أعلنت وزارة الصحة الفلسطينيّة، صباح اليوم السبت، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في غزّة إلى 24، بينهم 6 أطفال، وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وجدّدت طائرات الاحتلال قصفها لعدد من الأهداف وسط القطاع المحاصر وجنوبه. وأعلنت الفصائل الفلسطينية إطلاقها عدداً من الصواريخ الجديدة تجاه مستوطنات شمال قطاع غزة، فيما أعلنت "سرايا القدس" الذراع العسكرية لـ"حركة الجهاد الإسلامي" عن قصف المدن والمستوطنات الإسرائيليّة في غلاف غزّة (أسدود، وسديروت، وعسقلان) برشقات صاروخية مكثفة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، عن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، قائلاً إنّ حركة "الجهاد الإسلاميّ" أطلقت 160 قذيفة صاروخيّة باتّجاه إسرائيل، وادّعى أنّ منظومة "القبّة الحديديّة" كانت قد اعترضت 95٪ من القذائف.
وقامت قوّات الاحتلال بشنّ حملة اعتقالات واسعة طالت كوادر من حركة "الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربيّة.
ويُطلق القادة الإسرائيليون منذ أيام تهديدات منها المبطن والمباشر، حول اغتيال قيادات وناشطين من "الجهاد الإسلامي"، إذ ضجّ الإعلام الإسرائيلي بالأخبار والتوقعات حول العدوان المرتقب الذي بدأ عصر الجمعة، 5 آب/ أغسطس باسم "الفجر الصادق"، حسبما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، فإن العدوان الجديد الذي بدأه الطيران الحربي الإسرائيلي يستهدف "الجهاد الإسلامي".
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي أنّ "العمليات العسكرية" التي تم إقرارها، تستهدف بشكل أساسي مواقع وعناصر لـ"لجهاد الإسلامي"، بعدما فشلت، بحسب ادعاءات الجيش، محاولات التوصل لتهدئة مع "الجهاد الإسلامي" عبر وساطة مصرية.
وأوردت السرايا في بيان منشور: "في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء... سرايا القدس تدكّ تل أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ".
وأصيب ثمانية إسرائيليين، نُقل خمسة منهم إلى المستشفى إثر إطلاق صواريخ من قطاع غزّة، حسب بيان لـ"نجمة داوود الحمراء". كما أعلنت بلدية تل أبيب، فتح الملاجئ تحسّباً لأيّ قصف في وقت لاحق.
تتسارع الأحداث والتصريحات، ويرافقها اتّصالات ووساطات مكثّفة، وذلك حسب ما أعلنت وزارة الخارجية المصريّة التي قالت في بيان صحافي "تُجري جمهورية مصر العربيّة اتّصالات مكثّفة على مدار الساعة، بغية احتواء الوضع في غزّة، والعمل على التهدئة والحفاظ على الأرواح والممتلكات".
أصيب ثمانية إسرائيليين، نُقل خمسة منهم إلى المستشفى إثر إطلاق صواريخ من قطاع غزّة، حسب بيان لـ"نجمة داوود الحمراء"
وأصدرت حركة "حماس"، بياناً قالت فيه إنّ "هنيّة أكّد هاتفياً لقيادة المخابرات المصريّة، أنّ الاحتلال وحده مسؤول عمّا يجري في غزّة، ويجب عليه وقف القصف".
وأشارت مصادر صباح اليوم السبت إلى أنّ السلطات المصريّة مستمرّة في محاولاتها للتوصل إلى تهدئة. وقال مصدر أمني مصري: "نأمل التوصل إلى اتفاق من أجل عودة الهدوء في أقرب وقت".
ما قبل العدوان
الجدير بالذكر أن حملة التهديد والتلويح الإسرائيلي قد بدأت، منذ أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قبل أيام، عن حملة اعتقالات واسعة نفّذها الجيش في الضفة الغربية ضد نشطاء حركة "الجهاد الإسلامي"، وعلى إثر ذلك، اتُّخذ القرار بإغلاق مناطق وطرق متاخمة للسياج الأمنيّ مع قطاع غزّة.
كما أُعلن أيضاً عن إغلاق شاطئ زيكيم، ووقف حركة القطارات بين أشكلون وسديروت، وإغلاق معبر "إيرز" أمام حركة العمّال"، كما سيتمّ إغلاق جميع المحاور الزراعيّة غرب طريق 232 وبعض الطرق المؤدّية إليها.
وتلا ذلك، قبل يوم واحد من العدوان على غزّة، تصريح لقائد فرقة غزّة قال فيه "إلى جانب الجهود الدفاعيّة، تقوم فرقة غزّة باستيعاب مزيد من القوات لمواجهة محتملة مع الجهاد الإسلامي، وذلك وفقاً لتقييم الوضع".
وكان من المقرّر، كما أعلن ناشطون فلسطينيون، أن تنطلق عصر الجمعة (قبل العدوان)، حملة احتجاجات واسعة في قطاع غزّة، اعتراضاً على رداءة الأوضاع الاقتصاديّة والضرائب المفرطة التي تفرضها حكومة حماس على المواطنين في غزّة".
الموقف الفلسطيني
فور اندلاع العدوان الإسرائيلي، أصدرت الخارجية الفلسطينية بياناً قالت فيه: "الجرائم الإسرائيلية تمثّل خرقاً للقانون الدولي وانقلاباً على الاتفاقيات الموقعة واستهتاراً بالشرعية الدولية وقراراتها".
واستكملت الخارجية في بيانها "نطالب المجتمع الدولي باتّخاذ ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني من مخالب الجرافات الإسرائيليّة". وحمّلت الخارجيّة الحكومة الإسرائيليّة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الانتهاكات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وكان مستشار الخارجية الفلسطينية قد صرّح أنّ "إسرائيل هي المعتدية، وهي التي ارتكبت الجريمة البشعة اليوم، ومن حقّ شعبنا الدفاع عن نفسه". أمّا الرئاسة الفلسطينيّة، فقد أكّدت في بيان: "نُدين العدوان الإسرائيلي على غزّة، ونطالب بوقفه فوراً، وتحمّل الاحتلال مسؤولية التصعيد الخطير".
وفي بيان لـ"منظمة التحرير الفلسطينيّة"، جاء: "القصف الإسرائيلي لقطاع غزّة جريمة جديدة تُضاف لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضدّ شعبنا".
"الجرائم الإسرائيلية تمثّل خرقاً للقانون الدولي وانقلاباً على الاتفاقيات الموقعة واستهتاراً بالشرعية الدولية وقراراتها"
في أثناء ذلك، صدرت عدّة بيانات عن فصائل فلسطينيّة في قطاع غزّة، كان أبرزها تصريح الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد نخالة الذي قال فيه: "لا مهادنة بعد القصف، وليس هناك خطوط حمراء لدى الجهاد الإسلامي"، وأضاف "نحن ذاهبون للقتال، وتل أبيب ستكون هدفاً لصواريخنا، وعلى العدوّ تحمّل مسؤوليّة عدوانه".
وأكّد المتحدّث باسم حركة حماس: "المقاومة الفلسطينيّة موحّدة ضدّ العدوان الإسرائيليّ، وسترفع التكلفة على حكومة لابيد وغانتس".
أمّا "ألوية الناصر صلاح الدين"، فقالت في بيان "نُعلن حالة الاستنفار في صفوف مجاهدينا للردّ على اغتيال تيسير الجعبري، وعلى جرائم العدو المتواصلة بحق شعبنا". وقال الناطق العسكري لـ"كتائب شهداء الأقصى": "الردّ سيكون بحجم الجريمة، ولن نسمح لعدوّنا بالاستفراد بأيّ من فصائلنا وفرض معادلات جديدة".
ونُشر بيان لـ"كتائب القسّام"، جاء فيه: "ننعي الشهداء الأبرار الذين ارتقوا جراء العدوان الصهيوني، وعلى رأسهم القائد تيسير الجعبري وإخوانه"، وأضاف البيان: "نؤكد أنّ العدو الصهيوني وحده يتحمل كل التبعات والنتائج المترتبة على هذا العدوان الغاشم".
وجاء في البيان الصادر عن الغرفة المشتركة: "ردّ المقاومة قادم وبالطريقة التي تحدّدها قيادة المقاومة"، وأضاف البيان "الغرفة في حالة انعقاد، وتقدّر الموقف بالاشتراك مع الأجنحة العسكريّة كافة"، وتابع "نحمّل العدوّ المسؤولية كاملة عن هذا العدوان، ونؤكد أنّه لن يمرّ مرور الكرام". كما أكّدت "كتائب شهداء الأقصى" في بيانها، "مستمرّون في قصف مستوطنات العدوّ الصهيوني، ولن نقف متفرّجين".
الاحتلال الإسرائيلي يتّجه نحو التصعيد
وادّعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد: "أزلنا اليوم تهديداً ملموساً على مواطني إسرائيل، ولن تسمح الحكومة الإسرائيليّة للمنظّمات الإرهابيّة بفرض جدول أعمال في غلاف غزّة".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "عملية "الفجر الصادق" استهدفت خليّتين لإطلاق صواريخ مضادة للدروع بقطاع غزة كانتا في طريقهما لتنفيذ عمليّة". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إنّ "رئيس الوزراء سيجري تقييماً للأوضاع الأمنيّة في مقرّ الحكومة".
وادّعى مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "تركيزنا فقط على الجهاد الإسلامي، والعمليّة لن تنتهي خلال ساعات".
وفي تصريح لاحق، عاد وزير الدفاع الإسرائيلي ليقول: "من يتحمّل مسؤولية تدهور الأوضاع هو حركة الجهاد الإسلامي"، واستكمل "هذه الرسالة أوصلناها لشركائنا الذين يحاولون التوصل لتهدئة مع قطاع غزّة"، وأضاف "سياستنا واضحة، مفادها أنّ من يهددنا لن يبقى على قيد الحياة".
وحول الهدف من العمليّة العسكرية التي شنّتها قوات الاحتلال، ادّعى أنّ "عمليّة الفجر الصادق ضدّ الجهاد الإسلامي لتحييد التهديد عن سكّان منطقة غلاف غزّة".
وأكّد عدد من النوّاب العرب في الكنيست على إدانتهم للعدوان على غزّة، وسط تحريض دمويّ من حزب "الصهيونيّة الدينيّة" الفاشي بقيادة سموتريتش وبن غفير، اللذين أطلقا حملة تحريضيّة ضدّ رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، والنائبة عايدة توما - سليمان".
وجاء في بيان "الصهيونيّة الدينيّة" المنشور: "الاصطفاف التلقائي لعودة وسليمان إلى جانب العدو أثناء القتال، لا يمكن أن يمر بصمت… في الكنيست الإسرائيلي يجلس طابور خامس ويحرّض على مواطني إسرائيل ودولة إسرائيل".
أمّا النائب في الكنيست، أحمد طيبي، فقد صرّح "الاحتلال بادر بالعدوان على قطاع غزّة المحاصر منذ سنوات". واستكمل "إسرائيل بادرت بقصف غزة بدلاً من التجاوب مع جهود الوساطة المصريّة". وأكّد أنّ "حكومة لابيد تحاول تثبيت أنّها يمينيّة أكثر من نتنياهو، استعداداً للانتخابات".
حكومة لابيد تحاول تثبيت أنّها يمينيّة أكثر من نتنياهو، استعداداً للانتخابات
رافقت هذه الأحداث كذلك، إدانات واسعة على المستوى العربي والدولي، حيث قال المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط إنّ "التصعيد في غزّة خطير، وأدعو جميع الأطراف إلى تجنّب المزيد". وجامعة الدول العربيّة، أصدرت بياناً قالت فيه "ندين العدوان الإسرائيلي على غزة، ونحمّل الاحتلال المسؤولية عن تداعياته وعن الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال"، فيما قالت الخارجية الأردنيّة في بيان "حل مشكلة قطاع غزة يكمن في إيجاد أفق سياسي حقيقي بالعودة إلى المفاوضات لتحقيق السلام العادل"، وقالت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة في بيانها: "الاعتداءات الصهيونيّة على غزّة جريمة ومغامرة استفزازيّة، وإسرائيل تتحمّل مسؤوليتها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع