هزّت حادثة اغتصاب وقعت قبل ثلاث سنوات الوسط الثقافي اللبناني والعربي بعد أن قررت مديرة مساحة ومكتبة "برزخ" البيروتية الإفصاح عن تفاصيلها في ساعة متقدمة من مساء 25 حزيران/ يونيو الجاري، ما أدى إلى انتشار الدعوات إلى "تطهير" الساحة الثقافية من "بُنى العنف الذكوري".
عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، روت فاطمة فؤاد تفاصيل تعرضها للتخدير والاغتصاب خلال حفل "تسقط الـanxiety" الافتتاحي لـ"برزخ" بالتعاون مع المجلة الموسيقية الإلكترونية "معازف" ليلة 31 كانون الأول/ ديسمبر 2019، على أيدي فنانين عرّفت عنهما بـ"ب. س. فلسطيني أردني" و"آ.م. مصرية".
تحرّش وملاحقة ثم تخدير واغتصاب
قالت فاطمة إنها التقت بالمعتديين للمرة الأولى خلال تلك الليلة، إذ وجّه لها الأول "إهانة وقحة وذكورية مستفزة" في أول تواصل مباشر، أعقبتها نظرات "مُهدِدة" منه وملاحقة على مدار الحفلة ومحاولة تحرش بها بلمس خصرها دون إذنٍ منها، بينما أغدقت عليها المطربة المصرية بالغزل والقبلات طوال مدة الحفلة.
وعن تفاصيل تخديرها عنوةً كتبت فاطمة: "قامت آ.م برفع رأسي بيدها اليمنى ضاغطةً على رقبتي، وبيسراها أدخلت في فمي حبّة مخدّر أبيض اللون، ومن ثم أخذت تقبّلني بعنف لتجبرني على ابتلاعها، ففعلتُ ذلك لشدّة الارتباك، ثم أبعدتُها عني قائلةً: ‘شو عطيتيني؟ أنا ما بدي مخدرات، شربانة ويسكي كتير‘"، مضيفةً أنها أخبرت عدداً من أصدقائها بما حدث في حينه لقلقها إزاء ذلك.
"تسطّحت آ.م على الأرض، وقام ب.س بدفعي فوقها، رفع فستاني وضربني على قفاي بعنفٍ، ومزّق الكولون الذي كنتُ ألبسه. أذكر جيداً صوت الصفعات وتمزيق القماش"... رواية ناجية من الاغتصاب تقلب الوسط الثقافي البيروتي ودعوات إلى "تطهير السين"
أوضحت فاطمة أيضاً كيف أنها كانت ترفض بشكل واضح محاولات "ب. س." الاقتراب من جسدها. كتبت: "كنتُ جالسة على الدرج خارجاً، أشعر بدوخة وغثيان بفعل المخدر، اقتربت مني آ. م وبدأت بتقبيلي، ثم اقترب مني ب. س وحاول لمسي وتقبيلي، أبعدتهما عني وصرختُ بهما: ‘شو قصتكن إنتو التنين؟ ليه كل ما بتجي إنتِ لتبوسيني بيظهر هاد الذكوري الخرا، صرله من أول السهرة كابسني، هلك سماي‘".
وتابعت بأن "آ. م." عرضت عليها حينذاك أن يذهبا معاً إلى منزل "ب. س." لتعاطي الكوكايين، لكنها رفضت بوضوح قبل أن تتبين أن العرض هو "صفقة معقودة منذ بداية السهرة" بين المعتديين.
وأضافت أنه بينما كانت تغالب الدوخة من السكر والمخدر، قام المعتديان بسحبها من ذراعيها إلى الطابق الثالث المغلق حيث "تسطّحت آ. م. على الأرض، وقام ب. س. بدفعي فوقها، رفع فستاني وضربني على قفاي بعنفٍ، ومزّق الكولون الذي كنتُ ألبسه. أذكر جيداً صوت الصفعات ومزقة القماش، بقيَ هذا الصوت عالياً واضحاً في ذهني. كنت أبكي وأقبّل جسد آ. م، وهي تموء في هياج، وب. س يحاول ولوجي ويضربني على أسفل ظهري وخصري وقفاي وفخذيَّ، حيث بقيت الكدمات الزرقاء متورمة لأيام. أذكر أنّني وسط هذا المشهد المهول، انفصلتُ عن جسمي وراقبتُني من عُلٍ، شعرتُ بالنار تغلي في أعماق جوفي…".
وتابعت بأنها في خضم المشهد الجنسي كانت تمر بلحظات إغفاءة وإفاقة، إذ غابت عنها الكثير من التفاصيل ولا تذكر هل استطاع "ب. س." ولوجها، بينما تذكر بشكل واضح، "كنت أحاول إبعادهما عني عندما كنت أهمّ بالرجوع إلى الطابق الأول، أجرّ جسدي المُنتَهَك وأتمتم باكية: ‘بدي روح، بدي روح، بعدوا عني، اتركوني‘، وأفكر بالذهاب إلى البيت".
وقالت إنها بينما كافحت لتعود إلى الطابق الأول ثانيةً، حيث احتمت بمديرها آنذاك الذي تركها لتنام قربه على كنبة في خلفية المسرح، ظلت المطربة المصرية تواصل اعتداءها عليها. "مديري ارتاب من وقاحة آ. م التي استكملت اعتداءها عليّ بمحاولة تقبيلي فيما أنا في حالة بين الإغماءة والإغفاءة، أبعدها عني قائلاً: ‘بعدي عنها! ما شايفتيها نايمة وتعبانة؟ كيف بتقربي عليها هيك عم تبوسيها؟‘".
"تلاعب" المعتديين و"تقاعس" معازف
وزادت فاطمة أنها بعد ساعات من النوم عادت إلى منزلها في حالة سيئة لتواصل النوم مرة أخرى قبل أن تتصل بـ"آ. م" لمعرفة التفاصيل الغائبة عنها من تلك الليلة ونوع المخدر الذي أعطتها إياه. لكن "آ. م حاولت التملّص من مسؤوليتها تجاهي عبر تحوير موقعها من مُعتدية إلى ضحيةٍ ثانية للمغتصب ب. س، ومن ثم التلاعب بي نفسياً بلطفٍ منافقٍ"، فأنهت المحادثة.
"شيء من الفيتيشية الثورية المقيتة، أشبه باحتضان انتحاري مزنّر"... فجّر الغضب من الجريمة نقاشات أوسع، منها حول ضرورة إعادة النظر في العنف والذكورية اللذين "تروّج لهما" أغاني الأندرغراوند ويتفاعل معها جمهور واسع
كما أشارت إلى عقد اجتماع في "برزخ" بحضور مدير المكتبة واثنين من فريق معازف و"آ. م." بعد أيام من الحادثة تحولت الفنانة المصرية من "استعراض مظلوميتها وتأزمها النفسي نتيجة تداول الألسنة ضمن فقاعات بيروت سردياتٍ محوّرةً عن الحادثة، ومحاولة للتنصّل من ذنبها في تدبير الاغتصاب عبر إلقاء اللّوم على المغتصب ب. س. وحده" إلى معايرة فاطمة بميولها الجنسية المثلية وبأنها جديدة على المشهد الثقافي ولا تمتلك أي "رأسمال اجتماعي" وعلاقات في الوسط، وانتهى اللقاء إلى لا شيء.
أما "ب. س."، فقالت فاطمة إنها تلقت منه رسالة عبر البريد الإلكتروني "يحاول فيها الاعتذار عما اختبرته من ‘بشاعة‘ ليلة رأس السنة، وأن ‘يوضّح‘ لي تفاصيلها، ‘لأنّي كنت سكرانة، أما هو فماخد كوك، مصحصح!‘، وذلك عبر التحوير والتلاعب بتفاصيل كل احتكاك وقع بيننا خلال السهرة لصالحه، وأن يقنعني غصباً عن ذاكرتي وحدسي أننّي كنت ألحّ عليه لتقبيلي، وأنّه صُدِم بي وبـ آ. م. عندما رآنا نمارس الجنس".
وعن موقف "معازف" مما تعرضت له، كتبت فاطمة: "علمت مؤخراً أن الأستاذ المعروف بـ م. أ.ط، مدير معازف، ‘مجلة الموسيقى الأولى والأخيرة من نوعها في العالم‘، أصرّ على الفريق التوجه نحو لفلفة الموضوع وعدم نشر بيان يدين المغتصب ب. س، متجاهلاً شهادة عضوة في الفريق قد سبق أن اعتدى عليها ب. س بالضرب خلال فحص الصوت في الحفلة نفسها، ومتغاضياً عن عدّة روايات متداولة ومسموعة لناجياتٍ من مصر والأردن تعرضنَ لمضايقات واعتداءات من قبل ب. س، بحجّة أنّه يعرفه جيداً، ‘ب. ما بيعمل هيك‘، كان يكرّر على مسمع الموظفات/ ين".
ووصفت فاطمة موقف مدير معازف حيال المعتدي الأول بأنه "سلوك أبوي أعمى" ناجم عن "اهتمام واحتضان لصورة الفلسطيني الفنان المأزوم بفعل تراكم المواجع الطبقية والنفسية والتاريخية، في شيء من الفيتيشية الثورية المقيتة، أشبه باحتضان انتحاري مزنّر". وعدّته ضمن "ثقافة الإلغاء" و"الاستخفاف بروايات الناجيات" و"التعامي عن فعالية الفضح كأداة نسوية تُوَظَّف في تعرية النفاق السياسي الثوري وإلغاء وجود المغتصبين والمتحرّشين والمعنّفين من المساحات العامة في سبيل تحرّرنا، نحن النساء، والمهمشات/ ين بحسب المعايير الطبقية والعرقية والجندرية النمطية، من سجن الذكورية والأبوية والاستغلال والاحتلال، واسترداد فضائنا العام، وإعلاء صوت الحق فيه".
ختاماً، شرحت فاطمة كيف أنها قررت تأجيل فضح الواقعة "لإدراكي أنّني ما زلت تحت تأثير الصدمة، عاجزة عن صياغة سردية واضحة للعيان"، مشددةً على أن "للناجية الثائرة، صاحبة الحق، أن تعلن ساعة الصفر متى شاءت، وكيفما شاءت".
"معازف تدعم فاطمة"؟
وتحت عنوان "بيان أولي تنشره مؤسسة معازف على خلفية الجريمة التي تعرّضت لها فاطمة فؤاد في حفلة معازف 2019 في بيروت"، قالت معازف عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي إنها "تدعم فاطمة فؤاد وشهادتها، وتأسف بشدة لسماع الأحداث التي وقعت ليلة 31 ديسمبر 2019".
وأوضحت المجلة أنها "كمؤسسة، لدينا سياسة رفض تام لكل أنواع التحرش والتعدي الجنسي والسلوكيات غير اللائقة، بالتأكيد الأفعال الشائنة مثل الاغتصاب وأية أفعال عنف أخرى"، معترفةً "فشلنا في صون هذه المعايير في ليلة 31 ديسمبر 2019 في مساحة ومكتبة برزخ ببيروت. فشلنا في اتخاذ تدابير فورية ونعتذر بشدة لفاطمة فؤاد عن ذلك".
وفي سياق "وضع النفس أمام المحاسبة"، تعهدت المجلة بدء "تحقيق مستقل في دور معازف ومدير معازف معن أبو طالب في الأحداث"، مع نشر بيان في كل مرحلة من التحقيق وإتاحة المعلومات عن مجرياته لأي مهتم.
متهمة بـ"لفلفة الموضوع وعدم نشر بيان يدين المغتصب"... لم يلق بيان "اعتذار" معازف وتعهدها محاسبة "أي تواطؤ أو تضليل" من فريقها استحساناً، حتى عقب تعديله. وعلت دعوات #فلنقاطع_معازف وسط اتهام لها بـ"التستر على متحرشين ومغتصبين"
في بيان أول، زعمت "معازف" أن "الفريق الحالي علم بما وقع تلك الليلة بعد كتابة فاطمة عن أحداثها"، ولدى الهجوم عليها واتهامها بالكذب، عادت وأضافت "غالبية" الفريق الحالي في اعتراف منها بأن البعض ربما كان على علم بالحادثة.
ولفتت إلى أن "مؤسسة فبراير" (شبكة المؤسسات الإعلامية العربية المستقلة) ستشرف على التحقيق بالتنسيق مع الهيئة التي ستتولاه، على أن تتسلم مريم النزهي إدارة معازف حتى انتهاء التحقيق.
تعهدت معازف أيضاً أن تعيد التفكير بممارساتها كمؤسسة، و"الحرص أننا كمجلة لا ندعم أي بُنى عنف ذكورية في صناعة الموسيقى" و"ضمان أن واقعة كهذه لن تتكرر أبداً" وضمان أمان وسلامة حضور فعالياتها عبر تطبيق سياسات جديدة.
في سياق متصل، أعلنت المجلة وقف التعامل "مع مرتكبي الجريمة (ب. س وآ. م)"، و"مسح كل المحتوى المرتبط بهما من مجلتنا" ومحاسبة "أي تواطؤ أو تضليل من قبل أي عضو من فريق معازف الحالي"، وفعل كل ما يمكنه مساعدة فاطمة في تخطي هذه الفترة العصيبة.
يُشار إلى أن موظفين سابقين في "معازف" تضامنا مع فاطمة بتقديم شهادة تفيد بأن فريق عمل المجلة تستر على الجريمة وانتهاكات أخرى كان "ب. س" الجاني فيها.
"فبراير" تتحرك
من جهتها، حيّت "فبراير" (شبكة المؤسسات الإعلامية العربية المستقلّة) شجاعة "فاطمة على المشاركة ونشر تفاصيل حادث الاغتصاب المروّع الذي مرّت به"، مدينة أي "محاولة للتشكيك في ما حدث، وكُل محاولات التستّر على الجرم الشائن خلال السنوات الماضية أو التعامل معه بخفّة واستهتار، أو الاستمرار في العمل مع مرتكبيه بأي شكل من الأشكال".
وذكرت في بيان لها أن "أي خطوات عقابية أو تصحيحية تُتخذ اليوم، على أهميتها، هي خطوات كان يجب اتخاذها من قبل جميع القائمين على الحفلة ساعة معرفتهم بما حدث".
وتواصلت الشبكة مع الإدارة الجديدة في معازف "للتأكيد على ضرورة إجراء تحقيق مستقل ذي آليات واضحة وشفافة وبمشاركة أطراف خارجية مختصة لمحاسبة أصحاب المسؤولية، وكذلك مراجعة آليات الإدارة والسلطة فيها بشكل عام، وصولاً إلى إعادة ترتيب المؤسسة من الداخل والاعتراف بأنه لا استكمال لمهمة معازف بلا هذه الوقفة".
ودعت "باقي الأطراف القائمة على الحفلة إلى تحمل مسؤولياتها أيضاً وإجراء تحقيقات موازية وشفافة"، وفيما أعلنت الشبكة، أنها مستعدة مع غيرها لإجراء التحقيق ومراجعة الآليات المذكورة، قررت "تعليق عضوية معازف فيها ووقف مشاركتهم في أنشطتنا، بما في ذلك الأكاديمية البديلة للصحافة العربية، إلى حين استكمال هذه الخطوات الجوهرية".
دعوة إلى المقاطعة
ولم يلق بيان "معازف" استحساناً برغم "الاعتذار" عن الأذى الذي حصل لفاطمة والعجز عن اتخاذ تدابير فورية حياله. وعلت دعوات #فلنقاطع_معازف وسط اتهام لها بـ"التستر على متحرشين ومغتصبين".
موظفان سابقان في "معازف" تضامنا مع فاطمة بتقديم شهادة تفيد بأن فريق عمل المجلة تستر على الجريمة وانتهاكات أخرى كان "ب. س" الجاني فيها.
وفجّر الغضب من جريمة الاغتصاب نقاشات أوسع، منها حول ضرورة إعادة النظر في العنف والذكورية اللذين "تروج لهما" أغاني الأندرغراوند ويتفاعل معها ويرقص عليها جمهور واسع. واشتُهرت الجريمة بحادثة "اغتصاب الأندرغراوند" و"مغتصبو السين".
وبينما أعربت منظمات نسوية وموسيقية لبنانية عن تضامنها مع فاطمة، وطالب كتّاب وكاتبات بحذف مقالاتهم/ ن من المجلة، قررت مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) وقف التعاون مع "معازف" في حفل "ميدان" المقرر الشهر المقبل للاحتفال بالذكرى 15 لتأسيسها على خلفية شهادة فاطمة واتهاماتها للمجلة ومديرها.
قالت آفاق: "في ظلّ الاتّهامات الحالية لإدارة مؤسسة معازف، وإيماناً منّا بالمسؤولية التي تحتّم على أي مؤسسة/جهة/فضاء التعامل مع أي اعتداء بحماية الناجيات منه أولاً ومحاسبة المعتدين/ات ثانياً، نعلن فض الشراكة مع معازف فوراً وإنهاء أي دور لها في تنظيم الحفل وإقامته".
وختمت: "يتماشى موقفنا هذا مع مبادئنا الراسخة برفض وإدانة أية اعتداءات، ومع إيماننا بضرورة أن تكون المؤسسات الثقافية والفنية مساحات آمنة للعاملات والعاملين فيها ولمرتاديها، محصّنة بآليات واضحة تضمن المحاسبة وتحمّل المسؤولية".
وسبق ذلك إعلان "برزخ" قطع العلاقة مع "معازف" بسبب أنها "لم تحاسب الضالعين في هذه الجريمة والمتسترين على مرتكبيها"، مع تعهد من المكتبة بـ"مراجعة شاملة بهدف تشديد معايير الآمان كشرط أساسي من شروط التعاون مع أي جهة في تنظيم أي نشاط يقام في برزخ". غير أن المكتبة تعرضت للانتقاد والاتهام بالتستر على الجريمة أيضاً وعدم التحرك لدى وقوعها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com