شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ما هي فائدة الدعم البصري كإحدى وسائل تعليم الأطفال؟

ما هي فائدة الدعم البصري كإحدى وسائل تعليم الأطفال؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 29 مارس 202205:32 م

يعد التعليم وتطوير القدرات من خلال الأنشطة المختلفة من الطرائق التي تساعد الأطفال على معرفة الأشياء وعلى اكتساب معرفة جديدة. أيضاً، تمثل المعلومات الشفهية والصور طرائق يتعلم من خلالها الأطفال. انطلاقاً من القول بوجود فروق بين الأطفال في طرائق اكتسابهم وتعلمهم والطرائق التي يمكن اتباعها مع كل حالة، يأتي السؤال: ما هي فائدة الدعم البصري كإحدى وسائل تعليم الأطفال وفهمهم للمعاني والاحداث؟

يمكن تعريف الدعم البصري بأنه عبارة عن صور توضيحية أو رسومات تشير لأحداث ومعان معينة بحد ذاتها. إلى ذلك، يفسر الدعم البصري اللغات ويشرح المعاني لكل كلمة أو حالة، ويساهم في تشكيل الفهم، كما يجسد إحدى الطرائق التي يمكن من خلالها تسهيل المهام على الأطفال اثناء تلقيهم المساعدة لإتمام عمل معين من خلال الوالدين او المساعد الاجتماعي.

تأتي أهمية الدعم البصري من خلال الصور أو الرموز في أنها تساهم في تكوين الاستقلالية عند الأطفال. تتمثل هذه الاستقلالية بقدرتهم على تنفيذ المهام باستقلالية كاملة عن المحيط الخاص بهم وامتلاكهم القدرة على تأدية الأغراض بشكل منفصل عن الآخرين. أيضاً، يساعد الدعم المرئي على تقليل التوتر عند الأطفال، لأنهم قد يشعرون بأنهم يدركون ماهية الأمر الذي سيقومون به انطلاقاً، على سبيل المثال، من معرفتهم بالوقت الذي سيبدؤون به بهذا الأمر وما هي الخطوة الأخيرة للانتهاء من القيام به.

يساعد الدعم المرئي على تقليل التوتر عند الأطفال، لأنهم قد يشعرون بأنهم يدركون ماهية الأمر الذي سيقومون به انطلاقاً، على سبيل المثال، من معرفتهم بالوقت الذي سيبدؤون به بهذا الأمر وما هي الخطوة الأخيرة للانتهاء من القيام به

على سبيل المثال، عند تأدية أمر ما معتاد للأطفال، كالدخول إلى المرحاض، يمكن للطفل عن طريق الصورة التوضيحية أن يقوم بالخطوات مرتبة بعضها بعد بعض.

تظهر الصورة الأولى طفلاً يخلع ملابسه، يجلس على الكرسي، ينظف نفسه، يسكب الماء، يغسل يديه، ثم يخرج من المرحاض ويغلق الباب. بشكل مشابه، يمكن أن تكون الصور التوضيحية لإتمام لعبة ما، بحيث تبدأ الصورة الأولى بطفل يجلب اللعبة، يضعها في مكان اللعب، وعند الانتهاء يجمع الألعاب ويضعها في مكانها المخصص.

يمكن للصورة أن تكون كخريطة توضيحية لمهام يوم كامل في إحدى دور الأنشطة أو في أحد مراكز ما قبل المدرسة (كالروضة). يجلس المربي أو مدير الأنشطة مع الأطفال وبيده مجموعة من الصور التوضيحية ويسأل الأطفال عن المهام التي سيقومون بها بعضهم مع بعض اليوم. بناءاً على الحوار مع الأطفال يبدأ المدرب في ترتيب الصور من الأعلى للأسفل. مثلاً، يختار الأطفال أن النشاط الأول هو الاجتماع، فتعلق صورة تدل على التجمع من خلال رمز ما قد اعتادوه أو من خلال صورة لأطفال متجمعين بشكل ما حول الطاولة أو على الأرض. بعدها، توضع صورة للأطفال وهم يتناولون الطعام دلالة على أن الحدث الثاني هو تناول الطعام. أخيرا، توضع صورة لطفل يغسل يديه ليعرف الأطفال أن الحدث التالي للأكل هو غسل الأيدي.

يمكن للأطفال، من خلال هذه الخريطة، إدراك الوقت أيضاً ولو بشكل جزئي. مثلاً، عند سؤال أحد الأطفال متى سيأتي والداي لاصطحابي الى المنزل، يمكن للمدرب أو المدربة الإشارة للطفل على الخريطة والقول له إن والديك سيأخذانك بعد عودتنا من اللعب في الخارج على اعتبار أن نشاط اللعب في الخارج هو آخر نشاط للأطفال. يدرك الطفل من خلال هذه العملية أن والديه سيأتيان الى المدرسة بعد تأدية جميع المهام وآخرها الانتهاء من اللعب في الخارج. قد تساعد هذه العملية المتكاملة وتكرارها الأطفال على إدراك ماهية الوقت وتقسيماته.

 بالتأكيد، قد لا يدرك الأطفال مفهوم المهام المتتالية من المرة الأولى التي سينظر بها الطفل الى الصور التوضيحية. إن عملية الفهم هذه هي عملة تشاركية تفاعلية بين الأهل أو المساعدين الاجتماعيين من جهة مع الطفل من جهة أخرى. يوضح ذلك أهمية التكرار والشرح التفصيلي لتكريس الفهم عند الأطفال، وبعد مرات عديدة من التكرار قد يصبح الأمر أسهل عند القيام بالمهام او الأعمال اليومية. يظهر هنا دور الصور التوضيحية في بناء واكتساب اللغة والمعاني، فعملية تعلم أيّ لغة هي عملية معقدة تعتمد على الزمن والتكرار والممارسة. لذا، يصبح الاعتماد على الصور التوضيحية والقوائم المرئية جزءاً من عملية تعليم متكاملة للغات ووسيلة لفهم المعاني.

من الواجب أيضاً الانتباه لمحتوى الصور وألوان الرموز التي ندعّم بها يوميات أطفالنا. فعلى الرغم من ضرورة الدعم البصري للأطفال، قد نحول نظرة أطفالنا في الحياة الى نظرة نمطية مأخوذة من العادات والتقاليد التمايزية في المجتمع. إلى ذلك، قد يشكل وجود ألوان مختلفة بالصور أو وجود الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة تصوراً منفتحاً للأطفال عن الحياة وعن هذه المواضيع تحديداً منذ عمر مبكر. بدلاً من التركيز على لون بشرة وشعر وعيون الشخصيات من مجموعة بشرية محددة واحدة أو على نموذج واحد فقط لمجموعة بشرية معينة، يمكننا استخدام مجموعة مختلفة تدل على الاختلاف البشري، وهذا يساعد في بناء تصور وفهم للاختلاف لدى أطفالنا منذ وقت مبكر. 

فهم الترتيبات الزمنية المتتالية للأحداث تأخذ شكلاً أوضح من خلال وجود الدعم البصري.

يسهل الدعم البصري للأطفال من خلال الصور أو الرموز على تشكيل فهم للهيكلية والترتيب الزمني للأحداث. في نفس الوقت، يشكل هذا الدعم عاملاً مساعداً في تقديم العروض التعليمية عند الكبار

يسهل الدعم البصري للأطفال من خلال الصور أو الرموز على تشكيل فهم للهيكلية والترتيب الزمني للأحداث. في نفس الوقت، يشكل هذا الدعم عاملاً مساعداً في تقديم العروض التعليمية عند الكبار. مثلاً، عندما نقوم بشرح أمر معين إن كان بحثاً أو درساً لمجموعة من الطلاب عن طريق العروض التقديمية، تأتي أهمية ترتيب الأفكار من خلال الصور والكلمات المفتاحية كعامل مساعد لعملية التقديم مما يمكّننا من تقديم الأفكار بترتيب تتابعي معين ليسهل إيصال الفكرة بشكل كامل.

"تساعد العلامات المرئية والصور الداعمة في فهم أفضل للكلمات. هذه العملية تساعد الأطفال الذين لديهم صعوبات في تعلم اللغات، كما أنها تساعد بشكل كبير الأطفال الذين يتعلمون بشكل اعتيادي". ورد هذا في دراسة بعنوان "آثار العلامات المرئية على تعلم الكلمات عند الأطفال المصابين باضطراب لغوي في النمو" نشرت عام 2019 في مجلة الأبحاث المتعلقة بالنطق واللغة والسمع JSLHR.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image