شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"الصوت الذي نقل فلسطين إلى كل بيت"... الاحتلال الإسرائيلي قتل شيرين أبو عاقلة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 11 مايو 202210:57 ص

برصاصة في الرأس أطلقها عليها جنود إسرائيليون، قُتلت صباح الأربعاء 11 أيار/ مايو، الصحافية الفلسطينية الزميلة شيرين ابو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة القطرية، خلال تغطيتها اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية نبأ وفاة شيرين أبو عاقلة في بيان مقتضب. وقال شهود عيان إن الفقيدة كانت ترتدي سترة الصحافة وخوذة، في إشارة قوية إلى وجود استهداف لها بقنصها في الرأس في الجزء الظاهر من الخوذة - تحت الأذن.

قال أحد زملائها: "اتجمعنا أنا وزملائي الصحافيين في نقطة قريبة جداً من الجيش (الإسرائيلي). جهّزنا حالنا، لابسين كل المعدات - خوذة، الواقي. انتظرنا شيرين تاتيجي. وصلنا كشفنا حالنا للجيش… اتقدمنا أمتار معدودة بجانب مصنع. بس وصلنا المنع، صار إطلاق نار علينا، لقيت وجهي أطمن عليهم (زملاؤه) لقيت شيرين ع الأرض وإطلاق نار عليها".

وأردف: "بعد ما صار عملية إطلاق النار علينا، حاولنا نسعف شيرين ما قدرنا. الاحتلال استهدف شيرين وهي لابسة الخوذة. الإصابة تحت الأذن… الاحتلال كان مصر يقتلنا عبر القناصة".

أسفر الاعتداء الإسرائيلي على أبو عاقلة أيضاً عن إصابة منتج الجزيرة علي السمودي الذي كان واقفاً قرب الفقيدة برصاصة في الظهر.

"كانت ترتدي سترة الصحافة وخوذة"... مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة عقب استهداف جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي لها في الرأس خلال تغطيتها اجتياحهم جنين، وزملاؤها يتهمون الاحتلال بقتلها عمداً

إدانة

في بيان لها، استنكرت شبكة الجزيرة "جريمة القتل المفجعة التي تخرق القوانين والأعراف الدولية" التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق مراسلتها، لافتةً إلى أن "هذه الجريمة البشعة يراد من خلالها منع الإعلام من أداء رسالته"، مع تأكيد على أن أبو عاقلة كانت ترتدي سترة الصحافة حين قنصها جنود الاحتلال في الرأس.

وحمّلت الشبكة الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل الزميلة الراحلة، مناشدةً المجتمع الدولي "إدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعمدها استهداف وقتل أبو عاقلة".

من جهتها، أكدت شبكة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)": "الصحافيات والصحافيون اللاتي/ الذين يؤدين/ يؤدون دورهن/ م وعملهن/ م بسلام يستهدفهن/ م الاحتلال الإسرائيلي لأنهن/ م ينقلن/ ينقلون الحقيقة".

ورثت الشبكة أبو عاقلة مشددةً على أنها "لطالما كانت الصوت الذي نقل فلسطين إلى كل بيت".

ونعت الصحافية الفلسطينية كريستين ريناوي أبو عاقلة قائلةً إنها "ترتقي شهيدة بعدما غطت مئات جنازات الشهداء. شيرين اسم كبير في عالم الصحافة. شيرين القلب الكبير. شيرين الأستاذة في الإنسانية والاحترام والأخلاق قبل الصحافة".

وتساءل المفكر والمؤرخ العراقي خزعل الماجدي عبر حسابه في فيسبوك: "من منّا لم يشاهد شيرين أبو عاقلة صاحبة الصوت الهادي التي تنقل أخبار فلسطين عبر قنوات وفضائيات الإعلام؟ من منّا لم يلمح طيبتها ومهنيتها وصدقها في عملها؟ لكن الصهاينة المجرمين رأوا غير ذلك حين أردوها اليوم برصاص في الرأس بكل وحشيتهم التي عرفها التاريخ. تباً لكم أيها الأوغاد".

وختم: "لروحها السلام والمحبة وليرحمها الله، وستبقى عيون شيرين الواسعة خالدة في ضمائرنا وهي تضيء الحقيقة".

"اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلاً ربما أن أغير الواقع، لكنني كنت قادرةً على الأقل على إيصال ذلك الصوت إلى العالم"... وقُتلت شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال الإسرائيلي وهي تقوم برسالتها النبيلة

أما الباحث في مركز مسارات الفلسطيني رازي نابلسي، فقال عبر فيسبوك: "بكُل زاوية بكُل بيت في تلفزيون، بكُل زاوية بكُل بيت في حدا بدمّع اليوم. بكُل زاوية بكُل بيت، قسماً بكُل بيت، في بيت عزاء صامت بحالة حداد. بكُل زاوية، بكُل بيت فلسطين، عم نبكي شيرين أبو عاقلة - فلسطين".

ونبّهت الصحافية والكاتبة سحر مندور إلى أن "إسرائيل قتلت شيرين أبو عاقلة لأن شيرين أذيتها. من أول يوم وقفت قدام الكاميرا ونقلت العالم إلى قلب فلسطين، بلشت خطة اغتيالها. على مر العقود والحروب، من الانتفاضة لليوم، وثقنا بشيرين، مشينا معها على التلال بين الشجر، فتنا على أحياء القرى وكنسنا بعيوننا شوارع المدن، شفنا فلسطين معها، وشفنا الاحتلال عن قرب، عيننا بعينه، معها".

وختمت: "اغتيالها هو صدمة طبعاً، بس هو نتيجة جريمة منظمة. مش بالصدفة ولا بالغلط، وإنما بقرار وبفعل فاعل. إسرائيل قتلت بطلة من بطلات فلسطين".

"صوت فلسطين"

أبو عاقلة، وهي من مواليد عام 1971 في القدس المحتلة، حاصلة على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك الأردنية.

كانت أبوعاقلة من الجيل الأول من المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة في فلسطين إذ انضمت إلى القناة عام 1997، أي بعد عام واحد على انطلاق الجزيرة. قبل التحاقها بالشبكة القطرية، عملت أبو عاقلة في إذاعة فلسطين وقناة عمان الفضائية.

وعلى مدى ربع قرن تقريباً، غطّت أبوعاقلة من قلب الأحداث ونقلت للعالم الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

"إسرائيل قتلت شيرين أبو عاقلة لأن شيرين أذتها. من أول يوم وقفت قدام الكاميرا ونقلت العالم إلى قلب فلسطين، بلشت خطة اغتيالها… اغتيالها هو نتيجة جريمة منظمة. مش بالصدفة ولا بالغلط، وإنما بقرار وبفعل فاعل. إسرائيل قتلت بطلة من بطلات فلسطين"

في رثائها، أوضح الباحث والناشط الثقافي الفلسطيني مصطفى ريناوي أن الصحافية المغدورة "ارتبط اسمها بنقل الحقيقة من بلادها، وهذا الحق لا يستطيع المستعمر السفاح سماعه ولا تحمله. تعلمنا منها وصدقناها واستمعنا دائماً لتغطيتها الصحفية الملتزمة والمناصرة لرواية شعبها وحقه في النضال ضد الاحتلال، وكانت في فترات عدة أشهر الوجوه على الشاشة وأقربها إلينا ولوجعنا".

في مقابلة سابقة، قالت أبو عاقلة عن الخطر الذي تواجهه خلال تغطيتها في الأماكن الخطرة، وتحديداً خلال الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية عام 2002: "في اللحظات الصعبة تغلبت على الخوف. فقد اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلاً ربما أن أغيّر الواقع، لكنني كنت قادرةً على الأقل على إيصال ذلك الصوت إلى العالم".

وفي مقابلة أخرى مع الجزيرة، قالت أبوعاقلة إن الاحتلال الإسرائيلي طالما اتهمها بتصوير مناطق أمنية، معربةً عن شعورها الدائم بأنها مستهدفة وأنها في مواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المسلحين.

من أكثر اللحظات التي أثرّت فيها، كما روت أبوعاقلة، كانت زيارتها سجن عسقلان والوقوف على أوضاع أسرى فلسطينيين قضى بعضهم أكثر من 20 عاماً خلف القضبان.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت صرّح لوكالة رويترز بأن السلطة الفلسطينية رفضت عروضاً إسرائيلية بإجراء تحقيق مشتركة من الجانبين في حادثة مقتل أبو عاقلة. في حين غرّد العضو العربي الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي عقب مقتل أبو عاقلة متساءلاً: "ماذا يوجد هنا للتحقيق المشترك بشأنه؟ هل مسموح للشرطة الفلسطينية أن تحقق في تل أبيب؟ الجريمة الكبرى هو الاحتلال الذي يتسبب بشكل يومي بجرائم وظلم لا يحصى ولا بدّ من إنهائه".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard