شنّ معلقون عرب نشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً على "مسجد ليبرالي" في ألمانيا رفع علم المثليين على جدرانه الخارجية، دعماً لهم تحت شعار "الحب حلال"، واتهموه بـ"تشويه الإسلام".
وعقب صلاة الجمعة 1 تموز/ يوليو، رفع عدد من أئمة مسجد ابن رشد-غوته في برلين علم قوس القزح دعماً لأفراد مجتمع الميم عين المسلمين لمناسبة شهر الفخر في حضور عدد من المشرعين والمسؤولين عن الثقافة وجمعيات حقوق المثليين في ألمانيا. علماً أن المدعوين ارتدوا شارات تحمل عبارة "الحب حلال" التي توسطت العلم المرفوع على المسجد باللغتين العربية والألمانية.
"إيجاد مكان للدين في مجتمعات المثليين"
تعقيباً على الحدث، قالت الكاتبة الألمانية من أصول تركية سيران أطيش، مؤسسة المسجد، إن هذا الحدث "مهم للغاية" إذ "يُظهر أنه لا يتعين على أفراد مجتمع الميم عين المسلمين الاختيار بين إيمانهم وهويتهم الجنسية، وإنما يتم قبولهم على هذا النحو، كما هم".
لأنه "لا يتعين على أفراد مجتمع الميم عين المسلمين الاختيار بين إيمانهم وهويتهم الجنسية"... "مسجد ليبرالي" في برلين يرفع علم المثليين على جدرانه وشعار "الحب حلال"، ومعلقون عرب: "هذا مسجد ضرار"
وأشاد مارك ليمان، أحد الناشطين المدافعين عن حقوق المثليين، بالخطوة، موضحاً أنه "من المهم حقاً إيجاد مكان للدين في مجتمعات المثليين… يمكن أن يكون الأشخاص المختلفون متدينين ويؤمنون بالله".
أما مو الكيتاب، أحد الأئمة الستة لـ"ابن رشد-غوته"، فاعتبر أن مؤسستهم الدينية هي "مكان آمن للأشخاص المختلفين بحيث يمكنهم أيضاً تجربة الجانب الروحي في حياتهم"، معرباً عن أمله أن "يتبعهم العديد من المساجد الأخرى برفع العلم مثلهم أو وضع إشارات إيجابية أخرى لمجتمع الميم عين".
وقبل خمس سنوات، تأسس "ابن رشد-غوته" ليكون أول "مسجد ليبرالي" في ألمانيا - والوحيد حتى الآن - الذي يسمح للرجال والنساء بالصلاة جنباً إلى جنب، ولا يشترط ارتداء النساء الحجاب أثناء الصلاة، مع الانفتاح على المصلين المثليين. تتمتع النساء بنفس الحق الذي يتمتع به الرجال في الإمامة وإلقاء الخطب ورفع الأذان في هذا المسجد.
"من المهم حقاً إيجاد مكان للدين في مجتمعات المثليين… يمكن أن يكون الأشخاص المختلفون متدينين ويؤمنون بالله"
اشتُقّت تسمية المسجد من الفيلسوف الإسلامي ابن رشد والأديب الألماني يوهان غوته. واختير له موقع في حي "موابيت" الذي تسكنه جالية مهاجرة يكثر فيها مهاجرو الشرق الأوسط.
"مسجد ضرار" لـ"تشويه الإسلام"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية، عبّر العديد من المعلقين عن الانزعاج من خطوة "ابن رشد-غوته" دعم مجتمع الميم عين، قائلاً إنه المسجد الألماني "ليس للمسلمين ولا يمت للإسلام بصلة".
ورأى المنتقدون في اعتباره مسجداً "كذباً وزوراً" و"ضلالاً وسفهاً"، واستدرك كثيرون بالقول إنه "مبنى قذر مشبوه في برلين أسسته إمرأة لتشويه الإسلام مع مجموعة ليبراليين". وأضافوا: "هذا مسجد ضرار".
في هذا الصدد، غرّد صانع المحتوى السعودي الذي يتابعه أكثر من 4.5 مليون شخص في تويتر، إياد الحمود: "مسجد ابن رشد في برلين يصبح أول مسجد في ألمانيا يرفع علم ‘الشواذ‘ وقد كتبوا في منتصف العلم ‘حلال‘ بالعربية والإنجليزية! هذا المسجد الذي أسسته امرأة يعتبر أول مسجد ‘ليبرالي‘ في العالم حيث يؤمن القائمون عليه بإمامة المرأة على الرجال في الصلاة وصلاة النساء جنباً لجنب مع الرجال"، مردفاً بأن "صفة المسجد انتفت عنه".
يسمح للرجال والنساء بالصلاة جنباً إلى جنب، ويمنح المرأة الحق في الإمامة ورفع الأذان وإلقاء الخطب ودون حجاب… مسجد ابن رشد-غوته في برلين يُثير جدلاً مرة أخرى برفع علم قوس القزح على جدرانه
وقال الباحث السعودي في الأمن السيبراني محمد الهدلة: "حين يفاجئك مسلم بهذا التصرف كن على يقين أن الأمر لا يعدو كونه بحثاً عن المادة. الترويج للمثلية الجنسية ليس فعل فخر ولكنه فعل لا أخلاقي. هنا مسجد ابن رشد في برلين يصبح أول مسجد يرفع علم ‘الشواذ‘ أسسته امرأة ويعتبر أول مسجد ‘ليبرالي‘ في العالم يؤمن بإمامة المرأة فيه!".
على الجانب الآخر، أشادت قلة بالخطوة. في مقطع مصور، تساءل الناشط السوري صفوك الشيخ: "أول مسجد للمثليين المسلمين في ألمانيا مسجد ابن رشد. هذه ألمانيا، لا تكفّر بل تتسامح وتبني مساجد حتى للمثليين… متى تصلون إلى مستوى الألمان أو الغرب الذي تسمونه ‘كافر‘؟".
وكتب حساب باسم ريبيكا: "مسجد ابن رشد-غوته في برلين: الحب حلال ويسمح هذا المسجد بالصلاة المختلطة بين النساء والرجال وضع مؤخراً علم مجتمع الميم. عقبال كل المساجد والكنائس في الشرق والغرب".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع