شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
إيرانية تطعن رفيقها في موعد غرامي في لاس فيغاس... أغرب انتقام لقاسم سليماني ‏

إيرانية تطعن رفيقها في موعد غرامي في لاس فيغاس... أغرب انتقام لقاسم سليماني ‏

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 13 مارس 202204:31 م

وسط أنباء الهجوم الصاروخي على مواقع في إقليم كردستان العراق، فجر يوم الأحد 13 آذار/مارس 2022، ‏وفي ضوء قضية المفاوضات النووية لتي تم تعليقها قبل يومين، أعلن الإعلام الأمريكي، منه ‏وكالة آسوشيتدبرس، وصحيفة واشنطن بوست، ومحطة‎ ‎ KLAS-TV ‎التلفزيونية، نقلاً عن الشرطة الأمريكية، عن خبر غريب ‏أثار الجدل، وتم تداوله بشكل واسع في وسائل الإعلام.‏ تعلق هذا الخبر بقضية كشفت عنها الشرطة الأمريكية، بشأن طعن امرأة إيرانية، رفيقَها، في موعد ‏غرامي، وذلك انتقاماً لاغتيال قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية يوم 3 كانون الثاني/يناير 2020.‏

رواية الشرطة الأمريكية

أعلنت مدينة هندرسون بولاية نيفادا الأمريكية أن امرأة إيرانية تدعى نيكا نيكوبين (‏Nika ‎Nikoubin‏)، طعنت رجلاً كانت قد التقته عبر موقع المواعدة الإلكتروني ‏Plenty of Fish، ‏انتقاماً لاغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.‏

وأعلنت محطة‎ KLAS-TV ‎أنه وجّه لنيكا، البالغة من العمر 21 عاماً، تهمة الشروع في القتل، ‏والاعتداء بسلاح مميت، والسطو‎.‎

وأوضحت الشرطة في تقريرها حول اعتقال الشابة الإيرانية، والذي نشر في الإعلام الأمريكي، ‏أنها التقت رجلاً (لم يعلن عن هويته وجنسيته) عبر موقع المواعدة، ثم اتفقت معه على اللقاء في ‏فندق‏‎ Sunset Station ‎في مدينة لاس فيغاس، في الخامس من شهر آذار/مارس الحالي، واستأجرا ‏غرفة معاً‎.‎

قالت نيكا أثناء التحقيقات معها بعد اعتقالها إنها لم ‏تسع للانتقام من الرجل ولم تكن تنوي قتله، ‏بل طعنته للانتقام من القوات ‏الأمريكية لأنها قتلت قاسم سليماني

وحسب تقرير الشرطة الأمريكية، أنه أثناء وجودهما في الغرفة، بدأ الزوجان في ممارسة ‏الجنس، ووضعت نيكا عصابة على عيني الضحية، ثم أطفأت الأضواء، وبعد بضع دقائق، شعر ‏الرجل بألم في عنقه. ‏

وبعد أن شعر الرجل بالطعنة، دفع نيكا بعيداً، وهرب من غرفة الفندق، وقام بالاتصال برقم ‏الطوارئ، وهربت نيكا أيضاً من الغرفة، وأخبرت موظفة في الفندق بأنها طعنت رجلاً للتو، ‏حسب ما جاء في تقرير الشرطة.‏

وكتبت الشرطة في تقريرها، أن نيكا قالت أثناء التحقيقات معها بعد اعتقالها، إنها لم ‏تسع للانتقام من الرجل ولم تكن تنوي قتله، ‏بل طعنته للانتقام من القوات ‏الأمريكية لأنها قتلت قاسم سليماني. ‏

كما قالت إنها استمعت إلى أغنية باسم "حفَّار القبور ‏‎"Grave Digger، وقد أعطتها هذه الأغنية ‏دافعاً للانتقام.‏ وقالت نيكا للشرطة "إن هناك الكثير من الظلم، خاصة بشأن اغتيال قاسم سليماني".‏

ولم تكشف الشرطة الأمريكية عن الحالة الصحية للرجل حتى الآن. 

أعلنت وسائل إعلام أمريكية أنه تم الإفراج عن نيكا بكفالة بمبلغ 60 ألف دولار، ومن المقرر ‏أن تمثل أمام المحكمة في جلسة استماع أولية يوم 24 آذار/مارس الحالي، ولم يتضح بعد ما إذا ‏كانت استعانت المرأة الإيرانية بمحامٍ للدفاع عنها أم لا.‏

ورغم نشر صور ومعلومات عن الشابة الإيرانية، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي أنباء أو ‏معلومات عن هوية الرجل الذي قامت بطعنه‎.‎‏ وليس هناك أي تعليق حتى الآن من إيران عن ‏الحادث. ‏

ماهي قصة الانتقام لمقتل قاسم سليماني؟

لم تتضح بعد، دوافع الشابة الإيرانية لما قامت به، وما أعلنته بشأن انتقامها لمقتل قاسم ‏سليماني، وما إذا كانت في حالة صحية جيدة عن قيامها بالفعلة أم لا. ‏

ومن غير المعروف ما إذا كانت الفتاة لديها الهدف الذي أعلنته حقاً أم لا، وهل كانت صادقة في ما ‏قالته أثناء التحقيقات، أم أنها استخدمت قضية قاسم سليماني لجعل الحادث غريباً ومثيراً للجدل.‏

بدأ جميع ‏المسؤولين والمؤسسات الإيرانية الحديث عن "انتقام قاسٍ" للحادث، الذي وقع ضد أكبر شخصية ‏عسكرية إيرانية، والتي كانت تقود عمليات ونشاطات إيران العسكرية في بعض دول المنطقة، ‏تسمّيها إيران "جبهة المقاومة"

لكن إلى جانب كل ذلك، عبارة "الانتقام من مقتل قاسم سليماني"، هي عبارة يتم قولها كثيراً على ‏لسان المسؤولين الإيرانيين، منذ وقوع الحادث في 3 كانون الثاني/يناير 2020. ‏

ومنذ مقتل القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية قرب مطار ‏العاصمة العراقية بغداد برفقة أبي مهدي المهندس، القيادي في الحشد الشعبي العراقي، بدأ جميع ‏المسؤولين والمؤسسات الإيرانية الحديث عن "انتقام قاسٍ" للحادث، الذي وقع ضد أكبر شخصية ‏عسكرية إيرانية، والتي كانت تقود عمليات ونشاطات إيران العسكرية في بعض دول المنطقة، ‏تسمّيها إيران "جبهة المقاومة".‏

ومن المرشد الأعلى الإيراني إلى رؤساء السلطات الثلاث في إيران، والمسؤولين الحكوميين ‏والعسكريين، والبرلمان، تحدثوا جميعاً عن هذا الانتقام الذي سيتم تنفيذه "في الوقت والمكان المناسب"، ‏حسب قولهم. ‏

وقال المرشد الإيراني بعد مقتل سليماني، إن "انتقاماً قاسياً ينتظر المجرمين الذين لطخت أيديهم ‏بدمائه".‏

وبعد أيام من مقتل قاسم سليماني، أطلق الحرس الثوري الإيراني في عملية عسكرية باسم "عملية ‏الشهيد سليماني"، صواريخ باليستية على قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، ‏فضلاً عن قاعدة جوية أخرى في أربيل، كردستان العراق. ‏

كما فرضت إيران في خطوة رمزية عقوبات على 51 مواطناً أمريكياً لتورطهم في مقتل قاسم ‏سليماني، بمن فيهم رئيس لجنة رؤساء الأركان، مارك ميلي، والمستشار السابق للرئيس ‏الأمريكي للأمن القومي، روبرت أوبراين، بحسب وزارة الخارجية الإيرانية، متهمة إياهم بما بـ‏‏"الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان". كما وعدت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ‏ومسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية بالانتقام.‏

وكثفت إيران منذ ذلك الوقت دعواتها وجهودها لـ"مغادرة أمريكا المنطقةَ"، وقالت إن "طرد ‏القوات الأمريكية من المنطقة" جزءٌ من انتقامها. ‏

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إن ‏‏"الانتقام القاسي لإيران تحقق جزئياً، والجزء الثاني منه لم يأتِ بعد، ويتضمن إخراج القوات ‏الأمريكية من المنطقة".‏

هذا وسَعَت إيران، ولا زالت تسعى، لتحويل قاسم سليماني إلى بطل قومي، حيث تضع له مكانة ‏أسطورية، وتقيم في ذكرى مقتله في كل عام احتفالات ومراسم لمدة أسبوع في أنحاء البلاد، ‏وتؤكد على انتقامها لمقتله.‏

وفي أحدث ما قامت به إيران في مجال "الانتقام"، كان نشر الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى، ‏في كانون الثاني/يناير 2022 في الذكرى الثانية لمقتل سليماني، مقطع فيديو متحرك يحاكي ‏اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بطائرة مسيرة بينما كان يلعب الغولف، وذلك ‏بعنوان "الانتقام أمر لا مفرّ منه".‏

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard