شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
قائمة بأفلام هدد التصنيف العمري انتشارها في مصر

قائمة بأفلام هدد التصنيف العمري انتشارها في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 4 أبريل 202211:00 ص


الكثير من الأفلام العربية التي حازت على جوائز واحتفى بها النقاد والجماهير على حد سواء، تتربع على عرش أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية، لكنها لم تدخل معظم البيوت المصرية من أبوابها، كونها احتوت على ما هو غير مناسب للمشاهدة، "مشاهد خارجة" لا تناسب الأسرة المصرية من وجهة النظر جهاز الرقابة في مصر، ونقصد هنا بـ"المشاهد الخارجة"، تلك التي تحوي ما لا يناسب قيم الأسرة، والتي تخضع لنظام التقييم أساس العمر (+8، +12 أو +18) الذي اتبعته مصر، ما حرم الكثيرين من مشاهدتها على الشاشة الكبيرة، هنا قائمة بأبرز هذه الأفلام.

ليل خارجي (2018)

نشاهد في فيلم "ليل خارجي" ليلة قاهرية تكسر عظام أهلها، إذ يواصل في هذ الفيلم، المخرج أحمد عبد الله، مشروعه السينمائي المستقل الذي يحاكي فيه حال الشارع، يبدأ شريطه برثاء للسينما والأدب، موجهاً الانتقاد لصناعة السينما وتحجيم المحتوي والاتجاه السائد، ثم يربط ذلك مباشرة بحال الشارع، ضمن ليلة عصيبة يعصر فيها خصال شعب يخوض حروباً بحثاً عن الراحة فضلاً عن تجنبها.

ينتمي "ليل خارجي"، الفيلم شبه المستقل الذي صوّر بكاميرات "كانون" لا كاميرا خاصة بالسينما، إلى فئة أفلام الرحلة/الطريق، التي يخوضها كل من محمد، المخرج المغمور، ومصطفى، سائق التاكسي، وفتاة ليل، لنرى أنفسنا نتتبع رحلةً ممتعةً، لكن، على الرغم من جودة السيناريو، يمكن القول إنه غير مكتمل، مع ذلك لا ينفي هذا تميز الفيلم، الذي تتدفق فيه الحكاية من وجهة نظر المخرج المغمور، بطل الفيلم ومركز الحكاية، الذي نخوض معه الرحلة ويتعامل مع فئات مختلفة لأول مرة في حياته.

الكثير من الأفلام العربية التي حازت على جوائز واحتفى بها النقاد والجماهير على حد سواء، وتربعت على عرش أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية، لم تدخل معظم البيوت المصرية من أبوابها، كونها احتوت على ما هو غير مناسب للمشاهدة

سعاد (2020)

يتناول فيلم "سعاد" للمخرجة أتين أمين في بعض المشاهد المفهوم السطحي للدين، ولو أردنا اتباع القيم السائدة وطرح سؤال، ما هو الفيلم الذي يمكن أن نتهمه بتشويه سمعة الدولة المصرية وتهديد قيمها، لذكرنا هذا الفيلم دون تردد.

يوجد في الفيلم مثلاً مشهد لفتاة تستمني، وأمثلة أخرى لمشاهد تمس "الحياء" حسب تعبير البعض، ولكن هل كان يتم تقديم كل ذلك في حالة من الفوضى التي لا تخدم الحبكة، أم يمتلك الفيلم قضية مُهمة يناقشها؟ سبب الفيلم الكثير من الجدل، إذ لم ينل إعجاب البعض بسبب الحوار، وهناك من رآه كفيلم سطحي ذd طابع جنسي من أفلام المهرجانات، وهناك من يراه كفيلم وواقعي يحوي حساسية عالية.

باب الحديد (1958)

شهوة الإنسان لا تتعدى ثواني، وشهوة ذلك المجنون ظلت معه طيلة حياته. بائع جرائد غير متزن عقلياً، يسعي وراء الشهوات، لا يريد المال، ولكنه يريد الجسد. يحب الممنوع ويعشق جسداً يشفق عليه، الكبت والحرمان جعلا منه شخصاً أعرج، كان يحلم ببيت هادئ وأسرة هادئة، لكنه لم ينل شيئاً، وانتهى به الأمر فيما لا تُحمد عُقباه. هذه واحدة من الصراعات التي نشاهدها في فيلم "باب الحديد" ليوسف شاهين، خصوصاً أننا نشعر أغلب الوقت بأن الممثلين يتحدثون مع أنفسهم، يلومونها على المرض الذي فتك بهم في فترة ما من عمرهم،  تلتهمهم ذكريات من حياتهم شعروا خلالها بالحرمان، ويمكن القول إن كل ما نريد معرفته عن حياة الناس موجود في "باب الحديد".

هنا قائمة بأبرز الأفلام التي حُرم الكثير من المصريين من مشاهدتها على الشاشة الكبيرة لكونها تحتوي على "مشاهد خارجة" لا تناسب قيم الأسرة المصرية

الكيت كات (1991)

يعتبر فيلم الكيت كات، تأليف وإخراج داود عبد السيد، واحداً من أهم الأفلام في السينما  المصرية، الذي أدّى فيه محمود عبد العزيز واحداً من أشد أدواره تعقيداً، إذ تقمص شخصية الأعمى بأسلوب يقارب براعة أفضل ممثلي العالم. نشاهد في "الكيت كات" طموحات محكوماً عليها بالإعدام، لجيل صاعد دُفن قبل أن يصارح الآخرين بأحلامه التي اندثرت تحت ثقل المجتمع القاسي والمؤلم، أبسط حقوق الفتاة بأن تتزوج رجلاً يحبها ويهتم بها أصبح حلماً بعيد المنال ويصعب إدراكه، وأبسط حقوق الشباب في بناء مستقبله صار كابوساً لن يتحقق على أرض بلده، فترضى الفتاة بأي رجل كي تعيش حلمها الصغير، ويرضى الشاب بالسفر إلى أي مكان كي يهرب من كابوس فشله، أما الشيخ حسني (محمود عبد العزيز) فيرى كل شيء، رغم كونه أعمى، لكن الأسلوب الذي يغازل فيه الناس بخفة دم لا تنسى، جعلته يتعرف على حقيقة كل شخص ونهاية كل حلم.

رقابة أم حفاظ على قيم الأسرة؟

قمنا بسؤال عدد من النقاد عن هذه الأفلام، ومنطق نظام التصنيف وتهمة "المشاهد الخارجة"، التي حرمت الأسرة من تشارك التجربة السينمائيّة، فقالت الناقدة الفنيّة حنان شومان بأنه لم يعد هناك وجود للمشاهدة العائلية في الوقت الحالي، لأن أسلوب المشاهدة وتعامل الأطفال والمراهقين مع وسائل الاتصال، مثل الموبايل ومنصات البث الرقمية وغيرها، خارج سلطة الرقابة، فالمراهق أو الطفل قادر على أن يختلي بنفسه دون مراقبة من عائلته، ومشاهدة الأفلام وحيداً دون تدخل من أحد.

يشير الكاتب الصحفي والناقد السينمائي طارق الشناوي إلى أننا في زمن لم يعد فيه ما هو  غير صالح للمشاهدة، ويوضح قائلاً إن نظام التصنيف العمري اعتُمد في العالم منذ سبعين عاماً، وفي مصر منذ حوالي ثماني سنوات، لكننا لا نطبقه كما يجب، كون الجهة التي تتولى هذا التنصيف ليست مؤهلة لذلك، لأنها لا تحوي أساتذة لعلم النفس وعلم الاجتماع، بمعني آخر، جهاز الرقابة قبل التصنيف العمري قبل ثماني سنوات لا يزال كما هو وهذا خطأ، وطالما هناك تصنيف عمري، فكل شخص مسؤول عما يشاهده، ويجب أن نربي هذه الثقافة عند الأبناء، وعلى الأسرة  أن تعمل على ذلك، لكن بشكل عام لم يعد هناك وجود لما هو غير صالح للمشاهدة في العالم بأكمله إن اعتمدنا التصنيف العمري، لأننا ببساطة لا نستطيع أن نمنع شخصاً ما من مشاهدة ما يريد، فمن تغلق في وجهه الباب سيدخل من مكان آخر، بالتالي، يجب حل تلك المشكلة بالانتقاء.

سألنا الشناوي أيضاً إن كانت "المشاهد الخارجة" تقلل من قيمة الأفلام، خاصة أنها تحرم أفراد الأسرة من مشاهدتها، فأوضح أن استخدام كلمة "مشاهد خارجة" رائج حالياً، لكنه ضد الفن، إذ لا وجود لمسمى "فيلم ذو مشاهد خارجة"، خارجة عن ماذا هذه المشاهد؟ السياق الفني مثلاً؟ خارجة عن السياق؟ خارجة عما اعتدنا عليه؟ إن كان ذلك، فهناك خطأ في ما اعتدنا عليه إذن، ما يحكمنا دائما هو المنطق في المشهد. هذا لا يعني أن الفيلم الذي يحوي على مشاهد يصفها البعض بكلمة جريئة، خال من أخطاء تتضمنها صناعة هذه المشاهد، فأحياناً يكون هناك عمديّة في وضعها، وهذا مرفوض، لكن ما يجب أن نقر به أن هناك أعمالاً فنية بطبيعتها تفرض طريقة تناول محددة ومشاهد لا يمكن الاستغناء عنها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard