غيّب الموت الفنان المصري الكبير سمير صبري، الملقّب بسفير البسمة والسعادة والإيجابية، عن عمر ناهز الـ85 عاماً، الجمعة 20 أيار/ مايو، في فندق إقامته بالعاصمة القاهرة، إثر معاناة طويلة بسبب أمراض القلب.
برغم المتاعب الصحية التي مر بها أخيراً كان رحيل صبري صادماً بشكل خاص لأصدقائه المقربين، لا سيّما الفنان حسن يوسف الذي أكد أنه كان أول أمس في لقاء بالنادي مع مجموعة من رفاقه من قدامى الفنانين والفنانات، وأن سمير كان يصور برنامجه الإذاعي "ذكرياتي".
وأخبر مصدر من الفندق الذي يقيم فيه الفنان الراحل جريدة "اليوم السابع" المحلية أن الراحل كان بصحة جيدة صباح اليوم قبل وفاته المفاجئة.
وتشيع جنازة الفقيد السبت 21 أيار/ مايو من مسجد الشرطة في منطقة الشيخ زايد، على أن يُنقل جثمانه إلى مقابر الأسرة في مدينة الإسكندرية.
اكتشفه عبد الحليم حافظ، وربطه القدر بـ #سمير_غانم حياً وميتاً… الموت يغيّب سفير الإيجابية والسعادة #سمير_صبري عن 85 عاماً. حزن عميق في وداع "فتى الشاشة المدلل"
حياة فنية حافلة
ولد صبري في الإسكندرية في 27 كانون الأول/ ديسمبر 1936، وتخرج من "فيكتوريا كوليدج" التي درس فيها عمالقة في الفن والسياسة، من بينهم عاهل الأردن الراحل الملك حسين، وقضى الـ50 عاماً الأخيرة من عمره في العمل الفني والإعلامي.
ويمكن أن نطلق على صبري لقب "الفنان الشامل"، أو الفنان "الفلتة"، أي الذي لا يتكرر، إذ أجاد الاستعراض والغناء والعزف على عدة آلات موسيقية، وتمثيل الكوميديا والدراما والأكشن، وقدّم أدواراً فارقة في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، وقدّم برامج تلفزيونية وإذاعية، وأنتج 20 فيلماً سينمائياً.
وقف صبري أمام الكاميرا للمرة الأولى ضمن المجاميع خلال تصوير أغنية "بحلم بيك" لعبد الحليم حافظ في فيلم "حكاية حب"، وقد صُوّرت خلال مشهد مع الإذاعية الراحلة آمال فهمى. لاحقاً، قدمه جاره في نفس المبنى، عبد الحليم حافظ، إلى الفنانة لبنى عبدالعزيز، ليظهر معها في برنامج "ركن الطفل" الذي كانت تقدمه عبر إذاعة البرنامج الأوروبي.
ومنه كانت انطلاقة صبري في الإذاعة - حيث قدّم برامج "هذا المساء" و"كان زمان" و"البرنامج" و"مشوار"- ومن ثمّ في السينما مشاركاً في 138 فيلماً، أشهرها "التوت والنبوت" و"جحيم تحت الماء" و"الإخوة الأعداء" و"أبي فوق الشجرة" و"زقاق المدق".
"الفنان الشامل" و"الموهبة الفذّة"... أجاد #سمير_صبري الاستعراض والغناء والعزف على عدة آلات موسيقية، وتمثيل الكوميديا والدراما والأكشن، وقدّم أدواراً فارقة في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، وقدّم برامج في تلفزيونية وإذاعية، وأنتج 20 فيلماً سينمائياً
ارتبط صبري في أذهان الجمهور بوسامته ورقصه وإجادته اللغات الأجنبية وعُرف بدور الشاب الطائش حتى اعتبره الكثيرون "فتى الشاشة المدلل" وهي الشهرة التي ترسخت بعد فيلم "البحث عن فضيحة" تحديداً. وقد احتفظ بنظرة الجمهور له باعتباره فناناً واسع الثقافة والمعرفة.
في السنوات الأخيرة، اتجه صبري إلى التلفزيون حيث شارك في عدة مسلسلات تُعدّ من علامات الدراما الاجتماعية مثل "قضية رأي عام" و"حضرة المتهم أبي" و"حق مشروع". وقبل ذلك مثّل في فوازير "إحنا فين" و"ألف ليلة وليلة".
حياته الاجتماعية
على الصعيد الشخصي، انفصل والد ووالدة صبري وهو صغير، واصطحبه والده ليعيش معه في القاهرة وبقي شقيقه الوحيد مع والدته في الإسكندرية حيث غدا طيّاراً حربياً واستشهد في حرب أكتوبر 1973.
تزوج صبري مواطنة إنجليزية قبل أن يكمل عامه العشرين وأنجب منها ابنه الوحيد جلال، وأبقى خبر زواجه سراً ولم يكشف عنه إلا قبل سنوات، معترفاً بندمه على أنه فضّل الفن على حياته الشخصية وتخلى عن زوجته ونجله الذي ترعرع مع والدته وعاش جُلّ حياته في لندن. ولدى الراحل ثلاثة أحفاد.
وفي سيرته الذاتية "حكايات العمر كله" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية العام الماضي في 304 صفحات، روى قصصاً ومواقف مع 36 شخصية فنية وثقافية وسياسية متعددة، مثل السلطان قابوس والشيخ زايد آل نهيان والإمام موسى الصدر والكاتب توفيق الحكيم وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وسعاد حسني وميرفت أمين وغيرهم.
ندم على تفضيل الفن على حياته الشخصية، واشتُهِر بأنه "صاحب صاحبه"... عاش سمير صبري حياةً اجتماعية مأزومة إذ أُجبر على الانفصال عن والدته وشقيقه الوحيد في سنٍ مبكرة، ثُم حُرم من نجله الوحيد الذي استقر مع والدته في لندن
وخلّف خبر رحيل صبري حزناً عظيماً في الوسط الفني المصري والعربي إذ اشتهر الراحل بأنه كان نبيلاً و"صاحب صاحبه" ولا يتأخر عن مساعدة أي فنان تدور عليه نوائب الزمن.
السميران… سمير غانم وسمير صبري
كان القدر عجيباً إذ جمع الفنانين الكوميديين سمير صبري وسمير غانم في العديد من الأمور بدايةً بالاسم ثم النشأة في مدينة الإسكندرية والدراسة في كليتي الزراعة والآداب القريبتين، والشغف بالفن والانخراط فيه لا سيّما الأدوار الكوميدية، وصولاً إلى الشهرة والمحبة الجارفة من الجمهور وانتهاءً بالوفاة في اليوم نفسه إذ وافق يوم وفاة صبري الذكرى الأولى لوفاة غانم. وكلاهما فارق إثر معاناة مريرة مع المرض.
وفي مقابلات إعلامية كثيرة، وصف صبري غانم بأنه "صديق العمر". وكان النجمان قد مثّلا معاً في الكثير من الأفلام، من بينها "حكاية بنت اسمها محمود" و"عالم عيال عيال" و"سيقان في الوحل" و"فى الصيف لازم نحب" و"الأحضان الدافئة" و"لسنا ملائكة" و"30 يوم في السجن" و"شباب مجنون جداً" و"إضراب الشحاتين".
يذكر أن آخر ظهور فني للراحل كان في مسلسل "فلانتينو" مع النجم عادل إمام خلال موسم رمضان عام 2020.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...