شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"لم نتعظ مما سبق"... سعوديون متخوّفون من "إعادة تدوير رموز الصحوة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 5 أبريل 202201:20 م

عبّر عدد من الناشطين والكتاب السعوديين، خلال الساعات الماضية، عن انزعاجهم مما اعتبروه "إعادة تدوير" أو "تلميع" بعض رموز تيار الصحوة الديني الذي تجذّر في البلاد خلال حقب سابقة، ويلقي الكثيرون باللوم عليه بسبب أنه كان وراء التشدد والانغلاق على مدى عدة عقود.

تتمحور الانتقادات حول عودة الداعية عائض القرني إلى الظهور اليومي في عدة برامج خلال شهر رمضان، منها "مع القرني"، ومدته ساعة يومياً، و"عطر المجلس" عبر قناة "روتانا خليجية"، و"شاهد واكسب" عبر قناة الوسام الفضائية.

وكانت الكاتبة السعودية هيلة المشوح قد بدأت السجال حين غردت، مساء الاثنين 4 نيسان/ أبريل، عبر حسابها في تويتر: "لا أعرف ما الجدوى، أو بالأحرى ما الهدف، من إعادة تدوير ‘رموز الصحوة‘ في برامج تلفزيونية ضخمة؟".

"يجب أن نتعاون على طمر فكرهم لا تلميع فلولهم"... سعوديون يعربون عن انزعاجهم وقلقهم إزاء "إعادة تدوير" بعض "رموز الصحوة" عبر الشاشات والساحة العامة في المملكة

"متلونون"؟

من وجهة نظر الكاتبة الليبرالية "يجب أن نتعاون على طمر فكرهم وصحوتهم وليس تلميع فلولها وتقديمهم بمظهر المتسامحين ‘الكول‘ باختصار… ‘لا نحتاجهم‘!".

 لكن النقاش في هذا الموضوع أظهر وجهات نظر متباينة بين فريق يؤيد الإقصاء التام لكل من مثّل الصحوة يوماً وإن تراجع عنه واعتذر مثل القرني، وفريق يرى في عدول القرني وغيره من رموز الصحوة عن أفكاره علناً أمراً إيجابياً من شأنه أن يُسهم في تغيير قناعات الموالين له/ لهم، وفريق ثالث يرفض الإقصاء لأي شخص مسالم أياً كانت أفكاره.

بدايةً، أعرب عدد من السعوديين النشطين عبر تويتر عن تأييدهم طرح المشوح، قائلين إن بلادهم بحاجة إلى "إنهاء فكر الصحوة العفن" والتخلص تماماً من رموزه لا سيّما الذين وصفوهم بـ"المتلونين منهم"، لافتين إلى أن "من كان شريكاً في التخلف، لا يمكن أن يكون شريكاً في التقدم".

ذهب آخرون أبعد بالشك في الذين هم خلف ظهورهم على الشاشات والساحة مجدداً، معتبرين أن في ذلك "مخاطر عظيمة" و"عودة إلى نقطة البداية"، مشددين على أن فكر الصحوة لم ينته كما يظن البعض.

تركي الحمد: "‘الصحوة‘ لا تزال جمرات تحت الرماد، فلا نظن أنها انتهت، مثلما هي النازية التي تحاول النهوض بين فينة وأخرى، وإعادة تلميع رموزها فيه خطر كبير على مسير الإصلاح والتجديد التي نعيشها. فالحذر كل الحذر…"

في هذا الصدد، قال المحلل السياسي السعودي البارز تركي الحمد: "‘الصحوة‘ لا تزال جمرات تحت الرماد، فلا نظن أنها انتهت، مثلما هي النازية التي تحاول النهوض بين فينة وأخرى، وإعادة تلميع رموزها فيه خطر كبير على مسير الإصلاح والتجديد التي نعيشها. فالحذر كل الحذر…".

وقال الناشط الاجتماعي السعودي مفرج بن شويه: "إعادة تلميع (رموز الصحوة) والسماح لهم بتصدر المشهد خطأ يتكرر، وللأسف، وكأننا لم نتعظ مما سبق ولم نأخذ العبرة وكأن البلد لا يوجد فيها إلا هم".

اتفق الكاتب والصحافي السعودي عبد الرحمن العلولا مع هذا الرأي وغرّد: "لو أعادوا بث حلقات الشيخ الراحل #علي_الطنطاوي لكان أجدى وأكثر نفعاً وقبولاً من الجميع بدلاً من فرض هذا الصحوي المنتهي الصلاحية ومحاولة اعادة تلميعه بشكل استفزازي للجميع !؟"، مستخدماً وسم "إم بي سي تفرقنا".

وأوضح حسن العريفي أن "أحد رموز الصحوة - الذي اعتذر سابقاً - أعادت إم بي سي تأهيله هذا العام ببرنامج يحمل اسمه، وبدأ أولى حلقاته بتسويق كتب مالك بن نبي! المهم حتى بعد التسويق وتقديمه كإمام متبحر فإن روح القصّاص حاطب الليل داخله تظهر نفسها في ثنايا حديثه!".

ورأى عبد الله الماجد أيضاً أن "تخصيص برنامج يومي لداعية من مؤسسي الصحوة سبق أن اعترف بجريمته في حق المجتمع هو تكرار واجترار للمنهج الجبري الذي اخترع المناصحة واستعان بإقصائيين منغلقين ومتطرفين فكرياً. فما سبب الإصرار على إعادة هذه الرموز للواجهة بعد أن لفظها المجتمع ولفظ منتجها العفن؟".

برغم تعبير سعوديين عن تخوفهم من "تلميع" بعض "رموز الصحوة"، يقول معلقون إن "وجود الإسلاميين المتنوّرين أو المتسامحين هو أفضل علاج للأفكار المتطرفة"، فيما يرفض آخرون إقصاء أي "جزء من المجتمع" ما دام مسالماً

في المقابل، رفض معلقون هذا الطرح الذي وصفوه بأنه إقصائي، قائلين إن معتنقي فكر الصحوة هم "جزء من المجتمع" لا ينبغي تجاهلهم أو إقصاؤهم ما داموا "مسالمين أو على الأقل يقبلون الطرف الآخر".

وأشار آخرون إلى أن "طمس الأفكار المتطرفة لدى الناس لا يكون إلا بأفكار من نفس المنهج اللي تشرّبوه"، معتبرين أن "وجود الإسلاميين المتنوّرين أو المتسامحين هو أفضل علاج للأفكار المتطرفة أو الجاهلة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image