شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
الموناليزا التي لا تموت وقيس سعيد يحكم  بأمر الله... عصارة الأسبوع في 6 أخبار

الموناليزا التي لا تموت وقيس سعيد يحكم بأمر الله... عصارة الأسبوع في 6 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 5 يونيو 202202:11 م

حتى أنتِ يا "ليز"؟

تحتفل ملكة بريطانيا إليزابيث بمرور 70 عام على توليها العرش. صور جميلة من الاحتفال و طائر في السماء و تقاليد ملكيّة، تزامنت مع خطة الحكومة البريطانية ترحيل لاجئين سوريين وأفغان إلى راوندا... راوندا!

تلقى مؤخراً عدد من اللاجئين رسائل رسمية بأنهم أمام فرصة لإعادة بناء حياتهم في راوندا.

هذا القانون يستهدف طالبي اللجوء، المحتجزين في مراكز خاصة، أي من لم تقبل طلبات لجوئهم بعد و سيرسلون إلى راوندا لمتابعة حياتهم واستكمال أوراقهم، وحسبما قالت منظمة Detention Action: "يا لها من طريقة للاحتفال بعيد اليوبيل البلاتيني، من خلال إخبار الناجين من التعذيب والعبودية، الذين قطعوا آلاف الأميال للوصول إلى بر الأمان، أنهم سيُطرَدون إلى ديكتاتورية قمعية".

لا نعلم ما الذي يمكن قوله، لكن هذه ليست المرة الأولى التي تصل فيها إجراءات "ضبط الحدود " إلى حد الترحيل إلى دول قمعية أو ما يشبه معسكرات اعتقال، إذ شهد مجلس النواب الفرنسي قانون شبيهاً منذ عدة سنوات، لكن لم تتم المصادقة عليه.

نخاطب الملكة إليزابيث، ذات الـ70 عاماً من الحكم، نعلم أن لا دور سياسي لك يا ليز، لكن ترحيل اللاجئين شأن لا يمكن تجاهله، والأهم، التعامل معهم ككائنات غريبة لا بد من احتجازها و ترحيلها إلى بلدان لا تختلف عن بلدانهم التي فرّوا منها، انتهاك لإنسانيتهم وإنسانية بريطانية نفسها، فيا ليز، تصرّفي!

فوز جوني ديب سيفتح الباب أمام الرجال للبحث عن "جوني" الصغير داخلهم، ذاك المعذب والمهضوم حقه، لكنها فرصة لنعيد النظر بسير العدالة في قضايا التشهير والتعنيف، وعدم الانسياق الأعمى وراء الضحية، امرأة كانت أو رجلاً..

النحل الذي أصبح سمكاً، والحوت الذي سيقتل برحمة!

لا نبالغ حين نقول إن شروط الحياة على كوكبنا لم تعد كافية لنجاة الجميع، ولا نتحدث هنا عن البشر فقط، إذ مؤخراً، علق حوت على ضفاف نهر السين في فرنسا، وبعد تعذر محاولات إنقاذه، كان القرار هو تطبيق القتل الرحيم، كونه يتألم بشدة، حسبما كشفت تقنيات السونار.

حدث مشابه في غرابته شهدته الولايات المتحدة، إذ أقرت محكمة إمكانية تصنيف النحل على أنه نوع من أنواع الأسماك، وذلك لحماية هذا النوع من النحل من الانقراض.

لن نعلق على المأساة البيئية التي نعيشها، لكن هكذا علامات، انتحار الحيتان، تلاشي النحل والاعتراف به كسمك، تدفعنا للتفكير بمكاننا كبشر على هذ الكوكب، وعجزنا عن التعامل مع ما يحدث من متغيرات قد تطيح بنا جميعاً، وقرارات قد تهددنا هذه المرة نحن البشر، فربما قريباً سيعتبر اللاجئون كائنات تنتمي للثديات ولا تتمتع بصفة الإنسانيّة، وقد يصنف الأغنياء ككائنات فائقة لا تخضع لقوانيننا، وربما تتحول حكومتا قطر والإمارات إلى كيانات ميتا-قانونيّة، قادرة على ابتلاع العالم وإعادة إنتاجه، ضمن شروطها، على جزر منفصلة في الخليج العربي.

الجوكاندا فكرة... والفكرة لا تموت ولا تلوث بالكريمة!

قام أحد زوار متحف اللوفر مؤخراً بالتنكر بزي امرأة مقعدة، وما إن وصل إلى القاعة الشهيرة التي تحوي الجوكاندا، حتى انتصب واقفاً، وقام بمحاولة كسر الزجاج المضاد للرصاص الذي يحمي لوحة دافينشي الشهيرة، وحين عجز قام بتلطيخ الزجاج بالكريما إلى حين أوقفه الحراس.

صرخ "المخرب" بأن علينا الاهتمام بالبيئة لا الفن، لكن لا آذان تسمع، وعادت الموناليزا لتحديقتها الماكرة، لتتأمل عدسات السياح التي تحاول التقاط صورة لها. الملفت في الحدث أن الجوكاندا ذات تاريخ طويل في التخريب ومحاولات السرقة والتحطيم وتكسير قيمتها الفنيّة. هي علامة على سطوة المتحف و دور تاريخ الفن في تكريس الأشكال الفنية، لكنها، وهنا الغرابة، هي تنجو في كل مرة، الشأن الذي يثير الاستفزاز، الألغاز والحكايات والأسرار حولها لم تعد تطاق، هي مجرد بورتريه، ولا داعي لكل هذه الجلبة حولها، و"حياتها" الطويلة هذه درس من سوق الفن مفاده، أن ما رسمه "المعلمون" هو المعيار الجمالي و"الأهم" و"الأفضل"، أما الباقي فيخضع دائماً للجدل. رسالة قاسية تقول إن الفن بدأ بالجوكندا ثم انحدر، أما هي فلن تتزحزح أو تتلف، محبوسة وراء زجاج و تقنيات لتبقى على حالها، أثر على زمن وسلطة فنية لم تتغير منذ أكثر من 500 عام.

بريطانيا: "لو هربتم من الديكتاتوريات فسنعيدكم إليها"، والنحل الذي أصبح سمكاً... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد

ما هو النموذج الجديد لـ"الرجل" الضحية بعد انتصار جوني ديب

انتصر جوني ديب على طليقته التي شهّرت به، بل يمكن القول مالت الأحكام لصالحه أكثر من صالح آمبر هيرد، وعلا التهليل والفرح، وارتفع شعار  "لن نصدق الناجيات كلهن"، دون خجل، فانتصار ديب مفاده، أن الرجال أيضاً ضحايا المرأة الشريرة.

الملفت هذه الظاهرة، التي كللها انتصار جوني ديب، وسبقتها عودة لويس سي كاي من الإلغاء، أننا أمام شكل جديد الآن من الرجال، المُعنَّف المظلوم في حالة ديب، و ذاك الذي أخطأ ولم يقبل اعتذاره، كما في حالة لوي سي كاي.

يرى البعض أن انتصار ديب سيفتح الباب أمام الكثير من الرجال كي يتحدثوا عن العنف الذي يتعرّضون له، بل وصلت المبالغات إلى القول بأن داخل كل رجل "جوني ديب" معذب لا يسمع أحد صوته.

لا نحاول هنا أن ننتصر لهيرد على حساب ديب أو العكس، بل نتأمل من بعيد في محاولة لفهم أثر هذه الأحداث على الثقافة الشعبيّة، خصوصاً تلك التي نستوردها، ونتبناها، ونحن نعلم أن العالم العربي لا يحوي البنى القانوني والمؤسساتية التي يمكن عبرها فض هكذا قضايا، الأهم، الصناعة الثقافيّة الأمريكية قدمت لنا نماذج لرجل "مُعذب"، كما في فيلم "ميزوري"، لكن المفارقة أنه فيلم رعب، المرأة الشريرة تنتمي لعالم فانتازي، غير حقيقي، أما الرجل المُعنَّف، فيظهر في أفلام الدراما الواقعيّة.

هنا بالضبط ما يمكن اعتباره انتصاراً لهيرد، قدمت نموذج المرأة الشريرة، القوية، التي علقت حق ديب بالدفاع عن النفس جسدياً ( هذا موضوع آخر أشد حساسيّة) وهذه المرة لم يكن الأمر فيلم رعب، بل محاكمة علنيّة، ستغير من وجه الثقافة الشعبية، وتدفعنا نحن، الذين قد نشاهد مستقبلاً مسلسلاً على نتفليكس عن امرأة تعنف زوجها، للتساؤل، أي جهة يجب أن يتوجه إليها الرجل كي يحاول الفكاك مما هو فيه؟ والأهم، احتكار الشر والعنف لم يعد ملك الرجال فقط، بالتالي، على الرجال جميعاً الآن، الأخذ بعين الاعتبار أن هناك نساء قويات، قادرات على المواجهة والتعنيف، ما يعني إعادة النظر بخيارات الرجال وعلاقتهم، فالاندفاع وراء الشهوات العابرة قد تكون نتائجه وخيمة على الرجل أيضاً لا فقط المرأة.

قيس سعيد "الوحيد" الذي يحكم بالعدل

 الإجراءات الاستثنائية التي يقوم بها قيس سعيد تدمر الحلم الرومانسي الذي رفعه الربيع العربي، وكأنه يقول، أي سعيد، إن الثورات في المنطقة العربية، إما ستخلق ديكتاتوريات جديدة أو تحافظ على تلك الموجودة أصلاً

قام المفدى، ضابط الدستور، حامي الجمهوريّة، أمير العدل وفسطاطه، الرئيس التونسي قيس سعيد، بعزل 57 قاضياً تونسياً بتهم الفساد، مرتكباً حسب البعض "مذبحة" للجهاز القضائي.

الواضح أن سعيد لا يقف بأحد، قراراته الاستثنائية لم تعد تعرف حداً، وكأنه لا يريد فقط تعطيل كل أجهزة الدولة، بل شلّها بأكملها و تقويضها، صحيح أنه يقدم لوائح بالتهم والفساد والتجاوزات، لكن يبدو أن الخطوة القادمة "المنطقية" في ظل ما يحدث، هي تشكيل " الهيئة العليا لإصلاح الدولة بالقوة والدستور والعربية الفصحى" والتي تتسلم كل سلطات البلاد، ولها أجهزتها الأمنية والقضائية الخاصة، فيما يشبه النموذج السوري والمصري.

سعيد يفكك الدولة التونسية و أجهزتها، لا نعلم بدقة ما هو مخططه، أو ما هو النظام "الجديد" الذي يريد بناءه، لكن دولة، بلا قضاء مستقل، وبلا دستور يتم التمسك به، وبلا مجلس نيابي يشرعن، يمكن القول إنها إقطاعية، يحكمها شخص ووعوده بالإصلاح، وعادة ما تكون النتائج وخيمة، فقر، انتشار جريمة، والأهم، ثورة ستطيح برأسه.

سعيد، واعياً أو لا أو من منطلق وطني، يحاول تدمير حلم الدولة الديمقراطيّة ما بعد ثورات الربيع العربي، و تقديم درس في التاريخ، أن ثورات المنطقة إما ستنتج ديكتاتوريات جديدة أو تحافظ على القديمة.

أعضاء جديدة بانتظار الزراعة المنزلية

تمكن علماء مؤخراً من زراعة أذن بشرية، باستخدام خلاليا أحد المرضى، ثم زراعتها مكان أذنه المشوهة عبر الطابعات ثلاثية الأبعاد، أي ما يمكن فهمه، بالإمكان في مستقبل ليس بالبعيد، امتلاك طابعة منزلية، يكفي أن نبصق في سطح مخصص فيها، حتى نطبع أعضاء خاصة بنا، نذهب بعدها للصيدلية من أجل تركيبها.

حرصاً منا على الجسد البشري والظاهرة الإنسانيّة، هنا قائمة بأبرز الأعضاء التي يمكن طبعاتها، واستخدامها لتحسين حياتنا بعد إضافتها لأجسادنا:

1-      عضو خاص بحماية الفم من قطع الخراء التي تطفو في شواطئ البحر، يركب حول الفم والأنف كي نتمكن من السباحة بسلام.

2-      طرف جديد (ويفضل ذراع) كي نتمكن من استخدام التابليت، والهاتف، واللابتوب في ذات الوقت.

3-      زائدة عظميّة تركب حول الرقبة وتمتد للأمام لتسهيل التقاط السيلفيز في دبي.

4-      زائدة لحمية ذات حساسية عالية تركب في مؤخرة الرأس، الهدف منها رصد رجال الأمن والمخابرات، والحذر من الحديث أمامهم بما يمس هيبة الدولة.

لا يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard