شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
العلاقات الخليجية-اللبنانية...

العلاقات الخليجية-اللبنانية... "تعا ولا تجي وكذوب عليي"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 11 أبريل 202204:28 م

عاد سفراء بعض دول الخليج إلى لبنان، بعد ستة أشهر من أزمة دبلوماسية طاحنة عقب تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، عبّر فيها عن رأيه في الحرب في اليمن، والتي وصفها بالـ"عبثية"، لتسارع بعدها كل من السعودية والبحرين والكويت والإمارات واليمن إلى سحب سفرائها، فيما اكتفت قطر بإصدار بيان استنكار، لتشكرها لاحقاً الخارجية اللبنانية على جهود احتواء الأزمة مع السعودية.

أعلنت الخارجية السعودية "عن عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان الشقيقة"، ووضعت قرارها في إطار الاستجابة لـ"نداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيداً لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسّ المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي"، وفق ما جاء في بيانها الرسمي الذي نشرته يوم الخميس الماضي على موقع تويتر، لتتبعها الخارجية الكويتية من خلال إصدار بيان مماثل عن عودة سفيرها عبد العال قناعي، وبعد ساعات قليلة سارعت الخارجية اليمنية أيضاً إلى الإعلان عن عودة سفيرها إلى بيروت.

وضعت السعودية قرار عودة سفيرها إلى لبنان في إطار الاستجابة لـ"نداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان"

الإعلان الجماعي عن عودة دبلوماسيي الدول الثلاث تلقّفه رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، بغبطة وسعادة، فكتب على حسابه على تويتر: "نثمن قرار المملكة العربية السعودية عودة سفيرها إلى لبنان، ونؤكد أن لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد".

وكان ميقاتي قد بدأ منذ إعلان سحب السفراء بمحاولات حثيثة لإرضاء السعودية، ساعده فيها وزير الداخلية، بسام المولوي، وتمثلت في وعود أطلقها كلاهما، أبرزها ملاحقة معارضين لأنظمة خليجية موجودين على الأراضي اللبنانية وترحيلهم، وكف الأنشطة المسلّحة التي تضرّ بالعلاقات مع الخليج، وأيضاً مكافحة ظاهرة تهريب المخدرات وخاصةً الكبتاغون من لبنان إلى دول الخليج، وغالباً كانت عبر شحنات الفواكه والخضروات.

وسارع لبنان الرسمي إلى تحويل الوعود إلى أفعال، خاصةً في ما يتعلّق بالمعارضين الخليجيين وتهريب الكبتاغون، فوجّه المولوي، كتاباً إلى المديرية العامة للأمن العام، طالبها فيه باتخاذ الإجراءات والتدابير كافة، الآيلة إلى ترحيل أعضاء جمعية "الوفاق" البحرينية من غير اللبنانيين إلى خارج لبنان، وذلك "نظراً إلى ما سببه انعقاد المؤتمر الصحافي الذي عقدته الجمعية المذكورة في بيروت بتاريخ 11 كانون الأول/ ديسمبر 2021، من إساءة إلى علاقة لبنان بالبحرين، ومن ضرر بمصالح الدولة اللبنانية".

كذلك، توالت الأخبار التي تتحدث عن توقيف شحنات من الكبتاغون كانت ستُهرَّب إلى دول الخليج، فقد أعلن المولوي أيضاً، في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، عن ضبط شحنة جديدة من الكبتاغون مخزّنة داخل صناديق من الشاي، كانت في طريقها عبر البحر إلى إحدى الدول الإفريقية، ومنها إلى السعودية.

كذلك ضبطت الجمارك، في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2021، تسعة ملايين قرص كبتاغون في شحنة "ليمون" كان يفترَض تصديرها إلى دولة خليجية، فيما عاد المولوي ليعلن في 5 شباط/ فبراير الماضي، عن ضبط 150 ألف حبة كانت متوجهةً إلى الكويت، فيما سارع الجيش اللبناني إلى الإعلان عن إطلاق عملية ملاحقة ومداهمة لمعامل تصنيع هذه الحبوب في منطقة البقاع، وفي مناطق خاضعة سياسياً لحزب الله.

إلى الانتخابات در؟

ولا يعتقد كُثر من المتابعين لمآل العلاقات بين لبنان ودول الخليج، أن ما قامت به الحكومة في هذا السياق هو السبب الذي جعل بعض هذه الدول تتراجع عن مقاطعتها للبنان، وينقسم لبنان بين مؤيد للسياسة الخليجية تجاه لبنان ومعارض لها، ويظهر انقسام آخر بين المؤيدين أنفسهم والمعارضين أيضاً، خاصةً من الحزبيين أو المنتمين إلى تيارات سياسية لها جميعها مصالحها الإقليمية، سواء مع الخليج أو مع إيران.

