شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"زوجتي ووددتُ أن أقبّلها"... نجم السينما الإيرانية وتداعيات قُبلته في مهرجان كان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 28 يونيو 202212:06 م

أثار منع عرض مسرحية "ليلة الشك" في العاصمة طهران لمنتجها نجم السينما الإيرانية نَفيد محمد زاده، شكوكاً لدى الأوساط الفنية والإعلامية عن منع الممثل من مزاولة أي نشاط فني بسبب القُبلات الحميمية التي تبادلها مع زوجته الفنانة فِرِشته حسيني على السجادة الحمراء في مهرجان كان السنيمائي 2022.

وبينما تفرض وزارة الثقافة على الفنانين/ات ارتداء الحجاب والالتزام بالشؤون الإسلامية عبر حضورهم/ن في المهرجانات الدولية، اعتبر البعض أن سلوك محمد زاده على هامش عرض فلم "إخوة ليلى" في نهايات أيار/مايو بفرنسا، والذي نال جائزة الاتحاد الدولي للنقاد، سيكون له ردود أفعال مثيرة للجدل في الشارع، حيث طالته الانتقادات اللاذعة من الجماعات المتحفظة داخل إيران، وطالبوا بمنعه من ممارسة النشاط السينمائي داخل البلاد، بينما رحب البعض بسلوكه واعتبروه أمراً يتعلق بحريته الشخصية.

وطالما تسببت تصريحات أو أفعال نجمات ونجوم عالم الفن أو الرياضة في إيران عبر مشاركاتهم الدولية بإثارة حفيظة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية إثر ملابسهم التي تعتبرها مستوحاة من الثقافة الغربية، ومخالفة للثقافة الإيرانية، أو حديثهم على المنصات الدولية أو مع الإعلام الدولي، خاصة وسائل الإعلام المعارضة في الخارج، عن الضغوطات التي تمارس بحق الفن أو بحق الشعب حسب قولهم. وهذا ما يدفع بمساءلة المشاهير أو حرمانهم من العمل أحياناً.

"زوجتي ووددت أن أقبلها. برأيي كانت ردود الأفعال إيجابية، وعلينا أن نحترم الحب"؛ هكذا جاءت تصريحات النجم الإيراني في لقائه الصحفي على هامش مهرجان كان ليحسم القرار عن رضاه بالنسبة لسلوكه الذي جلب الأنظار في المهرجان

وتحت وسم #نويد_محمد_زاده اشتعلت شبكات التواصل بردود أفعال مرحبة ومنتقدة لقبلات الزوجين السينمائيين خارج الوطن، بين من يرى أن الأمر تجاوز الأعراف السائدة في البلاد، وآخر يرى الأمر يعكس مدى الحبّ بين هؤلاء الفنانيْن، معبراً عن أنهم لم يرتكبوا الحرام.

بلد لا يسمح لك بتقبيل زوجتك

"زوجتي ووددت أن أقبلها. برأيي كانت ردود الأفعال إيجابية، وعلينا أن نحترم الحب"؛ هكذا جاءت تصريحات النجم الإيراني في لقائه الصحفي على هامش مهرجان كان ليحسم القرار عن رضاه بالنسبة لسلوكه الذي جلب الأنظار في المهرجان، والذي حدث للمرة الأولى منذ قيام نظام الجمهورية الإسلامية المحافظ، وهذا ما زاد من إثارته.

وتم تسريب أنباء في منصات التواصل الاجتماعي عن منع النجمَين نفيد محمد زاده وفرشته حسيني من النشاط السينمائي الإيراني لتأتي ردود الأفعال مرحبة بقرار وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، وأخرى رافضة له.

"في هذا البلد أنت لا تتمكن حتى من تقبيل زوجتك"؛ "نعيش في بلد يفرض عليك أن تختار بين مزاولة العمل وبين تقبيل زوجتك"؛ "لأول مرة لم أحزن على منع أحد من نشاطه"؛ "ندين ما قام به الممثلين في مهرجان كان، ونطالب وزارة الثقافة بترسيخ نمط الحياة الإسلامية"؛ هذه ثلة من التعليقات والتغريدات الإيرانية حول القضية التي شغلت الرأي العام خلال الشهر الماضي.

وجاءت بعض التعليقات ساخرة من هذا القرار على غرار: "نرجوكم أن تخبرونا إن لم يجُز تقبيل الزوجة، نحن لسنا على علم بقوانين الإسلام الجديدة". كما كتب آخر: "ليت الفنانين/ات يتبادلون/لن القبلات دائماً، فهكذا لم يستطيعوا أن يمنعون الجميع من التمثيل في الأفلام".

بين المنع من النشاط السينمائي وبين نفيه

بدورها أكدت هيئة السينما الوطنية أن "ما قام به نجما السينما في مهرجان كان لم يكن أمراً غير شرعي، لكنه كان مخالفاً للعادات الإيرانية. من المحتمل أن البعض قد غضب من سلوكهما، ولكن الأمر يحتاج للتذكير وليس للعقاب. من الأفضل أن يستغل الفنانون الفرصَ الدولية المتاحة لصالح ثقافة الوطن"، كما نفت أي قرار بمنع الممثلين من العمل السينمائي حتى الآن، ودعت الأوساط الإعلامية إلى الكفّ عن تناقل هذه الإشاعات.

ولكن بعد منع عرض فيلم "إخوة ليلى" من بطولة نويد محمد زاده، وكذلك منع عرض مسرحية "ليلة الشك" من إنتاج نفس الفنان، أكد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن قرار وزارة الثقافة بات يطبق على أرض الواقع دون الإفصاح عنه، خاصة وأن رئيس الهيئة السينمائية محمد خزاعي، قد طالب "دار السينما" مسبقاً بمتابعة الأمر بجدية في ما أسماه بـ"سلوك مغاير للأعراف" ورفع تقرير إلى المجلس التأديبي.

وأكد مسؤولو وزارة الثقافة الإيرانية أن رفضهم لإصدار ترخيص لعرض فلم "إخوة ليلى" في دور السينما يعود إلى امتناع المنتج والمخرج عن العمل وفق المقررات الإيرانية، وعدم تنفيذ التعديلات المقترحة من الوزارة. أما عن القرار المؤقت لمنع بیع تذاكر المسرحية التي تعرض للمرة الرابعة، فقد شرحوا أن المعنيين لم يقوموا بتمديد تراخيصها، كما أنهم نشروا الإعلانات الترويجية للمسرحية دون تراخيص حكومية.


"في هذا البلد أنت لا تتمكن حتى من تقبيل زوجتك"؛ "نعيش في بلد يفرض عليك أن تختار بين مزاولة العمل وبين تقبيل زوجتك"؛ "ندين ما قام به الممثلين في مهرجان كان، ونطالب وزارة الثقافة بترسيخ نمط الحياة الإسلامية"... ثلة من التعليقات الإيرانية على تقبيل النجم الإيراني زوجتَه 

هذا ما نفاه المخرج وإدارة قاعة المسارح في طهران (شهرزاد)، حيث أكدا أن المسرحية لديها التراخيص اللازمة من وزارة الثقافة، وأن القرار الأخير يعود إلى وجود اسم النجم نفيد محمد زاده كمنتج للعمل. وحتى كتابة هذا التقرير لم يردّ أيّ من الزوجين السينمائيين على هذه الأنباء التي تتناقل بشدة في الشارع.

ووسط عدم تعليق معظم نجوم ونجمات السينما الإيرانية على سلوك الفنان محمد زاده في مهرجان كان، حتى بعد تسريب أنباء منعه من النشاط السينمائي، علق المخرج المسرحي الإيراني حسين كياني في بيان: "إنني أشكر النجمين اللذين قاما بعمل كبير في ترسيخ ثقافة الحب، حيث أن المجتمع الذي تبدل إلى شعب قاس وغاضب هو بحاجة ماسة لثقافة الحب والتسامح والعلاقة الحميمة".

يذكر أن الأفلام الإيرانية وبعد تأسيس النظام الإسلامي عام 1979، تمنع منعاً باتاً تصويرَ أي علاقات جسدية بين النساء والرجال بما فيها القبلات والعناق، والتطرقَ للمواضيع الحميمة بين الزوجين، بالإضافة إلى فرض الحجاب حتى في أثناء تمثيل مشاهد داخل المنزل أو النوم، وتمنع أي لمس جسدي بين الممثلين حتى في الأدوار العائلية.


إيرانيان من أصول كردية وأفغانية

تجدر الإشارة إلى أن الفنان الإيراني من أصول كردية نفيد محمد زاده يعتبر حالياً نجم السينما الإيرانية، وقد حصل على جوائز وطنية ودولية عدة، أبرزها كانت في مهرجان البندقية السينمائي، وزادت نجومية الممثل لدى الفئات المختلفة بعد إتقانه أدواراً لشخصيات تتعلق بالطبقة الفقيرة والمهمّشة في البلاد.

وتزوج محمد زاده من الممثلة الإيرانية من أصول أفغانية، فِرِشته حسيني، عام 2020 بعد تمثيلهما في مسلسل "الضفدع" الذي حصد ملايين المشاهدات في إيران. وقد عبر المجتمع الإيراني عن ارتياحه لهذا الزواج الذي يدلّ على تكاتف ومساندة الشعبين الجارين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard