البرتقال السوري لنصرة الجيش الروسي
لا نعلم حقيقة إن كان النظام في سوريا ساخراً أو جدياً فيما يقوم به، بعد أن تم تعويض أسر ضحايا الجيش السوري النظامي بصناديق من البرتقال المحلي. قررت وزارة الدفاع السوري الوقوف إلى جانب حليفاها الروسي، وأرسلت 20 طناً من البرتقال إلى "الجبهة" من أجل الانتصار على "النازية الأوكرانيّة". لن نقرأ الخبر بسوء نيّة، بل نقدم قائمة بأساليب استخدام البرتقال على الجبهة وفوائده في ساحات الوغى:
1- يمكن استخدام البرتقالة الواحدة بعد طليها بالأخضر كقنبلة وهمية، لإخافة الأعداء وتوفير الذخيرة.
2- يمكن وضع عدة برتقالات في كيس قماشي واستخدامه كوسادة مؤقتة تفوح بعبق الساحل السوري.
3- يمكن استخدام البرتقال كنقاط علام ذات لون واضح وملفت من أجل ضبط أماكن هبوط الطائرات.
4- يمكن الاستعاضة عن الماء عبر "مج" البرتقالة على الجبهة، لكن يجب الحذر من عدم لمس الرأس بعدها لأنه حسب أم يوسف، هذا الفعل يؤدي إلى انتشار القمل.
روسيا بلا فيسبوك وإنستغرام وربما يوتيوب
بعيداً عن كل ما يخص حرية التعبير وحرية تبادل المعلومات والسياسة القمعية في روسيا وبروباغاندا الحرب على أوكرانيا، ألا يمكن القول إن هناك فئة من الروس، بدون فيسبوك وإنستغرام، ألا يعني ذلك، ولو لأشهر، التحرر من معايير النشر والأخبار الموجهة، وغيرها من التقنيات التي يوظفها فيسبوك وإنستغرام لـ"ترتيب أولوياتنا" و"التلاعب بوعينا".
ربما هذا الحجب (أو الحرب بأكملها) دعوة لنا نحن المستهلكين، كي نتوقف لثانية للإجابة عن سؤال: "ما الذي يدور في خلدك؟" الذي يطرحه فيسبوك، والتعامل مع "الأخبار" لا بوصفها تدفقاً لمنشورات مختارة ومصنوعة بعناية، بل التعامل معها كشأن جدي، لابد أن نصرف عليه الوقت كي نتمكن من الإحاطة بجوانب أي حدث يشهده العالم.
الأسلحة التكنولوجية التواصليّة التي يوظفها "الغرب" لا تختلف عن الأخبار الزائفة التي يروج لها "الشرق"، الفارق الوحيد، أن فيسبوك وإنستغرام يمنحنا الوهم بأننا نشارك، وأن لنا حرية التعليق، ما يجعلنا نسلّم بحق هذه "الشركة" بـ"إلغاء" من "لا ينصاع لمعايير المجتمع والنشر". بكلمات أخرى، نحن أمام فرصة لمقارنة الحكايات والسرديات التي تبثها القوى المتصارعة، وطرح سؤال، ما الاختلاف؟، ألا يدمر كلاهما الدول الأضعف لأجل المصالح البحتة؟
حجب فيسبوك وإنستغرام في روسيا فرصة لنا كي نعيد النظر فيما نتلقاه من أخبار وكفية "توزيعها" علينا وبرمجتنا للتفاعل معها
"التبخر" أو كيف تهرب مما حولك
تنتشر في اليابان ظاهرة "التبخر"، فكل عام يختفي حوالي 100 ألف شخص عن الأنظار، بالطبع لا نقصد بذلك الانتحار، بل الانعزال الكلي عن العالم وقطع العلاقات معه، عبر التعاقد مع شركات متخصصة في هذا النوع من الخدمات، تساعد من يرغبون بالتبخر على تحقيق هدفهم.
يبدو الأمر مثيراً للاهتمام، الرغبة بالاختفاء في ظل ما نعيشه من ضغوطات ومراقبة وتهديدات أشبه بهدية مستحيلة، خصوصاً أن العالم الذي نعيش فيه لم يعد يطاق بالنسبة للبعض، بل إن خيار الاختفاء دون مساعدة مختصين لم يعد سهلاً، كاميرات في الشوارع، هواتف تتلصص علينا، وغيرها من المعلومات التي "نبثها" والتي يمكن عبرها رصد مكاننا بدقة، لكن بعد الاختفاء كل المشكلات تختفي، الديون، الزواج، مسؤوليات الحياة، المريب أن هذه الخدمة توفرها الياكوزا، العصابة اليابانية الأشهر، وأحياناً يتم إيجاد المختفي وملاحقته قضائياً، الشأن الذي يهدد جودة هذه لخدمات.
ننصح من هذا المنبر الراغبين بالاختفاء الكليّ دون عودة، التوجّه إلى مصر أو سوريا أو العراق أو السعودية أو الإمارات، خدمات التلاشي والتبخر والاختفاء في هذه الدول 5 نجوم، فمن يختفي لا يمكن إيجاده، ولا حتى جثته، خصوصاً أن هذه البلدان تحوي عدة عصابات/ سلطات مسؤولة عن الاختفاء، أي مصير المختفي مضمون ولا تراجع عنه، بل يمكنه اختيار المؤسسة الأفضل كي تخفيه عن وجه البسيطة.
الحرس الثوري يتسلل إلى "مؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري"
أعربت الولايات المتحدة عن امتعاضها وغضبها من مشاركة إيران وعناصر من الحرس الثوري في مؤتمر الدوحة للدفاع البحري، ما دفع القائمين على المؤتمر لنشر بيان لإيضاح الأمر، وفعلاً هناك لبس، فببساطة، "لم توجه دعوات للحرس الثوري الإيراني"، أي بكلمات أخرى الحرس الثوري crashed the party، أي لم يدعهم أحد لكنهم قرروا الحضور.
لا يمكن أن نلوم من وجه الدعوات إذن، ولا وزارة الدفاع الإيرانية التي يبدو أنها لا تنسق مع الحرس الثوري، بالتالي إن كانت الدعوة مفتوحة ويمكن لأي أحد التسلل، نحن أمام فرصة سانحة، إذ يمكن في الدورة القادمة من المؤتمر توجيه دعوات لمعظم قادة الميلشيات والقوة البديلة والرديفة في المنطقة، بعد التأكد أن المؤتمر سيعقد في عبّارة في الخليج العربي أو أحد البحار، أو حتى نهر الفرات أو البارد، فإذا اجتمع الضيوف، نحن أمام فرصة سانحة، التخلص من الجميع، دفعة واحدة، دون أي تأنيب ضمير، بالطبع هنا نراهن على الاحتباس الحراري أو حوت ضائع ليغرق العبّارة بمن فيها.
"لم توجه دعوات للحرس الثوري الإيراني" هكذا كان الرد القطري على تسلل الحرس الثوري إلى مؤتمر الدفاع البحري في الدوحة
الخطّ الأحمر الجديد
بدأت حكاية "الخط الأحمر" مع أوباما، الذي أكد على أنه لن يتردد بالإطاحة بالأسد في حال استخدم الأخير أسلحة كيماويّة، بوصفها "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه، طبعاً الأسد تجاهل كل الخطوط الحمراء، واستخدم السلاح الكيماوي عشرات المرات، وأوباما لم يحرك ساكناً، الآن عاد الخط الأحمر للظهور، فبايدن يهدد روسيا بأن الناتو سيتدخل في حال استخدمت روسيا السلاح الكيماوي.
بايدن يهدد روسيا بعدم توظيف "المخروط الأرجواني" وإلا سيتدخل الناتو
ننصح الإدارة الأمريكية هنا بتغيير مصطلح الخط الأحمر، وتسميته مثلاً، المساحة الرماديّة، أو المثلث الذهبي، أو المخروط الأرجواني، لا لشيء، فقط لتجديد البلاغة السياسية، والتحرر من الفشل في التعامل مع الملف السوري، وتجاهل تهديد الكيماوي، واستبداله مثلاً، بخط البرتقال المتفجر، ليكون التهديد على لسان بايدن بالشكل التالي: "نحذر روسيا من استخدام البرتقال المتفجر، هذا مخروط أرجواني لا يجوز إيلاجه في أي أحد".
الموت الرحيم لآلان ديلون... والخيار الذي لا نمتلكه
بلغ عمر الممثل الفرنسي آلان ديلون 87 عاماً، نجم الشاشة ومعشوق الجماهير (ربما للأجيال الماضية) يواجه مشاكل طبية شديدة منذ سنوات، وحسب ابنه، اختار ديلون أن ينهي حياته بنفسه، ضمن ما يعرف بـ"الموت الرحيم"، الخدمة التي توفرها عيادات خاصة في سويسرا والتي تتيح لأحدهم، وفق شروط محددة ودقيقة، أن ينهي حياته إن كان مصاباً بمرض مزمن أو لا شفاء منه.
خيار شجاع من ديلون أن يقرر نهايته، بل يمكن القول إنه ترف من نوع ما، الكثيرون منا يعيشون تحت التهديد، أي موتهم وحياتهم ليسا قراراً ذاتياً، هنا قائمة ببعض القوى التي تهدد هذا الخيار المحرومين من رفاهية اتخاذه:
1- درونات إيران التي تحوم فوق المنطقة العربيّة.
2- رجال الأمن والمخابرات القادرين على قتل أحدهم أمام أعين الجميع للاشتباه به.
3- برتقالة سورية تحوي كابتيكون تسللت بالخطأ إلى يد طفل فالتهم ما فيها من حبوب.
4- سفارات السعودية القادرة على الخطف والتقطيع والإخفاء.
5- مرتزقة بشار الأسد المنتشرون في أنحاء العالم.
6- "الخلايا النائمة" لتنظيم الدولة.
7- الكوفيد وكل ما نتج عنه من متحورات.
8- انفجار مفاعل نووي في أوكرانيا.
* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون