شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"فشلت مراراً قبل تحقيق الحلم"... قصص ملهمة لعرب جدد منضمّين إلى "موسوعة غينيس"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الخميس 14 يوليو 202206:10 م

بعد تخطيطٍ ناهز العامين، تمكنت الشابة السورية لما زكريا من رسم 4096 دائرة ماندالا بمختلف الأقطار والألوان والزخارف المتنوعة، أكبرها بقطر مترين وأصغرها بقطر 2 سم، محققةً رقماً قياسياً لأكبر عرض ماندالا في العالم بأبعاد 488×488 سم.

وكلمة ماندالا مشتقة من اللغة السنسكريتية (اللغة المستعملة في الطقوس الهندوسية والبوذية)، وتعني الدائرة أو القرص، وهي عبارة عن رموز تعبر عن الدائرة الكونية.

استغرق الأمر من لما (23 عاماً) نحو خمسة أشهر من العمل بواقع ست ساعات يومياً في مرسمها الصغير في قرية دير عطية بريف دمشق باستخدام أدوات تنقيط خاصة وألوان الإكريليك.

ورسمت على ثمانية ألواح متلاصقة، وأنجزت كل منها على حدة، لتبلغ مساحة اللوحة النهائية 25 متراً مربعاً من خشب الـ MDF. علماً أن الطالبة التي تدرس هندسة العمارة بمدينة حمص السورية اعتمدت بشكل أساسي على شبكة الإنترنت كمرجع لها في إتقان رسم الماندالا.

ضمن هذا الإنجاز دخول لما موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأحدث المواطنين العرب على قوائمها. لكن الأشهر القليلة الأخيرة شهدت انضمام المزيد من العرب والعربيات مع الكثير من القصص الملهمة خلف قدراتهم/ ن الإبداعية. نتعرف على بعضٍ منها في هذه السطور.

شابة سورية ترسم 4096 دائرة ماندالا، و"روائية" سعودية بعمر الـ12 عاماً، وعراقي يُوازن "سبع حبات شوكولا"، وسوداني يحترف الكرة بـ"ساق خشبية"... أحدث العرب المنضمين لموسوعة غينيس

"الروائية الطفلة المعجزة"

بعمر 12 عاماً و295 يوماً، أصدرت السعودية ريتاج الحازمي ثلاث روايات طويلة هي: "كنز البحر المفقود" و"بوابة العالم الخفي"، كلتاهما في عام 2019، و"ما وراء عالم المستقبل" عام 2020، مسجلةً اسمها كأصغر كاتبة روائية في العالم. الطفلة التي لا يتجاوز عمرها 13 عاماً الآن، تعكف على كتابة رابع رواياتها بعنوان "العبور إلى المجهول".

بدأت قصة نبوغ ابنة مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية في المملكة في سن السابعة حين بدأت بالتردد على المكتبات العامة في بلدها، لتشرع بعدها بفترة وجيزة في كتابة قصص قصيرة تطورت لاحقاً إلى كتابة الروايات بفضل مجموعة من ورشات الكتابة.

الفتاة التي تتحدث العربية والإنجليزية وتتعلم اليابانية، تسوّق رواياتها عبر متجرها على الإنترنت ومتاجر أخرى فعلية ورقمية، أملاً في مساعدة الأطفال على استكشاف عوالمهم والتفكير بشكل أكثر ابتكاراً.

تقول ريتاج: "كوني أصغر روائية قصصية في العلم باعتراف غينيس للأرقام القياسية يجعلني فخورة… هدفي أن أشجع الشباب على مواجهة التحديات والمصاعب في حياتهم".

مصري يدخل التاريخ بساق واحدة

تعرّض الشاب المصري عمر حجازي إلى بتر قدمه اليسرى في أحد مستشفيات القاهرة عام 2015 حين كان بعمر الـ25، إثر حادثٍ مروري قرر ألا يقف في طريق تفوقه. حقق الشاب المصري رقمين قياسيين عالميين أدخلاه موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وهما: أطول مسافة سباحة بنفس واحد (56.48 متراً)، وأطول مسافة سباحة بنفس واحد باستخدام الزعانف (76.7 متراً)، وكلاهما عن تصنيفات البتر الأحادي فوق الركبة.

علاوة على ذلك، عبر حجازي خليج العقبة سباحةً، وقطع المسافة بين طابا في سيناء وحتى أهرامات الجيزة على دراجة هوائية. وهو الذي يعمل حالياً كمتحدثٍ ملهم يساعد الناس في التغلب على صعوبات حياتهم.

بعد أشهر من التدريب، نجح شاب عراقي في موازنة سبع حبات شوكولا فوق بعضها البعض مسجلاً رقماً قياسياً عالمياً لـ"أطول برج من حبات إم آند إمز". كان الأمر محل تنافس محتدم منذ 2016

يقول حجازي: "وجدت حرية مطلقة داخل الماء لا تقيدها أي صعوبات أعيشها بقدمٍ واحدة، فقررت أن أدون اسمي في التاريخ من خلال رقمٍ قياسيٍ عالمي. آمل أن تكون إنجازاتي في ‘غينيس‘ مصدراً للإلهام، وأن تصل رسالتي إلى ملايين الناس الذين يعانون بصمتٍ حول العالم".

سوداني يحترف الكرة بساق خشبية

في عمر السادسة، وخلال عودته للمنزل في أحد أيام عام 1986، تعرّض السوداني رمضان رحمة لحادث دهس تركه على فراش المستشفى لأكثر من عام. نجح الأطباء في الإبقاء على قدمه اليسرى بينما بتروا اليمنى. 

حاول رحمة لاحقاً تعويض ما فاته دراسياً، فحصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة والتجارة ودبلوم في البنوك. وعمل لاحقاً في بعض البنوك ثم في شركة خاصة. لم تكن تلك الإنجازات كافية لإشعاره بتغلبه على إعاقته.

قرر رحمة، بقدمه الخشبية وعزيمته التي تُشبه الفولاذ، أن يُصبح لاعب كرة قدم، بل ويحفر اسمه في التاريخ برقم قياسي عالمي لأكثر عدد ضربات جزاء خلال ساعة في تصنيفات البتر الأحادي فوق الركبة. سجّل رحمة 365 ركلة احترافية خلال ساعة.

كان لافتاً أن إعاقة رحمة تحولت إلى منحة وساعدته في تحقيق هذا الإنجاز إذ تأثرت قدمه اليسرى بالحمل المضاعف وأخذت تتقوس إلى جهة اليمين، ما جعله يسدد الركلات بطريقة مميزة ويسجل الأهداف القياسية على طريقة الفرنسي زين الدين زيدان.

يقول ابن الـ42 عاماً: "لم أكن جيداً في البداية، لم أعرف حتى قوانين هذه اللعبة. كنت أعتقد بأن الركل عشوائيٌ في أي مكان. اليوم، أصبحت هدافاً. أصبح عقلي وجسدي وحتى من حولي أكثر قبولاً لواقعي"، مردفاً بأنه بات ممتناً لكل شيء بما في ذلك "الحادث وأسوأ لحظات حياتي التي جعلت مني رياضياً عالمياً".

فتى بحريني بعقل مبهر 

حقق البحريني آدم سعيد ثلاثة أرقام قياسية مبهرة في بالجغرافيا والألعاب والمهارات العقلية تتعلق بالحفظ وسرعة الأداء والذكاء بعمر 16 عاماً فقط.

الفتى الذي يدرس الجغرافيا في مدرسة سانت كريستوفر البحرين، كان قد بدأ الاطلاع على الخرائط والكتب الجغرافية في الرابعة من عمره. وسرعان ما امتد شغفه ليشمل حدود الدول وعواصمها وعملاتها المختلفة.

عام 2021، بدأ آدم تسجيل الأرقام القياسية على الموسوعة العالمية لأول مرة قبل أن يعود ويحطمها هو نفسه بعد بضعة أشهر.

والأرقام القياسية الثلاثة المسجلة باسمه هي: 

- أسرع وقت لتحديد جميع الأعلام الوطنية (خلال 4 دقائق و6 ثوانٍ).

- أكثر عدد عملات يتم تحديدها خلال دقيقة (61 عملة).

- أكثر عدد دول يتم تحديدها من شكل مخطط الخريطة خلال دقيقة (85 دولة).

تعقيباً على هذا الإنجاز يقول: "أخبروني بأنني جيدٌ للغاية في مجال الجغرافيا، وأن شغفي بالخرائط والأعلام قد يقود إلى حد توثيقها بشكل رسمي عن طريق كسر رقم قياسي عالمي… أن أحقق ثلاثة أرقام قياسية هو شعور رائع يصعب وصفه".

قصة نبوغ بدأت بالتردد على المكتبات العامة… #السعودية ريتاج الحازمي تُصدر ثلاث روايات طويلة بعمر 12 عاماً و295 يوماً، مسجلةً اسمها كأصغر كاتبة روائية في العالم

صبر عراقي على "الإم آند إمز"

بفضل أشهر من التدريب وصبر طويل، نجح العراقي ابراهيم صادق (29 عاماً) في موازنة سبع حبات شوكولا فوق بعضها البعض مسجلاً رقماً قياسياً عالمياً لأطول برج من حبات إم آند إمز في العالم.

إنجاز قد يعتبره البعض "تافهاً" أو "يسيراً"، وربما ليس إنجازاً حتى. لكن هذا الأمر كان محل تنافس محتدم منذ عام 2016 حين تمكن إيطالي يُدعى سلفيو سابا من موازنة أربع حبات فوق بعضها البعض. 

ظل الرقم عصيّاً حتى عادله الأسترالي بيرندان كيلبي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020. ثم كسره المهندس البريطاني ويل كاتبيل بموازنة خمس حبات. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2021، عاود الأسترالي كيلبي كسره بموازنة ست حبات فوق بعضها.

علاوة على "برج الإم آند إمز"، يحتفظ صادق، الذي بدأ رحلته في موازنة الأشياء قبل ستة أعوام، برقم قياسي آخر لأكثر عدد من البيض المتوازن على ظهر الكف.

وعن مهارته يقول: "أعتمد على تركيز مزدوج من العقل والجسد، إلا أن الناس يحبون وصف ما أفعله على أنه منافٍ لقواعد الجاذبية الأرضية"، متابعاً "يمكنني موازنة أي شيء تقريباً، إلا أن أصعب ما يمكن موازنته هو الأشياء الخفيفة أو التي تحتوي على سائل داخلها نظراً لطبيعة السائل التي يتغير فيها مركز ثقل الأشياء".

يُشار إلى أن العديد من العرب يتفوق في هذا المجال. على سبيل المثال، أطول برج من البيض المتوازن فوق بعضه (4 بيضات متوازنة طولياً) مسجل باسم اليمني محمد مقبل.

كويتي أصغر متسلق للقمم البركانية السبع

في عمر الـ24 عاماً، بات المغامر الكويتي يوسف الرفاعي الشخص رقم 24 الذي ينجح باستكمال رحلة شاقة للغاية ويحقق رقماً نادراً كأصغر رجل يقوم بتسلق القمم البركانية السبع. حقق 26 شخصاً فقط هذا الرقم، يوسف أصغرهم على الإطلاق.

استطاع يوسف رفع علم الكويت في جميع قارات العالم خلال رحلته التي استغرقت نحو ستة أعوام، بدأت من تانزانيا برحلة سياحية إلى جبل كلمنجارو في 30 كانون الأول/ ديسمبر عام 2015. وانتهت بجبل سيدلي في القارة القطبية الجنوبية نهاية 2021.

يقول: "ما دفعني لتحقيق هذا الإنجاز هو تحدٍ سمعته بأنني ابن الصحراء، ولن يكون بإمكاني تحمل مشاق رحلة في مناخات مختلفة. رسالتي إلى كل من يطارد أحلامه حول العالم أن يقرأ قصتي وكيف فشلت مراراً قبل تحقيق الحلم، وأقول لهم بأن المستحيل سيجد طريقه نحوهم يوماً ماً".

إلى ذلك، يباشر الشاب الكويتي العمل على تحدٍ جديد يتمثل في قطع أكبر صحارى العالم انطلاقاً من الربع الخالي في الخليج وعبر خط سير جديد يقول إنه لم يسبقه أحد في عبوره.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard