"إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يهاجر فوراً".
"في مصر، لا توجد ‘محاسبة‘ إلا في كلية التجارة".
"غياب الأمن يصنع الفوضى، وغياب العدل يصنع الثورة".
"شبكة الفساد في هذه البلاد أكبر من شبكة الصرف الصحي".
"الوطن هو هذا المكان المُقدّس بالنصوص… المُكدّس باللصوص".
"واتفق العرب... عبارة مقتبسة من إحدى قصص الخيال العلمي".
"الفساد له ناس عارفينه وعارفهم... إن ماتت الناس يقعد لخلايفهم (ورثتهم)".
"مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخباً ولا يهمه العاري إلا إذا كانت امرأة".
"كل نصّاب يلزمه طمّاع، وكل دجّال يلزمه جاهل، وكل طاغية يلزمه جبان".
"الجامعة العربية، للإنصاف لها، لديها موقف كبير... يتسع لأكثر من مائة سيارة أمام المبنى".
"نحن ديمقراطيون جداً… تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء في السياسة والاقتصاد وتنتهي بتبادل الآراء في الأب والأم".
تلك ليست سوى بضع مقولات للكاتب المصري الساخر جلال عامر، الذي مضى عقد على رحيله وبقيت كلماته صالحة لكل الأزمان ومتسقة تماماً مع أحوال العالم العربي - إن لم يكن العالم بأسره.
"في #مصر، لا توجد ‘محاسبة‘ إلا في كلية التجارة"…10 سنوات على رحيل "فيلسوف الغلابة" #جلال_عامر لكن بريق كلماته لن يخفت أبداً
حياته
في 25 أيلول/ سبتمبر عام 1952، ولد "عم جلال" في محافظة الإسكندرية. لم يمر ميلاده في عام الثورة من دون بصمة في سير حياته لاحقاً. تخرّج من الكلية الحربية وشارك في ثلاث حروب ضد إسرائيل، إحداها حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، إذ ساهم كضابط في معركة تحرير منطقة القنطرة شرق.
في ثمانينيات القرن الماضي كان التحول في حياته إلى العمل الصحافي الذي استهله في جريدتي "الأهالي" و"القاهرة". وانتهى به الحال إلى كاتب عمود "تخاريف" في جريدة "المصري اليوم"، كرّسه أحد أهم روّاد الكتابة الساخرة في مصر والعالم العربي كمحمود السعدني وأحمد رجب وأحمد فؤاد نجم وغيرهم.
الكاتب المخضرم الذي درس الفلسفة والقانون له كتابان: "استقالة رئيس عربي" و"مصر على كف عفريت".
تخرّج من الكلية الحربية، وشارك في ثلاث حروب ضد إسرائيل، وانحاز للفقراء والمهمشين… من هو #جلال_عامر جنرال النكتة وفيلسوف الكوميديا السوداء؟
فيلسوف الغلابة
طالما كانت النكتة/ السخرية وسيلة المصريين لمقاومة الطغاة والأنظمة القمعية. لكن العم جلال طوّع فن الكتابة الساخرة والتكثيف الهزلي لانتقاد الحكم العسكري والدولة الأمنية والفساد السياسي والاهتراء الاجتماعي إلى درجة أن القارئ كان "يقهقه" وهو يقرأ كلماته بينما تراوده الثورة من فورة الغضب.
واشتُهِرَ لذلك بعدة ألقاب منها: إمام الساخرين، وأمير الكلمة، وجنرال النكتة، وفيلسوف الكوميديا السوداء، والساخر الساحر، وحكيم الثورة، وفيلسوف الغلابة، وسيد النثر الساخر وسيد الاختصارات والتكثيفات الهزلية.
أما هو، فعرّف عن نفسه بأنه "عابر سبيل، ابن الحارة المصرية، ليس لي صاحب… لذلك كما ظهرت فجأة، سوف أختفي فجأة".
لم يخش الكاتب السكندري ذو الخلفية العسكرية أحداً. كان من أشد منتقدي نظام الرئيس حسني مبارك خلال حكمه، حتى أنه شكك مراراً في نتائج الانتخابات التي أُجريت إبان عهده، واتهمه بأنه جعل المصريين يخوضون يومياً "حرب الثلاث وجبات"، على غرار الحروب الثلاث ضد إسرائيل.
"مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخباً ولا يهمه العاري إلا إذا كانت امرأة" و"الوطن هو هذا المكان المُقدّس بالنصوص… المُكدّس باللصوص"... من أقوال #جلال_عامر
حتى في ظل حكم المجلس العسكري، عقب ثورة 25 يناير 2011، هاجم المجلس قائلاً: ''أسوأ ما فعله المجلس العسكري أنه تعامل مع الثورة على أنها هجوم معادٍ، عليه أن يمتصه ثم يبدأ الهجوم المضاد''. وزاد ساخراً منه: ''بعد الثورة رفع المجلس العسكري سقف الحرية علشان لو فيه حد طويل يعرف يقف''.
وبينما تمهّل مثقفون وأدباء في إعلان موقفهم من ثورة يناير، انحاز لها العم جلال منذ اللحظة الأولى، ولمَ لا وقد كانت العدالة الاجتماعية قضيته الأولى والانحياز إلى الفقراء والمهمشين نبراسه. وعن الثورة قال: "كنت بحب مصر من ورا مراتي وبعد 25 يناير صارحتها بالحقيقة".
وعن الانحياز للفقراء ذكر: ''الحمد لله على الفقر والجدعنة، وعندما سألوني تحب الفقر أم الغنى قلت اللب تعرفه أحسن من اللي متعرفوش".
وكانت عبارة "المصريين بيموتوا بعض"، التي قالها تحسّراً على اشتباك مؤيدين ومعارضين لحكم المجلس العسكري كانت آخر كلماته قبل أن تُداهمه أزمة قلبية توفي على إثرها في 12 شباط/ فبراير 2012، خلال مشاركته في تظاهرة بالإسكندرية تطالب العسكر بالتسليم السلطة إلى المدنيين. وكانت آخر وصية له: "التبرع بقرنيته لأحد مصابي ثورة يناير".
لذلك، حين نعته مجموعة من شباب الثورة، رفعت لوحةً تأبينيةً دُوّن عليها: "جلال عامر لم يمت، بل ذهب ليرسم البسمة على شفاه شهدائنا".
بلى، جلال عامر لم يمت. فقد ذهب ليرسم البسمة على شفاه شهدائنا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين