عبر حساب جديد في تويتر، بثّت الناشطة الحقوقية القطرية نوف المعاضيد عدة مقاطع مصورة تطمئن فيها القلقين على حياتها بأنها "بخير وبصحة وسلامة"، معربةً عن شكرها للأشخاص الذين تضامنوا معها خلال فترة اختفائها.

وكانت نوف قد حظيت بتعاطف واسع منذ هربت من قطر إلى بريطانيا عبر أوكرانيا في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، بسبب تعنيف أسرتها لها وفشل السلطات في حمايتها. لكنها فاجأت الجميع بتراجعها عن طلب اللجوء في البلد الأوروبي والعودة إلى قطر "طواعيةً" نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، بعدما حصلت على وعود حكومية بحمايتها.

لكن منذ وصولها الدوحة، أعربت الناشطة القطرية مراراً وتكراراً عن قلقها من إمكانية وصول أفراد أسرتها إليها في فندق إقامتها قبل أن تختفي تماماً وتتوقف عن التغريد عبر حسابها الموثق بتويتر وانستغرام في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ومنتصف الشهر الماضي، أي عقب نحو شهرين من اختفائها، أفاد مركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR) بأنها اختُطِفت ليلة توقفها عن التغريد و"قُتلت في نفس الليلة" على أيدي أفراد أسرتها. لكن مسؤولين قطريين نفوا تلك الأخبار لاحقاً لوسائل إعلام أجنبية، وذكر أحدهم أن نوف أُدخلت مصحة عقلية.

"نوف موجودة، نوف حيّة، نوف ما ماتت"... عقب ثلاثة أشهر من اختفائها ومزاعم بشأن مقتلها على أيدي أسرتها، الناشطة القطرية نوف المعاضيد تقول إنها "بخير وبصحة وسلامة" في الدوحة

"نوف حيّة"

وبشكل مفاجئ، بث حساب "Justnoof98"، مساء الأحد 9 كانون الثاني/ يناير، بضعة مقاطع فيديو قصيرة تظهر فيها نوف وهي مبتسمة وتطمئن الجميع على سلامتها.

في المقطع الأول، قالت نوف: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عُدنا لكم من جديد على حسابي الجديد في تويتر لأني ضيّعت رقم حسابي الثاني القديم، وأنا بخير وبصحة وسلامة الحمد لله رب العالمين. هالفيديو عشان أنا أطمن الشعوب اللي قامت (تضامنت معي). شكراً أنكم قمتم. لكني أنا بخير وبصحة وسلامة مثل ما قلت. نراكم إن شاء الله في تطمينة أخرى في وقت آخر".

ونظراً لبعض التعليقات القلقة من عدم استخدامها حسابها في انستغرام مثلاً لطمأنة متابعيها أو استعادة حسابها القديم عبر الإيميل أو رقم الهاتف، بثت نوف مقطعاً ثانياً قالت فيه: "بعد شي تاني، اللي يشككون في صحة الفيديو، ترا اليوم تاريخ 9/ 1/ 2022. نوف موجودة، نوف حيّة، نوف ما ماتت، نوف حيّة في هالتاريخ وإلى اللقاء".

وألحقت به مقطعاً ثالثاً للتوضيح أنها في العاصمة القطرية الدوحة، مضيفةً "بعد فيديو ثالث، أنا موجودة في الدوحة".

وفي منشور آخر، قدمت نوف الشكر لوزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة القطرية مريم بنت علي المسند، مع صورة لكعكتين كُتب على إحداهما "عيد ميلاد سعيد يا نوف".

"‏قلوبنا من المحيط إلى الخليج تنبض فرحاً بسلامتك يا نوف… نتمنى أن تؤخذ سلامة المدافعات بجدية وتؤخذ أحزاننا وقلقنا بعضنا على بعض بجدية قبل نشر أي خبر يفجعنا"... #نوف_المعاضيد حيّة

اعتذار ورجاء

في غضون ذلك، أبدت حسابات حقوقية ونسوية سعادتها لسلامة نوف، مقدمةً اعتذارها عن تداول خبر مقتلها. ومن بينها حساب "نحو وعي نسوي" الذي يتابعه نحو 20 ألف شخص في انستغرام، إذ شارك المقطع الأول لنوف معلقاً عليه: "هذا أعظم خبر… المدافعة نوف المعاضيد بخير بصحة وعلى قيد الحياة. ‏لا نستطيع وصف مشاعر الفرحة والامتنان لسلامتها ونفخر بها ونتمنى أن تبقى آمنة وسعيدة ولا تفارقها البسمة".

وبينما شدد الحساب على أن "‏قلوبنا من المحيط إلى الخليج تنبض فرحاً بسلامتك يا نوف"، اعتذر عن نشر خبر موتها من دون تحقق وإن كانت الجهة التي نُقل عنها الخبر موثوقاً بها.

وتمنى الحساب في الختام "أن تؤخذ سلامة المدافعات بجدية وتؤخذ أحزاننا وقلقنا بعضنا على بعض بجدية قبل نشر أي خبر يفجعنا".