دشّن عشرات المحامين والناشطين السياسيين في الكويت خلال الساعات الماضية حملةً لإطلاق سراح المحامي البارز عبد العزيز سليمان المطوع (70 عاماً) إثر أنباء عن توقيف السلطات له بتهمة "الإساءة إلى رموز الأسرة الحاكمة" في "تغريدات" عبر حسابه في تويتر.
وكانت وسائل الإعلام المحلية قد أكدت، الثلاثاء 15 آذار/ مارس، أن النيابة العامة أمرت باستمرار حجز محام مشهور - من دون تسميته - "لاستكمال التحقيقات معه في قضية أمن دولة"، لافتةً إلى أن التهمة الموجهة إلى المحامي هي "الإساءة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى رموز من الأسرة الحاكمة". علماً أنها ذكرت أن المحامي أوضح أنه لم يقصد الإساءة، ونفى الاتهامات جملة وتفصيلاً.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، أوضح مغردون ومحامون أن المقصود هو المحامي المخضرم عبد العزيز المطوع، مطالبين بالإفراج عنه صوناً لحقه في حرية التعبير.
وصف مبايعة آل صباح وحكمهم للكويت بأنه "ابتلاء"، وناشدهم "التنازل عن جميع امتيازاتهم غير القانونية" ليتحقق الإصلاح… أمن الدولة الكويتي يحتجز المحامي البارز #عبدالعزيز_المطوع بتهمة "الإساءة لرموز الأسرة الحاكمة"
تغريدات مثيرة
وشهدت الأيام الماضية بعض التغريدات المثيرة للمحامي المطوع عبر حسابه الذي يتابعه نحو 19 ألف شخص. في 6 آذار/ مارس، كتب المطوع أن الإصلاح في البلد مستحيل ما لم يتحقق أمران في منتهى الأهمية، أولاً أن تدرك السلطة كامل صلاحياتها الدستورية، وثانياً أن تتنازل الأسرة (يقصد آل صباح) عن جميع امتيازاتها غير القانونية".
وفي 10 آذار/ مارس، غرّد الرجل معتبراً مبايعة آل صباح وحكمهم للكويت "ابتلاءً". كتب: "من الخطايا السياسية والأخطاء الجسيمة التي ارتكبها أجداد الكويتيين الأوائل أنهم تركوا ابن عريعر بصفته حاكماً للمنطقة أن يعين صباح بن جابر بن إرحيّم والياً على السكان في محيط الكوت الذي صار الكويت وابتلشنا (ابتلينا) فيهم منذ ذلك اليوم في ١٧٥٦ م".
وأضاف أن آل صباح "ما أسسوا ولا بنوا" الكويت، وإنما كانوا "من القبائل والعائلات المهاجرة"، واتهمهم بأنهم "كانوا يؤسسون لأنفسهم فيستولون على أراضي الديرة ويبنون القصور لأنفسهم ويفرّطون في أراضي الدولة مثلما حصل في اتفاقية العقير وما قبلها وما بعدها".
في اليوم التالي، وفي ما اعتبره الكثيرون إشارة إلى الأسرة الحاكمة أيضاً، غرّد المطوع: "أكثرهم أنذال اللصوص وسفلة الحرامية يستهزئون بكم ولا يحبونكم ويستهينون فيكم ولا يحترمونكم يستغلون طيبتكم ويستغفلون سذاجتكم ولا يعتبرون لكم أي قيمة ولا يقيمون لكم أي وزن".
وفي 13 آذار/ مارس، قبل ساعات من توقيفه، بدت تغريدات المطوع أكثر غرابة إذ كتب: "الحكام صاروا مثل الأوثان في الجاهلية يصنعونهم ويقدسونهم ويعبدونهم ثم يأكلونهم أو يهدموهم"، وشدد لاحقاً على أن "هذي ديرتنا وما نتركها".
وغرد متداركاً: "فكنت إذا أصابتني سهام، تكسرت النصال على النصال". وهو ما قد يشير إلى وصوله تحذيرات أو انتقادات على خلفية تغريداته، إذ أمسك عن التغريد حتى نشر هذه السطور.
في تغريدات مثيرة، قال #عبدالعزيز_المطوع إن آل صباح "ما أسسوا ولا بنوا" الكويت، وإنما كانوا "من القبائل والعائلات المهاجرة"، واتهمهم بأنهم "كانوا يؤسسون لأنفسهم فيستولون على أراضي الديرة ويبنون القصور لأنفسهم ويفرّطون في أراضي الدولة"
رفض لـ"التعسف" معه
وخلال الساعات الماضية، علت الانتقادات لتوقيف المحامي الشهير عبر مواقع التواصل الكويتية، لا سيّما من محامين ونواب حاليين وسابقين في مجلس الأمة الكويتي وصفوا ما تعرض له المطوع بأنه "تعسف"، معربين عن رفضهم "سياسة تكميم الأفواه"، عبر وسمي: #الحرية_لعبدالعزيز_المطوع و#الحرية_لعبدالعزيز_سليمان_
وقال النائب شعيب المويزري: "مهما كان رأي المحامي عبد العزيز سليمان المطوع الذي أبداه نرفض استخدام أي وسيلة للتعسف معه من قبل أي جهة كانت"، محذراً: "لن نسكت إذا حصل له أي مكروه".
وقال الناشط الحقوقي أنور الرشيد إن "المطوع ضحية القوانين المُقيدة للحُريات"، مضيفاً أن "مجزرة الحُريات التي نعيشها في الكويت أمرها غريب وعجيب".
أما المحامي والنائب السابق عبد الحميد دشتي، فتعجب: "أنتم تبون نص الشعب مسجون والنص الثاني مهجّر!!".
وناشد النائب السابق بدر الداهوم جمعية المحامين الكويتيين أن تتحرك لنصرة "#عبدالعزيز_المطوع الذي تجاوز عمره الـ70 سنة، ويتم التعسف معه بسبب تغريدة. إذ ألقي القبض عليه من قبل أمن الدولة وحقق معه وكيل النيابة وحجزه لاستكمال التحقيق".
وردت جمعية المحامين الكويتية في بيان لاحق بأنها "لم تتوانَ ولن تتوانى عن الدفاع عن حقوق المنتسبين إلينا"، مطالبةً السلطات بتطبيق القانون الخاص بالحبس الاحتياطي.
وتساءل المحامي حمد الرومي: "الحبس الاحتياطي أصبح محظوراً في قانون الإجراءات الجزائية إذا عبّر المتهم عن رأيه، فلماذا يتم حجز الزميل عبد العزيز المطوع؟".
"الملاحقات السياسية هي وسيلة الفساد لحماية نفسه ومكتسباته. وما دام هناك من لا يحاسب على فساده الصارخ سنجد عشرات يلاحقون ويحاسبون لأنهم أطلقوا #صرخة_القهر على فساد لم يجد من يرده ويردعه" #الحرية_لعبدالعزيز_المطوع #الحرية_لعبدالعزيز_سليمان_المطوع
وكانت الكويت قد عدّلت المادة 69 من قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية ملغيةً الحبس الاحتياطي في قضايا الرأي.
في سياق متصل، شدد النائب السابق فيصل اليحيى على أن "الملاحقات السياسية، هي وسيلة الفساد لحماية نفسه ومكتسباته. وما دام هناك من لا يحاسب على فساده الصارخ، سنجد عشرات يلاحقون ويحاسبون لأنهم أطلقوا #صرخة_القهر على فساد لم يجد من يرده ويردعه"، متداركاً بأن المطوع "ليس الأول، ولن يكون الأخير على درب الملاحقات، ما دام هذا الفساد مستمراً".
وتعقيباً على احتجاز المطوع، قال مغردون كويتيون: "ربعنا مثل المريض اللي ما يبي أحد يصارحه بمرضه ولا يوصف له علاج".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 ساعاتتم
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.