في إطار مبادرته الخيرية "إنسانية ملهمة"، أعد الرسام البريطاني ساشا جفري أكبر لوحة قماشية "توال" في العالم، وكان يطمح إلى أن تجني 30 مليون دولار أمريكي يُخصصها لدعم الأطفال المتضررين من جائحة فيروس كورونا المستجد، لكنه فوجىء ببيعها بضعفَي المبلغ، إذ جرت المزايدة على اللوحة حتى وصلت إلى 62 مليون دولار.
عكف الفنان البريطاني على رسم لوحة "رحلة الإنسانية" على مدى سبعة أشهر، مخصصاً لها نحو 20 ساعة عمل يومياً، واتخذ من قاعة للرقص في منتجع أتلانتس بدبي أستديو للعمل، وعلّق اللوحة بعد الانتهاء منها في الأستديو نفسه، بعدما احتجزته جائحة كورونا في دبي بسبب قيود السفر.
بلغت مساحة لوحة "رحلة الإنسانية" 17000 قدم مربع، أي ما يعادل مساحة أربعة ملاعب كرة سلة بالحجم المعتاد تقريباً.
ومن المقرر التبرع بعائدات بيعها إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومؤسستي "غلوبال غيفت" و"دبي العطاء" الخيريتين. وذلك لإنفاق المبلغ على برامج التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي والاتصال الرقمي المخصص للأطفال.
استخدم ساشا التجريد والرش بالفرشاة في أسلوب وصفه بـ"الواقعية السحرية"، لافتاً إلى أنه حرص على تقسيم اللوحة أربعة مقاطع متصلة، يمثل الجزء الأول منها "روح الأرض"، وتمثل الأجزاء الثلاثة الأخرى الطبيعة والإنسانية والكون الأوسع، وكان ينوي بيع كل مقطع على حدة، إلا أن رجل أعمال فرنسياً مقيماً في دبي كان له رأي آخر.
رسام بريطاني أعدها ورجل أعمال فرنسي اشتراها من أجل "الإنسانية"… أكبر لوحة قماشية في العالم تُباع بسعر قياسي في مزاد خيري بدبي
المشتري
وكما أن رحلة إعداد اللوحة وعملية بيعها تقف خلفهما دوافع إنسانية نبيلة، كانت الدوافع ذاتها حاضرة بالنسبة للمشتري، وهو رجل الأعمال الفرنسي المقيم في دبي أندريه عبدون.
قال عبدون لوسائل إعلام إماراتية إنه اختبر الجوع وعاناه في طفولته، وإن كان "غنياً بحب عائلته"، معتبراً هذا الدافع وراء حماسه لشراء اللوحة التي يخصص عائدها للأطفال المعوزين والمتضررين من كوفيد-19.
وأضاف عبدون: "لطالما حلمت بتقديم شيء مميز للأطفال في العالم، وبعد أن تحدثت مع الفنان ساشا لمست مدى عشقه لهذه اللوحة والجهد الذي كرّسه لتنفيذها". وروى أن اللقاء الأول بينه وبين ساشا كان في غاليري بباريس، قبل أن يجتمعا ثانيةً في دبي عبر صديق مشترك ويحدثه ساشا عن اللوحة.
وقسم ساشا لوحته 70 جزءاً، آملاً أن تجمع 30 مليون دولار. لكن عبدون طلب شراء جميع الأجزاء بـ228 مليون درهم إماراتي (62 مليون دولار) خلال المزاد الخيري الذي نُظم في دبي، الاثنين 22 آذار/ مارس.
لأجل "إعادة بناء الكوكب المحطم من خلال قلوب أطفال العالم وعقولهم ونفوسهم"، رسم البريطاني ساشا جفري لوحة "رحلة الإنسانية" التي خُصص عائد بيعها - 62 مليون دولار- للأطفال المتضررين من الوباء
وأكد عبدون أن "الجهد والحب" اللذين وضعهما ساشا في اللوحة كانا "مذهلين للغاية".
عن اللوحة وصاحبها
بشكل غير متوقع، أصبحت لوحة ساشا ثاني أغلى لوحة تُباع في مزاد لفنان على قيد الحياة في العالم. وسبق أن حجزت المركز الأول ضمن موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كأكبر لوحة مرسومة على القماش في العالم.
علاوة على اللوحة، باع ساشا ملابسه التي عمل بها على رسم اللوحة، و40 من فراشي الرسم التي استخدمها في إعدادها، وهذه حصدت أيضاً سعراً قياسياً غير متوقع: 140 ألف دولار للملابس، و120 ألف دولار للفُرَش
أما أغلى لوحة لفنان على قيد الحياة فقد بيعت في وقت سابق من الشهر الجاري، وهي لوحة "Everydays: The First 5000 Days" وتمثل أول عمل فني افتراضي يباع بطريقة NFT "رمز غير قابل للاستبدال أو النسخ" وقد بيعت بـ69 دولار خلال مزاد عبر الإنترنت أجرته دار "كريستيز". والفنان صاحب العمل هو مايك وينكلمان، الذي يُعرف بـ"Beeple".
وأطلق ساشا مبادرته الخيرية العام الماضي بالتعاون مع "دبي العطاء" ومنتجع أتلانتس النخلة في دبي. وقد وصف شعوره بعد بيع لوحته الخيرية بهذا المبلغ القياسي، بأنه شعور بالإنجاز "الأهم والأبرز في حياته"، مشدداً على أن تلك "لحظة من أجل الإنسانية".
وأضاف: "لا أعرف إن كنت فعلاً الفنان الوحيد على قيد الحياة الذي حقق عمله هذا السعر، لكنني بالتأكيد أحد هؤلاء الفنانين، وهذا يشعرني بالسعادة والفخر. في الواقع، الرقم لم يكن متوقعاً، لكنه يؤكد على رسالة الإنسانية التي هدفت لها اللوحة، فالمبلغ سيغير حياة آلاف الأطفال، وستصل الرسالة إلى كثيرين".
وأوضح ساشا أنه حدد منطقة الشرق الأوسط لإطلاق مبادرته حيث العديد من اللاجئين، وأمل أن تُسهم مبادرته في "إعادة بناء الكوكب المحطم من خلال قلوب أطفال العالم وعقولهم".
علاوة على لوحته العملاقة، باع ساشا في المزاد الخيري، ملابسه التي عمل بها على رسم اللوحة، و40 فرشاة استخدمها في إعدادها. وحصدت تلك العناصر الفنية أيضاً سعراً قياسياً غير متوقع، 140 ألف دولار للملابس، و120 ألفاً للفُرَش.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 22 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع