق عليه جرجس الكبادوكي. تذكر المصادر المسيحية أن والد جرجس، أنسطاسيوس، كان صاحب نفوذ قوي في الإمبراطورية الرومانية، حتى إن الإمبراطور عينه كحاكم لمدينة اللد في فلسطين. في هذه المدينة ولد جرجس وتربى وعاش فترة الطفولة والمراهقة.
ولما كان أنسطاسيوس قد اعتنق المسيحيّة، رغم الحظر الذي فرضه الإمبراطور دقلديانوس على اعتناقها، فإنه قد قُتل وعيّن مكانه وال آخر. تخبرنا المصادر أن الوالي الجديد قد استقدم إليه أم جرجس، فأكرمها وطيّب خاطرها وتعهّد ابنها بالرعاية والاهتمام، وضمّه إلى سلك الجنديّة، فلما بلغ جرجس مبلغ الشباب، عقد خطبته على الابنة الوحيدة للوالي، وأوصى له بملكه وجميع أمواله، وفي الوقت نفسه رسمه كقائد على مجموعة من الجند وأرسله في سفارة إلى الإمبراطور.
أُطلقت أسماء بعض القديسين، من مار جرجس إلى مارمينا ودميانة، على عدد كبير من الكنائس المصرية، وخلف كل اسم من تلك الأسماء الرنانة دوّنت قصص امتزج فيها الواقع التاريخي بالمُتخيل الديني
تتفق المصادر على أن دقلديانوس قد أُعجب كثيراً بشجاعة جرجس وفصاحته، وأنه قد عيّنه أميراً على 500 جندي، كما أوكل إليه تحصيل الجباية من مجموعة من القرى. لهذا السبب عُرف جرجس بالروماني، لكونه كان يخدم في الجيش الإمبراطوري. كل ذلك المجد الدنيوي، توقّف دفعة واحدة بعد وفاة أمير اللد، فبحسب السنكسار -سير الآباء القديسين- فأنه لمّا قاربت لحظة زواج جرجس، فإن ملاك الرب قد ظهر له، وأخبره بأن الرب قد اختاره ليصبح أميراً للشهداء.
لمّا حان وقت تنصيبه كحاكم لمدينة اللد، سافر جرجس إلى نيقومديا عاصمة الإمبراطورية، ليتقلّد حكم المدينة أمام الإمبراطور وتسعة وستين أميراً من جميع أنحاء الدولة، وسرعان ما جاهر الشاب المسيحي بإيمانه بيسوع، ودخل في سلسلة من المجادلات والمناقشات الغاضبة مع الإمبراطور، أعقبها الزجّ به في السجن، وتعريضه لأساليب التعذيب القاسية التي تفنّن الرومان في ابتكارها. لكن تلك الضغوطات لم تؤثّر شيئاً في عزيمة جرجس، الذي بقي محافظاً على إيمانه، كما أنه لم يستسلم للإغراءات التي عرضها عليه الإمبراطور، وظلّ هكذا حتى أمر دقلديانوس بقتله في 303م، وكان عمره وقتها ثلاثة وعشرين عاماً.
من أشهر القصص الأسطورية التي نُسبت إلى مارجرجس، قصّته مع التنين والفتاة التي خلّصها من بين براثنه. القصّة باختصار تحكي أن تنيناً هائلاً قد سكن بجانب أحد الأنهار القريبة من مدينة بيروت، وكان يقوم بقطع طريق النهر ويمنع الناس من الانتفاع به، وفي سبيل إرضائه، كان البيروتيون يقدّمون له كلّ عام فتاة عذراء جميلة ليلتهمها، مقابل أن يسمح لهم بالوصول للماء.
في أحد الأعوام، وقعت القرعة على بنت حاكم المدينة، لتصبح هي القربان البشري المقدّم للتنين، ورغم المحاولات المضنية التي قام بها الملك العجوز لإنقاذ ابنته الوحيدة من الموت، إلا إن شعبه أصرّ على تنفيذ القرعة وتقديم الفتاة للتنين. هنا يظهر مارجرجس في الأحداث، فيأتي على حصانه ومعه سيفه ورمحه، وينادي على الفتاة ليطمأنها، ثم يتقدم لقتال الأفعوان الضخم، فيغرس رمحه الطويل بين عينيه، وبذلك خلص الفتاة من الموت وقضى على الشرّ الذي عانت منه المدينة لسنوات طويلة.
عندما جاهر مارمينا بإيمانه تعرض لشتى أنواع العذاب، كُسرت أسنانه وكُشط جلده وتعرض للطعن، كما سُلطت المشاعل المتقدة على جنبيه. في النهاية ظهر له السيد المسيح وعزاه ثم صعد إلى السماء. وبعدها قُطعت رأس مارمينا وأُلقي بجثمانه في النار ولكنه لم يحترق رغم مكوثه فيها لمدة ثلاثة أيام
مارمينا العجائبي
وُلد حوالي سنة 285م. ببلدة نقيوس الواقعة بالقرب من منوف الحالية في مصر. يذكر السنكسار أن والد مارمينا كان حاكماً للمدينة، بينما كانت أمه عقيمة لا تلد. في أحد أعياد العذراء مريم، دعت زوجة الحاكم الرب أن يهبها ولداً، وبالفعل استُجيب لدعائها فولدت مينا، وهو الذي سيُعرف فيما بعد باسم مارمينا العجائبي.
تربى مارمينا على التعاليم المسيحية، ومات والده وهو في الحادية عشر من عمره، وبعدها ماتت أمه وهو في الرابعة عشر. بعد بضع سنوات عُين ضابطاً في الجيش البيزنطي في إفريقيا، ولكن بعد ثلاثة سنوات فحسب من الخدمة العسكرية، اختار أن يترك الجيش، فوزع ثروته على الفقراء والمساكين، وأنصرف للصحراء ليعيش حياة الرهبنة والعبادة.
يحكي السنكسار أن بعد خمسة أعوام من رهبنته، سمع مارمينا صوتاً ينادي عليه من السماء: "مبارك أنت يا آبا مينا لأنك دُعيت للتقوى منذ حداثتك. فستنال ثلاثة أكاليل لا تفنى ولا تزول... واحد من أجل بتوليتك، والآخر من أجل حياتك النسكية، والثالث من أجل استشهادك هذا. سيصير اسمك مشهوراً بين الشهداء. لأني أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدونني في كنيستك التي ستُبنى على اسمك، وفوق ذلك كله ستحصل على مجدٍ لا يُنطق به ومجيد في ملكوتي الأبدي". بعدها، أنطلق مارمينا إلى المدينة وتوجه إلى الاحتفال العظيم المُقام لعيد الإمبراطور.
أعلن القديس عن إيمانه المسيحي وسط الحشود، ولمّا تعرف عليه بعض الجنود وقالوا إنه كان ضابطاً في الجيش فيما سبق، رد عليهم: "إني جندي حقاً، لكنني آثرت أن أكون جندياً لربي يسوع المسيح لأجل مرضاة اسمه القدوس". صدرت الأوامر بالقبض على ذلك القديس المجاهر بإيمانه، وتعرض بعدها لشتى أنواع العذاب، كُسرت أسنانه وكُشط جلده وتعرض للطعن، كما سُلطت المشاعل المتقدة على جنبيه. في النهاية ظهر له السيد المسيح وعزاه ثم صعد إلى السماء. وبعدها قُطعت رأس مارمينا وأُلقي بجثمانه في النار ولكنه لم يحترق رغم مكوثه فيها لمدة ثلاثة أيام كاملة.
من أشهر القصص المرتبطة بمارمينا، أن الجيش لما أراد أن يحمل جثمانه من مريوط على جمل لينقله إلى الإسكندرية، رفض الجمل القيام رغم الضرب الذي تعرض له. وضع الجند الجثمان على ظهر جمل أخر أكثر قوة، ولكنه لم يتحرك قيد أنملة أيضاً. عرف الجيش وقتها أن جثمان مارمينا لا يجب أن يغادر مريوط فتركوه هناك، وصار اسمه مرتبطاً بالمعجزات والخوارق في شتى ربوع مصر.
أمر الإمبراطور بتمزيق جسد أبي سيفين بالدبابيس والأمواس الحادة ووضع جمر نار على جانبيه ليحرق وهو حيّ. لكن الملاك ميخائيل ظهر له وشفى جروحه كلها. عندها أمر الإمبراطور بترحيل أبي سيفين إلى مدينة قيصرية وفيها قُطعت رأسه
سمعان الخراز
ذكر الكاتب القبطي ساويرس بن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة"، قصة محاولة الوزير يعقوب بن كلس -وكان يهودياً تحوّل إلى الإسلام- الإيقاع بالمسيحيين المصريين عند الخليفة الفاطمي المعز لدين الله. بحسب الكتاب، استعان ابن كلس ببعض رجال الدين اليهود وطلب عقد مناظرة مع بطريرك الأقباط أمام الخليفة، فلما وقع ذلك، ظهر تفوق البطريرك على خصومه، فدخل الوزير على الخليفة ذات يوم وقال له: "إن مولانا يعلم أن النصارى ليسوا على شيء، وهذا إنجيلهم يقول: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل، انتقل من هنا إلى هناك فينتقل"، وطلب الوزير من الخليفة أن يستدعي البطريرك لينقل جبل المقطم لإثبات صدق ما ورد في الإنجيل وصدق إيمان القبط.
بحسب رواية ابن المقفع، والذي كان شاهد عيان على تلك الأحداث، جمع البطريرك الرهبان والأساقفة ومكثوا صائمين لمدة ثلاثة أيام في الكنيسة المعلقة، وفي اليوم الثالث ظهرت لهم العذراء مريم، وأخبرتهم عن قديس اسمه سمعان الخراز، وأنه الشخص الذي ستجري معجزة نقل الجبل على يديه. بحسب الروايات القبطية، بدأ سمعان والرهبان في تلاوة بعض الصلوات، فارتفع الجبل وانتقل من مكانه القديم في بركة الفيل الواقعة في منطقة السيدة زينب إلى مكانه الجديد، أمام أعين الخليفة الذاهلة، والذي لم يسعه إلا أن يعترف بقدرة المسيح، وأن يتحوّل من فوره إلى الدين المسيحي، كما استجاب لطلب البطريرك في إعادة بناء كنيسة أبي سيفين في مصر القديمة.
أبو سيفين
ولد 224م من أبوين وثنيين، وكان اسمه الأصلي هو فيلوباتير. كان أبوه ضابطاً رومانياً رفيع الشأن، وكان معروفاً بصيده للوحوش المفترسة. يحكي السنكسار أن أباه رأى وحشاً غريباً في الغابة ذات يوم وهو يصطاد. وسمع صوتاً من السماء يقول له: "يا ياروس أنا هو الرب يسوع المسيح إلهك الذي أحبك وأنقذك من هذين الوحشين... وإني أدعوك إلى نور الإيمان، ستكون إناءً مختاراً لي، واخترت ابنك ليكون لي كشجرة مثمرة، يحمل اسمي أمام ملوك وولاة كثيرين ...وسوف يتألم بعذابات متنوعة لأجل اسمي. لا تخف ولا تضطرب فإني أكون لك ترساً ومنقذاً...".
آمن ياروس بالمسيح بعدها وسمى نفسه نوح، وسمى زوجته سفينة، كما عمّد ابنه فيلوباتير باسم مرقوريوس. لمّا عرف أمير الجيش باعتناق أسرة ياروس للمسيحية، قبض عليهم جميعاً وألقاهم للوحوش المفترسة، ولكن الوحوش لم تنلهم بسوء. عرف عندها الأمير أن ياروس محمي من الإله، فأطلق سراحه وعينه في أحد المناصب القيادية في الجيش.
بعد فترة توفي ياروس، وتم تعيين ابنه مرقوريوس بدلاً منه وتولى قيادة الجيش الإمبراطوري في روما. بحسب القصة الشائعة، فإنه لمّا هوجمت روما من قِبل البرابرة. تولى مرقوريوس مهمة الدفاع عن المدينة. وبحسب التقليد الكنسي، فإن الملاك ظهر له وسلمه سيفاً لامعاً، وقال له:
"يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح لا تخف ولا يضعف قلبك بل تقوّ وتشجّع، وخذ هذا السيف من يدي وامضِ به إلى البربر وحاربهم ولا تنسى الرب إلهك متى ظفرت.أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلني الله لأعلمك بما هو مُعد لك، لأنك ستنال عذاباً عظيماً على اسم سيدنا يسوع المسيح له المجد، ولكني سأكون حافظاً لك وسأقوّيك حتى تكمل شهادتك، وستسمع كل المسكونة عن جهادك وصبرك ويتمجد اسم المسيح فيك". نجح مرقوريوس في إنقاذ المدينة بعدما اأنتصر على البرابرة، وسُمي بأبي سيفين لأنه حمل سيف ميخائيل بالإضافة إلى سيفه الأصلي. تعرض بعد ذلك للتعذيب عندما رفض الاعتراف بالآلهة الوثنية التي أمر الإمبراطور بعبادتها. يحكي السنكسار أن الإمبراطور قد أمر "بتمزيق جسده بالدبابيس والأمواس الحادة ووضع جمر نار على جانبيه ليحرق وهو حيّ".
ولكن الملاك ميخائيل ظهر له وشفى جروحه كلها. وعندها أمر الإمبراطور بترحيل أبي سيفين إلى مدينة قيصرية وفيها قُطعت رأسه.
أمر قائد الجند بتمشيط جسم دميانة بأمشاط حديدية، وتدليكه بالخل والجير، وفي المساء كان الملاك ميخائيل يأتي ليمسح جروحها فتشفى من كل الجروح
الأنبا موسى الأسود
يُعتقد أن ميلاده قد وقع بين سنتي 330- 340م. كان أسمر البشرة، ولذلك عُرف بالأسود، كما أنه كان في بداية حياته عبداً قوي البنية الجسدية، ومن هنا جاءت تسميته بلقب القوي.
