عرف التاريخ الإسلامي المبكر شخصيات كثيرةً مثيرةً للجدل ارتبطت أسماؤها بالكثير من الوقائع والحروب والفتن. من بين تلك الشخصيات يظهر اسم التابعي شبث بن ربعي التميمي.
اعتنق شبث الإسلام بعدما كان يعاديه، ثم غيّر موقفه في حروب "الردة"، قبل أن يعود ويشارك في التوسعات العسكرية الإسلامية خارج حدود شبه الجزيرة العربية، ثم يتقلب بين صفوف الخلفاء الراشدين، والعلويين والأمويين والزبيريين، وهي القوى السياسية التي تعاقبت على السلطة في القرن الأول الهجري، ليضرب بذلك نموذجاً عن الوصولية السياسية.
من "الردّة" إلى الثورة إلى عثمان
تذكر المصادر التاريخية أنه أبو عبد القدوس، شبث بن ربعي بن حصين بن عثيم بن ربيعة بن زيد بن رِياح بن يربوع، من بني حنظلة، وهم فرع من فروع قبيلة بني تميم الشهيرة، والتي لطالما ضُرب بها المثل في القوة والكثرة في بلاد العرب في الجاهلية والإسلام.
وعلى الرغم من أن المصادر لم تذكر تاريخاً محدداً لولادته، إلا أنه يغلب الظن أنه وُلد قبل الهجرة إلى يثرب بأعوام عدة. من جهة أخرى، تتفق معظم المصادر على أنه أدرك زمن النبوة، ولكنها تختلف حول رتبته، فبينما يذكر بعض المؤرخين أنه كان معدوداً من ضمن الصحابة، فإن أغلبيتهم يعدّونه في طبقة كبار التابعين، ممّن أسلموا في حياة الرسول، ولم يلتقوا به.
أول ذكر لشبث في المصادر التاريخية جاء في سياق الحديث عن بعض التفاصيل التي وقعت بعد وفاة الرسول، واستخلاف أبي بكر الصديق، وتحديداً في زمن الحروب المسمّاة بـ"حروب الردة". ذُكر أن شبثاً كان من بين المقرّبين إلى كل من سجاح العامرية التي ادّعت النبوة في بني تميم وبني تغلب، ومسيلمة الكذاب الذي ادّعى النبوة في بني حنيفة، ومما يشهد على ذلك أن الأولى اختارته ليكون مؤذّنها، وأن الثاني لما أراد أن يقلل من بعض التكليفات الدينية المفروضة على قومه، استدعى شبثاً، وقال له: "نادِ في أصحابك أن مسلمة بن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد: صلاة العشاء الآخرة وصلاة الفجر"، وذلك حسب ما يذكر محمد بن جرير الطبري (ت. 310هـ)، في كتابه "تاريخ الرسل والملوك".
بعد نجاح دولة المدينة في القضاء على حركات "الردة"، عمل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على استثمار الموارد البشرية الهائلة المُمثلة في القبائل العربية التي سبق أن "ارتدّت"، فسمح بانضمامها إلى الجيوش المقاتلة على جبهتَي الشام والعراق.
يذكر الطبري أن شبثاً قدِم بصحبة أبيه ربعي إلى الخليفة، وأنهما طلبا منه المشاركة في القتال الدائر في بلاد الشام، ولكن عمر رفض ذلك وأمرهما بأن يقودا قومهما من بني حنظلة، وأن يتوجها إلى العراق ضمن القوات التي بعث بها لمساندة المثنى بن حارثة الشيباني الذي يقاتل الفرس، ويبدو أن ربعي توفي بعد فترة قصيرة، وأن ابنه الأكبر شبث تولى القيادة من بعده، وصار أحد سادة بني تميم، حسب ما يصفه شمس الدين الذهبي (ت. 748هـ)، في كتابه "سيَر أعلام النبلاء".
في خلافة عثمان بن عفان، كان شبث أحد العراقيين الذين نقموا على سياسات الخليفة الثالث المالية والإدارية، ويبدو أنه جاهر برفضه لتسلط الحزب القرشي وهيمنته على مقاليد الحكم، ومن هنا نجده يقود بعض الثوار لحصار عثمان في منزله في المدينة المنورة، قبل أن يشترك في قتله، وفي ذلك يقول ابن حجر العسقلاني (ت. 852هـ)، في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة"، أن شبثاً كان "أول مَن أعان على قتل عثمان".
بين العلويين والخوارج
بدأت علاقة شبث بن ربعي بالخليفة الرابع بشكل عدائي، فعندما أرسل علي بن أبي طالب بعض دعاته إلى الكوفة لحشد المقاتلين فيها قبل قتاله الخارجين عليه في موقعة الجمل، عام 36هـ، كان شبث من ضمن المناوئين له.
يذكر سيف بن عمر التميمي (ت. 180هـ)، في كتابه "الفتنة ووقعة الجمل"، أن شبثاً عارض كلّاً من عمار بن ياسر والحسن بن علي لما حاولا أن يجتذبا الناس إلى جيش علي، وحاول أن يحشد العراقيين في جبهة السيدة عائشة، وبعدها قاد مجموعةً من رجال بني حنظلة في المعركة ضد جيش علي.
الغريب أن أغلبية المصادر التاريخية تؤكد على أن شبثاً تحوّل عقب هزيمته في الجمل، إلى المعسكر العلوي. ليس هذا فحسب، بل صار أحد أهم القادة المساندين للخليفة الرابع في حرب صفين سنة 37هـ، إلى درجة حدت بالخليفة الرابع لأن يعقد له لواء بني حنظلة، حسب ما يذكر ابن الأثير (ت. 630هـ)، في كتابه "الكامل في التاريخ".
ومما يذكر لشبث في هذه المعركة، أنه نصح علياً بأن يخطب ودّ معاوية بن أبي سفيان لبعض الوقت، حتى يتمكن من إحكام سيطرته على الدولة، وكان مما قاله له حسب ابن الأثير: "يا أمير المؤمنين ألا تطمعه في سلطان توليه إياه أو منزلة تكون له بها أثرة عندك إن هو بايعك؟". ولكن علي رفض ذلك وأصرّ على عزل معاوية عن ولاية الشام. وتتحدث المصادر بعدها عن أن شبثاً كان واحداً من بين أربعة سفراء، أرسل بهم علي إلى معاوية في محاولة للصلح وحقن الدماء. وتذكر المصادر كيف دخل شبث في نقاش حاد مع والي الشام حينها، وكيف ظهرت نبرات التهديد والوعيد واضحةً في خطابه.
اعتنق شبث بن ربعي الإسلام بعدما كان يعاديه، ثم غيّر موقفه في حروب "الردة"، قبل أن يعود ويشارك في التوسعات العسكرية الإسلامية ثم يتقلب بين صفوف الخلفاء الراشدين والعلويين والأمويين والزبيريين، ليضرب بذلك نموذجاً عن الوصولية السياسية
بعد استجابة علي لدعوات التحكيم، كان شبث من أوائل مَن اعترضوا على هذا القرار، إذ نُقل عنه قوله: "أنا أول مَن حرّر الحرورية". واعتزل معسكر العراق، وخرج مع الخوارج إلى منطقة حروراء، فتولى قيادة جيشهم، وظل متمسكاً بهذا الموقف حتى قدِم عبد الله بن العباس وناظرهم، وتمكّن من إقناع شبث والأغلبية الغالبة من الخوارج بالعودة إلى صفوف معسكر علي مرةً أخرى، لنجد شبثاً يقود أحد أجنحة جيش الخليفة في النهروان في 38هـ، وهي الموقعة التي تمكن الخليفة الرابع فيها من الانتصار على الخوارج الذين ناصبوه العداء.
بعد مقتل علي بن أبي طالب، بقي شبث في صف الحسن بن علي، إلا أنه اتصل سرّاً بمعاوية. وينقل محمد باقر المجلسي (ت. 1111هـ)، في كتابه "بحار الأنوار"، أن شبثاً كان من ضمن النفر الذين أرسل لهم معاوية يحرّضهم على اغتيال الحسن، وأنه وعد كلاً منهم بالمال والمنصب إنْ نجح في مسعاه.
بعد عقد الصُلح بين الحسن ومعاوية، والاتفاق على خلافة ابن أبي سفيان في 41هـ، بقي شبث محافظاً على ولائه لمعاوية، فكان من ضمن الرجال الذين شهدوا على حجر بن عدي، أحد كبار أنصار علي وأبنائه الكوفيين، بأنه كفر وفارق الجماعة وخلع الطاعة. وبموجب تلك الشهادة أٌعدم حجر. في الوقت نفسه، تولى شبث قيادة بعض الكتائب التي كُلّفت بالقضاء على عدد من الخوارج الرافضين للحكم الأموي.
بين الحسين والمختار والزبيريين
تؤكد الكثير من الروايات، ولا سيما الشيعية منها، أن شبثاً كان من ضمن النفر الذين أرسلوا للحسين بن علي، بعد وفاة معاوية واستخلاف ابنه يزيد، ليشجعه على القدوم إلى الكوفة، وقد جاء في كتابه أن "قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنما تقدّم على جند لك مجند؟"، حسب ما يذكر الشيخ المفيد (ت. 413هـ)، في كتابه "الإرشاد إلى معرفة حجج الله على العباد".
وكعادته، سرعان ما تغيّر موقف شبث، بعدما اتصل به والي الكوفة عُبيد الله بن زياد، وأغراه بالأموال والهدايا، لنجده يخذل الناس عن مسلم بن عقيل لما قدِم إلى الكوفة لأخذ البيعة للحسين.
هذا الموقف المعادي للحسين تطور في ما بعد. يذكر ابن أعثم الكوفي (ت. 314هـ)، في "كتاب الفتوح"، أن عُبيد الله بن زياد لما وجّه العسكر لقطع الطريق على الحسين، قبل أن يصل إلى الكوفة، أرسل إلى شبث، وأمره بأن يخرج لقتال الحسين، فحاول شبث أن يتحايل على هذا الأمر، وادّعى أنه مريض، فأرسل له ابن زياد ليقول له: "إنْ كنت في طاعتنا فاخرج إلى قتال عدونا"، فاضطر شبث عندها إلى الخروج إلى كربلاء في ألف فارس بعد أن "أكرمه ابن زياد وأعطاه وحباه".
على الرغم من تأكيد المصادر على قيادته الرجال في موقعة كربلاء، في 61هـ، تؤكد العديد من الروايات على كراهية شبث للدور الذي لعبه في تلك المعركة. على سبيل المثال، يذكر الطبري أن شمر بن ذي الجوشن، أحد القادة الكوفيين الذين قاتلوا الحسين، لما أغار على معسكر الحسين، وشجّع رجاله على إحراق الخيمة التي تختبئ فيها النساء، وبّخه شبث وعارضه، وقال له: "مَا رأيت مقالاً أسوأ من قولك، ولا موقفاً أقبح من موقفك، أمرعباً للنساء صرت؟!".
وفي السياق نفسه، توجد روايات تؤكد أن شبثاً نهى رجاله عن إظهار الفرحة لمقتل الحسين وأصحابه، وأنه وبّخهم لمّا رأى ذلك منهم.
حارب مع السيدة عائشة في موقعة الجمل، ثم حارب مع عليّ في موقعة صفّين، وتحالف مع الحسن بن علي ضد معاوية، ثم حارب الحسين في موقعة كربلاء... عن شبث بن ربعي وتنقله بين مختلف الأحزاب والقوى في بدايات الإسلام
بغض النظر عن شعوره في المعركة، نجد أن مشاركة شبث في مذبحة كربلاء تسببت في إنتاج بعض الروايات، التي تغلب عليها الصفة التنبُّؤية الإعجازية، والتي تشير إلى قبح صنيعه، ومن ذلك ما قيل من أن شبثاً لما جدّد أحد المساجد في الكوفة، ابتهاجاً بقتل الحسين، امتنع الشيعة عن الصلاة فيه، وذلك لأن علي بن أبي طالب نهى -في حياته- عن الصلاة في هذا المسجد، وعدّه من المساجد الملعونة، حسب ما يذكر محمد بن يعقوب الكليني (ت. 329هـ)، في كتابه "الكافي".
اختار شبث أن يحوّل الدفة مرةً أخرى بعد أن تراخت القبضة الأموية القوية على العراق. فعندما ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي في الكوفة ودعا الناس للثأر للحسين، انضمّ له شبث وناصره، غير أنه سرعان ما انشقّ عنه بعدها بقليل.
يحكي الطبري تفاصيل هذا الانشقاق، فيقول إن المختار لما أخرج الكرسي الذي زعم أنه آية من آيات نبوّته، وشبهه بتابوت العهد الذي كانت قبائل بني إسرائيل تحمله في حروبها، فإن شبثاً رفض ذلك وأنكره، ونهى الناس عن اتّباع المختار، فطرده الكوفيون من معسكرهم.
هنا تبدأ مرحلة جديدة وأخيرة من سيرة شبث، إذ نجده يترك الكوفة، ويرحل إلى البصرة، حيث انضمّ إلى الوالي الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة (المعروف بالقباع)، والذي عُيّن في هذا المنصب بأمر من عبد الله بن الزبير بن العوام، الذي سيطر على الحجاز بعد وفاة يزيد بن معاوية وأعلن خلافته.
وبعد فترة قصيرة، تولّى شبث منصب صاحب الشرطة في البصرة، ولم يلبث بعدها أن قاد بعض الحملات لقتال المختار وأتباعه، حتى إذا ما قام ابن الزبير بعزل الحارث، وعيّن أخاه مصعب بن الزبير بدلاً منه في 68هـ، كان شبث أحد أهم مساعديه، ولعب دوراً مهماً في قتال المختار الثقفي والاستيلاء على الكوفة، وبعدها آثر أن يتوارى عن الساحة السياسية لفترة قصيرة، قبل أن يتوفى في العام السبعين من الهجرة بعد عمر طويل تنقل فيه بين مختلف الأحزاب والقوى التي ظهرت على مسرح الأحداث السياسية في الدولة الإسلامية.
حسب الطبري، أقرّ شبث بضلاله وخطئه قُبيل وفاته، إذ قال نادماً على ما اقترفه: "ألا تعجبون أنا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه من بعده آل أبي سفيان خمس سنين، ثم عدونا على ابنه وهو خير أهل الأرض نقاتله مع آل معاوية وابن سمية الزانية، ضلال يا لك من ضلال".
أسئلة جدلية عالقة
تثير القراءة في سيرة شبث بن ربعي العديد من الأسئلة الجدلية، ولا سيما في مبحثَي السياسة وعلم الحديث. في ما يخص السياسة، عبّرت مواقف شبث السياسية المتذبذبة عن وصولية محضة سيطرت على عدد كبير من أبناء القبائل العربية في مرحلة صدر الإسلام والتوسعات العسكرية ثم الحرب الأهلية، وهي روح دفعت أصحابها إلى تحويل دفة انتماءاتهم السياسية أكثر من مرة طوال تاريخهم، من دون التزامٍ بأي انتماء عقائدي أو أيديولوجي أو مذهبي.
هذه الروح تمكن ملاحظتها أيضاً من جانب القوى السياسية التي ظهرت في تلك المرحلة التاريخية، ذلك أنها تمتعت بالمرونة، ولم تجد بأساً في تقبل العناصر المقاتلة من دون الالتفات إلى الأدوار التي سبق أن لعبوها على الساحة السياسية.
أما في ما يخص علم الحديث، فمن الأمور المستغربة التي تدعو للتساؤل، أن الكثير من علماء الجرح والتعديل من أهل السنّة والجماعة، تغافلوا عن كثرة التقلبات والتذبذبات في حياة شبث بن ربعي، فعدلوه وقبلوا منه الحديث، من دون أن يربطوا بين مواقفه السياسية وأمانته في نقله.
من هؤلاء العلماء، كل من ابن حبان (ت. 354هـ) الذي وضع اسم شبث في كتابه المعنون باسم الثقات، وأبي حاتم الرازي (ت. 277هـ) الذي ذكر شبثاً في كتابه الجرح والتعديل، فقال عنه: "حديثه مستقيم، لا أعلم به بأساً"، والذهبي الذي رأى في انضمام شبث إلى الخوارج الخطيئة الوحيدة في حياته، فقال مؤكداً على توبته: "لكنه فارق الخوارج وتاب وأناب".
من هنا، سنجد أن اثنين من الكتب الستة المُعتبرة عند أهل السنّة والجماعة -وهما سنن أبي داود وسنن النسائي- يخرجان للحديث الذي يرويه شبث عن الخليفة الرابع، والذي جاء فيه أن علياً بن أبي طالب طلب من فاطمة أن تذهب للرسول لتطلب منه خادماً، وأنها لما خجلت من ذلك، ألحّ عليها مراراً، فلما طلبا من الرسول الخادم، علّمهما بعض التسبيحات والأدعية، وقال: إنها خير لهما مما طلبا، وهو الحديث الذي يحمل نقداً واضحاً لعلي، ويُحتمل أن أصحابه وضعوه ونشروه في سبيل تحقيق بعض الأهداف السياسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه