شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
يطمحون إلى ريادة العالم العربي، لكن ألوان قوس القزح أربكتهم

يطمحون إلى ريادة العالم العربي، لكن ألوان قوس القزح أربكتهم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 20 ديسمبر 202107:10 م

"نفذت وزارة #التجارة_والصناعة حملات تفتيشية على عدد من المحال التجارية في مناطق مختلفة بالدولة، وأسفرت الحملات عن ضبط وتحرير عدداً من المخالفات، تمثلت في لعب أطفال تحمل شعارات مخلّة بالقيم الإسلامية والعادات والتقاليد".

هذا الخبر تداوله الحساب الرسمي لوزراة التجارة والصناعة القطرية في تويتر، في 20 كانون الأول/ ديسمبر، باللغتين العربية والإنكليزية. وأُرفقت به صورة لمجموعة من لعب الأطفال التي تحمل ألوان الطيف الزاهية.

يجدد الخبر المخاوف حيال التزام الإمارة الخليجية بقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تعزز تقبل الآخر والتسامح مع الحريات بكافة أشكالها خلال استضافة الدوحة مباريات كأس العالم 2022، حسبما تعهد مسؤولوها مراراً وتكراراً وفي مناسبات مختلفة.

#قطر تصادر ألعاب الأطفال الملونة بألوان قوس قزح بزعم أنها "تخل بالقيم الإسلامية والعادات والتقاليد"، وناشطون يسألون: "دول اللي هيحموا المثليين في كأس العالم؟"

سخرية واستهجان

تعقيباً على الخبر، تعددت التعليقات الساخرة والمستهجنة. كتب أحدهم: "لو أمطرت السماء وطلع قوس قزح فيها، نرجو إرسال طائرات تطلق أبخرة تغطيه، الله يجزاكم خير". وتساءل حساب "مجتمع الميم العربي": "قيمكم تؤثر فيها ألوان وألعاب؟ قيم هشّة".

وأضاف معلقون آخرون: "حد يعمل منشن للفيفا"، و"الحمد لله انتصر الإسلام"، و"أول مرة أشوف قيم تخرب بالألوان". وزاد البعض: "نرجو أن تلقوا القبض على السحاب لأن الأمطار تصنع قوس قزح وهذا ما يمثل الدين الإسلامي".

بنبرة أكثر حدة قال آخرون: "قيمكم هشّة مرّة وتافهة نفسكم (مثلكم)، تعالجوا" و"يا رب فوبيا الـ7 ألوان دول تنتهي" و"قطر، قدام العالم، تسوي أنها متطورة وتحترم الجميع ومجتمع الميم. والواقع زي ما شايفين تخلف ورجعية".

وتعجب ناشطون: "دول اللي هيحموا المثليين في كأس العالم؟".

على طريقة "أسمع كلامك أصدقك وأشوف أمورك أستعجب"... مسؤولو قطر يؤكدون أن أفراد مجتمع الميم-عين سيكونون "موضع ترحيب واحترام" خلال كأس العالم، بينما يلاحقون ألوان قوس قزح على ألعاب الأطفال!

لكن معلقين قطريين أعربوا عن دعمهم لحملة المصادرة، بل وطالب بعضهم سلطات بلاده أن تكون أكثر يقظةً ومنع دخول هذه البضائع من الأساس.

تصريحات أبو تريكة

وكانت ألعاب مشابهة قد أثارت جدلاً في دول خليجية قبل نحو ثلاثة أشهر إذ اعتبر أنها "تروّج للمثلية الجنسية" و"تفسد النشء وتسمم أفكارهم".

ويأتي خبر مصادرة الألعاب في قطر عقب أيام من الضجة التي أثارها تحريض لاعب كرة القدم المصري المعتزل محمد أبو تريكة، المحلل بقنوات "بي إن سبورت" القطرية الشهيرة، مساء 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، ضد التسامح مع "ظاهرة المثلية الجنسية" في الملاعب الأوروبية والتي اعتبرها "مخالفة للفطرة الإنسانية والدين الإسلامي".

اللاعب، معشوق الملايين من جماهير كرة القدم العربية، نفى خلال حديثه آنذاك احتمالية أن تسمح قطر برفع أعلام المثلية الجنسية أو تناول الكحول علناً لجماهير المنتخبات الغربية. لكن رداً لاحقاً من إدارة القناة القطرية أشار إلى أن ما قاله "الماجيكو" بعيد كل البعد عن سياساتها التي تمثل وتدعم تراث وثقافة 43 دولة مختلفة.

"قطر، قدام العالم، تسوي أنها متطورة وتحترم الجميع ومجتمع الميم. والواقع زي ما شايفين"... السلطات القطرية تلملم ألعاب الأطفال بألوان قوس قزح من الأسواق، وناشطون يعلقون: "يا رب فوبيا الـ7 ألوان دول تنتهي"

بعد هذه الضجة بأيام قليلة، صرّح جويس كوك، رئيس اللجنة المسؤولية الاجتماعية والتعليم التابعة للفيفا، لوكالة أسوشيتد برس: "الأعلام والقمصان التي تحمل الرينبو ستكون موضع ترحيب في الملاعب، وهذا أمر مفروغ منه. إنهم (يقصد القطريين) يفهمون جيداً أننا لن نتهاون في ذلك".

كما أكد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لكأس العالم 2022، للوكالة، أنه "في ما يتعلق بأعلام قوس قزح في الملاعب، فإن الفيفا لديها إرشاداتها الخاصة، ولديها قواعدها ولوائحها. مهما كانت، فسوف نحترمها جميعاً".

وشدد المسؤول القطري: "نحن دولة محافظة، لكننا أيضاً دولة مضيفة. نحن منفتحون ومرحبون - مضيافون. نتفهم اختلاف ثقافات الناس، ونتفهم اختلاف المعتقدات، لذا أعتقد، مرة أخرى أقولها، سيكون الجميع موضع ترحيب وسيتم التعامل مع الجميع باحترام".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard