شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"هوموفوبيا علنية"... حملة "فِطرة" الإلكترونية لـ"التوعية" ضد المثلية الجنسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والميم-عين

الأربعاء 6 يوليو 202212:34 م

"كلنا هدفنا واحد... وكمان دلوقتي رايتنا بقت واحدة"، هذا هو الشعار الذي ترفعه حملة "فِطرة" الإلكترونية التي يزعم القائمون عليها حمل راية "التوعية ضد الشذوذ والأفكار الخبيثة"، ويتهمها مدافعون عن حقوق الإنسان بالتحريض ضد المثليين/ات وترويج خطاب الكراهية والأفكار المغلوطة ضدهم/نّ.

الحملة التي انطلقت في 22 حزيران/ يونيو المنقضي، عبر حساب ومجموعة في فيسبوك، أوضحت أن هدفها هو أن تصبح "راية أو علم لكل اللي حابب يعلن عن رفضه لكل الحملات والأفكار الخبيثة الموجهة والمدعومة بشراسة… نستخدمها بكثرة في شهرهم اللي مسمينه شهر الفخر وكمان كل الأوقات".

لكنها باتت أكثر رواجاً خلال الساعات الماضية مع نحو 150 ألف معجب/ة بحساب الحملة، ونحو 180 ألف متابع/’ له، وقرابة 90 ألف مشروع ونشاط في تخصصات مختلفة يرفع شعارها، ونحو 16 ألف عضو للمجموعة، حتى كتابة هذه السطور. علماً أن الأعداد تقفز بوتيرة سريعة جدًّا.

تحذّر من أن "أطفالنا مستهدفون" من الغرب... ناشطون يطلقون حملة #فِطرة الإلكترونية بهدف "مقاومة المثلية" و"محاربة الشواذ"، وناشطو مجتمع الميم عين يردون: تمثل غباء الهوموفوبيك في تجاهل الواقع

"هجمة مضادة"

عبر وسوم كثيرة، منها #انشر_فِطرة و#فطرة و#Fetrah، أشاد مئات الأشخاص بالحملة التي انطلقت من مصر ولاقت استحساناً في دول عربية أخرى، واعتمدت اللونين المشهورين بأنهما يرمزان للذكورة والأنوثة الأزرق والوردي في علمها.

فاعتُبرت "فكرة جميلة وهجمة مضادة ضد الفكر غير السوي" و"حملات المسخ البشري" الغربية وبمثابة "رجوع للفطرة والتوازن الطبيعي اللي ربنا خلقه". وأطلق مؤيدوها عبارات تحذيرية على غرار: "في العالم جنسان فقط ذكر وأنثى، وما سواهما هو شذوذ وانحلال أخلاقي" و"أولادنا مستهدفون". وتوعدوا: "راية فطرة ستواجه راية الشذوذ" و"مواجهة الفكر الخارجي والدخيل وعكس الفطرة بالفطرة السليمة".

وشاركت حسابات الحملة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة عبارات تحريضية، منها: "الشذوذ انحطاط مرفوض" و"مقاومة المثلية واجب إنساني قبل أن يكون فرضاً دينياً" و"علّموا أبناءكم أننا مسلمون ويجب علينا محاربة الشواذ". ودعت إلى تطبيق العقوبات الصارمة ضد كل من "يروج للإباحية ويرتكب فعل اللواط أو الفجور".

"مجموعة من كارهي مجتمع الميم عين بيحاولوا يروجوا كراهيتهم"… توعد القائمون على حملة #فِطرة ومؤيدوها بأن تكون "راية فطرة ستواجه راية الشذوذ". أعداد المشاركين في الحملة تتزايد بسرعة كبيرة

"هوموفوبيا علنية"

على الجانب الآخر، انتقد ناشطون مدافعون عن حقوق مجتمع الميم-عين الحملة ومنشوراتها "الهوموفوبيك"، قائلين إنها تمثل "تحريضاً علنياً وصارخاً" ضد أفراد مسالمين، معتبرين أنها، تروج للخرافات ضد المثلية الجنسية دون وعي أو بحث.

ووصف معلقون القائمين على الحملة والمؤيدين لها بأنهم "مجموعة من كارهي مجتمع الميم-عين بيحاولوا يروجوا كراهيتهم"، مع سخرية من فقر الإبداع لدى القائمين على المبادرة بإعادة تدوير علم العبور الجندري، بحذف رموز الجنس وتغيير اتجاه ألوانه، وتذكير بأن الحملة سبق أن اتخذت علم الشمولية الجنسية (Pansexuality) رمزاً لها قبل أن تتراجع إثر انتقادات عدّته من أعلام الفخر.

وعقّب حساب "مجتمع الميم العربي" الذي يتابعه أكثر من 70 ألف شخص في تويتر على منشورات الحملة بأنها "تمثل غباء الهوموفوبيك في تجاهل الواقع".

في حين كتب أمير: "صار للهوموفوبيا علم يا جماعة… عاملين حملة اسمها #فطرة ع الصفحات المصرية ضد مجتمع الميم-عين. ما بعرف إذا للأسف أو لحسن الحظ أنو في أسماء وشخصيات وشركات وصفحات عم بتشارك فيها بشكل وقح، يعني هوموفوبيا علنية".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image