في الوقت الذي فقد فيه الصحافي الفلسطيني معاذ عمارنة، عينه اليسرى، نتيجة رصاصة مطاطية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تغطيته مصادرة أراضي بعض الفلسطينيين ببلدة صويرف في الضفة الغربية، بغرض الاستيطان، كان مايك بومبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة، بعدها بساعات يمنح ضوءاً آخر لإسرائيل لبناء المزيد من المستوطنات، معتبراً إياها لا تخالف القانون الدولي.
جلبت حادثة معاذ تضامناً واسعاً في الأوساط العربية، في ظل الحديث عن سياسة ممنهجة من الاحتلال لقمع أي صوت قد ينقل حقيقة ما يحدث على الأرض، واستهداف متعمّد لمعاذ، لأنه كان أول من وثق بكاميرته مشاهد جريمة قتل الاحتلال للشاب عمر البدوي في مخيم العروب شمال الخليل، قبلها بأيام. في الوقت نفسه خلق ذلك دافعاً لتسليط الضوء بشكل أكبر على معاناة الصحافة الفلسطينية والانتهاكات التي تتعرض لها.
كان عبد الحفيظ الهشلمون، مصور الوكالة الأوروبية "إي بي آيه" حاضراً برفقة معاذ، في الخامس عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ويظهر في إحدى الصور الشهيرة وهو يحاول إسعاف زميله.
وفي حديث معه، قال لرصيف22: "كانت هناك دعوات من قبل الأهالي لوقفة بعد صلاة الجمعة في قطعة أرض في بلدة صويرف، بعد قرار مصادرتها من قبل الاحتلال، وعندها قمعت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين المتواجدين ومنعتهم من إقامة الصلاة، مستخدمين القنابل الصوتية والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، بعدها اندلعت المواجهات بين الطرفين، وكان زميلي معاذ متواجداً لتصوير ما يحدث، وعندها أطلق جندي رصاصة صوب عينه ما أدى لفقدها".
ويسترسل الهشلمون مشيراً إلى معاناة العمل الصحفي: "العمل الإعلامي والصحافيون بشكل عام مضطهدون، وسلطات الاحتلال في أي مسيرة أو اعتصام، دائماً ما تقمع الصحافي قبل أن تقمع المحتجين. هذا يأتي لأن الصحافي ينقل ما يحدث على أرض الواقع ويوثق جرائم الاحتلال، لذا يحاولون منع ذلك، لكننا نتخذ دائماً زوايا مختلفة على الأرض ونتحرك في أكثر من منطقة لتغطية الحدث على أكمل وجه، وهو ما يزعج الإسرائيليين".
الصحافي الفلسطيني إنسان قبل أن يكون صحافياً
يتفق معه مروان الجوابرة، المصور الصحافي "لردايو علم" والمدون الإلكتروني، الذي قال لرصيف22: "بطبيعة الحال، كل فلسطيني في دائرة الاستهداف الإسرائيلية، سواء كان مواطناً أعزلاً أو صحافياً، لكن في الآونة الأخيرة لا يفرق الاحتلال بين صحافي أو مواطن، فإصابة الزميل عمارنة كانت بطبيعتها استهدافاً إسرائيلياً مع سبق الإصرار. المسافة والمكان المتواجد فيه الصحافيين كان بعيداً عن المتظاهرين آنذاك".
ويدلل على وجهة نظره، مضيفاً: "في كل تغطية صحفية يتعرض الزملاء للاعتداءات من الاحتلال، إما بالشتم بلغة مخلة بالآداب أو بإطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع أو مصادرة الأدوات".
يتابع الجوابرة: "في منتصف الشهر الجاري كان هناك تغطية صحفية لمواجهات اندلعت في مخيم العروب شمال الخليل، وبفعل المواجهات أطلق الاحتلال قنابل مسيلة للدموع باتجاه منازل المواطنين، ما تسبب باندلاع النيران في منزل، والصحافي الفلسطيني إنسان قبل أن يكون صحافياً، فشاركنا في إخماد الحريق وإخلاء المنزل من المواطنين والأطفال، وبعدها بدأت مناوشات بين صاحب المنزل وجنود الاحتلال، ثم تهجمت قوات الاحتلال علينا وأطلقت أيضاً قنابلها الصوتية والغازية، وتعرض زميل مصور للاعتداء من قبل جندي".
