شهدت مدينة أوريبرو (وسط السويد)، على مدار اليومين الفائتين، أعمال عنف على خلفية تنظيم حركة يمينية مناهضة للإسلام والهجرة تظاهرة لحرق نسخة من القرآن بموافقة الشرطة السويدية.
بدأ الصدام بين متظاهرين مسلمين غاضبين والشرطة، الخميس 14 نيسان/ أبريل - الموعد المزمع لتظاهرة يقودها راسموس بالودان، زعيم حزب هارد لاين (النهج المتشدد) الدنماركي اليميني المتطرف.
وعاودت حركة "سترام كورس" اليمينية المتطرفة، بقيادة بالودان، التظاهر بموافقة الشرطة، الجمعة 15 نيسان/ أبريل. ونجح زعيمها هذه المرة في حرق نسخة من المصحف وسط صيحات "الله أكبر" للمتظاهرين المسلمين الذين هاجموا سيارات الشرطة وأضرموا النيران في عدد منها.
وقالت وكالة الأنباء السويدية (تي تي) إن أعمال العنف اندلعت في ضاحية رينكبي في العاصمة ستوكهولم بعد أن أشعل بالودان النار هناك في نسخة من القرآن.
وقبيل حرق المصحف، قال بالودان إن الإسلام "لم يحدث يوماً أن توافق مع المجتمع الغربي وحرية الرأي والتعبير"، زاعماً أنه أراد حرق المصحف ليُظهر للعالم "رد الفعل العنيف" للمسلمين.
في إحدى أكثر المدن كثافة بالمسلمين… زعيم حركة يمينية متطرفة يحرق نسخة من القرآن في السويد بموافقة الشرطة. مسلمون غاضبون رشقوا الشرطة بالحجارة وأضرموا النار في سياراتها
وأعلنت الشرطة السويدية لاحقاً أن النار أُضرمت في أربع من سياراتها، فيما أُصيب أربعة على الأقل من أفرادها، ومواطن بجروح جراء رشق المتظاهرين الحجارة. ونُقل ثلاث من ضباط الشرطة للعلاج في مستشفى قريب لإصابتهم بكسور في الجسم.
وحاولت الشرطة تهدئة الوضع. غير أن جموع المتظاهرين الغاضبين لم تنصرف من المنطقة قبل حلول المساء. علماً أن بالودان عمد إلى حرق المصحف في واحدة من أكثر مناطق السويد زخماً بالمهاجرين المسلمين واختار يوم الجمعة من شهر رمضان المقدس لدى المسلمين (تزامناً مع الجمعة العظيمة لدى المسيحيين).
الشرطة السويدية تعقّب
في بيان عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، قالت الشرطة السويدية إن ما حدث في لينشوبينغ (جنوب وسط البلاد) نورشوبينغ (جنوب غربيها) "مستهجن تماماً وغير مقبول بأي حال"، في إشارة إلى احتجاجات المسلمين وأعمال العنف التي رافقتها.
قائلاً إنه يريد أن يُظهر للعالم "رد الفعل العنيف للمسلمين"، حرق راسموس بالودان نسخة من المصحف في حماية الشرطة السويدية التي قالت إن مهمتها حماية "حرية التظاهر والتعبير عن الرأي" أياً كان
ودان المتحدث باسم الشرطة السويدية، أندرس ثورنبرغ، "أعمال الشغب العنيفة"، قائلاً: "نعيش في مجتمع ديمقراطي، وتتمثل إحدى أهم مهام الشرطة هنا في ضمان أن يتمكن الناس من استخدام حقوقهم المحمية دستورياً للتظاهر والتعبير عن آرائهم. لا ينبغي للشرطة أن تختار من له هذا الحق، ولكن يجب أن تتدخل دائماً في حالة حدوث انتهاك للقانون".
وشدد ثورنبرغ على أن "التعرض لمعدات وأفراد الشرطة هو ‘اعتداء‘ على سيادة القانون والديمقراطية"، متوعداً ببذل أقصى جهد "لمحاسبة كل من تورط في أعمال الشغب والتخريب". علماً أن وسائل إعلام سويدية قالت إن نحو ثمانية متظاهرين أوقفوا على خلفية الصدام.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُقدم بالودان على حرق المصحف إذ أحرق نسخة من القرآن عام 2019، ما تسبب في إصدار أمر بإبعاده وحرمانه من دخول السويد عامين.
وكرر الفعل نفسه في آب/ أغسطس عام 2020، منتهكاً قرار حظر دخوله السويد الذي كان ينتهي في أيلول/ سبتمبر من ذلك العام، وهو ما أسفر عن صدامات عنيفة في مدينة مالمو السويدية صدر على إثرها قرار بترحيله من البلاد.
لكن السياسي الدنماركي حصل في وقت لاحق من العام نفسه على الجنسية السويدية، وهو ما منحه "حرية أكبر" في القيام بأفعاله المستفزة للمسلمين بذريعة "حرية التعبير عن الرأي".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ 3 أياملا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياممقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه
بلال -
منذ أسبوعحلو
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعالمؤرخ والكاتب يوڤال هراري يجيب عن نفس السؤال في خاتمة مقالك ويحذر من الذكاء الاصطناعي بوصفه الها...