شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
كيف ننام بشكل أفضل إذا كنّا مصابين بفيروس كورونا؟

كيف ننام بشكل أفضل إذا كنّا مصابين بفيروس كورونا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 11 مارس 202202:21 م

كان الملايين من الناس يعانون من الأرق قبل ظهور فيروس كورونا، ولكن للأسف، فإن الوباء خلق مجموعة من التحديات الجديدة، حتى بالنسبة للأشخاص الذين لم يكن لديهم في السابق مشاكل في النوم.

"كوروناسومنيا"، مصطلح جديد يشير إلى مشاكل النوم المتعلقة بهذا الوباء. مع زيادة التوتر والقلق، هناك تأثير واضح على نومنا وصحتنا النفسية، وأفضل طريقة لمكافحته هو الالتزام بممارسات النوم الجيدة، مع العلم بأن جائحة كورونا لا تؤثر على الجميع بنفس الطريقة، بحيث يواجه المرضى المصابون بالفيروس وطأة الآثار المباشرة للمرض.

تعب وحرمان من النوم

"كل عضلة في ظهري وفي الوركين والساقين تؤلمني. كنت أرتجف رغم البطانيات التي دفنت جسمي تحتها. كان رأسي يرتجّ، وكان حلقي خشناً وشعرت بالبؤس التام، إصابتي بفيروس كوفيد19 ليست مزحة. وعلى الرغم من شعوري بالإرهاق، بدا أن النوم بعيد المنال"... لعلّ هذا ما يتحدث عنه معظم الأشخاص الذين يتم تشخيصهم بفيروس كورونا، بحيث يبدو من الصعب عليهم الاستسلام للنوم رغم التعب الشديد والآلام التي يشعرون بها في كل جسمهم.

غير أن الدكتورة هيذر موداي، عالمة المناعة ومؤلفة كتاب The Immunotype Breakthrough، اعتبرت أنه في أي وقت نمرض فيه، قد يكون الاستسلام للنوم أكثر صعوبة، مشيرة إلى أن فيروس كورونا لا يختلف عن ذلك.

النوم أمر بالغ الأهمية للصحة الجسدية ولتعزيز جهاز المناعة، كما أنه محفز رئيسي للصحة النفسية، لكونه يساعد على التغلب على التوتر والاكتئاب والقلق

وأوضحت موداي: "سواء كانت عدوى كوفيد غير مسبوقة أو طالت شخصاً غير ملقح، يمكن أن يتسبب أي منهما في اضطراب النوم". وتابعت: "القضية هي شدة الأعراض. يميل الأشخاص المصابون بالعدوى بشكل مفاجىء إلى ظهور أعراض أكثر اعتدالاً من الأوجاع والحمى والسعال والتعب مقارنة بالأشخاص غير الملقحين، لكن قد تظل هذه الأعراض موجودة إلى حدّ ما. كل هذه الأعراض قد تزيد من صعوبة الشعور بالراحة والنوم".

كيف يمكن التعامل مع الأرق في مثل هذه الحالة؟ إذا لم يكن عدّ الأغنام مفيداً، فيمكن اتباع النصائح التالية للحصول على نوم أفضل.

الحصول على حمام ساخن

قبل الذهاب إلى الفراش، يجب أخذ حمام ساخن بما يكفي لتوليد البخار. وبحسب الدكتورة لوسي ماكبرايد فإن هذه الطريقة رائعة "لتخفيف الاحتقان".

استخدام الأدوية للتخفيف من الأعراض

يمكن إدارة الأعراض من خلال استخدام أدوية السعال التي تُصرف دون وصفة طبية ومخفضات الحمى (مثل الأيبوبروفين أو الأسيتامينوفين)، طالما أنها لا تتعارض مع أي أدوية أخرى نتناولها.

هذا ويجب الحذر من استخدام مزيلات الاحتقان في المساء، "لأنها تحتوي على مكونات لها خصائص منشّطة، وقد تُبقي المرء مستيقظاً في الليل"، بحسب ما قالته الطبيبة صونيا ميريل، أخصائية طب النوم في مستشفى تكساس.

كما وأن تناول جرعة صغيرة من الميلاتونين في وقت النوم قد يكون مفيداً أيضاً، لأنه لا يساعد فقط على تكثيف جهاز المناعة لدينا بين عشية وضحاها، ولكنه يساعد أيضاً في تحسين إيقاع الساعة البيولوجية، من خلال السيطرة على هرمون الإجهاد "الكورتيزول" وإخبار الجسم بأن الوقت قد حان للنوم، مع التشديد على ضرورة استشارة الطبيب/ة قبل تناول دواء جديد.

رفع الرأس والرقبة

أوصت صونيا ميريل بأن ينام الشخص المصاب بكورونا مع رفع رأسه ورقبته "لتحسين التنفس وتقليل تجمع المخاط في مؤخرة الحلق".

يمكن القيام بذلك عن طريق الاستلقاء على عدد قليل من الوسائد أو إضافة وسادة رقبة مناسبة.

شرب الكثير من الماء أو الشاي أو مشروبات الإلكتروليت

يجب شرب كميات وافرة من الماء للمساعدة في تلطيف المخاط، الذي يمكن أن يؤدي إلى الاحتقان في الأنف.

إذا تضمنت الأعراض القيء أو الغثيان، فمن المهم بشكل خاص أن يحافظ المرء على رطوبة الجسم، وشرب السوائل والمشروبات الإلكتروليت، كما يمكن أن يساعد الزنجبيل بشكل كبير في تقليل الغثيان، تماماً مثل الشمر، بالإضافة إلى شرب الشاي بالعسل والليمون، أو الشاي بالأعشاب.

استخدام المرطب

ينبغي التأكد من أن غرفة النوم هي مكان مثالي للراحة. وعليه، أوصت صونيا ميريل باستخدام جهاز ترطيب يتراوح بين 40% و 50% لتحسين التنفس الأنفي.

واعتبرت إن درجة حرارة غرفة النوم المثالية للنوم "بين 65 و 68 درجة فهرنهايت، لأنه من المهم جداً الحفاظ على غرفة النوم باردة عند الإصابة بالحمى".

عدم النوم أو البقاء في السرير طوال اليوم

من الجيد أن يقضي الشخص المصاب بكورونا وقتاً أطول قليلاً من المعتاد في السرير ليلاً، حيث قد يحتاج إلى مزيد من النوم أثناء محاربة الفيروس. ومع ذلك، ينبغي تجنّب قضاء وقت طويل في السرير أثناء النهار وأخذ قيلولة طويلة، لأن مثل هذه السلوكيات تجعل من الصعب الاستسلام للنوم في الليل.

بدلاً من ذلك، يمكن العثور على مكان مريح للراحة أثناء النهار، مثل كرسي أو أريكة خارج غرفة النوم، ووضع منبه لضمان عدم النوم لمدة تزيد عن 30 دقيقة.

النوم المنفصل

في حين قد يكون المرء معتاداً أن يتشارك السرير مع الشريك/ة، غير أن ذلك لا يجب أن يطبق عند الإصابة بكورونا، بل يجب أن يعزل المرء نفسه عن الآخرين لمدة خمسة أيام على الأقل، حتى يتعافى من الحمى لمدة 24 ساعة دون استخدام الأدوية الخافضة للحمى.

تعليقاً على هذه النقطة، قالت هيذر موداي: "بشكل عام، لا يزال يُنصح بالحجر الصحي والتباعد عن الشريك في حالات الإصابة بكوفيد 19، حتى لو كان الآخر ملقحاً، وخاصة إذا كان لديه اختبار سلبي، نظراً لطبيعة قابلية الانتقال العالية لمتغير أوميكرون".

الاتصال بالطبيب/ة عند تفاقم الأعراض

إذا كان المرء يعاني من التقيؤ الذي يجعله مستيقظاً طوال الليل، أو إذا كان السعال لديه يتسارع، أو يواجه صعوبة في التنفس، فقد يكون الوقت قد حان للاتصال بالطبيب/ة، بخاصة وأن حتى حالات العدوى المفاجئة بفيروس كورونا يمكن أن تسبب أحياناً الالتهاب الرئوي، لذا من المهم دائماً التحدث مع الطبيب/ة.

إن الحصول على ليلة نوم كاملة لا يقل أهمية عن تناول وجبات غنية بالعناصر الغذائية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، هذا ويجب أن يُنظر إلى النوم على أنه ضرورة وليس رفاهية

النوم أمر بالغ الأهمية للصحة الجسدية ولتعزيز جهاز المناعة، كما أنه محفز رئيسي للصحة النفسية، لكونه يساعد على التغلب على التوتر والاكتئاب والقلق.

يحتاج الجسم إلى النوم لمحاربة العدوى، فعندما ننام، يقوم جهازنا المناعي بإفراز السيتوكينات. تلعب بعض السيتوكينات دوراً مهماً في كيفية عمل الجهاز المناعي، وقلة النوم قد تغير السيتوكينات وتؤثر على استجابة الجهاز المناعي.

قد يختلف مقدار النوم الذي يحتاجه الشخص لتقوية جهاز المناعة. ولكن يحتاج معظم البالغين من سبع إلى ثماني ساعات من النوم الجيد كل ليلة، بينما يحتاج المراهقون والأطفال إلى حوالي 10 ساعات.

في الختام، إن الحصول على ليلة نوم كاملة لا يقل أهمية عن تناول وجبات غنية بالعناصر الغذائية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، هذا ويجب أن يُنظر إلى النوم على أنه ضرورة وليس رفاهية. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard