لا تزال أزمة التصريحات المسيئة للنبي محمد من قبل اثنين من مسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند تتفاعل على الصعيدين الرسمي والشعبي في دول عربية وإسلامية.
لليوم السادس على التوالي، يتصدر وسم #إلا_رسول_الله_يا_مودي، الذي تجاوز 700 ألف تغريدة حتى كتابة هذه السطور، قائمة المتداول في دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية، تزامناً مع بيانات رسمية تُصر على تقديم الهند اعتذاراً علنياً عن هذه التصريحات. يُشير الوسم إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عضو "بهاراتيا جاناتا".
بدأت الأزمة مطلع الشهر الجاري بنشر المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا نوبور شارما والمسؤول عن وحدة الحزب الإعلامية نافين كومار جيندال تغريدات اعتُبرت مسيئة للنبي محمد عبر حسابيهما في تويتر. برر المسؤولان لاحقاً هذه الكلمات بـ"الغضب" من إهانة آلهة الهندوس مثل الإله شيفا والإله راما، من قبل مسلمين على ما يبدو.
وأوضح الحزب الهندي أن التصريحات المسيئة لا تمثله، مؤكداً احترامه جميع الأديان والرموز الدينية. وأضاف الحزب أنه "يعارض بشدة أي إيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين"، مبرزاً أن "دستور الهند يعطي الحق لكل مواطن في ممارسة أي دين يختاره ويحترم كل دين". كما أعلن وقف شارما عن العمل وتعليق عضويتها بسبب تعبيرها عن "آراء مخالفة لموقف الحزب"، وطرد جيندال.
محاولات هندية لامتصاص غضب المسلمين… قطر والكويت تستدعيان سفيري #الهند لديها وتطالبان بـ"اعتذار علني" عن التصريحات المسيئة إلى النبي محمد، والأزهر يحذر من أنها قد "تُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة"
وحذفت شارما تعليقاتها، مقدمةً اعتذارها "دون قيد أو شرط". غير أن منظمات إسلامية هندية عدة رفضت الاعتذار وطالبت بتوقيفها لا سيّما بعدما تسببت تصريحاتها بوقوع صدامات عنيفة في ولاية أوتار براديش. وحذف جيندال تغريدته المسيئة من حسابه في تويتر الذي يتابعه أكثر من 150 ألف شخص، وقال إنه يتعرض بالتهديد بالقتل هو وأسرته.
إلى ذلك، لم يهدأ الغضب ولم تتوقف الدعوات إلى "تأديب الهند نُصرةً للنبي" في الدول العربية.
استنكار رسمي عربي
وأعرب الأزهر في بيانٍ عن "إدانته واستنكاره الشديدين" لـ"الإساءة لرسول الله وأزواجه" وتحديداً السيدة عائشة، لافتاً إلى أن "ما قاله هذا الجاهل المستهتر بعظماء الإنسانية (...) هو ‘الإرهاب‘ الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة"، مطالباً المجتمع الدولي بأن "يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين".
وسلّمت وزارة الخارجية القطرية إلى سفير الهند في البلاد، عقب استدعائه، مذكرة احتجاج تطالب فيها الحكومة الهندية بأن "تسارع إلى إدانة هذه التصريحات فوراً والاعتذار عنها علناً لجميع المسلمين في العالم".
تتزامن أزمة التصريحات المثيرة للجدل مع زيارة نائب الرئيس الهندي فينكايا نايدو للدوحة لتعزيز العلاقات التجارية بين الهند وقطر. ويناهز عدد الهنود نحو مليون نسمة من إجمالي سكان قطر البالغين 2,8 مليون.
لعل هذا ما يبرر إصدار السفارة الهندية في الدوحة بياناً، لتهدئة الغضب، قالت فيه إنه تم اتخاذ "إجراءات حازمة" ضد "عناصر هامشية" أدلت بتصريحات مهينة، من دون تفاصيل إضافية.
كذلك استدعت وزارة الخارجية الكويتية سفير الهند لديها وسلّمت إليه مذكرة احتجاج ترفض فيها التصريحات المسيئة للنبي. أوضحت الخارجية الكويتية أنها ترحب بوقف المسؤولة المسيئة، مطالبةً باعتذار علني عن الإساءة أيضاً.
برغم قيام حزب بهاراتيا جاناتا بإقالة أحد مسؤوليه وتعليق عضوية مسؤولة أخرى على خلفية أزمة التصريحات المسيئة للنبي محمد، تستمر الدعوات إلى "تأديب #الهند" عبر مقاطعة منتجاتها وأعمالها الفنية وطرد عمالتها في #الخليج عبر وسم #إلا_رسول_الله_يا_مودي
في غضون ذلك، اكتفت الخارجية السعودية ببيان أعلنت فيه "شجبها واستنكارها" التصريحات المسيئة للنبي محمد، وعبّرت عن رفضها المساس بالشخصيات والرموز الدينية. كما رحبت بالإجراء المتخذ من الحزب الهندي الحاكم بإيقاف المتحدثة باسمه عن العمل.
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية التصريحات بأشد العبارات واعتبرت وقف المتحدثة باسم الحزب الحاكم في الهند "خطوة في الاتجاه الصحيح". ورحبت وزارة الخارجية البحرينية بوقف الحزب الهندي الحاكم المتحدثة باسمه، مشددة على ضرورة شجب أي إساءات مستهجنة بحق النبي محمد.
اقتراحات لمعاقبة الهند
على الجانب الشعبي، عبّر معلقون عرب عن رغبتهم في مواصلة الضغط على حكوماتهم لـ"معاقبة" الهند، وبخاصة عقب تكرار التقارير حول قمع المسلمين هناك في المدة الأخيرة.
قدم الكثير من المغردين العرب عدة اقتراحات رأوا أنها قد تكفل تراجع أي مسؤول هندي مستقبلاً عن استفزاز المسلمين أو الإساءة لنبيهم.
من أبرز الاقتراحات كان طرد العمالة الهندية من الدول الخليجية لا سيّما من الطائفة الهندوسية وإبقاء الهنود المسلمين فقط، ووقف استيراد المحاصيل الهندية بما في ذلك القمح، وتدشين حملة لمقاطعة المنتجات الهندية بوجه عام في جميع الدول العربية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...