شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"باشاغا" يقدم أوراق اعتماده... الميلشياوي المخضرم يرتدي زي رجل الدولة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 17 مارس 202202:53 م
يسعى فتحى باشاغا رئيس حكومة الاستقرار الجديدة في ليبيا إلى إعادة تقديم نفسه كرجل يمكنه إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية، التي وقعت في براثن الفوضى بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، في انتفاضة شعبية دعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو).

وفى مواجهة غريمه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة الحالية، الذي لا يزال يحظى باعتراف المجتمع الدولي، منح باشاغا على مدى الأيام الماضية بسخاء مقابلات وسائل إعلام أمريكية، كرئيس وزراء جديد، عوضاً عن صورته النمطية واحداً من أبرز أمراء الحرب سابقاً في ليبيا.

عوضاً عن صورته النمطية واحداً من أبرز أمراء الحرب سابقاً في ليبيا، يعطي باشاغا مقابلات لوسائل الإعلام باعتباره رجل دولة، قادر على تقديم الحلول والإنقاذ

تخطيط الانتقال

تحدث باشاغا إلى مجلة نيوزويك ووكالة أسوشيتيد برس الأمريكتين على التوالي، في مقابلات مطولة بعدما انتقل إلى تونس المجاورة، حيث بدأ عملياً، كما قال مساعدوه لرصيف22، في التخطيط العملياتي لكيفية انتقال الحكومة الجديدة إلى العاصمة طرابلس، في موعد لاحق، على الرغم من استمرار التحدى الذي تشكله حكومة الدبيبة التي لا تزال تهيمن على المدينة ومؤسسات الحكم.

لكن معسكر غريمه الدبيبة يقول في المقابل إنه تم تأمين العاصمة بشكل جيد يصعب معه القبول بسهولة دخول باشاغا إليها سلمياً.

الدبيبة الذي يخشى الخديعة استخدم إغلاق الرحلات الجوية الداخلية كورقة لتعطيل محاولة باشاغا وأعضاء حكومته الجديدة الدخول إلى العاصمة طرابلس، التي تعيش هدوءاً حذراً، بعد تحشيدات عسكرية لأنصار باشاغا والدبيبة.

 تنتظر طرابلس المعركة المؤجلة بين الطرفين على ما يبدو، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية طلبت عدم كشف هويتها، على الرغم من عودة جميع الكتائب المسلحة إلى ثكناتها.

أجرى باشاغا تحركات عسكرية كبيرة لكتائب مسلحة داعمة له من مدينة مصراتة إلى العاصمة، التي احتشدت فيها كتائب مسلحة مؤيدة للدبيبة.

ومع ذلك، يجادل باشاغا بشرعية حكومته المكلفة من مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد مقراً له.

من تونس، يخطط باشاغا "عملياتياً" لانتقال الحكومة الجديدة إلى العاصمة طرابلس في موعد لاحق، على الرغم من استمرار التحدى الذي تشكله حكومة الدبيبة التي لا تزال تهيمن على المدينة ومؤسسات الحكم

الانتخابات هي الحل

وقال باشاغا لأسوشيتيد برس إن حكومته ستركز على إجراء الانتخابات قريباً، باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الصراع الليبي المستمر منذ عقد من الزمان.

وبعدما قال إن "الحل السياسي الوحيد في ليبيا هو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية"، أضاف "سنكون في طرابلس خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة"، وأكد أن حكومته "ستتولى مهامها في العاصمة طرابلس بطريقة سلمية وآمنة".

واعتبر في حديثه لنيوزويك أنه "شخصية وطنية وانجازاته تتحدث عن نفسها، بما في ذلك خدمته كوزير للداخلية في الحكومة السابقة التي خاضت الحرب ضد العاصمة".

وأكد التزامه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتعهد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الإطار الزمني المتفق عليه بين مجلسى النواب والدولة.

من وجهة نظره فإن عدة عوامل تساهم في عدم قدرة ليبيا على التعافي من الأزمة منذ الإطاحة بنظام القذافي، وأهمها الافتقار إلى البنية التحتية في بعض القطاعات.

التلويح بورقة العقود

وقال باشاغا: "هذا جعل فترة التعافي بعد سقوط نظام القذافي أطول بكثير من فترة تعافي تونس ومصر، بالإضافة إلى التدخل الأجنبي السلبي في بعض الأحيان". وأضاف: "نحن ملتزمون دفع ليبيا إلى الأمام من خلال إعادة بناء البنى التحتية الداخلية والتحالفات المهمة مع شركائنا الدوليين الذين يمكنهم دعم هذه الرحلة المهمة".

وقال إنه يتطلع إلى تنمية العلاقات مع الغرب من بين أمور أخرى، واستعادة مكانة بلاده كلاعبة في مجال النفط والغاز، والعمل مع جميع الدول التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية لليبيا.

وفى تلويح متعمد بورقة العقود الاقتصادية والمساهمة مستقبلاً في التنمية، رأى باشاغا أن لدى ليبيا ما وصفه بـ "شراكات مهمة مع العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا"، لافتاً إلى أنه "للمرة الأولى منذ 10 سنوات سيكون هناك استثمار جاد في قطاع الطاقة في ليبيا لرفع الإنتاج والمساهمة بشكل إيجابي في السوق الدولية، وستكون هناك إستراتيجية واضحة للتعاون مع الدول التي تحترم سيادة ليبيا ولا تشارك في أي أنشطة سلبية داخل الأراضي الليبية".

المتابعة المصرية

في المقابل، يترقب الليبيون نتائج الوساطات المصرية والتركية والأمريكية بين الدبيبة وباشاغا، رغم إخفاق اجتماع سري عقد في تونس بين أطقمهما المساعدة للتوصل إلى حل سلمي لإنهاء الأزمة.

فقد سعت القاهرة عبر بيان مشترك مع السعودية لتقديم دعم مباشر إلى أغا على حساب الدبيبة، عبر الاعتراف بقانونية الإجراءات التي اتخذها مجلس النواب الليبي بإقالة حكومة الأخير.

وكان الاقتراب المصري من أغا رسالة مباشرة إلى الدبيبة بانتهاء شهر العسل الذي طال أكثر مما ينبغي مع الدولة المصرية، التي وقعت في السابق عدة اتفاقيات بقيت بدون تنفيذ مع حكومة الدبيبة أخيراً.

لكن القاهرة التي تراقب المشهد الليبى عن كثب، تنوي في المقابل استضافة اجتماع الدبيبة وباشاغا إذا كان سيخلص إلى نتائج إيجابية، طبقاً لما أبلغه مسؤول مصري مطلع على الملف الليبى لرصيف22.

ولأن القاهرة لا تريد المخاطرة، فقد انتقل الاجتماع المرتقب إلى تركيا، على أمل أن يعقد الأسبوع المقبل بحضور أمريكى وأممي.

 حياد أممى

واعتبرت ستيفاني ويليامز، المستشارة الخاصة للأمين العام بشأن ليبيا، أنه بما أن "كل المؤسسات الحالية في ليبيا تفتقر إلى الشرعية الشعبية"، امتنعت مجدداً عن الانحياز لأي من الحكومتين المتنازعتين على السلطة، وقالت ان الحل الوحيد هو من خلال صناديق الاقتراع، المطلب الأساسي للشعب الليبي".

ولفتت إلى "تسجيل نحو ثلاثة ملايين ليبي من إجمالي عدد السكان البالغ حوالى سبعة ملايين"، بالإضافة إلى أن أكثر من خمسة آلاف مواطن قدموا أوراقهم للترشح في الانتخابات النيابية، وترشح نحو مئة لخوض الانتخابات الرئاسية".

سيرة متقلبة

عمل باشاغا الذي ينتمي، كما الدبيبة، إلى مدينة مصراتة الساحلية، غرب البلاد، في مجال استيراد وتصدير إطارات السيارات، متخلياً بذلك عن سيرته العسكرية طياراً في الجيش الليبي إبان حقبة القذافي.

وساهم تحالف باشاغا، الذي شغل منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة برئاسة فائز السراج، مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطنى المتمركز بشرق البلاد في تعزيز وضعه في صف أقوى الشخصيات في الغرب الليبي، بسبب عقده علاقات واسعة مع كل الدول ذات العلاقة بالملف الليبي.

ومرر مجلس النواب حكومة أغا، الشهر الماضي، لتحل محل حكومة الدبيبة بدعوى انتهاء التفويض الممنوح لها  وفشلها في مهمة إجراء أول انتخابات رئاسية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard