قبل عشر سنوات ، لم يكن سهلاً على فتاة ولدت في مجتمع محافظ كالمملكة العربية السعودية أن تطلق لأحلامها العنان لتصبح مغنية، لم يكن خياراً مقبولاً للنساء أن يظهرن على المسرح ويشدون بما يُفضلن، كما يحدث الآن ومنذ ثلاث سنوات في حفلات موسم الرياض ومهرجان المدل بيست.
ولكن الفنانة السعودية الشابة ريم التميمي نجحت أن تفرض نفسها على ساحة الغناء وبقوة بعد مشوار مليء بالتحديات، تطلب منها في البداية الغناء بالإنجليزية تحت اسم مستعار "تام تام TAM TAM" حتى لا تُسبب حرجاً لعائلتها التي كانت قلقة من المجتمع وكيف سيتم قبوله لها كمغنية، بل وإخفاء وجهها خوفاً من المخاطرة من ردود فعل المجتمع في أول كليباتها الغنائية "Little girl" الصادر عام 2013.
By Louis Lekien
تام تام، الفتاة المتمردة المعجونة بشغف الموسيقى وإيقاعها، التى سافرت في عمر ال13 عاماً الى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تخوض على مدار سنوات رحلة تستكتشف فيها ذاتها وملامح مشروعها الموسيقي، وتقدم أغنيتها المنفردة الثانية "Gender game" الذي تناقش قضايا المساواة بين الجنسين ومعانتها كامرأة سعودية ترغب في صناعة الموسيقي والعمل بالغناء.
تميل الفتاة الشقراء ذات الشعر الكيرلي الذهبي إلى البوب في موسيقاها، وهي أيضا مؤلفة لأغانيها وملحنة، تُقدم نفسها وموسيقاها كجسر أو همزة وصل يربط بين الشرق والغرب، تغنى للإنسانية والمساواة والبيئة وحقوق النساء، ربما نعتبرها مغنية نسوية كما عرفت نفسها في مقابلتها مع رصيف22.
قبل عشر سنوات، لم يكن سهلاً على فتاة ولدت في مجتمع محافظ كالمملكة العربية السعودية أن تطلق لأحلامها العنان لتصبح مغنية، لم يكن خياراً مقبولاً للنساء أن يظهرن على المسرح ويشدون بما يُفضلن، كما يحدث الآن ومنذ ثلاث سنوات في حفلات موسم الرياض ومهرجان المدل بيست
رغم احتراف "تام تام" الغناء وتقديم معظم أغانيها بالإنجليزية، الإ انها تدهشك عندما تسمعها تشدو للحلاج الشاعر الصوفي بقصيدته "والله ما طلعت شمس ولا غربت"، وقصيدة "عرفت الهوى" لرابعة العدوية، يأسرك صوتها الهادئ العذب.
By Louis Lekien
في مقابلة مطولة مع "تام تام" تحدثت عن مشروعها الموسيقي وألبومها الثاني "اسمك- ISMAK" المرتقب صدوره أواخر الشهر الجاري.
لو عدنا في البداية لنعرف متى بدأ شغفك بالموسيقى والغناء؟
بدأت الغناء كطفلة من أجل الاستمتاع والتسلية فقط، وعندما بلغت الحادية عشرة من عمري، طلب مني أصدقائي الغناء لهم وإبداء آرائهم والتعليق على صوتي، ما جعلني ذلك أكثر وعياً بصوتي، وبدأت منذ ذلك الوقت تطوير شغفي بالموسيقى والغناء بطريقة أعمق.
بدأت الغناء بالإنجليزية كما استمعنا في أول أغانيكِ "little girl" ثم توالت الأغاني الإنجليزية، لماذا كان الاختيار الغناء في البداية بلغة غير لغتك الأصلية؟
معظم موسيقاي، خاصة في البداية، كانت باللغة الإنجليزية، لأن هذه هي الموسيقى التي أستمع إليها وتلهمني. بلاشك تلهمني بعض المطربات العظيمات في عالمنا العربي مثل فيروز" ووردة، لكن تذوقي للموسيقى العربية تطور في الواقع بعد تذوقي للموسيقى الغربية.
وعلى الرغم من أنني نشأت في السعودية، إلا أنني رأيت قدراً معيناً من الحرية في الطريقة التي يعبر بها الموسيقيون الغربيون عن أنفسهم على المسرح، وقد ألهمني ذلك كثيراً. ولكن عندما سافرت إلى الولايات المتحدة بعد فترة، بدأت أقُدّر الموسيقى العربية وجذوري العربية بشكل أكبر، وهو مايظهر خلال أحدث مشاريعي الموسيقية الغنائية في ألبوم "ISMAK"، يُمكنك بعد صدوره وسماعه رؤية كيف استوحى هذا الألبوم روح الشرق الأوسط والغرب معاً.
الفنانة السعودية الشابة ريم التميمي نجحت أن تفرض نفسها على ساحة الغناء وبقوة بعد تحديات كبيرة، تطلّبت منها في البداية الغناء بالإنجليزية تحت اسم مستعار "تام تام" حتى لا تُسبب حرجاً لعائلتها التي كانت قلقة من المجتمع وكيف سيتم قبوله لها كمغنية
أيضاً كيف أثرت نشأتك بالسعودية على اختياراتك الفنية ومشروعك الغنائي؟ وهل كان سهلاً تقبّل عائلتك في البداية حلمك بأن تكوني مغنية؟
نشأتي في السعودية ألهمت بالتأكيد موسيقتي، خاصةً عندما يتعلق الأمر برواية القصص داخل أغنياتي. أنا الأصغر بين خمس فتيات ولم يأخذ أحد موسيقاي أو غنائي على محمل الجد في البداية، ولهذا السبب كتبت أغنية "Little Girl". ثم ظهرت "Gender game" لأن الكثير من الناس كانوا يخبرونني ألا أظهر وجهي أو أقول اسمي علناً لأنني امرأة سعودية، ولن يكون ذلك مقبولاً.
وحرصنا في تصوير الفيديو كليب لـ"Gender game" أن يضم نساء من جميع أنحاء العالم، ومن جميع الأعمار والأعراق، وبعد أن قمنا بتصويره، جاءني الكثير منهن وأخبروني عن مدى ارتباطهم بالأغنية، وهذا ما أحبه في الموسيقى. ورغم أني كتبت الأغنية من وحي قصتي الشخصية، لكنها تلقى صدى لدى العديد من الأشخاص الآخرين حول العالم.
أما بخصوص عائلتي، فهي داعمة للغاية عندما يتعلق الأمر بالموسيقى، خاصة في الوقت الحاضر. في البداية كانوا داعمين لكنهم كانوا أكثر حذراً لأنهم لم يعرفوا ما إذا كنت سأقُبل في المجتمع أم لا، كوني مغنية سعودية تغني بالإنجليزية.
هل نعتبر أغنية "gender game" انطلاقتك الحقيقية التي تؤسسين بها ملامح مشروعك الغنائي المهتم بقضاياك كامرأة عربية تحلم بالمساواة والحرية؟
أغنية "Gender game" كانت بمثابة انطلاقة لي، سواء من الناحية المهنية والشخصية، لأنني تمكنت أخيراً من سرد قصتي بصدق، وهذا ساعدني لأن أتحرر وأكون حرة.
أدركت أنه لا أحد يمنعني من إظهار وجهي للعالم "إلا أنا". وكل ما كنت أخاف منه عندما يتعلق الأمر بالمجتمع، هو اعتقاد داخلي مقيد لدي، ولم يكن يؤثر على أي شخص في مجتمعي سواي. وعندما أدركت أنني كنت مركز التحكم والسيطرة، تمكنت من سرد قصتي والتحرر من معتقداتي المقيدة.
By Louis Lekien
بعد الانتقال إلى "لوس أنجلوس" حدثيني كيف أثرت تجربة السفر على مشروعك الفني وجعلتها أكثر احترافية ونضجاً؟
بلا شك سفري إلى لوس أنجلوس تجربة إنسانية وفنية رائعة، قابلت من خلالها الكثير من صنّاع الموسيقى، سواء من الجانب الفني والتجاري. وعملت مع العديد من المنتجين وتعلمت المزيد حول ما أريد أن أقوله، وكيف أريد أن أقول ذلك، وكيف أريد أن تُسمع موسيقاي، وهو جزء هنا يتعلق بخبرات "تام تام" المنتجة بجانب المغنية.
رغم احتراف "تام تام" الغناء وتقديم معظم أغانيها بالإنجليزية، الإ انها تدهشك عندما تسمعها تشدو للحلاج الشاعر الصوفي بقصيدته "والله ما طلعت شمس ولا غربت"، وقصيدة "عرفت الهوى" لرابعة العدوية، يأسرك صوتها الهادئ العذب
وكذلك هل واجهتك تحديات كفنانة عربية في تسويق مشروعك الموسيقي بـ"مدينة الفن" لوس أنجلوس، ذات المنافسة الشرسة؟
بالتأكيد تحدٍ أن تكون في لوس أنجلوس كموسيقي، لأنك ستكون أشبه بسمكة في بركة كبيرة. وكان القدوم من المملكة العربية السعودية يعني أنه لا يوجد الكثير من الناس هناك يمكن أن يتواصلوا معي أو يستوعبوا ما أقوله. على الأقل شعرت بهذه الطريقة في بعض الأحيان. لكنني واصلت العمل وواصلت صنع الموسيقى، لأنه في نهاية اليوم، نحن جميعاً مرتبطون كبشر. إذا شعرت بشيء حيال موقفك، فمن المضمون أن يشعر شخص آخر بنفس الطريقة أو سيتعامل مع أغنيتك بطريقته الخاصة. وهذا هو أفضل جزء في تأليف الموسيقى.
استخدمت اسم مستعار "تام تام" وأخفيتي وجهك في أغنيك الأولى "little girl" عام 2012 ،والآن تُمثلين السعودية بجناحها في اكسبو 2020/ دبي بأغنية "One Earth". كيف تشعرين برياح التغيير القوية التي تمر بها المملكة وكيف تأثرت كفنانة سعودية بهذه التغييرات؟
كل التغييرات التي تحدث في المملكة العربية السعودية، خاصة مع الترحيب الجديد بالموسيقى والفنون، تجعلني فخورة جداً ببلدي وبالشعب السعودي. هناك الكثير من الموسيقيين والمغنين الموهوبين في السعودية، والآن يمكنهم الشعور بالدعم عندما يسعون وراء حلمهم الموسيقى. وبالفعل أثرت هذه التغييرات بشكل إيجابي علي أيضاً لأنني كنت أصنع الموسيقى وأعزف في الخارج لسنوات عديدة، والآن يمكنني القيام بذلك هنا في المنطقة. إنه لأمر مدهش وأنا سعيدة للغاية لحدوث ذلك .
حدثيني أو صفي لى مشاعرك حول تجربتك الأولى للوقوف للغناء على مسرح بالسعودية؟
كانت المرة الأولى التي أقوم فيها بعرض خاص بي في السعودية مطلع ديسمبر الماضي، من خلال فاعلية فنية هي "Valentino X Hia Hub" في الرياض. كان الإحساس سريالياً. لم أصدق أنني كنت أقوم بمجموعة كاملة في الرياض. أحببت كل دقيقة منه.
برأيك هل أصبح المجتمع السعودي الآن أكثر ترحيباً لعمل المرأة في المجال الفني كممثلة/ مغنية أم مازالت هناك تحديات كالعادات والتقاليد تمنع ذلك؟
هناك بالتأكيد المزيد من الدعم الآن للنساء اللواتي يعملن بالفنون في السعودية، سواء كانت الموسيقى أو التمثيل أو أي شكل آخر من الفنون. ولكن سيكون هناك دائماً أشخاص يختلفون أو يحتاجون إلى مزيد من الوقت للتكيف مع هذه التغييرات، لكنني سعيدة الآن لأن هناك دعماً كافياً للفنون لتشجيع النساء بالمملكة على متابعة شغفهن.
الصورة من الموقع الرسمي الخاص للفنانة
ماهي أكثر فكرة خاطئة عن المرأة السعودية تودين في تغييرها؟
هذا سؤال صعب، لأنني أود أن أقول إن أكبر تصور خاطئ هو أنه لا يوجد الكثير من المعرفة والادراك عن طبيعة المرأة السعودية وواقعها، لأنه لا أحد يعرف حقاً ما الذي يجب أن يفكر فيه بشأن المرأة السعودية. أعرف أن بعض أقوى النساء وأكثرهن حماساً واندفاعاً هن سعوديات وفخورات ومستعدات لمواجهة أي تحديات. أعلم أن هذا بدأ يتضح تماماً، وأعتقد أنه قريباً سيكون هذا هو التصور الأكبر والأكثر صدقاً لدى الناس حول العالم عن المرأة السعودية.
استمعت لغنائك لقصائد عربية صوفية، للحلاج ورابعة العدوية خلال "مهرجان أبو ظبي للثقافة والفنون" في نسخته ال18. اندهشت من أدائك الرائع. كيف كانت التجربة فنياً وكيف تحمست لها، خاصة أنك قمت بتلحين الأغاني أيضاً؟
لقد استمتعت حقاً بكوني جزءاً من الأمسيات الرمضانية التي نظمها المهرجان ADMAF العام الماضي. بالتأكيد ألهمتني قراءة القصائد الصوفية الجميلة. لقد كان تحدياً وعملية جميلة وممتعة فنياً أن أقوم بتلحين كلمات للحلاج مثل قصيدة "والله ماطلعت شمس" و"عرفت الهوى" لرابعة العدوية.
كانت الكلمات قوية جداً لدرجة أنني تعمدت أن تُبرز الألحان قوة هذه الكلمات وجمالها، ولهذا السبب بالتحديد قمت بالتأليف الموسيقي لقصيدة الحلاج باستخدام الكمان والغناء فقط. وهذا من أقرب المشروعات الفنية لقلبي وأظهر لي إلى أي مدى اللغة العربية جميلة وقوية.
وهل ظهورك على غلاف مجلة ".vogue" العربية مع الملحن والمغنى السعودي الكبير عبادي الجوهر تُنبىء بتعاون فني مستقبلي تنطلقين فيه بالغناء للقصائد العربية؟
سأبدأ بالتأكيد بالتحضير لموسيقى جديدة باللغة العربية، ولن أتخلى عن الموسيقى الإنجليزية، لكنني حقاً أحب الغناء باللغة العربية، وسأبدأ في دمجها أكثر في كل موسيقاي المستقبلية. في الواقع أحدث أغانيّ "ISMAK" باللغتين العربية والإنجليزية.
أثناء التحضير لمقابلتك ، علمت بنشاطك الفني والحقوقي أيضا سواء بالغناء في معهد See jane المطالب بالمساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام ، وكذلك استخدام مؤسسة 10KSA لنشر التوعية بسرطان الثدي لأغنيتك "We have got wings"، وأيضاً غنائك لصالح منظمة جسور التفاهم بنيويورك Bridges of understanding "، وانضمامك لمنظمة "الفنار" لمساعدة الدول التي مزقتها الحروب. من أين تأتى جذور هذا الاهتمام الحقوقي السياسي بجانب عملك كفنانة؟ وكذلك هل تعتبرين نفسك مُغنية نسوية؟
بالتأكيد أنا نسوية، لأن النسوية بالنسبة لي تعني ببساطة المساواة بين جميع الأجناس. أكتب موسيقى عن أشياء تلهمني في حياتي اليومية أو قصصاً عن الآخرين الذين يلهمونني. وأعتقد أيضاً أن الموسيقى يمكن أن تربط الناس من جميع أنحاء العالم، ويمكنها أن تُشفي الناس، وتجمع الناس معاً أو تمنحهم الوعي بشأن المواقف المختلفة، ولهذا السبب كتبت الأغنية "لدينا اجنحة we have got wings" لـ 10KSA.
وهي نابعة من تجربة شخصية؛ عمتي هي ناجية من سرطان الثدي، وقد ألهمتني مرونتها بشكل كبير في التعامل مع المرض. وأحب دائماً أن أتعاون مع المنظمات التي تلهمني والتي أعتقد أنها تُحدث فرقاً إيجابياً في العالم، حتى أتمكن من القيام بدوري للمساعدة على قدر المستطاع .
شاهدنا التريللر الخاص بأغنية "اسمك" والإعلان عن انطلاق الألبوم يناير 2022. هل تحدثينا عن كواليس التحضير له؟
أنا متحمسة جداً بشأن أغنيتي الجديدة ISMAK، إنها الأغنية المفضلة لدي حتى الآن، بما في ذلك الموسيقى الجديدة التي ستصدر في الألبوم.
أنا ممتنة لفريق عملي Yanin وMO على تولي الإدارة الفنية للألبوم الجديد، MO المدير الإبداعي للمشروع وساعدني في جذب الأشخاص المناسبين للفيديو كليب. لقد كانت تجربة رائعة لتصوير الفيديو وإضافة عناصر مرئية إلى أغنية خاصة جداً بالنسبة لي. ولم أكن لأفعل ذلك بدون مشاركة كل شخص. الذي يُنسب للفريق بأكمله في وصف الفيديو الموسيقي على YouTube.
ولكن لماذا تأخر خمس سنوات عن ألبومك الأول Identity My Self الذي صدر عام 2017، هل التحديات إنتاجية أم ماذا؟
لقد أصدرت العديد من الأغاني الفردية بعد Identify Myself، وكوني فنانة مستقلة قررت عدم إصدار ألبوم جديد حتى يكون لدي نظام دعم أكبر لدفعه.
ما الجديد في الألبوم الثاني والموضوعات التي يطرحها؟
سيكون لهذا الألبوم الجديد المزيد من التأثيرات العربية والمزيد من التأثيرات المتعلقة بجذوري ومن أين أتيت. إنه الألبوم الذي أعرف فيه نفسي أفضل من أي وقت مضى.
هل تشاركين في كتابة أغاني الألبوم؟ وماذا عن التعاون مع المنتج المغربي مالكا والشاعرة السورية ديمة الصباغ؟
أشارك عادة في كتابة جميع أغنياتي. وساعدتني صديقتي ديمة، وهي شاعرة عربية أيضاً، في صياغة وبلورة كلمات الأغاني العربية، بينما أنتج المنتج المغربي مالكا موسيقى الألبوم. لقد كان من الرائع التعاون مع أشخاص لديهم دراية واستيعاب لطبيعة بالمكان أو البلد الذي أتيت منه، ويمكنهم التواصل معي ومع قصتي. لقد ساعدا حقاً في جعل موسيقى الألبوم أكثر خصوصية مما كانت عليه من قبل.
لاحظنا في المقطع المصور لأغنية "اسمك" حرصك على استخدام الموتيفات الخليجية والإشارة لجذورك السعودية بصرياً، كما حدث في تصوير أغنية "Rise". حدثينا عن هذه الاختيارات الفنية؟
"اسمك" هي أغنية أعرض فيها كل الأماكن التي أتيت منها، أولها السعودية، ولهذا قررت تغيير كلمات رقصة "العرضة" أو رقصة السيف السعودية التراثية واستخدام اللحن التقليدي. والثانية هي سوريا، ولهذا أغني باللهجة السورية مع جوقة "كورس" الأغنية، والثالث هو مؤثراتي الغربية، وهذا هو سبب ظهور أبيات من الأغنية أو مطلع الأغنية باللغة الإنجليزية.
خاض العالم جائحة وبائية كبرى. كيف أثرت تجربة الحجر الصحي عليك فنياً وإنسانياً؟
لم يكن الحجر الصحي سهلاً على أي شخص، لكنني ممتنة جداً لذلك لأنه أجبرني على قضاء بعض الوقت مع نفسي، وفهم حقاً ماذا أريد أن أقوله للعالم. وبمجرد انتهاء مشروعي، بدأت أيضاً بتجربة الإنتاج، وليس فقط الموسيقى والألحان، لذلك استمتعت حقاً بتوسيع إبداعي.
في ظل توقف الحفلات والعروض الجماهيرية التي تعتبر رأس مال الفنان المستقل، كيف تأثرت صناعة وإنتاج الموسيقي المستقلة بالجائحة، وماهي الحلول في رأيك؟
كان من الصعب ألا أقوم بأداء حي " Live"بنفس القدر، لكنه أجبرني على العمل أكثر في كتابة أغانٍ جديدة. كما أنني قمت ببعض العروض الافتراضية على الإنترنت بما في ذلك السهرات الرمضانية لمهرجان أبو ظبي ADMAF و المشاركة في مهرجان Femme Fest. أعتقد أنه كان الوقت المناسب لدراسة ومعرفة صناعة الموسيقى بأكملها، ولرؤية أن الفنانين يحققون معظم دخلهم المادي من الأداء المباشر أو الحفلات الجماهيرية، وربما هذا شيء يحتاج إلى تعديل في مجال الموسيقى. يجب أن يكون الفنانون قادرين على جني المزيد من الأموال من الموسيقى والبث المباشر، لذلك آمل أن يبدأ هذا الوعي في تغيير الأشياء في العمل. بالتأكيد قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن الخطوة الأولى هي الوعي.
وماهي التحديات التي تواجه الفنان المستقل بالسعودية؟
أحد التحديات في المملكة العربية السعودية هو عدم وجود البنية التحتية لصناعة الموسيقى حتى الآن، ولكن هذا بالتأكيد يتغير، لأننا عقدنا للتو أول مؤتمر موسيقي منذ بضعة أيام يُسمى "إكس بي- XP للموسيقى"، الذي نظمته هيئة الموسيقى بالمملكة بالتعاون مع شركة "مدل بيست"، واجتمع كثير من الأشخاص من صناع الموسيقى في جميع أنحاء العالم في المؤتمر الذي انعقد في الرياض، للحديث عن بناء صناعة بالمملكة، ما يجب القيام به وما لا يجب فعله. كما قدم العديد من الفنانين عروضاً حية، بما فيهم أنا. أعتقد حقاً أن الصناعة يتم بناؤها ببطء ولكن بثبات، وبدأت المزيد من الأماكن في الظهور في السعودية حتى يتمكن الموسيقيون من البدء في الأداء الحي أكثر.
بعد تجربة تمثيلك في فيلم قصير مع المخرج السعودي مشعل الجاسر، هل تُخططين للعمل بالتمثيل، خاصة إنك تقيمين في هوليوود وفرص الانطلاق للسينما العالمية متاحة لك؟
أحببت التمثيل مع المخرج مشعل الجاسر. إنه يلهمني حقاً، و كان من المدهش أن يقبل بإخراج الفيديو كليب لأغنيتي Rise. أنا أعتبر نفسي ممثلة أيضاً، وإذا كان هناك الدور المناسب لي في هوليوود فسأقوم به بكل تأكيد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون