شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
عنصرية وسبّ للعقيدة… محامو البشير

عنصرية وسبّ للعقيدة… محامو البشير "الإسلاميين" يصبّون الزيت على نار الغضب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 14 أبريل 202204:50 م

 وجدت هيئة الدفاع عن إسلاميي النظام المعزول بقيادة الرئيس عمر البشير نفسها في مرمى نيران السودانيين، بعد انتشار فيديو يحوي أحاديث جانبية من داخل قاعة المحكمة، انطوت على ما وجد فيه السودانيون سبّاً للعقيدة، وعبارات عنصرية، وأخرى مسيئة إلى المحتجين.

الفيديو المنتشر يعود إلى بث رسمي من وكالة السودان للانباء "سونا" واقتطع من بث مباشر قامت به الوكالة لوقائع جلسة المحاكمة. وتسبب الفيديو المجتزأ بصدمة حادة في الشارع السوداني، كون أطرافه قانونيين بارزين في صفوف الحركة الإسلامية التي ظلت طوال ثلاثة عقود من الحكم ترفع شعارات الشريعة الإسلامية.

وانخرط أعضاء الهيئة في أحاديث جانبية خلال جلسة الثلاثاء 12 أبريل/ نيسان الجاري، من دون أن يفطنوا إلى أن المايكروفونات المخصصة لنقل وقائع الجلسة مفتوحة.

ونعت أحد المتداخلين بالحديث مدير التلفزيون المُقال مؤخراً، لقمان أحمد، بأنه "عبد ذو أنف ضخم"، ومن ثم سب عقيدته الإسلامية، قبل أن يتدارك مستغفراً "اللهم إني صائم".

ولقمان أحمد إعلامي سوداني بارز ينحدر من إقليم دارفور غرب البلاد، سبق أن تبوّأ مناصب عليا في هيئة الإذاعة البريطانية، أهمها مسؤولية مكتب الهيئة في العاصمة الأمريكية.

وفي مفس المقطع، تم توصيف المحتجين ضد النظام العسكري بأنهم مجموعات من (الجهلة والتافهين).

وتضم هيئة الدفاع عن البشير ومعاونيه 34 محامياً، تصدوا للدفاع عن المتهمين بتدبير انقلاب 30 يونيو/ حزيران 1989 الذي أوصل البشير إلى سدة الحكم. وتتشكل الهيئة من قياديون بحزبي البشير والترابي، والأخير كان أستاذاً للبشير ومستشاره الأثير قبل أن يقع الشقاق بينهما. 


بعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، أقدمت وكالة السودان للأنباء على تحرك مثير للتساؤل، إذ بادرت إلى منع الوصول إلى الفيديو جداً، وجعلته محتوى خاصاً يحتاج إلى إذن بالنشر. 

تحت هذا الغطاء سارعت هيئة الدفاع عن رجال البشير إلى تدبيج بيان، أنكرت فيه ما جاء في الفيديو جملةً وتفصيلاً، وقالت إن الفيديو برمته "مفبرك"، والهدف منه بث الفتنة، مهددةً بملاحقة المتورطين في الترويج له.

وقالت في البيان: "نؤكد أن ما ورد من إساءات وكلمات، لا تشبهنا ولا تشبه أخلاقنا ولا قيمنا ولا قناعاتنا التي نؤمن بها ونعمل من أجلها". وزعم قيادي بارز في حزب المؤتمر الذي ترأسه البشير أن الأجهزة الأمنية أوقفت "مُفَبْرِك" الفيديو.

نعت أحد المتداخلين بالحديث مدير التلفزيون المُقال مؤخراً، لقمان أحمد، بأنه "عبد ذو أنف ضخم"، ومن ثم سب عقيدته الإسلامية، قبل أن يتدارك مستغفراً "اللهم إني صائم"

في المقابل، أكد عدد من المتابعين أنهم سمعوا الحديث الجانبي عبر تلفزيون السودان الذي نقل الجلسة، وشدد آخرون على أن المقطع المنشور مجتزأ من بث وكالة السودان المخفي على يوتيوب، ويحوي شعار الوكالة.

يُذكر أن مرصد "بيم ريبورتس" للتحقق من الأخبار حسم الجدل بنشره تقريراً يكشف عن فحصه الفيديو بتقنيات حديثة أكدت صحته، وصحة ما ورد فيه.


وكانت آخر النقاط المسجلة ضد هيئة الدفاع عن الرئيس المعزول، صدور بيانات منددة بسلوك أعضائها من جهات عديدة، بعضها شريك للنظام العسكري الحالي.

وتضم هيئة الدفاع عن البشير ومعاونيه 34 محامياً، تصدوا للدفاع عن مدبري انقلاب 30 يونيو/ حزيران 1989 الذي أوصل البشير إلى  الحكم. وتتشكل الهيئة من قياديين بحزبي البشير والترابي، والأخير كان أستاذاً للبشير ومستشاره الأثير قبل أن يقع الشقاق بينهما. 

تحركات قانونية

أعلنت عدة جهات قانونية شروعها في ملاحقة أعضاء هيئة الدفاع في المحاكم السودانية.

أبرز الكيانات التي بدأت في ملاحقة الطاقم القانوني للبشير، هو هيئة محاميي دارفور، وهي هيئة مستقلة ظلت تدافع عن أبناء الإقليم الذي أنكوى بنير الحرب (2003 – 2008) ضد أي انتهاكات أو سلوك تمييزي.


كما سارعت مجموعة محاميي الطوارئ، وهي كيان متخصص في الدفاع عن المحتجين ضد الحكم العسكري، إلى تدوين بلاغات ضد ثلاثة من عناصر هيئة الدفاع عن البشير، هم: عبد الباسط سبدرات (وزير عدل أسبق)، وأبو بكر عبد الرازق (قيادي بحزب عراب الإسلاميين الراحل حسن الترابي)، ومحمد شوكت (محامي وزير الداخلية الأسبق المطلوب في الجنائية الدولية عبد الرحيم محمد حسين).

وسيُلاحق أعضاء الهيئة بتهم سبّ العقيدة، والإهانة، والعنصرية بموجب القانون الجنائي.


ردات فعل سياسية

أعلنت الجبهة الثورية، وهي كيان يضم حركات حليفة للنظام العسكري، إدانتها لـ"التنمر والعنصرية" بحق لقمان أحمد.

وقالت في بيان نشرته للمفارقة وكالة السودان للأنباء، إنها "تدين بأغلظ العبارات السلوك العنصري البغيض".

ودعت السلطات والجهات العدلية إلى تكوين لجنة تحقيق وتقديم المتورطين في الحادثة الشائنة- بحسب وصفهم- إلى المحاكمة.


ودانت قوى الحرية والتغيير التي قادت الثورة على البشير، وتبرز في المشهد الاحتجاجي الحالي ضد النظام العسكري، في بيان، أحاديث منسوبة إلى أفراد من هيئة الدفاع عن البشير، لكنها استدركت بأنه سلوك يمثل خطاب النظام المعزول والحركة الإسلامية.

وأدت سياسات نظام البشير إلى اختيار مواطني جنوب السودان عام 2011 الانفصال، بنسبة تصويت ساحقة وصلت إلى 98.83%، فيما أدت حروب التطهير والإبادة في دارفور إلى ملاحقة البشير وأربعة من معاونيه بمذكرات حُمر صادرة عن قضاة المحكمة الجنائية الدولية.

ولفت قوى الحرية والتغيير في بيانها إلى أن "أي سلوك عنصري مدان أخلاقياً وقانونياً"، مضيفةً بأن "سب العقيدة جرم يهدد التعايش بين الأديان".  


ولم تتخلف الأحزاب السياسية المعارضة عن تدبيج إدانات للحادثة، شمل ذلك أحزاباً رئيسة، منها المؤتمر السوداني (وهو غير المؤتمر الوطني الذي ترأسه البشير)، والتجمع الاتحادي، والبعث العربي الاشتراكي، وحزب الأمة القومي.

وذهب حزب المؤتمر الوطني (المحلول)، وهو حزب الرئيس البشير، إلى القول بفبركة واختلاق الفيديو من قبل أنصار قوى الحرية والتغيير لتشويه صورة الإسلاميين.

وقال الحزب: "لا تخرج مثل هذه الألفاظ من أصحاب الفكر والعلم والدين".



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image