"الصحافيون بشكل عام مضطهدون، وسلطات الاحتلال في أي مسيرة أو اعتصام، دائماً ما تقمع الصحافي قبل أن تقمع المحتجين"
ويلفت إلى انتهاك آخر، مضيفاً: "صباح يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني، هدمت جرافات الاحتلال منزلين قيد الإنشاء لخالد حنا، مدير وزارة الإعلام في جنوب الضفة الغربية، وهذا النوع يوضع ضمن دائرة الاستهداف للصحفيين والإعلاميين".
يؤكد عبد الحفيظ على كلام زميله مروان، قائلاً: "تعرضنا للكثير من الانتهاكات والاعتقالات وكسر الكاميرات ومصادرتها، لم يتركوا طريقة إلا واستخدموها معنا، لكننا مصرون على تأدية عملنا، وهذه رسالتنا، فنحن فلسطينيون في المقام الأول، وسندافع عن أرضنا بأي طريقة. قضية فلسطين قضية عادلة ونحن أصحاب حق وسنقاومهم بشتى الطرق".
ما هو واقع الصحافيين في غزّة؟
بينما يظهر الوضع بتلك الصورة في الضفة الغربية نتيجة الاحتكاك المباشر مع سلطات الاحتلال، يختلف الوضع بعض الشيء في قطاع غزة، ولكن بالتأكيد تقع انتهاكات بطريقة أو بأخرى.
محاسن أصرف، صحافية معنية بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني، قالت لرصيف22: "على الرغم من أن حجم وطبيعة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للعمل الصحافي والحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية تختلف باختلاف التوزيع الجغرافي، من حيث الاحتكاك المباشر مع الاحتلال من عدمه، إلا أنها جميعاً تضرب بعرض الحائط المواثيق الدولية التي تنص على حماية الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام".
وبينما في الضفة المحتلة تتراوح الانتهاكات بين الاعتقال والتغييب خلف قضبان السجون، والاعتداء بالضرب والمنع من ممارسة العمل الصحفي، وكذلك إغلاق المكاتب الإعلامية وتخريب معداتها بل ومصادرتها، وصولاً إلى القتل المباشر والاستهداف بالرصاص في مناطق المواجهات كما حدث مع عمارنة، يختلف الوضع في غزة، وفقاً لما ذكرته.
وتتابع أصرف: "في غزة تتركز انتهاكات الاحتلال على الاستهداف المباشر، سواء بالقصف بالطائرات الحربية خلال العدوان الذي تُشنه على القطاع، أو بالقنص المباشر بالرصاص، كما يحدث في مسيرات العودة الكبرى السلمية، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي انطلقت في الثلاثين من مارس/ آذار 2018".
وتلفت إلى معوقات العمل الصحفي بشكل عام في القطاع، مضيفة: "تشكّل ممارسات الاحتلال دائماً عائقاً أساسياً للعمل الصحافي في غزة، حرية التنقل والحركة سيف مُسلط على رقاب الصحافيين، التضييق علينا بمحاربة المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، بما يمس بحقوق حرية الصحافي في التعبير عن رأيه وأدائه لعمله بحرية، المنع من التغطية بالاستهداف المباشر، والمنع من السفر والمشاركة في المؤتمرات الدولية، كل ذلك يُعيق رسالتنا".
تأثير الوضع الاقتصادي على الصحافة الفلسطينية
على صعيد آخر، انعكست الحالة الاقتصادية التي يعاني منها القطاع والأزمات المالية الخانقة على العمل الإعلامي هناك، وتضيف: "أوصدت بعض المؤسسات الإعلامية أبوابها نتيجة عدم قدرتها على توفير موازنات مالية، خاصة مؤسسات الإعلام الفضائي التي تحتاج إلى تكاليف عالية للإنتاج والحجز الفضائي والاستديوهات. أيضاً الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع يشكل معوقاً للعمل الإعلامي وفعاليته، من خلال منع كل ما يتطلبه العمل الصحفي مثل كاميرات التصوير، أشرطة التسجيل، أجهزة الصوت، أسلاك توصيل الصوت والصورة، أجهزة المونتاج وكشافات الإضاءة المستخدمة في الاستديوهات، بحجة ضمان وحماية أمنها".
الاستهداف المتعمّد للصحافي معاذ عمارنة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، خلق دافعاً لتسليط الضوء بشكل أكبر على معاناة الصحافة الفلسطينية والانتهاكات التي تتعرض لها
"تعرضنا للكثير من الانتهاكات والاعتقالات وكسر الكاميرات ومصادرتها، لم يترك الاحتلال طريقة إلا واستخدمها معنا، لكننا مصرون على تأدية عملنا، وهذه رسالتنا، فنحن فلسطينيون في المقام الأول"... صحافيون فلسطينيون يتحدثون لرصيف22
الاحتلال يستهدف الصحافيين
في شهر يوليو/تموز 2019، رصدت وزارة الإعلام في غزة الانتهاكات الإسرائيلية في مجال العمل الإعلامي والتي بلغت 246 انتهاكاً، فيما ودع الحقل الإعلامي في قطاع غزة صحافيين اثنين، استشهدا خلال تغطيتهم لمسيرات العودة السلمية، هما ياسر مرتجى (30 عاماً) ويعمل لدى وكالة عين ميديا للأنباء، وأحمد أبو حسين ويعمل في شبكة بيسان الإخبارية.
أيضاً أدى الاستهداف المباشر للأطقم الإعلامية في مسيرات العودة إلى إصابة قرابة 173 صحافياً، منهم 42 صحافياً تكررت إصابته ومنهم 10 صحافيات، وبحسب محاسن أصرف، فإنه "عدا عن الإصابة بالرصاص، شهدنا مئات حالات الاختناق للصحافيين، عبر إطلاق قوات الاحتلال عليهم قنابل الغاز المسيلة للدموع، ناهيك عن إطلاق الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط والتي تسببت بجراح مختلفة، بعضها تمثل في كسور بأطرافهم السفلية، والبعض الآخر تمثل ببتر الساق، والذي على إثره يبعد الصحافي عن عمله ويفقد مصدر رزقه".
وتؤكد الصحافية في غزة أن "الاحتلال يعمد إلى استهداف الصحافيين بشكل مباشر ومتعمد، رغم وضوح هوياتهم وارتدائهم الزي الخاص والذي يحمل شعار الصحافة (press) أو (T.V) بهدف منعهم من التغطية الصحافية وإبعادهم عن الأحداث.
انتهاكات مستمرة
في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أصدرت وزارة الإعلام الفلسطينية بياناً قالت فيه إنه حدث نحو 811 انتهاكاً للصحفيين، كان 529 منها في الضفة والقدس، وتنوعت تلك الانتهاكات ما بين الاعتداء الجسدي، الاعتقال، التقديم للمحاكمة، القتل، التعذيب داخل السجون، المنع من السفر وسحب الهويات.
ولا يبدو الوضع مختلفاً في القدس، إذ أغلقت سلطات الاحتلال مكتب تلفزيون فلسطين يوم 20 نوفمبر/تشرين ثاني، واستدعت مراسلته كريستين ريناوي للتحقيق، ليرتفع عدد الانتهاكات بحق الصحافة في المدينة المحتلة إلى 120 منذ بداية العام الجاري، بحسب لجنة الحريات.
تطرح تلك الانتهاكات تساؤلاً حول دور نقابة الصحافيين الفلسطينيين التي اعتبرت في بيانها بشأن استهداف عمارنة أنه "جريمة مغطاة بقرار سياسي وتمت عن سابق إصرار، وأن غياب الردع والمحاسبة الدولية للاحتلال يشجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الصحافيين، وهو ما يضع إسرائيل في خانة الدول الأكثر بطشاً بحرية العمل الصحفي".
ودعت الأمم المتحدة إلى صيانة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2222 لعام 2015 بخصوص "حماية الصحافيين والعاملين في وسائط الإعلام والأفراد المرتبطين بها في النزاعات المسلحة" وضرورة إيجاد آليات ملزمة لتنفيذه، وتوفير الحماية الميدانية للعمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المستمرة بحق الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية.
لا حماية في ظل الاحتلال
تواصلنا مع محمد اللحام، رئيس لجنة الحريات بالنقابة، لتبيان آليات التعامل مع هذه الأوضاع، وللمفارقة كان هو الآخر ضحية اعتداء من الاحتلال أدى إلى كسر في مشط قدمه، نتيجة قنبلة صوتية أصابته أثناء مسيرة تضامن للصحفيين مع معارنة في بيت لحم.
وفي حديث معه لرصيف22، قال: "نقابة الصحافيين، وعبر لجنة الحريات ووحدة الرصد، توثق وتنشر انتهاكات الاحتلال بحق الحالة الصحافية في فلسطين، ولا تكتفي بذلك بل تتابع عبر الوحدة القانونية كافة الإجراءات ذات العلاقة بالاعتقالات والمحاكم الظالمة. كذلك تراسل النقابة اتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الدولي وتضعهم بصورة هذه الانتهاكات التي تصل حد الجرائم، وكان أبرزها العام الماضي استشهاد الزميلين ياسر مرتجي وأحمد أبو حسين برصاص الاحتلال في غزة، وكما فقد معاذ عمارنة عينه برصاص الاحتلال، سبقه في غزة الزميل عطية درويش الذي فقدها أيضاً بفعل استهدافه بقنبلة غاز مسيل للدموع".
"تتواصل النقابة مع اتحادات عربية ودولية إعلامية وحقوقية وأممية في سبيل إنجاز ملف لجرائم الاحتلال بحق الصحافيين"
توضح إحصائيات لجنة الحريات أنه خلال أشهر يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضية فقط، بلغت انتهاكات الاحتلال 164 حالة، وعرفت أساليباً جديدة، كحذف حسابات مواقع التواصل واقتحام المنازل والغرامات المالية وفرض الإقامة الجبرية، وفي نفس الوقت لم تسلم من الانتهاكات الداخلية التي بلغت 26 انتهاكاً في نفس المدة سواء في غزة أو الضفة.
يعود المصور مروان الجوابرة ليؤكد لرصيف22: "لا حماية في ظل احتلال، ومن ناحية التحرك وتسليط الضوء فنحن نمارس طقوس التضامن والوقفات الرافضة لجرائم الاحتلال ولاستهدافها الصحافيين".
ومن وجهة نظر محاسن فإن "نقابة الصحافيين تقوم بعملها في فضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي عبر إصدار البيانات والإحصاءات التوثيقية لحجم الانتهاكات وطبيعتها وكذلك تُنظم الوقفات التضامنية مع الصحافيين وتُحاول إسماع صوتها بكل ما تملك من مقومات وعلاقات إستراتيجية مع مؤسسات إعلامية عربية ودولية".
وتلفت في ذات الوقت إلى أهمية الضغط الدولي، من خلال تقديم المعتدي للمحاكمة وتوجيه اتهامات له باستهداف الإعلاميين ما يمثل خرقاً للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، وأهمها جنيف الرابعة: "يمكن تسليط الضوء دولياً على معاناة الصحافيين من خلال مخاطبة الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحافيين والاتحاد الدولي للصحافيين العرب وفضح انتهاكات الاحتلال وجرائمه ومطالبتهم باتخاذ إجراءات نافذة بحق سلطات الاحتلال وإجباره على تطبيق القرارات الأممية الخاصة بحماية الصحافيين".
يشدد اللحام على ذات الجانب، قائلاً: "تتواصل النقابة مع اتحادات عربية ودولية إعلامية وحقوقية وأممية في سبيل إنجاز ملف لجرائم الاحتلال بحق الصحافيين، لتقديمه لمحكمة الجنايات الدولية ومحكمة جرائم الحرب، لمحاكمة ليس جنود وضباط الاحتلال فحسب، بل ساسة الاحتلال الذين يرسمون هذه المنهجية الإجرامية بحق الصحافيين، في سبيل إسكات صوت وصورة الحقيقة، في محاولة إرهابية لتغييب الرواية الفلسطينية التي كشفت عن حقيقة الوجه الإجرامي البشع والقذر لهذا الاحتلال".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ يومtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...