شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
رامز جلال أراد أن يضحكنا فأضحكَ الناس علينا

رامز جلال أراد أن يضحكنا فأضحكَ الناس علينا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

السبت 16 أبريل 202211:00 ص

"الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب"، عبارة شهيرة للنجم المصري عادل إمام في فيلم "عنتر شايل سيفه" الذي يدور حول قصة فلاح بسيط، يُدعى عنتر يسافر إلى روما بحثاً عن الثروة، فيكتشف لاحقاً أنّ عقد عمله مزوّر، ويتحول بجلبابه البلدي إلى مادة للسخرية.

عندما أتابع برنامج رامز جلال موفي، أرى في كل فنان أو فنانة، وبخاصة إذا كانا مصريين، "عنتراً" جديداً. يتسلل هذا الشعور إلى داخلي عندما يلبس فريق العمل الضيف ثوباً غريباً مضحكاً إذ لا يختلف حال من يرتديه، عندما يقف قبالة النجم العالمي "فان دام" وهو في كامل أناقته، عن الصورة التي بدا عليها "عنتر" المسكين بجلبابه البلدي وسط الإيطاليين في قلب روما.

رامز وعنتر

أراد رامز جلال، نجم برامج المقالب، أن يضحكنا، فأضحك الناس علينا. وذلك عندما أظهر عدداً كبيراً من الفنانين والفنانات المصريين بهيئة أقزام بجوار فان دام على طريقة عنتر، الفلاح القادم بجلباب ملطخ بوحل الحقل من قرية بصعيد مصر إلى روما.

لا أدري من الذي أساء إلينا أكثر من الآخر. هل هو رامز الذي استدعى نجماً عالمياً كبيراً بحجم "فان دام" أم أولئك الفنانون الذين ظهروا دون المستوى في ردود أفعالهم فأضرّوا بسمعة بلدهم بتلك الصورة؟ 

لا أدري من الذي أساء إلينا أكثر من الآخر. هل هو رامز الذي استدعى نجماً عالمياً كبيراً بحجم "فان دام" أم أولئك الفنانون الذين ظهروا دون المستوى في ردود أفعالهم فأضرّوا بسمعة بلدهم بتلك الصورة؟

أشد ما يثير غضبي أنهم جميعاً قبلوا أن تذاع الحلقات كاملة بعدما حصلوا على البدل المادي، رغم أنهم أساؤوا فيها إلى أنفسهم عندما اختار الكثيرون منهم أن يكونوا تحت قدمَيْ "فان دام" وليس في أي مكان آخر.

أظن أن لا يمكن أحداً أنْ ينسى العبارات المخجلة والمهينة التي قالها الفنان محمد أنور، أحد نجوم المسرح، عندما فوجئ بأنه يقف قبالة فان دام وجهاً لوجه: "أوطي على رجلك أبوسها. أنا مش مصدق إني همثل قدامك. أنت مش عارف أنا بمثل قدام مين في مصر".

"والنبيّ صورة يا فان"

رانيا يوسف هي أيضاً واحدة من اللواتي "سقطن" أمام فان دام، إذ أطلق عليها لقب "بطانة ستار" في إشارة إلى إطلالتها المثيرة للجدل في مهرجان القاهرة السينمائي، والتي وُصِفت حينذاك بإطلالة البطانة. وسخر منها رامز طوال الحلقة قائلاً: "كنتي جيتي بالبطانة والحاجة الوحيدة الحشمة اللي لابساها رانيا يوسف هي الجزمة".

"والنبي صوروني معاه"، عبارة قالتها غادة عادل عندما شاهدت فان دام، إذ سيطرت عليها حالة من الفرح الهستيري فراحت تقفز في الهواء كطفلة صغيرة من فرط السعادة، وكأنها غير قادرة على أن تصدق أنها تقف قبالته.

إلى هذا الحد يبدو بعض نجومنا صغاراً أمام أنفسهم، ويتناسون أنهم، بصورة أو بأخرى، يحملون اسم البلد الذي ينتمون إليه.

أشد ما يثير غضبي أنهم جميعاً قبلوا أن تذاع الحلقات كاملة بعدما حصلوا على البدل المادي، رغم أنهم أساؤوا فيها إلى أنفسهم عندما اختار الكثيرون منهم أن يكونوا تحت قدمَيْ "فان دام" وليس في أي مكان آخر

مشاهد مخجلة

لماذا تستمر حلقات السخرية من مصر والعديد من رموزها الفنية على برنامج يُصور في الرياض ويبث على قناة "إم بي سي مصر" التابعة للسعودية، في ظل صمت رسمي مطبق؟ ولم تعلّق نقابة المهن التمثيلية، ولو بكلمة، على الإساءة المتكررة لصورة الفن المصري التي بدت مخجلة خلال البرنامج.

لست مع المنع أو المصادرة بأي حال من الأحوال، لكنّي أرفض بشدة أن يتحول برنامج ما من تقديم وجبة كوميدية للجمهور إلى منصة للحط من الفن المصري والدعوة غير المباشرة إلى ازدرائه.

لماذا تستمر حلقات السخرية من مصر والعديد من رموزها الفنية على برنامج يُصور في الرياض ويبث على قناة "إم بي سي مصر" التابعة للسعودية، في ظل صمت رسمي مطبق؟

جزء كبير من مشكلة الأجيال الجديدة من الممثلين يعود إلى حال من الخواء الفكري والثقافي، بعدما أصبح الفن في نظر فريق منهم مجرد مهنة للإثراء السريع.

كم يبدو الفرق هائلاً بين العبث الذي نشاهده اليوم على يد بعض بعض الفنانين وهم يهبطون بنا إلى أسفل السافلين تحت أقدام نجوم، مثل فان دام، وبين نجوم مثل أحمد زكي وفريد شوقي وفاتن حمامة، الذين كانوا يحلقون بنا بعيداً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image