هل نعلم متى بدأ فن الستاند أب كوميدي في العالم العربي؟ ربما، أو لا نمتلك المعلومات الكافية لضبطه كرونولوجياً، هناك بعض المقالات هنا وهناك، بعضها ذو مغزى، والبعض الآخر لا يعول عليه، وبعضها يحوي تسلسلاً تاريخياً لظهور هذا الفن في المنطقة، لكن ما نعرفه أن هذا الشكل أصبح موجوداً في العالم العربي، بل إن سلسلة "كوميدي على الواقف" التي صورت في الإمارات، وصلت إلى موسمها الثالث، حسبما نرى على منصة "شاهد"، أي يمكن القول إن هذا الشكل من التعبير الفني أصبح يمتلك نوافذ جماهيريّة يطل منها.
يمكننا أن نكتب مقدمة عن تاريخ المسرح ونعود إلى الممثل الذي يشك بوجوده "ثيسبوس"، بوصفه جذر هذا الشكل الفني (شخص واحد يؤدي على الخشبة أمام الجمهور)، وبالإمكان التحذلق أكثر والقول، إن المناخ الديمقراطي هو شرط لهذا الشكل من الأداء الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين (صحيح أن العبودية كانت نظاماً اقتصادياً زمن اليونان، لكن هذا ليس نقاشنا الآن). تبني هذا الرأي يتيح لنا توجيه انتقادات من سوسيولجيا الفن لهذا الشكل من الأداء، والقول إن غياب الديمقراطية في العالم العربي هو ما يهدد هذا الفن، فهل من الممكن في عالمنا الحالي، أو على الأقل في الخمسين السنة الماضية، أن يقف أحدهم على الخشبة ليقول حرفياً ما يدور في خلده دون أن يختفي بعدها؟
لا نقول إن محاولات تبني هذا الفن على شاشات التلفاز قدمت نماذج غير مضحكة، لكن هل هي حقاً لا تنصاع للرقابة أم أن الكوميديا النظيفة هي المسموحة فقط؟ (نتبنى صوت ونبرة من يقدم برومو برنامج الاتجاه المعاكس حين نطرح هذه الأسئلة)، وهل يمكن لستاند أب كوميديان أن يقف على خشبة في العالم العربي، ويطلق النكات شرقاً وغرباً دون أن يكون مدعوماً أو يحاول الانتحار؟ هل ممنوع علينا أن نقول ما في أذهاننا ونسخر مما نراه، أم علينا أن نكون مطأطئين للحكومات؟ والأهم، كيف نترجم عبارة stand up comedian إلى العربية يا أولي الألباب؟
عمار دبا: أنا لست ناشطاً ولا معلماً، أنا كوميديان، هدفي الإضحاك، وإن كنا نسعى للحرية ونطالب بها، فلابد بداية من تقبل حرية الضحك
النكتة السيئة لا تضحك
حاولت الإجابة عن التساؤلات السابقة، وفهم هذا الشكل الفني، عبر لقاء مع السوري عمار دبا، الستاند أب كوميديان، صاحب بود كاست "طق-طق" وبود كاست "قطش ولحش"، بالتشارك مع جمال منصور. سابقاً كان عمار دبا يعمل في بنك ويرتدي بذلة رسمية، لكنه عام 2012 بدأ يعتلي الخشبة، وقرر احتراف هذا الشكل الفني والتفرغ له كلياً عام 2020. خلال هذه الفترة، قدم عروضاً في العالم العربي والعواصم الأوروبيّة المتعددة، ويجهّز حالياً لعرض جديد مع المصري محمد قنديل "أنديل"، المعروف أيضاً بـ"أخ كبير"، عنوان العرض "فرط الاحترام" و سيقام في برلين 25 و26 من هذا الشهر.
أوضِّح قبل الحوار أن الحديث مع دبا لا يمكن تقييده بصيغة سؤال وجواب التقليديّة، الإضحاك والسخرية، ومخالفة قواعد الحديث (اللياقة واللباقة) تخللت حوارنا، ناهيك عن محاولاتي الساذجة كي أكون مضحكاً أمام محاوري شديد الحرص على مجاملتي والأخذ بيدي مترأفاً بما أحاول أن "ألقيه" من نكات أثناء حوارنا، أختم هذه المقدمة بأني سأشير إلى عمار دبا، بـ"دبا" وإلى نفسي بسبب تشابه الأسماء بـ"الأركدوق المأمون".
سألت دبا بداية عن "النكتة السيئة" الموضوع الذي تناولته مسبقاً، فهل هناك نكتة سيئة بالمطلق، نكتة لن يضحك بسببها أحد، فأجاب: "بدايةً، النكتة السيئة هي نعم تلك التي لا تثير الضحك، لكن لا أظن أن هناك نكتة غير مضحكة بالمطلق، الكوميديا شأن شخصي، ولا يوجد نكتة لا يضحك عليها أحد، لكل نكتة زبون إن صح التعبير"، أقاطع دبا هنا، وأسأله هل تخاف أن تكون نكاتك سيئة أو غير مضحكة؟ فيجيب بثقة ودون تفكير: "الخوف من النكتة السيئة لا يتلاشى، هو هاجس يلاحق الستاند أب كوميديان دائماً، لكن يمكن القول إن هناك بعض المفاهيم والأحداث التي تحولت إلى نكتة وأخرى لم تعد مضحكة (ربما يحيل دبا هنا إلى قاعدة شكلانية قديمة في النقد الأدبي) لكن في حال كانت إحدى نكاتي سيئة أو غير مضحكة، فاللوم يقع عليّ دوماً، ولا ألوم المستمع أو المشاهد أبداً".
قرار دبا احتراف الستاند أب كوميدي مخاطرة غير محسوبة، بالرغم من مشاركته في special على قناة comedy central، فسألته إلى أي حد يمكن اعتبار هذا الشكل الفني مهنة، بمعنى أنها قادرة على سد الرمق ودفع الأقساط، فكما نعلم جورج كارلن هو أول من حولها إلى مهنة (أسرق هذه المعلومة من حفل تكريم الستاند أب كوميديز الذي بثته نيتفلكس مؤخراً) فهل الرهان على الستاند كوميدي المقدم باللغة العربيّة، خارج القنوات المرضي عليها،، تحول إلى مهنة أم مازال مخاطرة غير محسوبة؟
أسوأ ما يمكن أن يصيب أحدهم في عرض ستاند آب كوميدي هو أن ينطمز
يجيب دبا ضاحكاً: "نعم كنت أعمل في البنك في الإمارات، وانتقالي إلى الستاند أب كوميدي مخاطرة، هو حلم أنا مصمم على تحقيقه، أي امتهان هذا الشكل الفني، وهناك الكثير من العوامل التي جعلتني قادراً على تحمل هذه المخاطرة، فدعم زوجتي لي أولاً هو جميل لا يمكن أن أنكره، كذلك، وضعي الاقتصادي حالياً في هولندا يسمح لي بتحمل الخسارة، أما بالنسبة لمفهوم المهنة، بإمكاني القول إن الوطن العربي لا يمتلك البنى التحتية إن صح التعبير، لكنه ليس بمنيع أو مستحيل أن يحتوي هذا الشكل الفني (يضرب هنا أمثلة عن نوادي ستاند أب كوميدي ومؤدين من لبنان، ومصر، والأردن...)، والأهم، الشباب العربي في أوروبا وانتشارهم وتعرفهم على أنواع فنية مختلفة شكّل مناخاً ملائماً لانتشار هذا الفن وتقبّله".
يضيف دبا أيضاً أن هناك تعميمات شديدة السخف والساذجة فيما يخص هذا الفن، إذ ناقشنا الآراء التي تقول "هذا الفن لا ينجح في العالم العربي" أو "هذا الشكل من الكوميديا لا يناسبان ولا نفهمه"، وتهكمنا مما تحويه من إجحاف وجهل، فهكذا آراء تعني أن هناك "شعباً لا يضحك"، وهذا تعميم نتفادى مناقشته حرصاً على عدم الشتم، إذ يرى دبا أن طيف الكوميديا واسع جداً، وما يقدم في العالم العربي جزء منه، والستاند أب كوميدي قائم ببساطة على النكتة التي تتألف من (سياق + تمهيد وذروة) ،Premise + (Setup & punchline)). هذا الشكل الفني أقرب إلى دراسة تجريدية للكوميديا، وهنا اتفقنا على الرأي القائل بأن هذا الفن قائم على إعادة النكتة إلى شكلها الصرف، هنا أتحذلق وأقول: "النكتة بالدرجة صفر ، أي العناصر البنيوية والجوهرية التي تخلق النكتة"، يبتسم دبا هنا بما معناه "فتاها طيزي"، ويضيف أن هذا الإدراك، أي بنية هذا الفن ومكوناته، هو ما يحوله إلى مهنة لها محترفيها، أما الباقي فهو صراعات على مكان الأداء وكيفيته وغيرها من الشؤون الإجرائيّة، بل ويضرب لي مثالاً عن نكتة لا يمكن أن نحذف منها حرفاً أو كلمة وهي: "ثلاثة بدو واثنين ما بدو".
هل يمكن لستاند أب كوميديان أن يقف على خشبة في العالم العربي، ويطلق النكات شرقاً وغرباً دون أن يكون مدعوماً أو يحاول الانتحار؟ هل ممنوع علينا أن نقول ما في أذهاننا ونسخر مما نراه، أم علينا أن نكون مطأطئين للحكومات؟ والأهم، كيف نترجم عبارة stand up comedian إلى العربية يا أولي الألباب؟
سألت دبا عن فكرة غياب الديمقراطية في العالم العربي، وهل يمكن اعتبار غيابها يؤثر على انتشار وصعود الستاند أب كوميدي في الوطن العربي، ناهيك عن ندرة المساحات التي يمكن أن يقف فيها أحدهم ليقول "رأيه"، جاداً كان أو مازحاً؟ فأجاب: "هناك مستويان لهذا الشأن، الأول، هل الستاند أب كوميدي ضحية غياب الديمقراطية، نعم، لكن بشكل غير مباشر. هو كباقي الفنون، إذ لا يوجد ما هو صادق، هناك رقابة على المخيلة ذاتها، وهذا ما لا يمكن إنكاره. ثانياً، الستاند أب كوميدي لم يصل بعد إلى الحجم الكافي كي يصنع اختلافاً، شخصيات مثل عادل إمام و دريد لحام (الممثلان الكوميديان لا الستاند أب كوميديانز)، شكلواً خطراً من نوع ما، فتم احتوائهم وتدجينهم وتكريسهم للتنفيس، لكن مثلاً، في بيروت، شاهدت فرقة كوميدية، وهم كالذباب يزعجون الفيل، هم صح بلا إثر جماهيري واسع الآن، لكنهم يتركون أثراً ويطرحون أسئلة، وهذا المهم".
أن تنطمز فحسب
حاولت أن أفهم من دبا ما كنت قد كتبت عنه بخصوص مساحة اللعب الكوميدي، أي هل الخشبة قادرة على نفي الاختلاف السياسي وجمع النقيضين (مؤيد ومعارض-يساري ويميني...الخ) فأجاب: "هدف الستاند أب كوميدي هو الإضحاك، والأهم، نحن لا نستخدم مفكاً لطحن اللحمة (لم أفهم سبب هذا المجاز حين استخدمه ثم أستوعب)، أي أن تكون ناشطاً لا يعني أن تكون كوميدياً، والعكس صحيح، الكوميديا الجيدة ممكن أن تتحمل أهدافاً تعليمية أو توعوية أو مسحة من الـActivism، لكن ذلك ليس شرطاً، هذا الملعب خطير (المقصود مساحة الأداء وإطاره)، لكنه وللأسف دائماً مُستغل. ما أنا متيقن منه هو أن القطيعة ليست حلاً، بل لابد من توظيف هذا الملعب، الذي لم تقصر الديكتاتوريات في السيطرة عليه، لكن في النهاية، هذا الفن شخصي، ويعبر فيه الفرد عن آرائه الشخصية بهدف الإضحاك، وأحياناً يكتفي البعض بالإضحاك لمجرد الإضحاك، وهذا شأن مقبول ومطلوب أحياناً. وهنا يقع الخيار على المؤدي نفسه، ضمن أي (حلبة) يريد اللعب".
يجهز دبا لعرض كوميدي مع المصري أنديل (المعروف بأخ كبير) في برلين هذا الشهر، أردت أن أعرف أكثر من دبا عن توقعاته من الجمهور، خصوصاً أنه سيكون على خشبة حرّة نظرياً، لا رجال أمن ولا هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ولا أقصد الشتم أو الشأن السياسي أو غيرها، هل الجمهور نفسه سيكون أكثر ترحيباً أو أشد نقديّةً؟ خصوصاً أن دبا وقف على خشبات عربية مسبقاً وبإمكانه رصد الفرق.
النكتة المثاليّة: في ثلاثة بدو واثنين ما بدو
يجيب دبا أنه مدرك للاختلافات والتابوهات بين المكانين ويريد (اللعب عليها)، ويضيف بشكل ملفت: "أعلم أن من سيحضر لن يكون من المفرطين في تدينهم، خصوصاً أن المكان الذي سنعرض فيه يقدم الكحول، أي أستطيع توقع طيفهم، لكن حتى المنفتحين والمتحررين من المحافظين لديهم خطوط حمراء، ولا أعلم ما سيكون موقفهم حين أبدأ بإلقاء النكتة عن وهمية الإسراء والمعراج، ذات الأمر مع المتزمتين للصوابية السياسيّة، الذين/اللاتي لا يقبلون/لا يقبلن نكات عن مجتمع الميم أو النسوية مثلاً، لكن برأيي هذا أسلوب تلقي هذا الفن ما زال غامضاً للكثيرين، أنا لست ناشطاً ولا معلماً، أنا كوميديان، هدفي الإضحاك، وإن كنا نسعى للحرية ونطالب بها، فلابد بداية من تقبل حرية الضحك".
يضيف دبا فكرة ملفتة تحيلنا للمناخ الديمقراطي ووجوده من عدمه، لم أقاطعه حين قالها، إذ برأيه: من قال إن حرية الفرد هي الحقيقة المطلقة؟ هذا الإيمان مخيف، وسببه برأيي، أننا سابقاً، لم تكن لدينا حرية قول آرائنا، كنا نتداولها في أنفسنا أو بين الثقات بصمت، ما جعلها، أي الآراء، تبدو كحقيقة، وحين نقولها علناً، نفترض أن الآخرين أيضاً يؤمنون بها كحقيقة مطلقة، وهذا بالضبط الإشكال، كل الناس "شرجهم مشدود"، ومتمسكون بآرائهم، وحين يسمعون ما يخالفها علناً يزداد تشنجهم. خوفي اليوم، والأهم فضولي، هو رصد مقدار التسامح الذي ستمنحني إياه الصوابية السياسية، وكم سيكون المحافظون متسامحين معي، وهنا يمكن القول إني أخاطر".
يضيف دبا : "بسبب حالة القمع التي كنا نعيشها، وللأسف ما زال الكثيرون خاضعين لها، تركز في دماغنا مفهوم (نحن). تلك الخطابة الرسمية التي حفرت في رؤوسنا، نحن الشعب، نحن المقاومة، نحن الناس، نحن الثورة... الخ، في الستاند أب كوميدي، تنتصر الأنا، أنا عمار دبا، أنا أفكر، أنا أظن، أنا برأيي، هذه الأنا ما زالت تعارك و تصارع في سبيل صوتها، مهما كان هذا الصوت، هنا تتضح حرية هذا الفن، هو يركز على الأنا، ويركز على ما تريد فعله أنت وأفكارك وكلماتك. أنا أكتب النكات التي أحبها، لا ما يحبها الممثل الذي يؤدي دوراً، أو الكوميدي الذي يريد انتقاد أعداء السلطة، أنا لست صدىً لأفكارك لـ(أفشنّ خلقك)، أنا لست هنا للتنفيس، أنا هنا لأقول النكات التي أضحك عليها وأضحككم معي".
أختم اللقاء بسؤال دبا عن عنوان هذا اللقاء، هل نأخذ الكوميديا على محمل الجد؟
يجيب دبا : "لا يجب أن نأخذ الكوميديا على محمل الجد، اترك الجد لصناع النكتة، وأسلوبهم بإضحاكك، أنت، أنتِ ، أنتم، أنتن، ومهما كان الضمير الذي تستخدمه كجمهور، استمع بقلب وعقل مفتوح، وأطلب منك ببساطة: اضحك، استرخ، ثم فكر، وإن لم تضحك، اعط ما سمعته وقتاً، فكر بنفسك. والأهم، نحن (أي ممتهني هذا الشكل الفني) مازلنا نتعلم إلى الآن، ونحاول مقاربة الموضوعات المختلفة، وأثناء العرض الكوميدي لدينا فرصة لتجريب ما تعلمناه، هذا المكان هو بيئة أسوأ ما يمكن يصيبك ضمنها هو أن (تنطمز) أو ينهز بدنك، لن تعتقل، لن تُقتل، لن تُصفع كفاً، لن تُرمى في مقبرة جماعية، هذا العنف الموجود في العالم لن يحصل في العرض، أخرا احتمال، سيتشنج شرجك فقط، لذا استمع للجميع كيف يتحدثون، استمع لمن هم (مع) ومن هم (ضد)، واخرج من فقاعتك وقناعاتك، وما ستكسبه نهاية هو سؤال، والأهم، ستضحك".
بطاقة العرض:
"فرط الاحترام"
عمار دبا وأنديل
25 و26 حزيران/ يونيو 2022
برلين- مسرح عيون
رابط البطاقات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...