شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"ماتت حمّالة الحطب"... ما يذكره العرب لمادلين أولبرايت

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 24 مارس 202210:43 ص

توفيت، الأربعاء 23 آذار/ مارس، مادلين أولبرايت (84 عاماً)، أول سيدة تشغل منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة، إثر صراع مرير مع مرض السرطان.

وزيرة الخارجية الأمريكية بين عامي 1997 و2001، في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، كانت واحدة من أهم الشخصيات المحورية إبّان وجودها في المنصب، وهو ما أقر به الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن حين رثاها بقوله إنها كانت "قوة محركة" في السياسة الأمريكية و"اليد التي حوّلت دفة التاريخ". 

علماً أن الوزيرة السابقة الكاثوليكية ولدت في تشيكوسلوفاكيا لعائلة يهودية هجرت موطنها خلال الهولوكوست، وانتقلت إلى الولايات المتحدة لاجئة ولم تحمل الجنسية الأمريكية حتى خمسينيات القرن الماضي.

"دبلوماسية الدبابيس"

عُرفت أولبرايت بأنها من أدهى السياسيين الأمريكيين واشتهرت ببراعة الرد المناسب والحاسم. وصفتها "سي أن أن" بأنها كانت "شخصية مثالية براغماتية صاغت مصطلح ‘التعددية الحازمة‘ لوصف السياسة الخارجية لإدارة كلينتون".

برغم ذلك، شهدت إدارتها للسياسة الأمريكية فشلاً متكرراً وحوادث عالمية أليمة، كالإبادة الجماعية في رواندا التي اعتبرتها هي "أكبر لحظة أسف" لفشل المجتمع الدولي في وقفها. 

كذلك لم تحقق نجاحاً يذكر في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية. بل أوقفت بالفيتو الأمريكي، عام 2000، محاولة لإدانة إسرائيل لقتل جنودها الطفل الفلسطيني محمد الدرة - الجريمة التي التقطتها الكاميرات وأثارت غضباً واسعاً في العالم.

بايعت بشّار الأسد خليفة لوالده ومنعت إدانة إسرائيل لقتلها محمد الدرة… وفاة مادلين أولبرايت، أول سيدة تشغل منصب وزير الخارجية في أمريكا، ومعلقون عرب يشيعونها باللعنات إلى مثواها الأخير

وفيما كانت أكبر مسؤول أمريكي يزور كوريا الشمالية ويلتقي زعيمها كيم غونغ إيل عام 2000، فشلت في تحقيق أي تقدم في المفاوضات مع كوريا الشمالية في سبيل الحد من طموحاتها النووية.

أسست أولبرايت أيضاً أسلوباً دبلوماسياً فريداً لم يسبقها إليه أحد إذ استخدمت دبابيس الزينة التي كانت تضعها على صدرها لإرسال رسائل سياسية إلى خصومها أو مفاوضيها. وهي استلهمت هذه الفكرة من تشبيهها في وسائل الإعلام العراقية بـ"الأفعى" بسبب تصريحاتها ضد الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، إثر حرب الخليج الأولى (1980 - 1988). وحين كانت تجلس مع مسؤولين عراقيين كانت تضع دبوساً على شكل أفعى.

استخدمت لاحقاً دبابيس على شكل سلاحف وزهور وبالونات، وكان لكل منها تفسير خاص. ذات مرة، وضعت دبوساً على شكل خنفساء عملاقة عقب تورط الروس في فضيحة تنصت على الخارجية الأمريكية.

وفي لقاء فاتر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضعت دبوساً على شكل قرد مستلهمةً رسالتها من مقولة "لا تسمع ولا ترى ولا تقول الشر" التي يُرمز لها بالقرود الثلاثة الحكيمة. أرادت أولبرايت أن تقول لبوتين إن العالم يسمع ويرى ويتحدث عما يحدث في جمهورية الشيشان.

الوزيرة السابقة الكاثوليكية ولدت في تشيكوسلوفاكيا لعائلة يهودية هجرت موطنها خلال الهولوكوست، وانتقلت إلى الولايات المتحدة لاجئة ولم تحمل الجنسية الأمريكية حتى خمسينيات القرن الماضي.

ولم تتقاعد أولبرايت البتة إذ شغلت منصب رئيسة المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية في واشنطن منذ عام 2001 - العام الذي تركت فيه منصب وزيرة الخارجية - حتى وفاتها.

علاوة على  تدريسها بجامعة جورج تاون، ألّفت العديد من الكتب، أبرزها مذكراتها بعنوان "سيدتي الوزيرة". ومنحها الرئيس باراك أوباما، عام 2012، وسام الحرية الرئاسي عن دورها المزعوم في "إحلال السلام في البلقان".

"حمّالة الحطب"

إثر تداول نبأ وفاتها، عقّب معلقون عراقيون وعرب على وفاتها بعبارة "ماتت حمّالة الحطب"، في إشارة إلى كونها من الأصوات التي ساهمت في خلق رأي عام أمريكي مؤيد للغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وقبل ذلك في حصار العراق وعزله دولياً بالعقوبات.

صاحبة "دبلوماسية الدبابيس"... عقب تداول نبأ وفاتها، استرجع العديد من المعلقين العرب مواقف مادلين أولبرايت من منطقتهم، لا سيّما تصريحها الشهير بأن وفاة نحو نصف مليون عراقي بسبب العقوبات الأمريكية كان "ثمناً مستحقاً" لمعاقبة صدام حسين

واستدعى آخرون تصريحها الشهير، حين سُئلت هل كانت وفاة نحو نصف مليون عراقي جراء نقص الغذاء والدواء بسبب العقوبات الأمريكية القاسية على العراق "ثمناً مستحقاً" لمعاقبة صدام حسين، وأجابت: "هو كذلك فعلاً".

وقال الناشط الخليجي شافي العجيل إنها كانت "الدافع أو ورقة شيطانية في حرب العراق والكويت". واعتبر معلقون أنها "دعمت" بشار الأسد رئيساً لسوريا خلفاً لوالده، ورأوا أنها بذلك ساهمت في المصير الذي آل إليه السوريون الآن. واسترجع آخرون "حمايتها" إسرائيل من الإدانة إثر مقتل الدرة متهمينها بالتورط في الجريمة نتيجة ذلك.

وشارك لبنانيون مقطع فيديو يتحدث فيه الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود عن غطرستها معه ونبرتها الآمرة بينما كان هو يدافع عن مصالح بلاده.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard