شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
الحب قبل الزواج حلال... فتويان في مصر والسعودية تغضبان

الحب قبل الزواج حلال... فتويان في مصر والسعودية تغضبان "حماة الدين"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الاثنين 20 يونيو 202203:27 م

أثارت فتويان تتصلان بجواز تعارف الشاب والفتاة وتآلفهما، بل استحسان هذا التعارف، ضجّة واسعة في مصر والسعودية في اليومين الماضيين، إذ يرى فريق واسع في ذلك "فتحاً لأبواب الشر" و"إفساداً للشباب" وترويجاً لـ"العلاقة المحرمة".

في المقابل، عبّر معلقون عن استيائهم لوجود حاجة إلى "فتوى" بأن الحب حلال، بل اعتراض الكثيرين عليها بذريعة ابتعادها عن تعاليم الدين والعرف.

"جعلنا الحب كله سيّىء"

وعبر برنامج "يا هلا" على شاشة "روتانا خليجية"، أوضح أحمد التوم، عضو الجمعية الفقهية بجامعة الإمام السعودية، أن حديث الشاب والفتاة في مكان عام قبل الخطبة ليس محرماً، مشدداً على أنه "لا بد أن نثق في شبابنا" وأن لا مشكلة في حديث "الشاب الواعي" و"البنت الواعية" في مكان عام وإن كان من خارج عائلتها "إذا كان عنده شي".

"المشكلة ليست في ديننا، المشكلة في الفهم الخاطئ"... شيخ سعودي يثير ضجّة بتصريحه بعدم وجود مشكلة في حديث "الشاب الواعي" و"البنت الواعية" في مكان عام. منتقدون يتهمونه بالترويج لـ"العلاقة المحرمة"

أضاف التوم: "لتصرفات الناس السيئة في الحب جعلنا (اعتبرنا) الحب كله سيّىء". واستشهد بالحديث النبوي: "لا أجد للمتحابين سوى النكاح"، وبقصة حب أحد الصحابة لامرأة كانت تعمل في البغاء قبل الإسلام و"لم يخاطبه الرسول في حبه" أي لم ينهَه عنها. روى أيضاً أن أحد صحابة النبي ذهب يخبره بخطبته لفتاة، فسأله النبي إذا كان قد رآها، وحين أجاب بالنفي أمره بأن يذهب لرؤيتها.

واعتبر أنه إذا خدع الشاب فتاةً أحبته فاللوم عليه لا عليها، ناصحاً كل فتاة بألا تثق إلا في شاب أثبت رغبته في الزواج منها بالحديث مع والدها أو والدتها. وختم التوم: "لا يمكن أن تجرد البشر من بشريتهم… المشكلة ليست في ديننا، المشكلة في الفهم الخاطئ الذي لُقّن ففهم الناس خطأً". 

"الزواج عن حب ليس محرماً"

بالتزامن، أفتى عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال برنامج "ولا تعسروا" عبر "التلفزيون المصري"، وفي سياق نقاشه لأسباب فشل الزواج وارتفاع نسب الطلاق وأهمية التفاهم بين الزوجين، بأن الزواج عن حب ليس محرماً.

"يحيا الزواج ليس بالحب الرومانسي فقط، وإنما بالحب الحقيقي"... أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية يثير ضجّة بقوله إن الحب قبل الزواج ليس حراماً وينبغي تحفيز الناس عليه، وهجوم على "دار الفتّة والفتنة"

سأل الورداني: "هل معنى الحب أن يكون هناك ‘تجاوز‘ بين الشريكين؟". وأجاب: "الحب هو ميل القلب. والحب هو عاطفة رائعة وجميلة" و"على العكس، ينبغي أن نحفز الناس على الحب، لأنه كلما كان هناك حب بين الزوجين أصبحت الحياة بينهما أفضل". ونفى الشيخ أن يكون قصده أن عدم وجود الحب يمنع الزواج، مستدركاً "الزواج شرطه القبول".

كما لفت الشيخ إلى وجود تحديات لكل نمط من أنماط الزواج، بما في ذلك الزواج عن حب أو الزواج عن ترشيحات (زواج الصالونات)، مؤكداً ضرورة توفر "القبول" و"الحد الأدنى من المتطلبات" و"لا يتجاوز الخطوط الحمراء في الاختيار".

وألمح الورداني إلى أن التعارف والحب قبل الزواج يسمحان لكل طرف باكتشاف قدرة الطرف الآخر على "صيانة العلاقة" خلال الزواج، وذلك من خلال التعبير عن الحب وتقديم الدعم والمساندة لشريكه، و"الالتزام بالمسؤوليات" الموكلة إليه في الزواج، ونمط حل المشكلات لديه - القدرة على الاستماع وإدارة الحوار.

مع ذلك، أردف بالقول: "يحيا الزواج ليس بالحب الرومانسي فقط، وإنما بالحب الحقيقي الذي يعني الأمان والاهتمام والاحترام والتقدير". وقال: "اكتشفت أنه كلما زاد التعبير عن الحب زاد الفهم"، يقصد التفاهم بين الزوجين.

"تطبيع مع العلاقة المحرمة"

وأثارت الفتويان عدة سجالات متصلة بالعلاقات العاطفية قبل الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي في البلدين. واعتبرها منتقدون "موجة الزواج عن حب" على السوشال ميديا، زاعمين أن هدفها "التنفير من الزواج الشرعي".

سخرية وغضب من "موجة زواج عن حب" على السوشال ميديا بهدف "التنفير من الزواج الشرعي"، في #مصر و #السعودية، يقابل تلك الموجة رفض لـ"الوصاية" و"الترهيب باسم الدين" وتساؤل: هل نحتاج فتوى بأن "الحب حلال"؟

ففي مصر، سخر كثيرون من حديث المسؤول في دار الإفتاء مطلقين عبارات قاسية، منها: "دار إفتاء كيوت" و"رواه عنتر وعبلة مش دار الإفتاء" و"دار الفتّة والفتنة مش دار الإفتاء" و"دين جديد". وكان آخرون أكثر غضباً في انتقادهم الفتوى بالقول: "هدمتم الدين" و"إيه الكلام الفارغ دا" و"أنتم كدا بتضلّوا الشباب" و"كلام كله غلط طبعاً" و"اتقوا الله ولا تقولوا إلا الحق".

على الجانب الآخر، رفض معلقون "محاولات فرض الوصاية" و"الترهيب باسم الدين" من قبل من وصفوهم بـ"حُماة الدين". من هؤلاء أحمد أسامة الذي كتب: "تخيل إن دي حاجة محتاجة لفتوى عشان نعرف ‘الحب‘ حرام ولا حلال. بعد ما تتخيل بقى عايزك تدخل على الكومنتات وتشوف تعليقات الزومبيز".

في السعودية، سخرت مغردة من السجال بالقول: "الزواج عن حب نزل في السعودية". في حين وصف منتقدون الشيخ أحمد التوم بأنه "مفتي روتانا الجديد" و"شيخ كيوت". واتهموه بالترويج لـ"فتن عجيبة" و"فتح أبواب الشر"، قائلين إن الزواج عن حب يتعارض مع "الشرع وشروطه وضوابطه" وكذلك مع "التقاليد والأعراف".

وعبّر معلقون سعوديون عن رفضهم طرح سؤال: "هل تؤيّد الزواج التقليدي أو الزواج عن حب؟"، قائلين إن في ذلك "تطبيعاً مع العلاقة المحرمة، وكأن التعارف والتواصل والحب قبل الزواج شيء عادي".

وكتب المحامي السعودي النشط في تويتر تركي آل حصوصة: "الدخول عبر بوابة الحلال (الزواج) صعب، والخروج منه (الطلاق/ الخلع) سهل. الدخول عبر بوابة الحرام (علاقات وتعارف) سهل، والخروج منه (التوبة) صعب. هذا واقع حالنا للأسف، وفي حال استمرار هذه المعادلة فإن التفكك الأسري سيزداد والانحلال الخلقي سينتشر والترابط المجتمعي سيتقلص".

في المقابل، رفض معلقون ما وصفوه بـ"التشدد" و"سوء تفسير" حديث الشيخ. وتعجبت مغردة: "الذكر السعودي ما يبي تعارف قبل الزواج وما يبي زواج عن حب ورغبة، بنفس الوقت ما يبي انفصال بعد الزواج يبينا نتدبس بشخص سيء مدى الحياة وهو اللي حارمنا نقرر ونختار من البداية عن حب واقتناع".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image