على مدار ثلاثة أشهر، أقف ليلاً أمام الموقد. أنظر لتلك الزهرة التي تغلي في الماء فوق شعلة النار، وفروعها المتيبسة تدب بها الحياة حالما ترويها المياه الساخنة، فتبدو كأنها شعب مرجانية، أو كائن حي صامت. أسأل نفسي: هل سأتناولها اليوم خاماً دون تدخلات من أعشاب أخرى، أم سألحق بها عشبة القديس يوحنا لتجعل تأثيرها العقلي والروحاني أقوى، أو ربما سأمزجها بعشبة الجنكة التي تجعل من هذا الكوب بمثابة منوم ومحفز للاسترخاء أقوى من أي منوم جربته وأخف وطأة في ذاك الوقت؟
في مصر القديمة، تعاملوا مع هذا النبات على كونه نباتاً مقدساً، وله أهمية خاصة في الطقوس الدينية. إنه نبات اللوتس الأزرق.
وبعد أن أختار، أحمل الكوب وأجلس على أريكتي المفضلة في المنزل، وأشغّل موسيقى أواني التبت - التي تعكس التراث الثقافي لمنطقة ما وراء جبال الهيمالايا - وتبدأ الرحلة.
أحبّ أن أسميها رحلة، لأن ما يفعله هذا النبات في الوعي هو أشبه بتأثير عقار الـLSD، أو ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك، وغيره من المخدرات المحفزة للوعي.
تلك الرحلة، سواء كنت مستيقظة أو نائمة، هي روحانية. أرى فيها أشياء تخص رحلة روحي على هذه الأرض بحسب ما يخبرني به وعيي، أو أتنقل بوعي بين أكثر من بُعد وخط زمني في هذا الكون. هل هذا وهم؟ هل هو هلوسة؟ لا أدري، ولكنه ممتع. وحين أستيقظ في الصباح، أكون أكثر هدوءاً وأكثر تركيزاً في عملي، ويشعر جسدي بقدر أقل من الآلام المزمنة.
يجب أنْ أذكر أنني أعاني من مرض القلق المزمن منذ 10 سنوات. ومنذ عامين، يلازمني يومياً عقار البروزاك - وهو دواء يُستخدم كمضاد للاكتئاب - لتجنّب أي هجمات لنوبات الهلع. مع تناول اللوتس الأزرق يومياً، استطعت الاستغناء عن هذا العقار تماماً
إنّها زهرة زرقاء مائلة للون البنفسجي، تطفو فوق الماء نهاراً، وتختبئ تحت ظلها ليلاً. يمكنك أن تغليها مثل الشاي وتشربها أو تدخنها مثل السجائر. في مصر القديمة، تعاملوا مع هذا النبات على كونه نباتاً مقدساً، وله أهمية خاصة في الطقوس الدينية. إنه نبات اللوتس الأزرق، فما قصته؟
المرة الأولى التي سمعت فيها عن هذا النبات كان من خلال مقال تاريخي كتبته الشاعرة والكاتبة، نهاد زكي، وفيه عرض تاريخ هذا النبات في مصر القديمة. بحسب المقال، فإنّ هذا النبات أصبح نادراً الآن. ولأن اللوتس الأزرق لا ينمو إلا في مصر على ضفاف النيل، فهو نادر الوجود إلا في بعض الأماكن القليلة، مثل محافظة المنيا.
أخيراً، أي قبل ثلاثة أشهر تقريباً، استطعت الوصول لهذا النبات، وأستطيع أن أقول عنه دون أي تردد إنه غيّر حياتي تماماً. عندما تبحث عن اللوتس الأزرق في محرك البحث غوغل، فإن المعلومات التي ستجدها قليلة ومكررة، كما أنه لا توجد دراسات علمية موثقة أجريت على هذا النبات نظراً لندرة وجوده. لذلك، هذه شهادة شخصية بتأثير اللوتس الأزرق على عقل الإنسان وجسده ووعيه بناءً على تجربتي معه لمدة ثلاثة شهور يومياً.
أول أمر لاحظته في هذا النبات أن تأثيره يختلف بين شخص وآخر. من هنا قسّمت تأثيره قسمين: تأثير جسدي وآخر روحي، ويندرج الثاني تحت التأثير على مستويات الوعي والذهن في مخ الإنسان.
عندما دعيت أمي وأخي لشرب اللوتس الأزرق بطريقة الغلي، كان تأثيره عليهما جسدياً فقط، فقد سكّن آلامهما الجسدية المزمنة وساعدهما على النوم بشكل أفضل. وقد كان هذا الاكتشاف مثيراً بالنسبة لي لأن اللوتس الأزرق يكون تأثيره أشمل من ذلك على الأفراد الذين يمارسون التأمل، أو جلسات العلاج بالطاقة، أو أي طقوس روحانية أخرى
عندما دعيت أمي وأخي لشرب اللوتس الأزرق بطريقة الغلي، كان تأثيره عليهما جسدياً فقط، فقد سكّن آلامهما الجسدية المزمنة وساعدهما على النوم بشكل أفضل. وقد كان هذا الاكتشاف مثيراً بالنسبة لي لأن اللوتس الأزرق يكون تأثيره أشمل من ذلك على الأفراد الذين يمارسون التأمل، أو جلسات العلاج بالطاقة، أو أي طقوس روحانية أخرى. فما هو التأثير الروحي الذي اختبرته أنا؟
بدايةً، يجب أنْ أذكر أنني أعاني من مرض القلق المزمن منذ 10 سنوات. ومنذ عامين، يلازمني يومياً عقار البروزاك - وهو دواء يُستخدم كمضاد للاكتئاب - لتجنّب أي هجمات لنوبات الهلع. مع تناول اللوتس الأزرق يومياً، استطعت الاستغناء عن هذا العقار تماماً. في اللحظة التي أدركت فيها أنني أستطيع العيش دون البروزاك، انهمرت الدموع من عيني، فكنت أظنّ أنّني لن أستطيع مواجهة الحياة دونه. ومع ذلك، ها أنا الآن أستبدله بنبات طبيعي. هذا الأمر أكبر إنجاز قمت به منذ سنوات فيما يخص العناية بصحتي.
في مصر القديمة، كان اللوتس الأزرق مقدساً، يُستخدم في الطقوس الدينية. كانوا يدخنونه، ويشربونه مغلياً. وينقعونه في النبيذ لمدة طويلة حتى يذوب به ثم يشربون النبيذ بهذه الطريقة. كانوا أيضاً يصنعون منه العطور والدهان العطري للجسد وبشرة الوجه
ولكن لم تكن تلك نهاية تجربتي مع اللوتس الازرق، فجزء مهم جداً من تأثيره هو روحاني. هذا الأمر بالنسبة لشخص مثلي تقرأ التاروت وتمارس العلاج بالطاقة، فهو تأثير جوهري في الحياة. لاحظتُ أن قراءتي للتاروت أصبحت أكثر وضوحاً. ولا عجب أنّ نسبة كبيرة من معالجي الطاقة الروحانية في مصر تستخدمه قبل إجراء الجلسات لأنه يساعد المتلقي للطاقة على التخلص من قيود الواقع وفتح مداخل الطاقة في جسده.
في مصر القديمة، كان اللوتس الأزرق مقدساً، يُستخدم في الطقوس الدينية. كانوا يدخنونه، ويشربونه مغلياً. وينقعونه في النبيذ لمدة طويلة حتى يذوب به ثم يشربون النبيذ بهذه الطريقة. كانوا أيضاً يصنعون منه العطور والدهان العطري للجسد وبشرة الوجه.
وبشأن اختفاء هذا النبات، سمعت عدة إشاعات، أكثرها إثارة بالنسبة لي أن الماسونيين - وهم مجموعة من الأفراد التابعين للمنظمة الماسونية، ويتشاركون في عقائد واحدة إضافةً إلى الميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة - أحرقوه من مصر. وذلك حتى لا تكون حكمة الوعي الذي يمنحه متاحة للجميع. سمعت أيضاً أن الرومان هم الذين أحرقوه في مصر. ولكن، السؤال الأهم: لماذا لا يهتم به المصريون أكثر من ذلك ويزرعونه نظراً لكل فوائده؟ ولماذا يتجنب الكثيرون الحديث عنه؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع