حالة من الغضب والفزع أثارها نبأ العثور على جثة المذيعة المصرية شيماء جمال، عقب 10 أيام على اختفائها، وسط اتهامات صريحة لزوجها بقتلها والتمثيل بجثتها ودفنها في فيلا قام بتأجيرها حديثاً. رأى الكثير من المعلقين/ ات في الحادثة انعكاساً لما آل إليه وضع النساء في مصر من عدم إحساس بالأمان وعنف أسري فج.
تفاصيل جريمة القتل، المعلن عنها، كانت أكثر ترويعاً من الخبر نفسه إذ أوردت تقارير إعلامية محلية متطابقة أن زوج الضحية، وهو قاضٍ بارز في أعلى هيئة قضائية بالبلاد، استدرجها إلى مزرعة خيول بقرية أبو صير مركز البدرشين، جنوب الجيزة، بدعوى شرائها لها لإرضائها، وهشّم رأسها بالطبنجة (مسدس) بثلاث ضربات متتالية، وعندما تبين عدم وفاتها خنقها بإيشارب (غطاء رأس).
ورد أيضاً أن القاتل سكب "ماء نار" - مادة حارقة - على وجه الضحية والجزء العلوي من جسدها عقب مقتلها، لإخفاء معالمها، قبل أن يدفنها في نفس المزرعة. ويتجه إلى السلطات الأمنية زاعماً اختفاءها.
أفاد بهذه التفاصيل "الشاهد الوحيد" على الجريمة، وهو مقاول صديق للقاضي أخفاه منذ وقوع الجريمة لدى مجموعة من العرباوية (البدو الرحالة) بالساحل الشمالي لعدم كشف جريمته. لكنه تمكّن من الهروب وذهب طواعيةً لإبلاغ السلطات عن تفاصيل الجريمة ودوره فيها.
هشّم رأسها وخنقها وشوهها ومثّل بجثتها ثم ادّعى اختفاءها... خبر مقتل المذيعة #شيماء_جمال على يد زوجها القاضي يثير الغضب والقلق على وضع النساء في #مصر ودعوات إلى التخلي عن فكرة الارتباط
أما عن سبب الجريمة المروّعة، فتبين أن الضحية تزوجت من المستشار أيمن حجاج سراً قبل سبع سنوات، وحدثت بينهما خلافات في المدة الأخيرة طالبته/ هددته على إثرها بإبلاغ زوجته الأولى وأهله بزواجهما، فقرر التخلص منها.
النيابة تحقق
وفي ساعة متقدمة من مساء الاثنين 27 حزيران/ يونيو الجاري، أفادت النيابة العامة بأنها باشرت التحقيقات في الواقعة، لافتةً إلى أنها كانت قد "تلقت بلاغاً من عضوٍ بإحدى الجهات القضائية بتغيب زوجته المجني عليها/ شيماء جمال التي تعمل إعلامية بإحدى القنوات الفضائية بعد اختفائها من أمام مجمع تجاريٍّ بمنطقة أكتوبر دون اتهامه أحداً بالتسبب في ذلك".
وأضافت أن التحقيق الأولي وسماع شهادة بعضٍ من ذوي المجني عليها أكدا اختفاءها خلال توجهها رفقة زوجها إلى المجمع التجاري، وسط ظهور "شواهد في التحقيقات تُشكك في صحة بلاغه".
والأحد 26 حزيران/ يونيو، "مثُلَ أحدُ الأشخاص أمام النيابة العامة، وأكَّد صلته الوطيدة بزوج المجني عليها، وأبدى رغبتَه في الإدلاء بأقوالٍ حصيلتها تورط الزوج المُبلِغ في قتل زوجته على إثر خلافات كانت بينهما، معترفاً بمشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن جثمانها".
ربط معلقون بين حادثة مقتل #شيماء_جمال واختفاء #آمال_ماهر، لافتين إلى أن الحساب الموثّق للمذيعة ظل ينشر تدوينات بينما هي جثّة، معتبرين أن الصور الأخيرة المنشورة على حساب المطربة ليست دليلاً على سلامتها أو بقائها على قيد الحياة
وبيّنت النيابة العامة أنها استصدرت إذناً باتخاذ إجراءات التحقيق ضد الزوج القاتل من الجهة القضائية التي يعمل فيها، "وبموجبه أمرت بضبطه وإحضاره، وتتبعت خطَّ سيره في اليوم الذي قرَّر الشخص الذي مثُلَ أمام النيابة العامة أنه يوم ارتكاب الزوج المتهم واقعة القتل، وضبطت أدلة تُرجّح صدق روايته، وانتقلت برفقته إلى حيث المكان الذي دفن فيه جثمان المجني عليها، فعثرت عليها هناك".
وبينما اعترف المُبلِّغ باشتراكه في ارتكاب الجريمة، أمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام احتياطيّاً على ذمة التحقيقات الجاري استكمالها. علماً أن القاضي القاتل لم يُقبض عليه بعد إذ أفادت تقارير بأنه تمكّن من الهروب إلى الخارج برغم مزاعم توقيفه التي لم يؤكدها بيان النيابة العامة.
قلق نسائي متزايد
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبّرت سيدات مصريات عن شعورهن بالقلق البالغ إزاء تكرار حوادث تعنيف النساء وقتلهن في الآونة الأخيرة، وتساءلن: "هو القتل بقى عادي كدا وسهل؟" و"أنتوا ناويين تقللوا عدد الستات؟ هي دي المساواة؟".
بلغ الأمر أن دعت معلقات الفتيات إلى التخلي عن فكرة الزواج أو الارتباط، فيما أوضحت أخريات تخليهن عن الفكرة نظراً للجرائم المتكررة من قبل الشريك وعجز القوانين والسلطات المحلية عن توفير الحماية للنساء.
"ناويين تقللوا عدد الستات؟ هي دي المساواة؟"... قلق نسائي وتعبير عن عدم الشعور بالأمان عقب اكتشاف مقتل المذيعة المصرية #شيماء_جمال على يد زوجها القاضي بعد 20 يوماً على اختفائها، وتساؤل عن "كم جثة لشخصيات غير معروفة لم تكتشف؟"
يأتي الخبر وسط أجواء سلبية تكتنف المجتمع النسائي المصري عقب مقتل الطالبة الجامعية نيرة أشرف ذبحاً في وضح النهار أمام جامعة المنصورة، واستمرار اختفاء الفنانة آمال ماهر نحو شهرين.
"لما مذيعة مشهورة ويكتشفوا جثتها وخبر مقتلها بعد 20 يوم يا تري كام جثة أصحابها غير معروفين دفنت فيكي يا مصر ولم نعلم عنهم شيئاً؟ نحن نعيش في أسوأ عصر في التاريخ!"، تساؤل كرره الكثير من المعلقين بصيغ مختلفة.
وربط معلقون بين حادثة مقتل شيماء جمال واختفاء آمال ماهر، لافتين إلى أن الحساب الموثّق للمذيعة ظل ينشر تدوينات برغم اختفائها، معتبرين أن الصور الأخيرة المنشورة على حساب آمال ماهر ليست دليلاً على سلامتها أو بقائها على قيد الحياة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...