"لا أهتم بهذه الاتهامات المؤامراتية التي ستظل موجودة حتى لو عملنا فيلم في المدينة المنورة! سيواجه بتأويلات وتفسيرات خارج سياقه الفني. أنا مخرج تقدمي، دافعت وسأدافع دوماً عن المقهورين. أرفض العنف ضد النساء والمثليين. هدفي صناعة أفلام بحرية تامة تساعد المجتمع أن يتقدم خطوة للأمام ويُقاوم كل الأفكار الرجعية التي تعرقله، وليس صناعة أفلام من أجل الذهاب للمهرجانات والمشي على الريد كاربت والحصول على تمويلات. من غير المنطقي تضييع خمس سنوات من عمري لتقديم هذا الفيلم، بينما الأسهل كسب أضعافه في إخراج إعلان تجاري!".
هكذا يلخّص المخرج التونسي مهدي هميلي، فلسفته السينمائية في مقابلته المطولة لرصيف22، بعد فوز فيلمه الجريء "أطياف" بجائزة أفضل أداء تمثيلي لبطلته عفاف بن محمود، في الدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أثناء عرضه العالمي الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
"أطياف" هو الفيلم الروائي الثاني الطويل لهميلي، يتتبع رحلة آمال (عفاف بن محمود) العنيفة مع مجتمع ذكوري يُحاكمها بعد إطلاق سراحها من السجن على خلفية اتهام في قضية زنا. نكتشف مع آمال عنف المجتمع التونسي ومافيا الليل التي تستغل الشباب المحبط اليائس، ونبحث معها عن ابنها مؤمن (إيهاب بو يحيى) وسط هذه الفوضى والخطورة.
المخرج مهدي هميلي
مهدي هميلي، كاتب وشاعر وصانع أفلام تونسي، درس المسرح والسينما في تونس قبل تخرجه من المعهد العالي للسينما بباريس. خلال إقامته بباريس أخرج ثلاثة أفلام تتناول مفاهيم الحب والمنفى، وهي "لحظة" 2009، و"ليلة" 2011، و"ليلة بدر" 2012.
"لا أهتم بالاتهامات المؤامراتية التي ستظل موجودة حتى لو عملنا فيلم في المدينة المنورة! سيواجه الفيلم بتأويلات خارج سياقه الفني. أنا مخرج تقدمي، دافعت وسأدافع دوماً عن المقهورين. أرفض العنف ضد النساء والمثليين" هكذا يلخّص المخرج التونسي مهدي هميلي، فلسفته السينمائية
وفي 2016، أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة "تالة حبيبتي"، والذي شارك في عدة مهرجانات مهمة، منها تورونتو وقرطاج، وفاز بعدة جوائز. وفيلمه الثاني "أطياف" الذي شارك في مهرجانات عالمية، كمهرجان لوكارنو السينمائي في سويسرا ومهرجان زيورخ السينمائي، ويستعد لفيلمه الثالث "مواسم جنات" الذي فاز مؤخراً بجائزة MAD Solutions كمشروع قيد التطوير على هامش فعاليات مهرجان البحر الأحمر الدولي في نسخته الأولي .
في البداية دعني أسألك عن المرأة والثورة التي تعد محور أفلامك القصيرة وثاني أفلامك الروائية الطويلة" أطياف"، وتتبع رحلة "آمال" في "قلب تونس" بعد "تالة حبيبتي"؟
أنا شخص نسوي جداً، نشأت وحيداً بلا أخ في بيئة تضم أمي وخالاتى وأختي، ولكن كان يُميز نساء عائلتي القوة والإيجابية والرغبة في تغيير حياتهن للأفضل، وكان طموحي، عندما أصبح يوماً ما مخرجاً، تقديم هذا الواقع الغني في حياة النساء التونسيات، ومن ثم أصبحن محور أفلامي، لأني بصراحة منحاز للنساء التونسيات، لأنهن قويات وملهمات جداً لي، سواء إنسانياً أو فنياً، وقادرات على الوقوف في وجه المجتمع وقول لا، تُبهرني دائماً وتعطيني قوة أحياناً ليست موجودة لدي، لذا أنظر لهن بتقدير كبير.
وأحاول دائماً إعطائهن حقهن على الشاشة وتصويرهن بطريقة غير نمطية، فالنساء في أفلامي لسن ضحايا، فهن حتى لو اخطأن أو ظُلمن، يقاومن ويكملن الطريق لآخره، وهو مابدأته في فيلمي الأول "تالة حبيبتي". هو ليس فيلماً عن الثورة بل عن الالتزام السياسي والعاطفي، حول زوجة اكتشفت أثناء الثورة أن حبيبها القديم، الذي تعرض للتعذيب في السجن أيام حكم بن علي، خرج ويعيش في مدينة تالة ، فتترك زوجها وتذهب لحبيبها. ولكن في نهاية الفيلم تترك الاثنين وتذهب لتونس لاستكمال الثورة! هذا يعكس شخصية قوية .
وهذا ما حدث أيضاً مع شخصية آمال بـ"أطياف". تخوض رحلة عنيفة في حياتها بعد اتهامها في قضية زنا، رغم تعرضها للاعتداء الجنسي من مديرها بالعمل، ولكن تخرج من السجن رغم محاكمة المجتمع الذكوري لها، إلا أنها تقرر استعادة حياتها من جديد. تبحث عن ابنها وتعثر على الحب مرة ثانية!
المجتمع حاكم آمال وأنت كمخرج حاكمت المجتمع بقوة؟
أردت تعرية المجتمع وكشف ازدواجيته ونفاقه وعنفه تجاه النساء، وأن حياتِك كامرأة يمكن أن تنقلب في يوم وليلة، وتصبحين مذنبة مثل آمال! صحيح تختلف أوضاع المرأة التونسية عن غيرها من نساء العالم العربي، ولكن لايزال هناك عوار وذكورية في صياغة بعض القوانين التونسية، مثل أن يقبض على سيدة مع رجل في سيارته ويتم اتهامها بالزنا، بينما يُطلَق سراح الرجل وتصبح المرأة هي المُتهمة فقط؟! يجب أن يتغير ذلك، ونصنع أفلاماً تواجه المجتمع بعيوبه، أردت أن يواجه المجتمع التونسي أشباحه، مشكلاته وأطيافه بالفيلم. ومن الضروري أن يقدم مخرج رجل مثل هذه الأفلام كنوع من الاعتراف بالذنب، عما تعرضت له النساء من ظلم وقهر منذ آلاف السنين.
مهدي هميلي، كاتب وشاعر وصانع أفلام تونسي، درس المسرح والسينما في تونس قبل تخرجه من المعهد العالي للسينما بباريس. خلال إقامته بباريس أخرج ثلاثة أفلام تتناول مفاهيم الحب والمنفى، وهي "لحظة" 2009، و"ليلة" 2011، و"ليلة بدر" 2012
"إلى أمي" ظهر إهداؤك في نهاية الفيلم. لماذا؟
الفيلم قصتي الذاتية، وبعض أحداثه مستوحاة من مواقف شخصية حقيقية. عشت مواقف كثيرة من تلك التي تعرضت لها شخصية آمال، كانت دائماً أمي تقول لي: "متخلهمش يكسبوا... احنا دايماً هنحارب وهننتصر". وأعتقد أننا انتصرنا في النهاية، ونجحت أمي من إخراجي من الوسط العنيف والمنطقة الشعبية التي عشنا فيها وأصبحت مخرجاً، وهي أيضاً تغيرت حياتها وتحررت وتعلمت أن تقول (لا). لم تكن تقول (لا) ونحن أطفال صغار لخوفها علينا، وأن تَحرمها عائلة أبي من أطفالها ونربى بعيداً عنها. ولكن استطاعت مع الوقت أن تقوى وأنا ممتن لها وأوجه لها تحية على قوتها ومواجهتها للمجتمع، لذا أهديت الفيلم لأمي.
"أطياف" يُشَرِّح المجتمع التونسي اجتماعياً بعد ثورة يناير. كيف تغيرت تونس في العشر سنوات الماضية؟
المجتمع التونسي بعد الثورة أصبح أكثر عنفاً وتشدداً، خاصة مع صعود الإسلاميين وانفرادهم بالسلطة، والشرطة أصبحت أكثر عنفاً واتخذت صف الإسلاميين الذين استقووا بهم كحزب حاكم، فأصبح الفساد والشرطة والإسلاميون يداً واحدة، تخيلي حال البلد؟
في سنواتي الأخيرة كنت أسافر بين تونس وباريس، لكن في كل مرة كنت أشاهد تونس أخرى شرسة ومتطرفة، مع تخاذل، أو ربما يأس وملل، أصاب القوة المدنية في مقاومة الإسلاميين، بينما الشباب الذي شارك في الثورة مطحون تحت أوضاع اقتصادية قاسية وبطالة وفقر، وأحببت أن يكون الفيلم انعكاساً ومرآة لهذا الواقع العنيف في تونس، بغليانه وتوتره الذي كان ينذر بضرورة حدوث شيء. وبدأت كتابة الفيلم من أواخر 2016 مروراً بتعديلات ونسخ عديدة، حتى بدأنا تصوير في 2019 وانتهينا قبل كورونا، ثم جاءت قرارات الرئيس قيس سعيد في يوليو/ تموز 2021.
المخرج التونسي مهدي هميلي: "أردت تعرية المجتمع وكشف ازدواجيته ونفاقه وعنفه تجاه النساء"
حدثنا عن الكاستينج وخاصة الممثلة عفاف بن محمود، الحاصلة على جائزة أفضل أداء تمثيلي بمهرجان القاهرة؟
عفاف كانت الاختيار الأول والأخير لدور آمال. عملنا سوية في فيلمي القصير "آية" عام 2017، ورشحتها لتمثيل دور أمي في "أطياف"، وظلت معي لثلاث سنوات نعدل ونطور السيناريو، حتى جاءت لحظة التصوير وفاجأتني حقيقي. هي ممثلة بارعة وتميل للمدرسة الأمريكية في التمثيل، حيث استخدام تعبيرات الوجه والعين وإظهار الانفعالات الداخلية بسلاسة وإتقان. آمال شخصية لم تكن سهلة بل مركّبة، وتمر برحلة من مستويات عديدة. وصادف أثناء التصوير، الذي استغرق 40 يوماً للفيلم، أن تعيش عفاف على المستوى الشخصي ما تمر به آمال من مشاعر الفقد والابتعاد عن بناتها المقيمات بدولة قطر آنذاك، لذا نجحت في تمثيل الشخصية ببراعة وصدق.
بينما أدوار الشباب، إيهاب بو يحيى مؤمن (الابن) وصديقه سليم بكار (دجو) هي لممثلين أول مرة يقفون أمام الكاميرا. عملت اختبار لـ 300 شاب من تونس، وحدثت مفارقة أن "إيهاب وسليم" كانا آخر المتقدمين، وكما تصورتهم فنياً أن يكونا عكس بعض، فالأول هادىء ورقيق شديد الحساسية والثاني "مهيبر" ونشيط جداً .
اقترب الفيلم من مجتمع المثليين/ات والاستغلال الذي قد يواجههم/نّ. حدثني هل هناك مخاوف لدى الممثلين من القيام بهذه الأدوار؟
طبعاً. الممثلون لديهم مخاوف كبيرة من ردود الفعل من الجمهور في الصالة، خاصة أن هناك مزاجاً عاماً ضد المثليين في تونس، فمجتمع ال+LGBTQ يُواجه عنفاً ونبذاً شديدين، فالمثليون غير مرحب بهم في بلادنا العربية، وتعمدت قتل شخصية إبراهيم التي لعبها الممثل أحمد طايع بالفيلم، لأن هذا الواقع، ولكشف الوحشية والأذى اللتين يتعرض لهما المثليون في تونس. وكان لدي إيهاب بو يحيى مخاوف من بعض مشاهد تجمعه برجل في السرير، وكذلك بعض مشاهد الحميمية لسارة الحناشي (زجزج)، وأصارحك أن حذفت بإرادتي بعض المشاهد لسارة ولإيهاب؛ ليس رقابة ذاتية على فني، ولكن شعوري بالمسؤولية تجاه هؤلاء الممثلين الشباب وأقوم بحمايتهم بدون تشوية الفيلم.
أم تخوفت من مقص الرقيب فاستبقت الخطوة؟
ليس لدينا رقابة في تونس، وهذا ما يجعل تونس مختلفة. "أنا رقيب نفسي". مافعلته من حذف من أجل حماية هؤلاء الشباب من ردود الفعل العنيفة أحياناً من الجمهور بالقاعات التونسية.
هل هذه الأصوات موجودة من قبل أم تعالت مع صعود الإسلاميين للحكم؟
"طول عمرها موجودة في تونس"، ولكن أصبحت أكثر ظهوراً وعنفاً في الفترة من 2011 إلى 2014. شاركت بفيلمى القصير"ليلة بدر" عام 2012 في مهرجان قرطاج، يحكى عن شاعر تونسي كبير في السن، يقضى آخر ليلة في باريس مع صديقه فيليب قبل عودته لتونس. أعتقد الجمهور أنه مثلي رغم أن فيليب يمثل شباب الشخصية في الماضي! وخرجت أمام قاعة المسرح لاصطدم بجمهور يريد ضربي ويوجه لي الشتائم بأني مخرج "..." ويريد الترويج للمثلية!
ولكن هناك انتقادات تلاحق السينما التونسية دائماً أنها فرانكوفونية الهوى، تُخاطب الخواجة وليس جمهورها المحلي من أجل مغازلة صناديق الدعم. ما رأيك؟
لا أهتم بهذه الاتهامات المؤامراتية التي ستظل موجودة حتى لو عملنا فيلم في المدينة المنورة. سيواجه تأويلات وتفسيرات خارج سياقه الفني. أنا مخرج تقدمي دافعت وسأدافع دوماً عن المقهورين، أرفض العنف ضد النساء والمثليين، هدفي صناعة أفلام بحرية تامة تساعد على تطور المجتمع، وأن يتقدم خطوة للأمام ويُقاوم كل الأفكار الرجعية التي تعرقله، وليس صناعة أفلام من أجل الذهاب للمهرجانات والمشي على الريد كاربت والحصول على تمويلات. من غير المنطقي تضييع خمس سنوات من عمري لتقديم هذا الفيلم، بينما الأسهل كسب أضعافه في إخراج إعلان تجاري.
وبالمناسبة، 70% من إنتاج "أطياف" من وزارة الثقافة التونسية، أي تمويل حكومي رسمي، والتمويل الأجنبي طفيف للغاية. وهو أكبر رد أيضاً على أصحاب نظرية تشوية سمعة البلد. فالشخصيات مستنيرة وليست ظلامية بوزارة الثقافة، وحقيقي السينما التونسية منذ بداية تاريخها هي يسارية الهوى، تؤلم وتنتقد بحدة وأفلامها جريئة متصالحة مع الجسد وnudity وتظهره على الشاشة دون خجل، ولنا علامات سينمائية في ذلك، مثل "حلق الوادي" و"عصفور السطح" للمخرج الكبير فريد بو غدير. ليس لدينا تحفظ في مشاهدنا الحميمية على الشاشة، "بنقلع عادي" في أفلامنا التونسية (يضحك).
يظهر الحجاب مرتين بالفيلم، ترتديه آمال بعد خروجها من السجن، وزوجة موسى، صاحب الكباريه. حدثني عن الخيارين؟
عموماً من قواعد السجون أن ترتدي النساء الحجاب، وأخبرتك أني مولود بحي شعبي، شاهدت نماذج لنساء خرجن من السجن بعد تنفيذ عقوبة "الزنا"، وكن يرتدين الحجاب. هن يشعرن بالعار والرغبة في الاحتجاب عن أعين الجيران والمعارف بالحي، وأحياناً يكون نوع من الاعتراف بالذنب لخروجهم عن أعراف المجتمع وتقاليده. ولكن شخصية آمال مختلفة، وهي قوية بمجرد عودتها للمنزل وجلوسها على سرير ابنها. تقرر أن هذه الفترة كانت مرحلة من حياتها وعليها استكمال الطريق للعثور على "مؤمن".
بينما زوجة موسى استلهمتها من قصة حقيقية لصاحب كباريه كان يعمل ضابط شرطة في عهد بن علي، وكان متورطاً بقضايا تعذيب. وعندما اندلعت الثورة واكتشفت زوجته تاريخه كرهته وطلبت الطلاق منه. ولكن بصفة عامة لست ضد الحجاب، وأكره ربط الأيديولوجيا بالملابس، فالحجاب جزء من الحريات الشخصية، وأمي وأختي محجبتان ولكن ليستا متشددتين، وأرفض تنميط شخصية المحجبة والإسلاميين في السينما، ويظهر ذلك في تقديمي لعائلة آمال على الشاشة بصورة عادية، دون حقنها بجرعات عنف وغضب زائدة كما يحدث في العادة.
ولكن رغم براءة آمال وتعرضها للاعتداء الجنسي، تعترف بخطئها وإنقاذها يأتي على يد رجل في نهاية الفيلم. ألا يتعارض ذلك مع توجهك النسوي الذي حدثتني عنه في بداية مقابلتنا؟
كانت نقطة جدلية فعلاً، تحدثت كثيراً عنها مع الفنانة عفاف بن محمود، لكن استقرينا أن هذا منطق الشخصية، لا أستطيع إقحام أفكاري المتحررة على تركيبة شخصية آمال. لا نستطيع تقديم صورة وردية غير موجودة، صحيح آمال ليست مذنبة وتعرضت للاعتداء، ولكن تشعر بالذنب بسبب ميراث طويل نشأت عليه مثل باقي النساء، أنها لو لم تصعد للسيارة مع مديرها في العمل ما كان حدث كل ذلك.
ولكن مع ذلك منحنا آمال حقها في الفرصة الثانية، وهي فرصة نادرة للمرأة العربية، بأن تجد الحب للمرة الثانية مع موسى الذي يحبها بشكل صادق دون استغلال أو ابتزاز بعد رحلتها العنيفة طوال الفيلم، ومن حقها أن تعيش في سعادة وتنسى كل هذه الأوجاع الماضية وخيباتها مع الرجال، بدءاً من زوجها المحبط، وأن تعثر على ابنها في النهاية.
فئة الشباب أمثال "مؤمن ودجو"، كيف هي علاقتها بالسلطة الآن مع اقترابنا من الذكرى الـ11 لثورة الياسمين؟
الشباب التونسي كان لديه حلم كبير، عمل ثورة ولكن بعدها الحلم بدأ يتكسر تدريجياً، مازالت علاقته بالداخلية سيئة في ظل عدم الهيكلة. ما زال يعاني من أوضاع اقتصادية خانقة، مازال ينتظر العدالة ومحاسبة الفاسدين. رغم ذلك، 65% من الشباب انتخب قيس سعيد ويأمل أن يغير الأوضاع. ولكن علاقته بالسلطة الآن هي في حالة هدنة ربما تنفجر في أي لحظة!
حدثني عن موسيقي الفيلم والتعاون مع الموسيقار أمين بوحافة؟
استمعت جداً بالتعاون معه، ونجح في فهم أفكاري البصرية وترجمتها لموسيقى تصويرية للفيلم، فكانت صاخبة وعنيفة، بالإضافة للأغاني الأخرى كانت مقصودة لتعكس عنف تونس ليلاً وسيطرة مافيا المخدرات والاستغلال الجنسي للشباب وعالم الفوضى والخطر. وتحمس بوحافة للفيلم منذ مشاهدته في نسخته الأولى بمهرجان الجونة قبل عامين، وأبدى إعجابه ورغبته الشديدة لتأليف موسيقاه.
أخيراً، ما هو مشروعك القادم؟
نجهز لـ"مواسم جنات" الفيلم الأخير من ثلاثية الأفلام بطلتها المرأة: "تالة حبيبتي"، "أطياف". هي أم شابة لابن وعاملة بمصنع نسيج عمرها 30 عاماً، زوجها بحار بسيط. تعيش جنات في قرية صغيرة بجوار مدينة المهدية، تُواجه أزمة غلق المصنع، وفي محاولة لبناء منزلها واستقرار عائلتها ضد السيطرة الذكورية لعائلة الزوج على حياتها، فتقرر أن تغنّي سراً في حفلات بمدينة المهدية. الفيلم يحكي أربعة مواسم من حياة هذه المرأة ورحلتها في التحرر، سواء في صراع العاملات بالمصنع ضد سيطرة رأس المال، وصراعها كمرأة ضد السلطة الأبوية للمجتمع، ربما يظهر للنور عام 2024.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...