هل من ديّة لإنقاذ قاتل؟
بعد إدانة قاتل نيرة أشرف والحكم عليه بالإعدام، بدأت أصوات مختلفة تعلو في سبيل دفع ديّة نيرة، وإنقاذ قاتلها الذي لن نذكر اسمه من حكم الإعدام، الأمر لم يتوقف عند الشخص الذي ظهر علينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي داعياً إلى الصلح والصفح، واستعداده لدفع ديّة نيرة وإنقاذ قاتلها من حبل المشنقة، إذ تكرر الأمر في مصر، حيث طالب محامي قاتل نيرة نفسه بذات الشأن، وأن حياة نيرة لا تعلو قيمتها على حياة أحدهم.
نحن هنا أمام معضلة قانونية وأخلاقية على عدة مستويات، أولا نحن ضد عقوبة الإعدام، أيضاً، الدية مفهوم قانوني قائم، و يرتبط أحياناً بالحق العام، لكن، الجريمة شنيعة، ولا يمكن تجاهلها و جيّشت الناس عاطفياً، فهل نقبل تغليظ العقوبة على القاتل تهدئة للأنفس، أم الصفح والديّة؟
الإشكالية أن النظام القضائي في مصر (وفي العالم العربي بشكل عام) لا يتمتع بالمصداقية الكافية، ناهيك أنه لابد من التأديب والردع فيما يخص قتل النساء، بالتالي نحن أمام معضلة، لا نمتلك حقيقة إجابة شافية لها، هل ندافع عن "القضاء" وحقوق الفرد؟ أم نستثني قتلة النساء و نغلظ العقوبة ضدهم لردع الباقين (التقنية المستخدمة في القانون الدولي)؟
نمتلك حلاً شعرياً هنا، إن كان تغليظ العقوبة بحق القاتل سيدفع الباقين للتفكير مرتين، فلتكن العقوبة شديدة، أما في حال لم يتغير شيء، لابد من تغيير كل المقاربة، أنظمة عقاب جديدة، ذات أثر يشبه العدوى، تنتشر بين الناس ليكون المُعاقبْ عبرةً للآخرين.
سوق السرقة الفنية في مصر فرصة سانحة لجميع الحالمين بالكسب السريع والشهرة، ولا بد من التوجه إلى هناك وطباعة أكبر عدد ممكن من اللوحات المشهورة وبيعها على أنها أصلية، كونه لا حقوق ملكية ولا احترام للجهد الفنيّ... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
تاريخ مختصر للفساد والوسائط والمحسوبيات للفن في مصر
هل من إهانة لمن يدّعي أنه فنان أشد من أن يتم تمزيق أعماله في مكان عام، لا من قبل مخربين أو ناشطين أو فناني أداء، بل من قبل موظفي وزارة النقل، والسبب لا خدش الحياء، أو الرداءة، بل السرقة، هكذا يمكن تلخيص ما حدث مع غادة والي، التي بدأت الاتهامات تطالها بسرقات أخرى. لا نمتلك ما نقوله تجاه ما حدث، لأن يكفي أن نشهد تمزيق البوسترات، لا اللوحات الجدارية، كي نشعر بالرضا، نوع من العدالة المتأخرة، لكنها تفرح القلب وتشفي غليل كل من سرقت والي منهم.
لم يتوقف الأمر عند والي، فالبنك المركزي المصري نفسه متهم بالسرقة، فالعملة البلاستيكية الجديدة يقال إنها مستنسخة من الجنية الإسترليني، أما العملة المعدنية فتحوي على أحد أوجهها لوحة للفنان وليد ياسين استخدمت دون إذنه.
ما سبق يعني أننا أمام تحول جديد في سوق الفن، فمصر مساحة استثناء، لا حقوق ملكية فيها ولا احترام لجهد الفنانين، وهذه فرصة عمل لا يمكن تفويتها، ندعو كل المارقين والرومانسيين المبتذلين والمُلهمين التوجّه إلى مصر والعمل هناك، واستخدام كل ما يظنونه من بنات أفكارهم وأبنائها في لوحات، وبوسترات، وعُملات، وأفلام، دون الخوف من الاتهام بالسرقة أو التقليد، فمصر السيسي جنة مشاعية الفن، لا أحد يمتلك شيئاً، لا أفكار ولا أعمال ولا لوحات، فهلمّوا، اسرقوا من الفن العالمي و توجهوا لمصر، فهناك تنتعش مهنة الفنان المُلفق، ذاك الذي لا يهتز له جفن و هو يشرح لنا مراحله الحمراء والزرقاء والتكعيبية التي مر بها خلال بضعة أشهر عوضاً عن سنوات كحال بيكاسو.
الميتا-حج
كل عام تبهرنا المملكة السعودية بتكنولوجيات الحج الجديدة، بطاقات ذكية، روبوتات للتنظيف، روبوتات للتوجيه، وغيرها من كل ما لا يتفق مع مفهوم الحج، أو التقشف المرتبط به، لذا حرصاً منا في المقتطف عن تجارة الحج، وإثلاج قلوب الحجاج، نقترح توظيف التكنولوجيا التالية:
"انتشار "أعمق صورة للكون" يحفز المخيلة ويدفعنا للتفكير بالتقاط صورة لأعمق نقطة في حلقوم السياسيين، لتحديد النقطة التي ينطلق منها كذبهم، علّنا نتمكن من استئصالها
1- سرب من الدرونز يقوم بالطواف حول الكعبة، يمكن للحاج أن يجلس في البرج المطل على الحرم المكي، والتحكم به ليقوم بالطواف عنه بينما هو يراقب من أعلى.
2- شريط دائري يحيط بالكعبة ذاتها، يشبه الدرج المتحرك، لكنه يدور من تلقاء نفسه، يمكن للحاج أن يقف عليه ليقوم بالطواف تلقائياً بينا يلتقط صور سيلفي براحة ضمير.
3- هولوغرام من أجل الرجم يوظف تقنيات نينتندو Wii، ليكون الأمر أشبه بلعبة فيديو، بذلك يتم توفير الحصى، والتقليل من الازدحام، وإتاحة Highscore، يمكن للحجاج التنافس فيما بينهم واستعراض قدرتهم على رجم الشيطان.
عن المنع والمنع والمنع
الواضح أن أنظمة الرقابة في العالم العربي تمر بصحوة في الضمير، إذ أصبحت تعمل في سعي محموم لحماية الأسرة العربية والطفل العربي، وصونهما من كل ما يمكن أن يهدد "أخلاقياتهما" العالية، والأهم بدأت الحرب على المثلية والمثليين ورموزها وكأنها أصل المشاكل التي تمر بها المنطقة، إذ منع فيلم "باز السنة الضوئية" في عدد من الدول، ويبدو أن فيلم Minions أيضاً سيواجه ذات المصير في لبنان.
لا نعلم ما الذي يمكن قوله، هكذا سلوك من قبل دول ومؤسسات ليس من السهل التصدي له، ويبدو شديد الخطر، كونه يمثل موقفاً رسمياً تمييزاً ضد المثليين، لكنه في ذات الوقت ساذج وطفولي، فهل المنع فعلاً سيمنع الكبار والصغار، الكارهين والمحبين من متابعة الأفلام، هل يظن "هؤلاء" أن المنع من الصالات سُيدخل الفيلم في غياهب النسيان، هل من داع لتكرار الكلام النظري عن سخف المنع والتحيز وغيره، لا، لنكن أكثر براغماتية وأشد عملياتية في مواجهة المنع، لذا نقترح حلين لهذه المشكلة، وذلك لإغاظة المحافظين، وذوي الشروج المتشنجة.
الحلّ الأول، أن نخاطب شركات الإنتاج الأصلية، ونطلب منها أن تتيح مشاهدة هذه الأفلام مجاناً على منصاتها في العالم العربي، بحيث يتمكن كل من يمتلك شاشة وإنترنيت من مشاهدتها متى يريد وأينما يريد.
الحل الثاني، نطلب من كل قراصنة الأفلام في العالم العربي أن يكثفوا جهودهم (لا نقول إنهم مقصرون أبداً)، وأن يقرصنوا كل هذه الأفلام التي يظن البعض بسذاجة أن منعها سيحرم المشاهدين منها، وأن يتيحوها بصورة أسهل للمتابعين، دون الغوص في دوامة الإعلانات، والتأكيد أنها ممنوعة حين مشاركتها مجاناً، وذلك كي تحصل على مشاهدات أكثر.
الصمت المحيط بسوق العملات الرقمية بعد انهياره مريب، نطلب من مضاربي الكريبتو التكرم علينا وشرح ما يحصل، كي نحدد بدقة، هل ندفع أجرة المنزل، أم نشتري المزيد من العملات؟ عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
تزوج تمساح لأجل المطر
انتشر مؤخراً خبر (ليس الأول من نوعه لكنه أول ما وقعت أعيننا عليه)، عن عمدة في بلدة مكسيكية تزوج من "تمساح" في إحياء لتقليد قديم، الهدف منع جلب الحظ السعيد واستجلاب المطر، لن نحاول السخرية من الطقوس التقليدية، من نحن لنسخر منها، في بلادنا، هناك من يدهن أطفالاً بالوطاويط، ومن يشرب بول البعير... الخ، لكن حرصاً منا على الحظ السعيد لبلادنا، وتوريط الطبقة السياسية في طقوس مبتدعة علها تحل المشاكل التي نواجهها، نقترح التالي:
1-إقناع الرئيس الاستثنائي قيس سعيد بتحنيّة حاجبيه ووضع تاج على رأسه عله يكتشف أنه ما يقوم به مسرحية ديكتاتورية، ويعيد البلاد إلى حالها قبل أن تدخل نفق الديكتاتورية.
2- العمل على جعل بشار الأسد يرتدي بيجامة رياضة، ويطول شاربيه، والأكل أكثر لامتلاك كرش، كي نتعامل معه كرئيس كارتيل لا رئيس دولة، ما يسهل التخلص منه.
4- التعاون مع عبد الفتاح السيسي لحثّه على إطالة ذقنه ولبس الجلابية (أو طقم رسمي) وحمل مسبحة والتحول إلى داعية يمتلك قناة يوتيوب، أفضل من أن يستمر في دوره كرئيس جمهورية.
أعمق صورة للكون
كل فترة نحاول تجاهل أخبار ناسا والفضاء الواسع، حرصاً منا على عدم الوقوف بوجه التطور العلمي، لكن الأمر لم يعد يحتمل، إذ نشرت ناسا مؤخراً صورة التقطها تلسكوب جيمس ويب تحمل عنوان "أعمق صورة للكون".
بينما يجلس محرر هذه الفقرة في مكتبه الذي لا يحوي مكيفاً، وهو يختبر درجة حرارة 32 مئوية، ومهدد بالاعتقال، وخائف من أنفلونزا القرود، تأمل بالصورة، وأضواء النجوم فيها، وحاول التحليق بخياله المتواضع، لكنه عجز عن الارتفاع، لم يجد أي أهمية للصورة، بحث أكثر عن الموضوع وقرأ بعض النصوص العلمية وأخرى أدبية عن هكذا اكتشاف، لكن صديقته أرسلت له رسالة تهدده بأنها ستتركه إن لم يشتد ويصبح رجلاً يتحمل المسؤولية، فعاد للتأمل بالصورة، وغرق في الصمت، وخطرت له استخدامات أخرى للتلسكوب، القادر على التقاط أعمق الصور، ماذا لو استخدم لالتقاط صورة لأعمق نقطة في دماغ وزير الكهرباء، للكشف عن سبب السرقات التي يقوم بها، ما الذي يحدث بدقة في دماغه عندما يحرم الجميع من النور؟ بماذا يحلم؟ خطر له أيضاً التقاط صورة لأعمق نقطة في جوف الأرض، علها تحوي كنزاً ما، يتمكن هو من السطو عليه والتحول إلى مليونير ينافس إيلون ماسك في عدد الأطفال. وأخيراً خطر له، التقاط صورة لأعمق نقطة في حلقوم أي سياسي ليكتشف بدقة النقطة التي ينطق منها الكذب، وما هي خصائصها، وما هي أبرز التقنيات المتوافرة لاستئصالها؟
هل نرتد عن دين الكريبتو؟
لا نعلم عدد الأشهر التي مرت ورواد الكريبتو والمؤمنين بالخلاص الرقمي يغرقون في صمت مريب، لا يتسرب منهم إلا تعليقات خجولة ودعوات سرية تتردد هنا وهناك على أمل انتعاش السوق، الذي انهار أمام أعين الجميع، دون أن ينطقوا بكلمة، عكس ما كانوا عليه العام الماضي من عنجهية وعلنيّة مفرطة، وكأن نبوءات العالم الرقمي عمرها قصير، وتثبت فشلها بسرعة تفوق آلاف المرات النبوءات التقليدية عن نهاية العالم الذي نعرفه.
نطلب هنا في المقتطف من أنصار الكريبتو أن يتحدثوا، أخبرونا ماذا حصل؟ أين أموالنا؟ هل هناك احتمال لعودتها؟ هل نشتريNFTs أكثر، أم نشتري من الأزياء الرقمية التي طرحها مارك زوكربيرج مؤخراً؟ أنجدونا بنبوءاتكم، كيف نعلم مصير ما تبقى مما نمتلكه من العملات الرقمية، هل ننسى أمرها، أم نشتري أكثر، أم نتوجه إلى الرهانات الرياضية أملاً بالربح السريع؟
لا يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 5 ساعاتالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت