بعد ما يقرب من 68 عاماً على رحيله، تتكشف جوانب مجهولة ومطموسة من سيرة حياة الشاعر النهضوي المجدد إبراهيم ناجي، عبر كتاب حفيدته، أستاذة الأدب العربي بالجامعة الأمريكية في القاهرة، سامية محرز (1955)، ففي كتابها الأول باللغة العربية "إبراهيم ناجي... زيارة حميمة تأخرت كثيراً" الصادر حديثاً عن دار الشروق للنشر، ترسم سامية، معتمدة على الإرث السري لشاعر الأطلال، وكذلك على جهد بحثي وتحليلي عميق، صورة جديدة ومغايرة، لجدها لأمها (إبراهيم ناجي 1898 – 1953).
هذه الصورة الجديدة، ليست مغايرة فقط لنظيرتها النمطية، التي اختزلت المنجز الشعري والإبداعي له، في قصيدة "الأطلال"، بل هي مغايرة أيضاً لتلك الصورة المثالية، التي أشهرتها عائلة ناجي في وجه مطلقي الشائعات حول الحياة العاطفية والشخصية للشاعر.
لم تحب سامية الطفلة والشابة، هذه الصورة المثالية، وكذلك لم تُحب صورة جدها المعلقة على أحد جدران صالون عائلتها البرجوازية، بل رأتها مقحمة عليه.
في تلك الصورة التي التُقطت له في سنواته الأخيرة، ينظر ناجي بعيداً عن عدسة الكاميرا، نظرة تعكس ما يسكن الشاعر من انكسار وحزن. تتساءل سامية محرز في الفصل الأول من كتابها: "تُرى لماذا اختار المصور الفوتوغرافي هذه الزاوية ليلتقط الصورة؟ لماذا نأى المصور بوجه ناجي ونظرة عينيه بعيداً عن عدسة الكاميرا؟ لماذا تعمد أن يجعله هكذا حاضراً غائباً؟ هل كان المصور يعرفه شخصياً فأخذ لقطة معبرة عما يسكن ناجي من انكسار؟ هل كان واعياً بالإيحاءات التي تعبر عنها الصورة؟".
كانت محرز تستشعر، بأن ثمة شيئاً متوارياً ومختبئاً خلف هذه الصورة المثالية التي رسمتها العائلة لجدها، وكانت ترى أيضاً أن الحواديت التي تسللت إليها منذ الطفولة، حول ناجي، قد اختزلت واختصرت تجربة الشاعر والمثقف النهضوي الكبير، في صورة ممسوخة باهتة
لم تصل محرز إلى إجابات، لكن ما تعرفه جيداً – بحسب تعبيرها- "هو أن هذه الصورة التي حاصرت وجودي بأشكالها وأحجامها المختلفة على مر السنين، رسخت لديَّ ثنائية الحضور-الغياب، وربما تكون هي السبب الأول في الجفاء بيننا -جدي وأنا- حتى يومنا هذا".
هذا الجفاء من جانب سامية لجدها، امتد إلى شعره أيضاً، عبر قصيدته "العودة" التي كانت مقررة عليها في مرحلة دراسية مبكرة، وكانت سبباً في تعرض الطفلة للسخرية من جانب زملائها، عندما علموا أنها حفيدة الشاعر صاحب هذه القصيدة الصعبة الغريبة على أبناء المدارس الأجنبية، فـسامية محرز، هي ابنة المدارس الفرنسية والإنكليزية، قرأت أول ما قرأت، وكتبت أول ما كتبت بالفرنسية ثم بالإنكليزية، ومن ثم تكونت لديها علاقة إشكالية مع لغتها الأم، ولذلك ظلت علاقتها متوترة بالأدب العربي، حتى أصبحت تلميذة أستاذة الأدب الإنكليزي والمقارن بالجامعة الأمريكية، فريال غزول، التي حببتها في إميل حبيبي ومحمد عفيفي مطر ومحمود درويش، وإسماعيل فهد إسماعيل، وبدر شاكر السياب، وجمال الغيطاني.
وفي عام 1979، حين بدأت محرز مشوار الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية، تحررت نهائياً من عقدتها أو –بحسب تعبيرها- خرجت من الشرنقة -تقصد شرنقة الغربة عن لغتها الأم، وعن الأدب العربي- فهناك، شاء لها الحظ أن تدرس مع كلود أودبير أستاذة الأدب العربي في جامعة لوس أنجلوس، التي فُتنت باللغة العربية، فوهبتها حياتها.
كشفت كلود لطالبتها، عن عبقرية اللغة العربية، ومن ثم أقبلت محرز على دراسة لغتها الأم، ووقع اختيارها على رواية "الزيني بركات" للروائي جمال الغيطاني، كموضوع للدكتوراه.
وهكذا تصالحت محرز مع لغتها، والأدب العربي، التي باتت تُدرّسه في الجامعة، لكن الجفاء كان لا يزال قائماً، بينها وجدّها، التي تشبهه كثيراً، كما أخبرها الغيطاني حين تأمل صورة ناجي في صالون عائلتها، أثناء زيارته لها بعد عودتها من أمريكا لتكملة مشوار الدكتوراه في القاهرة؛ "أتأمل الصورة وأستاء بل أغضب من تشبيه جمال: أنا شبهه؟ إزاي يعني؟ صحيح أنني ضئيلة الحجم مثله، ولكن أين أنا من صلعته العريضة ونظرة عينيه الساهمة وأنفه الضخم، وشفتيه الغليظتين؟!".
كما دون ناجي مجهوداته الأدبية، فقد قام كذلك بتدوين "مجهوداته العاطفية" –بتعبير محرز- تحت عنوان "جرائم صغيرة"، تراها الكاتبة، تليق بصيت جدها كشاعر رومانسي منحاز إلى الصعلكة
كانت محرز تستشعر، بأن ثمة شيئاً متوارياً ومختبئاً خلف هذه الصورة المثالية التي رسمتها العائلة لجدها، وكانت ترى أيضاً أن الحواديت التي تسللت إليها منذ الطفولة، حول ناجي، طبيب الغلابة الشهير، والزوج المثالي، عاشق زوجته، والمتفاني في حبه لبناته: أميرة، وضوحية، ومحاسن، قد اختزلت واختصرت تجربة الشاعر والمثقف النهضوي الكبير، في صورة ممسوخة باهتة.
ما أرادته محرز، وما قامت به في كتابها، هو تفكيك هذه الحدوتة التقليدية، وقد واتتها الفرصة لتقوم بذلك، بعد أن ورثت عن خالتها ضوحية التي ماتت في كاليفورنيا عام 2012، المذكرات الشخصية لـناجي، التي خطها بيده في مفكرة يومية، شملت تدوينات خمس سنوات من حياته، حيث تبدأ في الخامس من شهر آذار/مارس 1944، وتنتهي في الرابع من نيسان/إبريل 1949، أي قبل حوالي ثلاثة أعوام من تاريخ وفاته.
كتب ناجي مدونته التي عنونها بالفرنسية "جورنال دو في"، بلغة تلغرافية، سريعة، موجزة، وشديدة الإبهام، وهي تؤرخ لفترات عصيبة في حياته، وتكشف عن معاناته المادية، والعاطفية، وانكساراته، وجرائمه الصغيرة، وأزمته مع المؤسسات الحكومية التي عمل بها طبيباً حتى فُصل نهائياً قبل عام من وفاته، وسط تخاذل الجميع.
تقول سامية محرز: "المذكرات، ترسم صورة مأساوية لجدي بخط يده. إن تصوير ناجي لذاته يجمعنا برجل مأزوم مهنياً ومادياً ونفسياً. إنه وحيد في أزمته فيلجأ إلى مخاطبة نفسه على الورق. مسكين جدي في وحدته، ومسكينة خالتي التي عرفت كل هذه التفاصيل فآثرت أن تضع المفكرة في مظروف مغلق ظل مغلقاً قرابة نصف قرن".
تفتح الحفيدة المظروف، فتقع في يدها صورة طبق الأصل لعقد بيع مكتبة جدها بسبعين جنيهاً بتاريخ 13 نيسان/إبريل 1955، أي بعد عامين من وفاة "شاعر الأطلال"، وينص العقد على أن المبلغ المتفق عليه، سيوضع في المحكمة لتسديد ديون إبراهيم ناجي التي صدرت فيها أحكام نهائية، وهذه الديون، احتلت جزءاً كبيراً من مفكرة الشاعر.
يكتب في إحدى التدوينات: "كانت محنة المرض قاسية جداً عليّ. وقد مررت بها بمعجزة. وأنا الآن أشعر بأني لم أشف. أعرف أن صدري لا يزال على شفا جرف. أعرف أني أسير على حرف هاوية. ولكن علي أن أكافح وأن أقوم بتكاليف الحياة، وأن أسدد ديوني، وأن أهزم أعدائي وأن أربي أولادي... كل هذا عليّ أنا المتعب المسكين".
في إحدى تدوينات جرائمه الصغيرة، يكتب ناجي تدوينة تراها محرز كاشفة لتناقضات مجتمعية مريضة، وكذلك لجرأة رائعة في مجتمع آثر الصمت
على الجانب الآخر من هذه الصورة المأساوية للشاعر الذي عاش محاصراً بين صلابة وبيروقراطية المؤسسة، وبين جمود الحقل الثقافي والشعراء المحافظين، تبرز صورة أخرى، مشرقة، لناجي، كمثقف موسوعي، وأديب كبير متنوع الإنتاج بين الرواية، والمجموعات القصصية، والمقالات الأدبية، والدراسات النفسية والاجتماعية، وكذلك الترجمات عن الفرنسية والإنكليزية، وعلى رأسها ترجمته لأغنيات شكسبير التي توجد ضمن مذكرات الشاعر، ولم تُنشر للآن.
تقول محرز متعجبة: "أتتبع مجهودات جدي الأدبية التي يُسجلها في المفكرة على مدار خمس سنوات، وأقول لنفسي: من أين لهذا الرجل الضئيل، المعتل، المهموم، بكل هذه القدرة على المتابعة والتنوع والتفكير والكتابة والتواصل والإنتاج؟ يغمرني حزن شديد لأن جدي اختُزل في كونه (شاعر الرقة العاطفية)، كما نعته عباس محمود العقاد؛ فإنتاجه في المجالات المتعددة شاهدٌ على كونه رجلاً (نهضوياً)، واعياً بأن المعرفة لا حدود لها وأن التخصصات باترة لاتساعها".
وكما دون ناجي مجهوداته الأدبية، فقد قام كذلك بتدوين "مجهوداته العاطفية" –بتعبير محرز- تحت عنوان "جرائم صغيرة"، تراها الكاتبة، تليق بصيت جدها كشاعر رومانسي منحاز إلى الصعلكة، وعلى جانب آخر، مرتبطة بتخبط علاقته بجدتها "سامية"، التي كانت شحيحة في التعبير عن حبها وعواطفها، لزوجها الشاعر الرومانسي الحالم. غير أن هذا الباب في المدونة، هو الأكثر إلغازاً وغموضاً، فلم يُفصح ناجي عن أسماء ملهماته وعاشقاته، بل يُشير إليهن بالأحرف الأولى فقط، ويستثني من ذلك النساء الأجنبيات مثل: جاكلين وفلك وجيرمين، وهنريت، فكونهن لا ينتمين إلى البرجوازية المصرية، من غير الوارد أن يتعرضن للفضيحة إذا وقعت المذكرات في أيدي الآخرين.
بهذه "الجرائم الصغيرة"، تعاتب الحفيدة جدها عتاباً حداثياً ونسوياً أيضاً؛ تقول: "أتعجب من كون هذه الجرائم الصغيرة، تُشكل بالنسبة إلى جدي، نوعاً من الانتصارات الصغيرة وهو الرجل (الحداثي)، الذي كتب عن (المرأة والمجتمع)، وعن (سيكولوجية المرأة)، وغيرهما من الموضوعات المحسوبة على الحداثة والحداثيين".
ومن خلال تدوينه لهذه الجرائم، يُعبر عن أزمته الصحية والجنسية، فتصل محرز إلى أن تدوين جدها لهذه الجرائم الصغيرة هو "نوع من التعويض عن الانكسار الجنسي والكبوة النفسية بسبب تردي حالته الصحية بشكل عام. فتصبح المرأة في تدويناته عن جرائمه الصغيرة مثل (قزقزة اللب)، كما قال كامل الشناوي واصفاً علاقات ناجي المتعددة".
وفي إحدى تدوينات جرائمه الصغيرة، يكتب ناجي تدوينة تراها محرز كاشفة لتناقضات مجتمعية مريضة، وكذلك لجرأة رائعة في مجتمع آثر الصمت. يكتب ناجي: "عرفت س.هـ واستمرت علاقتي بها، وكنت أغامر في لقائها. أعطتني كل شيء. وآخر لقاء بيني وبينها كان في الحلمية بالاس. كانت تستعد للزفاف فجاءتني بثوب العُرس. ولكننا تغاضبنا وقضينا ليلة سيئة. بعد هذا مرِضت وسافرت إلى الإسكندرية".
"ع. م"، تلك هي الأحرف الأشهر في تاريخ علاقات ناجي "النسائية"، أهداها ديوانيه "وراء الغمام" و"ليالي القاهرة"، وهي تشير إلى ملهمته الأولى، التونسية، علية محمود الطوير. كانت رفيقة صباه، ولأجلها تعلم وأجاد اللغة الفرنسية التي كانت لغتها الأولى. كانت تسكن بجوار ناجي في شبرا "مدينة الأحلام"، كما أطلق عليها الشاعر.
بعد ثلاثة عشر عاماً من رحيله الصادم، سيصبح إبراهيم ناجي نجماً لامعاً في عالم الفن والشعر؛ فسيدة الغناء العربي أم كلثوم، ستغني له قصيدته الشهيرة "الأطلال" في 7 نيسان/إبريل 1966، هي التي لم تُحبذ غناء أيّ من قصائده طوال حياته
الغموض أحاط بهذه العلاقة، فلم يحدث أن كشف "صاحب الأطلال" عن التفاصيل، وهذا التكتم –من وجهة نظر سامية محرز-، هو ما فتح الباب على مصراعيه للتلفيق والكذب، ونسج الأساطير، من جانب بعض من كتبوا عن ناجي وعلى رأسهم الشاعر صالح جودت في كتابه "إبراهيم ناجي... حياته وشعره"، حيث يؤكد جودت في كتابه أنه كان على علم بتفاصيل هذه العلاقة، لأنه كان على معرفة حقيقية بالعشيقة، وأنها لم تكن تُبادله الحب، بل كانت معجبة بشعره فقط، وأنه قد تقدم لخطبتها لكنه رُفض.
تصل محرز من خلال بحث دقيق، وحوارات مع المؤرخ حسين عمر، قريب "ع. م"، وكذلك مع ابنتها أميرة سبع، إلى أن ما كتبه جودت بشأن هذه العلاقة هي عبارة عن "أكاذيب"؛ "الشاعر صالح جودت كان يدعي معرفته الشخصية بالملهمة الأولى، وقد تحققت أنا من أن هذه المعرفة لا صحة لها، ويسرد الحدوتة على لسانها حيث تصف مشاعرها تجاه ناجي على أنها مجرد إعجاب بشعره، وأنها كانت قصة حب من طرف واحد. إنها أكاذيب صالح جودت الذي نصب نفسه مرجعاً لقصة حب، لم يكن يعلم عنها شيئاً".
بعد ثلاثة عشر عاماً من رحيله الصادم، سيصبح إبراهيم ناجي، الذي مات مديناً، وحزيناً على ما ناله من تجاهل، وإقصاء، نجماً لامعاً في عالم الفن والشعر؛ فسيدة الغناء العربي أم كلثوم، ستغني له قصيدته الشهيرة "الأطلال" في 7 نيسان/إبريل 1966، هي التي لم تُحبذ غناء أيّ من قصائده طوال حياته، وكانت تقول له: "شعرك ما يتغناش يا ناجي".
سريعاً –بحسب محرز- "ستتربع الأطلال على عرش أغاني أم كلثوم وستصبح سفيرة مصر بامتياز في كل حفلات كوكب الشرق في دعمها للمجهود الحربي بعد هزيمة 67. وسيكتسب جدي فجأة اسم شهرة جديداً، يختزل إسهاماته في أثناء حياته القصيرة، إذ سيصبح (شاعر الأطلال)".
تتتبع محرز في هذا الفصل المعنون بـ"سوبر ستار"، الحكايات والأساطير التي نُسجت حول الأطلال، وتكشف عن الدور الكبير الذي فعله الشاعر أحمد رامي، حتى تُغَّنى "القصيدة الشهيرة" حيث نحتها –بحسب تعبيرها – من قصيدتين لناجي وهما الأطلال المكونة من 134 بيتاً، وقصيدة الوداع.
وفي نهاية زيارتها الحميمة لجدها، تكتب له وداعاً، يفيض بالرقة والعذوبة، وربما يُمثل اعتذاراً مؤجلاً منها عن سنوات الجفاء؛ "أراني أتلكأ قبل لحظة الوداع. أسبوع بأكمله أُرجِئ النهاية. أبدأ الكتابة ثم أتركها وأنا أعلم تماماً ما أريد أن أخط، ولكنني لا أفعل. أستأنس بمجلسه، وأتلكأ كالضيف الثقيل الذي لا يريد أن يرحل لأن الرحيل سيأتي بنهاية ونس الزيارة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...