وجّه المولوي، كتاباً إلى المديرية العامة للأمن العام، طالبها فيه باتخاذ الإجراءات والتدابير كافة، الآيلة إلى ترحيل أعضاء جمعية "الوفاق" البحرينية

وتأتي عودة السفراء بالتزامن مع الاستحقاق الانتخابي الذي سيتم إجراؤه في 15 أيار/ مايو المقبل، وتسري شائعات يُطلقها بشكل عام المحور الإقليمي المناهض للسعودية بشكل خاص، بأن الأخيرة عادت في هذا التوقيت لأنها ستدعم مالياً خصوم حزب الله وحلفاءه لإسقاطهم في الانتخابات المقبلة.

يقول السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، لرصيف22، إنّ "عودة السفراء لا علاقة لها بدعم لبنان اقتصادياً أو بأي استثمار، ومن يقتنع بغير ذلك فهو واهم. السعودية تحديداً قررت منذ العام 2015 أن لبنان لم يعد من أولويتها كما كان قبل هذا التاريخ".

يضيف: "الملف الأول الأهم لديها هو اليمن ثم العراق، ففي الرياض حدث نوع من الانقلاب بعد إعادة إشراك قوة سياسية موالية للسعودية والإمارات وحزب الإصلاح الإخواني في منطقة واحدة، هي المجلس الانتقالي المخوّل مفاوضة الحوثيين، والمحور الثاني هو الحوار السعودي الإيراني الذي توقف ولكنه سيعود حتماً وهو يناقش قضايا المنطقة، أما المحور الثالث فهو الاتفاق النووي الذي أكدت واشنطن خلاله أنها لن ترفع الحرس الثوري عن لائحة العقوبات، ما يعني أن الحرس ذراع إقليمية ليست مرتبطةً بالاتفاق النووي، بل بالذراع الإقليمية المؤثرة في الخليج وسوريا ولبنان. من هذا المنطلق كان يجب الحديث عن عودة دبلوماسية لدول الخليج إلى لبنان من دون الغوص أكثر في المواضيع الأكثر عمقاً".

يعتقد الشريف أن ما يقال في بعض الإعلام اللبناني عن ربط العودة باستحقاق الانتخابات النيابية "كلام غير صحيح إطلاقاً، ولو أراد الخليج الدخول في التحالفات لأتى قبل تشكيل اللوائح، وليس قبل شهر من تاريخ الاستحقاق".

وفي سؤال حول رأيه بتسرّع بعض الدول العربية عامةً والخليجية خاصةً من خلال إصدار قرارات انفعالية تجاه لبنان، وكثيراً ما حدث ذلك سابقاً، لا سيما موضوع سحب السفراء وقطع العلاقات، فضّل الشريف عدم الإجابة عن هذا الشق.

السعودية "استجابت"

من وجهة نظر سعودية، يقول الباحث في الدراسات الإستراتيجية والعلوم السياسية والعسكرية، الدكتور محمد الحربي، لرصيف22، إنّ "عودة السفير السعودي تمت بعد مطالبات ومناشدات عدة من الحكومة والرئاسة اللبنانية وحتى من القوى السياسية المعتدلة وإصدارها بيانات عدة سعت من خلالها مع الكويت إلى إعادة الصلح مع المملكة العربية السعودية، بعد وعود الرئيس ميقاتي بوقف الأنشطة العسكرية والسياسية المعادية، والأهم اتخاذ الإجراءات لمنع تهريب الممنوعات من لبنان إلى المملكة".

معظم دول الخليج تفتقر إلى الديمقراطية وتفرض آراءها على الغير ولا تتقبل الفكر أو الرأي المخالف لها، وتكون ردات فعل حكامها فرديةً وقاسيةً وليس فيها أي رؤية إستراتجية

يضيف: "السعودية تسعى في أول خطوة إلى مساعدة الشعب اللبناني لمواجهة الأزمة التي تتسع رقعتها يوماً بعد يوم، أما الحديث عن تزامن الصلح مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في لبنان، فهو غير دقيق لأنه كما ذكرت، المناشدة بدأت من طرف لبنان وليس العكس".

وظهرت الخلافات اللبنانية السعودية بشكلٍ واضح، بعد العام 2015، وتصاعدت إبان عهد الرئيس ميشال عون عام 2016. المحطة الأولى كانت في 2 كانون الثاني/ يناير 2016، حين أحرق متظاهرون إيرانيون مبنى السفارة السعودية في طهران، ومقرّ القنصلية السعودية في مدينة مشهد، ما استوجب بعد أيامٍ قليلة، اجتماعاً لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية، امتنع خلاله لبنان، ممثَّلاً بوزير خارجيته آنذاك، جبران باسيل، عن التصويت على قرار الوزراء العرب، ونأى بنفسه عن إدانة سلوك إيران. كذلك طالب بإزالة الإشارة إلى "حزب الله"، بعد ربطه بأعمال إرهابية في البيان الختامي، مسجّلاً اعتراضه عليه.

توالت الأحداث في تلك الفترة، وأعلن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، تامر السبهان، أن السعودية "ستعامل حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب، بسبب مليشيات حزب الله"، لتقوم بعدها السعودية بتعليق مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني، وذلك رداً على عدم إدانة بيروت للهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

وفي زيارة له إلى الرياض عام 2017، أعلن سعد الحريري استقالته كرئيس حكومة على الهواء مباشرةً، من خلال بيانٍ مكتوب، في وقت كان العالم فيه يضجّ بأخبار احتجاز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سياسيين ورجال أعمال في فندق الريتز كارلتون، والحريري كان من بينهم، ولكن في مكان آخر، وتدخّل وقتها آنذاك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لحل الأزمة، وإعادة الحريري إلى بيروت، في وقتٍ نفت فيه الرياض صحة هذا الكلام.

ظهرت الخلافات اللبنانية السعودية بشكلٍ واضح، بعد العام 2015، وتصاعدت إبان عهد الرئيس ميشال عون عام 2016

وكانت العلاقات اللبنانية الخليجية قد وصلت إلى مستويات متدنية انتهت بسحب السفراء، وبدأت مع تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية (وقتها)، شربل وهبة، خلال مقابلة مع قناة الحرة (في 18 أيار/ مايو 2021)، عدّتها دول مجلس التعاون الخليجي مسيئةً إليها، وانتهت مع تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، خلال حلوله ضيفاً على برنامج "برلمان الشعب"، بتاريخ 15 آب/ أغسطس 2021، الذي تنتجه شبكة الجزيرة لمواقع التواصل الاجتماعي قبل شهر من توليه منصب وزارة الإعلام.

غياب الرؤية

تُشبه العلاقة بين لبنان وبعض دول الخليج إلى حد ما العلاقة بين الأستاذ والتلميذ، فحين يخطئ الأخير يُعاقَب جميع الطلاب في الصف، وطبعاً لا أحد يضمن أو يخمّن ما إذا كانت ستعود القطيعة مرةً أخرى في المستقبل.

يقول رئيس حزب المحافظين المدني والبرلماني الكويتي، حماد النومسي، لرصيف22، إن "معظم دول الخليج تفتقر إلى الديمقراطية وتفرض آراءها على الغير ولا تتقبل الفكر أو الرأي المخالف لها، وتكون ردات فعل حكامها فرديةً وقاسيةً وليس فيها أي رؤية إستراتجية. مشكلة هذه الدول عدم وجود التعددية السياسية فيها وسيطرة اللون الواحد".

يضيف: "الكويت اتخذت للمرة الأولى إجراءات المقاطعة ضد لبنان، وهي أخطأت صراحةً في حقه، وبيان الخارجية الكويتية كان مستغرَباً من ناحية اللهجة والتصعيد تجاه البلد الأكثر قرباً إلينا، لا بل العلاقات الثنائية بين البلدين معروفة بأنها من أرقى العلاقات بين الدول العربية. الكويت أصلحت خطأها حين قررت الدخول في المصالحة".

يعتقد النومسي، بأن "الكويت لن تخطئ ثانيةً، لو تكررت المشكلة بين لبنان والخليج. مشكلة حكام بعض دول الخليج أنهم لا يملكون الرؤية الإستراتجية ولا قرارتهم إستراتيجية في الأصل، كما أنهم لا يتقبلون النصح فكيف إذا كان هناك نقد".

ويشير إلى "أن عودة سفير الكويت إلى بيروت ليست مشروطةً، وتعلم دولتنا أن العقوبات على لبنان غير مجدية لأنها لن تؤثر على حزب الله ولا على إيران. هذا الملف يحتاج إلى مفاوضات كبيرة وليس بالطريقة التي حدثت، كالانتقام من شعب لا حول له ولا قوة".

الكويت استثناء

وشهد لبنان أكثر من مرة سحب سفراء الخليج منه، أو إعلان شبه القطيعة معه، وكانت المياه تعود إلى مجاريها مقابل شروط أو تحذيرات. حصل الأمر مرات عدة مع السعودية والإمارات، لكن مع الكويت كانت المرة الأولى التي تعلن فيها قطيعتها وهي التي عُرف عنها بأنها عرابة المصالحات في المنطقة، وهي من سعت مؤخراً إلى مبادرة الصلح.

شهد لبنان أكثر من مرة سحب سفراء الخليج منه، أو إعلان شبه القطيعة معه، وكانت المياه تعود إلى مجاريها مقابل شروط أو تحذيرات

ففي السنوات السابقة، وقعت بعض الأحداث الأمنية داخل الكويت وكانت الداخلية الكويتية تصدر بيانات رسميةً تؤكد ضلوع عناصر من حزب الله المدعوم من إيران فيها. أوّلها حادثة اختطاف طائرة كويتية من قِبل أربعة لبنانيين في العام 1984، ثم محاولة اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، منتصف العام 1985، عبر سيارة مفخخة، وتفجير مقاهٍ شعبية أدت إلى مقتل العشرات في العام ذاته، وبعدها قضية خطف طائرة الجابرية عام 1988، والتي كانت آتيةً من بانكوك.

ويصف الإعلام الكويتي "خلية العبدلي"، بأنها من أخطر الخلايا الإرهابية التي ظهرت في الكويت في الألفية الجديدة، وهي خليّة تابعة لحزب الله الكويتي (تأسس في فترة الثمانينيات على يد مجموعة من شيعة الكويت كانت تدرس في الحوزة الدينية في مدينة قم الإيرانية)، وتم اكتشافها عام 2015 في المدينة الحدودية مع العراق، حيث عُثر على كمية أسلحة ضخمة مهرّبة من الأخيرة، كانت كفيلةً بحدوث انقلاب في البلد، وكان ضمن الخلية عشرة لبنانيين.

لكن بالرغم من هذه الأحداث، لم تنقطع العلاقات ولم تتطور الأمور بين البلدين كما يحصل دائماً بين لبنان من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى، كذلك الأمر بالنسبة إلى البحرين إذ لم تحصل قطيعة، إنما كان تحذير لرعايا المملكة من عدم السفر إلى لبنان نتيجة بعض الظروف الدقيقة التي مرّت على لبنان بعد اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005.

استعجال رد الفعل

يقول الكاتب السياسي اللبناني، قاسم قصير، في حديثه إلى رصيف22: "للأسف دول الخليج تتعامل مع لبنان من موقع ردة الفعل، وليس في إطار إستراتيجية معيّنة، بسبب فشل دورها السابق في بناء كتلة سياسية لبنانية مؤيدة لها وقادرة على مواجهة حزب الله وبسبب تنامي دور الحزب في لبنان".

لجأت دول الخليج إلى القيام بردود فعل دبلوماسية وإعلامية وسياسية من دون رؤية محددة، بحجة خضوع لبنان لحزب الله، وبدل أن يؤدي ذلك إلى تحقيق أي هدف، تعزز دور الحزب وفشلت القوى المؤيدة لدول الخليج

ويضيف: "لجأت دول الخليج إلى القيام بردود فعل دبلوماسية وإعلامية وسياسية من دون رؤية محددة، بحجة خضوع لبنان لحزب الله، وبدل أن يؤدي ذلك إلى تحقيق أي هدف، تعزز دور الحزب وفشلت القوى المؤيدة لدول الخليج، ولكن بسبب تخوف بعض الدول الغربية، وخصوصاً أمريكا وفرنسا، من تزايد دور الحزب وإيران في المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة، طلبت من دول الخليج العودة إلى لبنان وتقديم مساعدات إنسانية وقد استجابت هذه الدول، وهناك معلومات عن أن السعودية والإمارات ستعمدان إلى دعم بعض المجموعات السياسية لمواجهة حزب الله مجدداً".

ويرى قصير أن "الكويت جارت السعودية، وليست لها خلافات مع لبنان، وكذلك ليست هناك خلافات أساسية بين لبنان والسعودية. الخلاف بين السعودية وحزب الله، وما جرى هو أن المواقف السياسية اللبنانية الداعمة للسعودية برزت مؤخراً، لكن قرار العودة يعود لضغوط دولية وخوفاً من زيادة دور الحزب وإيران لأن لا شيء قد تغير في المواقف".

تُبادر دول الخليج بين الحين والآخر إلى مقاطعة لبنان، وتغيب عنه لأشهر أو سنوات، من ثُم تعود من دون أن تتغيّر فعلياً أي من الممارسات التي كانت وراء امتعاض هذه الدول. يقول أحد السياسيين المتابعين لهذا الملف: "تعامل دول الخليج مع لبنان وتعامل الأخير معها، تنطبق عليه أغنية فيروز: تعا ولا تجي وكذوب عليي. فمن جهة هناك دول تهاجم وتقاطع، ومن جهة أخرى هناك دولة عاجزة، تجد نفسها في الزاوية، وفجأةً تعود من دون سبب أو من دون حدوث تغيير واضح، لكي تكون تحت جناح هذه الدول ولو ظاهرياً". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image