ملاعب قطر: صروح التراث المحلّيّ لأجل المونديال
100 يوم تفصلنا عن انطلاق مونديال قطر، الذي سيُفتتح بمباراة بين منتخبي قطر والإكوادور، لكن ما يهمنا في هذه الدورة من كأس العالم هو الجهود التي بذلتها قطر لتجهيز بنيتها التحتية، خصوصاً الملاعب التي ستستضيف المباريات، والتي صُممت للاحتفاء بالتراث المحلي، كـاستاد "البيت" ذي شكل الخيمة، واستاد "الثمامة" الذي بني على شكل ثمامة.
ولكن الواضح أن قطر لم "تجسّم" كل تراثها المعاصر وأثرها في المنطقة، إذ لم نجد ملاعب على شكل مراكز أبحاث منتشرة في أوروبا وتركيا، ولا ملاعب على شكل السفارة القطرية في باريس المواجهة لقوس النصر، كما أننا لم نجد أي ملاعب على شكل خيم إنقاذ كتلك المنشرة في الشمال السوري، ولا ملاعب على شكل المنازل التي ستعيد بناءها قطر في غزة، ولا صالة ترفيه بشكل شعار الجزيرة.
نطلب من قطر أن تكون أقل خجلاً في التعبير عن "تراثها" و"أثرها" المحلي والعربي والدولي، فالمونديال نفسه وصمة عار، أو هو "مونديال الدماء" كما يقول البعض، لذا لا داعي للتواضع يا قطر، والأهم أننا نكتب ما نكتب حرصاً وخوفاً على مستقبل قطر ومشاريعها المتنوعة، ولا نقصد السخرية أبداً، بدليل أننا لم نذكر أي شيء بخصوص "شعار" المونديال.
هل أصبح قتل النساء طريقاً نحو الشهرة؟
صدر مؤخراً لآسيا أرجينتو، الممثلة والمخرجة وواحدة من أشهر النسويات، ومن أطلقت حملة "أنا أيضاً"، مذكرات تحمل عنوان "تشريح قلب بري"، تتحدث فيه عن طفولتها وشبابها والعنف الذي تعرضت له وحوادث الاغتصاب المتعددة التي تعرضت لها، خصوصاً تلك التي قام بها هارفي واينستين القابع حالياً في السجن.
الملفت في هذه المذكرات أن أرجينتو توجه الانتقاد للشكل الذي تحولت إليه حملة "أنا أيضاً"، وأشارت إلى أن فضح المتحرشين والمغتصبين والمعنفين لم يغير من وضعية المرأة، ويعيد توزيع القوى التي يحتكرها الرجال، منتقدة أساليب المسارعة إلى الفضح وإنشاء الحملات الرقمية، كونها في الكثير من الأحيان لا تحقق العدالة المطلوبة.
قتل النساء ليس طريقاً لشهرة القاتل، ولا بد من إعادة النظر في أساليب الاتهام والمحاكمة، كيلا يتحول القتل إلى أسلوب لدخول الثقافة الشعبيّة... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
ما يهمنا من الحديث عن أرجينتو ورأيها هو حقيقة أن قتل النساء ما زال مستمراً، بل أصبح القتلة يعلنون ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، أي يعلنون نيتهم القتل، والأسباب تتحول إلى تريند، كما في حالة من قتل المصرية سلمى بهجت، والمرعب في هذه الحالة، أن القاتل يعرف مصيره، ولم يتردد في تنفيذ الجريمة.
السؤال هنا: هل نلوم العدالة (التي نظرياً لم تقصر وأحالت المتهم إلى محاكمة جنائية عاجلة)، أم نعيد النظر في أسلوب الاتهام والمحاكمة شديد العلنية والذي يجعل اسم القاتل بذات شهرة الضحية؟
لا نمتلك إجابات، لكن ما نعرفه، أن قتل النساء لم يتوقف، القتلة أصبحوا "مشاهير"، والخوف من السجن أو الإعدام لم يعد رادعاً، بل تحول حسّ الرجولة بأحقية الجنس والارتباط إلى مبرر للقتل العلني.
تكهنات حول الصندوق السرّي في منزل ترامب
داهمت FBI مؤخراً منزل الرئيس الأمريكي السابق، زعيم التريند، وأمير الصفقات السريعة، دونالد ترامب، بحجة امتلاكه أوراقاً سرية كان من المفترض أن تبقى في البيت الأبيض. هذه الأوراق الموجودة في منزله في فلوريدا، حسب تقارير صحافية، ترتبط بالأسلحة النووية الأمريكيّة. يرى البعض أن هذه التهمة، المضافة إلى سلسلة التحقيقات التي تلاحق ترامب، تهدف إلى إدانته كيلا يرشح نفسه عام 2024.
تمكن المقتطف عبر الأيادي البيضاء التي يمتلكها من معرفة الوثائق المسروقة، الموجودة في صندوق أسود تحت كنبة ترامب المفضلة، سنستعرض هنا عناوين بعض الوثائق، لكن بعضها مشفر بسبب سريتها:
1- نص مفرّغ عن حوار بين بوتين وترامب، يطلب فيه الأخير 3 بائعات هوى روسيات كي يقمن بـ.........................................، الأولى ستكون واقفة و............... والثانية بالرغم من ................. عليها أن ................، أما الثالثة فيكفي أن ...................... مكبلاً.
2- وثيقة تحمل عنوان الشرق الأوسط التجاري، تكشف عن مجموعة من الاغتيالات التي ستطال ...........................، وتعيين ....................... عوضاً عنهم.
3- وثيقة تكشف صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة و .................... لتخليص المنطقة من .......................، تليها صفقة إعادة إعمار في كل من ...........................
قرر غوغل التوقف عن تقديم إجابات عن الأسئلة التي يراها سخيفة. هكذا قرار، يهدد البشرية بأكملها، فدون هكذا إجابات لن نتمكن من رصد الحمقى وكيفية تفكيرهم وإنتاجهم للآراء... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
غوغل لن يجيب عن السخافات
الواضح أن غوغل ضاق ذرعاً بسخف البشرية والانحطاط الفكري للبعض، إذ أعلنت الشركة أن محرك البحث لن يجيب عن "الأسئلة السخيفة" بعد الآن، دون أن نعلم بدقة ما هي الأسئلة السخيفة، لكن الواضح أن الأمر يتعلق بالأخبار الكاذبة، وأسئلة البعض التي هددت الذكاء الاصطناعي لغوغل.
نحن في المقتطف نعارض هذه التغيرات بشدة، ونرى أن الأسئلة السخيفة مصطلح غامض، ولا يمكن ضبطه، فهل سؤال: "هل الله موجود؟" سخيف، وهل سؤال: "هل التهام الأطفال الرضع يحافظ على الشباب" يصنف بأنه مبتذل؟
لا نعلم بدقة ما الذي يحاول غوغل القيام به، لكن دون الأسئلة السخيفة وإجاباته المماثلة في السخافة، لن نتمكن في المقتطف من متابعة عملنا، فمن سيجيبنا مثلاً على سؤال: "هل سوريا بلد أم مخيم أم كارتيل؟". هكذا أسئلة بحاجة لمن يجيب عنها دون أن نعرف اسمه، لأن الذكاء الاصطناعي هنا يحمينا من الاغتيال والتهديد. والأهم، قد يقدم لنا إجابات لا نتوقعها، فحين حاولنا سؤال غوغل عن سوريا، كان أول توقع "هل سوريا محتلة؟". ألا يكفينا هذا التوقع كي نحافظ على الأسئلة السخيفة.
الحكومة اللبنانية تفرض ضرائب على الشمس
قُدِّمَ للحكومة اللبنانية مؤخراً قرار لفرض ضرائب على الشمس، بصورة أدق على معدات الطاقة الشمسية التي تعتبر وسيلة لتجاوز أزمة الكهرباء التي تعيشها البلاد منذ أيام الفينيقيين. قابل اللبنانيون القرار بالسخرية الشديدة، لكن المرعب أن لبنان بلد لا يمكن توقع ما يحصل به، ومن الممكن فرض هكذا نوع من الضرائب، أو احتكار استيراد المعدات من قبل أحد ما في السلطة.
وهنا بالضبط يمكن أن نفهم موقف "المُغامر" الذي اقتحم "فدرال بنك" في لبنان، وهدد العاملين فيه، من أجل أن ينال وديعته، المفارقة، أنه حصل على جزء منها. والأهم أن العنف في هذه الحالة يمكن تفهمه. ولا نقصد العنف الموجه ضد الموظفين، بل ضد المؤسسة نفسها.
والمرعب هنا هو عدم احتكار السلطة للعنف، وتهديد "الأبرياء" من أجل حصول الفرد على ماله يعني أننا أمام "لا سلطة" و"لا دولة"، بل مجموعة بنوك وأشخاص يمتلكون الأموال، يوظفون "أجهزة اللادولة" لتسيير مصالحهم الشخصية.
بالتالي، يجب ببساطة، في حال تم إقرار هكذا ضرائب، الاستمرار بشراء معدات الطاقة الشمسية، وحمايتها بأسلاك شائكة ومجموعة ألغام، بحيث لا يمكن لأحد تفكيكها أو مصادرتها، لأن العنف هنا هدفه "الدفاع عن النفس والحياة".
ملاحظة: كاتب هذه الفقرة يدّعي الضلاعة بالنظرية السياسية، لكن وُجّه تنبيه له بأن ما يكتبه قد يفهم كتحريض على العنف، فأجاب مبتسماً welcome to Lebanon، وغادر مكتب التحرير.
تمكن المقتطف من الحصول على الوثائق التي أخذها ترامب من البيت الأبيض، والمفاجأة كانت أنها لا تتعلق بالأسلحة النووية، بل مخططات لشرق أوسط جديد، وسيناريوهات أفلام إباحية مع مسؤولين عالميين... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
نحو كارثة نوويّة عالميّة
المرعب في الطاقة النووية والأسلحة النووية لا يتعلق باستخدامها لأغراض حربيّة، بل بالحوادث التي قد تؤدي إلى انفجارها، فالخوف حالياً لا يتمثل باستخدام قنبلة نووية، بل قذيفة طائشة قد تضرب مكب نفايات نووية، أو مفاعلاً ما للطاقة، قد يؤدي إلى انفجار سيفني الكثيرين منا.
نعلم أن هذا "حلم" لدى الكثيرين، لكن الحادث واختلافه عن الاستخدام المتعمد للسلاح النووي، أنه لا يمكن توقع نتائجه بدقة، ولا معرفة زمن وقوعه، ولا كيفية تفاديه، ففي حال وقع الأسوأ، وانفجر مفاعل زابوريجيا الذي أصيب بقذيفة روسية، فسيكون الضرر أقوى بعشر مرات من ذاك الذي حصل في تشرنوبل.
لكن ما الذي يمكننا أن نفعله، أنت حالياً كقارئ/ قارئة، وأنا ككاتب/كاتبة لهذه الفقرة؟ نقف مكتوفي الأيدي؟ نصلي؟ ننتظر الفرج؟
قمر صناعي إيراني لأجل البيئة
أطلقت إيران مؤخراً قمراً صناعياً باسم الخيام (لا يمكن تجاهل شعرية أسماء الأسلحة والتكنلوجيا الإيرانيّة)، وبرغم من مخاوف الكثير من الدول أن إيران ستستخدمه للتجسس، سواء لمصالحها الشخصية أو لتقديم معلومات لروسيا التي ساعدتها على إطلاقه، إلا أن الرد الإيراني جاء هادئاً، ومتزناً، فحسب طهران ،القمر الصناعي الجديد هدفه القيام بمهمات مراقبة بيئية.
لا نعلم بدقة أي بيئة تريد إيران مراقبتها: سوريا؟ لبنان؟ العراق؟ خصوصاً أن لا حاجة لأقمار صناعية كي نراقب ما يحصل في هذه البلاد، فصور الدمار والجوع وغياب الخدمات يمكن التقاطها بأي هاتف محمول.
لكن لا نعلم، قد يفعّل القمر الصناعي الإيراني "بخشاً" أسود، قادر على تخليصنا من العديد من المشاكل التي تشهدها المنطقة، عبر امتصاصها حد الفناء تاركاً للطبيعة والبشر حريةَ متابعةِ حياتهم بسلام.
يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...