يحكي السنكسار أنه طُرد من قِبل سيده في شبابه، وأنه قد مارس كافة أنواع الرذائل والفواحش، حتى أنه تزعم مجموعة من قطّاع الطرق واللصوص. بحسب القصة الشائعة، سمع موسى الأسود في أحد الأيام صوتاً يطلب منه أن يذهب للبرية ليتعرف على الحقيقة من الرهبان. امتثل موسى للأمر، ومضى في الصحراء وقابل القديس ايسيذورُس، فندم واعترف بخطاياه، وتم تعميده بعدها، كما أنضم للرهبان على يد الانبا مقاريوس الذي وعظه قائلاً: "اجلس يا ابني في هذه البرية ولا تغادرها، لأنه في اليوم الذي تخرج فيه منها تعود إليك كل الشرور. لذلك أقِم زمانك كله فيها، وأنا أؤمن أن الله سيصنع معك رحمة ونعمة وسيسحق الشيطان تحت قدميك".
يتحدث السنكسار عن المعاناة العظيمة التي قابلها موسى في تلك الفترة، وكيف أنه قد جاهد شهواته التي اعتاد عليها فيما قبل، ولا سيما شهوة الزنا. لمّا عجز الشيطان عن إعادته لطريق الشر، ظهر له يوماً عند البئر أثناء ملئ جرار الماء، فضربه ضرباً مبرحاً وتركه على الأرض غير قادر على الحركة. تذكر القصة أن مجموعة من اللصوص قد هاجموا الدير لنهبه، فتصدى لهم موسى وتغلب عليهم جميعاً.
لما عرفوا حقيقة شخصيته وأنه هو نفسه موسى القوي الذي كان زعيماً لقطاع الطرق، تابوا ورجعوا عما هم فيه من الضلال والبغي. تحكي القصة أن بعض القساوسة طلبوا ترسيمه قسيساً، فلمّا دخل الكنيسة ليرسمه البابا ثيوفيلوس، صاح بعض الشمامسة معترضين: "أخرج من هنا يا أسود اللون"، ولكن البابا أصر على ترسيمه، ويُحكى أن الملائكة قد باركت هذا الترسيم. اُستشهد موسى الأسود على يد مجموعة من البربر الذين هاجموا الدير وقتلوه مع ستة من رفاقه الرهبان.
الشهيدة دميانة
ولدت دميانة من أبوين مسيحيين. كان أبوها مرقس والياً على البرلس والزعفران من قِبل الإمبراطور الوثني دقلديانوس. ماتت أمها وهي صغيرة، فعاشت مع أبيها، ولمّا صارت شابة خطبها أحد الرجال فرفضت الخطبة، وقالت لأبيها إنها تريد أن تبقى معه إلى الأبد.
عندما بلغت الثامنة عشر من عمرها عزمت على الدخول في حياة البتولية والرهبنة، فقام أبوها ببناء قصر كامل لها لتمارس فيه العبادة. بعد فترة قصيرة قدمت أربعين فتاة عذراء ليصاحبن دميانة في بتوليتها.
لمّا اشتد اضطهاد دقلديانوس للمسيحيين، اضطر مرقس أن يبدي التعظيم للأوثان، لامته دميانة على ذلك وطلبت منه العودة للسيد المسيح. ندم مرقس على ما فعله، وقال لابنته: "مباركة هي هذه الساعة التي رأيتك فيها يا ابنتي. فقد انتشلتني من الهوة العميقة التي ترديت فيها. وتجددت حياتي استعداداً لملاقاة ربى العظيم الذي أؤمن أنه يقبلني إليه". ذهب مرقس للإمبراطور وأعلن أمامه عن اعترافه بالمسيح وحده. حاول دقلديانوس أن يثنيه عن ذلك، ولمّا عجز عن ذلك أمر بقطع رأسه.
بحسب ما ورد في السنكسار، فإن الإمبراطور لمّا عرف بأن دميانة هي التي شجعت أباها على التمسك بالدين المسيحي ورفض عبادة الأوثان. فإنه أرسل لها فرقة من الجند للقبض عليها وتعذيبها. بالفعل، وصل الجند لقصر دميانة وقاموا بتعذيبها عذاباً شديداً، وفي المساء كان الملاك ميخائيل يأتي ليمسح جروحها. في الصباح تفاجئ قائد الجند لما رأى أن دميانة قد شُفيت من كل الجروح.
قال عندها إن دميانة ساحرة، وأمر بتمشيط جسمها بأمشاط حديدية، وتدليكه بالخل والجير، ولكنها سرعان ما شُفيت مرة أخرى بنفس الطريقة الإعجازية. لمّا أُسقط في يده، أمر القائد بقتل دميانة والأربعين عذراء. يذكر السنكسار أن دميانة قالت قبل أن يهوي السيف على رقبتها: "إني أعترف بالسيد المسيح، وعلى اسمه أموت، وبه أحيا إلى الأبد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...