بهدف منع الأسماء المركبة و"المخالفة للشرائع السماوية"، صدر القانون 143 لسنة 1991 للأحوال المدنية في مصر، والذي يدفع أحد أعضاء مجلس النواب بمقترح لتعديله بنوداً من شأنها تغليظ العقوبة على الآباء وأولياء الأمور الذين يقررون تسمية المواليد الجدد بأسماء "تخالف الشرائع" ولا تتسق ومعايير المجتمع.
تقدم النائب هشام الجاهل في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري بمشروع قانون إلى مجلس النواب يقضي بتغليظ العقوبة على من يخالف القانون 143 لسنة 1991 بشأن أسماء المواليد، لتصل العقوبة إلى الحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه (330 دولاراً أمريكياً)، بدعوى أن ذلك يحسم قضية الأسماء المركبة، ويمنع اختيار الأسماء "الدخيلة" على المجتمع بين المواليد الجدد.
وصدر القانون في عام 1991 بهدف السيطرة على انتشار الأسماء المركبة، التي رأت السلطات الأمنية أنها تسهل الهروب من الجرائم بسبب تشابه الأسماء. وهي المسألة التي خضعت للسيطرة لاحقاً بعد اعتماد الرقم القومي لهوية السكان منذ الميلاد، بموجب القانون 143 لسنة 1994، أي بعد ثلاث سنوات من صدور قانون الأسماء.
تقدّم النائب هشام الجاهل بمشروع قانون إلى مجلس النواب يقضي بتغليظ العقوبة على يطلق على ابنه أو ابنته اسماً مركباً أو "دخيل على المجتمع"
ولكن قبل صدور القانونين، سعت الدولة إلى الحد من انتشار الأسماء "الغريبة" والمثيرة للسخرية، التي دأب بعض المصريين على إطلاقها على أبنائهم، وخاصة الذكور منهم، بسبب معتقدات خاصة، وكانت تحولات الأسماء شهادة على التحولات الاجتماعية والثقافية منذ الدولة المصرية القديمة (عصر الفراعنة) حتى اليوم.
التبرك بالدين
تأثر المصريون منذ عصر الفراعنة بالدين، وعبّروا عن ذلك بصدق في اختيار أسماء أبنائهم؛ إذ كان من بين الأسماء ما يربط بين المولود ومعبود قومه برباط التبعية، أو القرب والمحبة.
في هذا الإطار، يقول عبد العزيز صالح في مؤلفه التربية والتعليم في مصر القديمة: "شاعت في عصور الدولة الوسطى على سبيل المثال، أسماء تجعل الطفل ابنا للإله أو أخا له. وأسماء [هي] تسميه باسم إلهي خالص أو باسمين إلهيين، وكان الوالدان حين يبغيان اختصار أمثال هذه الأسماء يناديان الطفل باسم المعبود نفسه".
ويدعم هذا الطرح الروائي محمد جبريل، الذي يقول في مؤلفه "مصر... الأسماء والأمثال والتعبيرات" الصادر عام 2010: "لا شك أن العامل الديني هو الأكثر تأثيراً في عملية اختيار الأسماء، حتى من قبل أن تظهر الأديان السماوية، فقد كان المصريون القدماء يتفاءلون بأسماء الآلهة فيسمون بها، أو ينسبون إليها، فمن أسمائهم: خفرع، منقرع، آمون حتب، توت عنخ آمون".
وينوه جبريل بطريقة أخرى في التسمية: "كما يسمي المولد باسم ولي العهد أو الملك الحاكم، إما عن طريق استعارة حرفية الاسم نفسه مثل خيتي وأمنمحات وسنوسرت وأحمس وآمن-حوتب، تبعاً لشهرته، أو لولادة الطفل في يوم مولده أو يوم تتويجه. وغالباً ما يضاف إليه ما يتضمن الإشادة به والولاء له والدعاء من أجله مثل (خوفو عنخ)، أي خوفو حي، أو عاش خوفو، و(خفرع) أو بیبي نخت، وما يعني (مولاي على رأس جيشه)، إذا صادفت الولادة يوم خروج الملك أو عودته على رأس جيشه".
ويؤكد أنه رغم مضي قرون على انقضاء عصور المصريين القدماء، فإن المواليد يتسمون حتى الآن بالعديد من الأسماء الفرعونية، وبخاصة الأقباط الذين لا يزالون يحتفظون بظلال الهوية المصرية القديمة، مثل رمسيس من "رع مس سو"، أي ابن الإله رع، ومنقريوس من "منقرع"، وبشاي أي "بخيت"، وشنودة أي "حي هو الله"، و"باخوم" أي النسر، و"بسادة" أي النور.
لا يزال أقباط مصريون يتمسكون بتسمية أبنائهم عبر طقس "صلاة الطِشْت"، التي تنتهي إلى إطلاق اسم أحد الشهداء أو القديسين على المولود أو المولودة الجديدين
"صلاة الطِشْت"... تأثر الأقباط بالقديسين والشهداء
وظل التأثر بالدين وأسماء الآلهة قائماً مع مرور الأيام، فكان من أسماء العرب: "عبد اللات، وعبد يغوث، وعبد غنم"، ثم ظهرت اليهودية فسمى أتباع هذه الديانة "يعقوب، وموشى، وإسحاق"، وعندما ظهرت المسيحية انتشرت أسماء "عبد المسيح، وبولس، ومريم، ويوحنا، ولوقا، ومرقص" وغيرها.
ويشير محمد جبريل إلى أن قسماً كبيراً من الأسماء التي يطلقها الأقباط على أبنائهم، ينتمي إلى أصل شرقي، منها "ذات الألفاظ السامية"، وأخرى يقتصر استعمالها عليهم مثل "حنا" ومعناه "حمداً لله"، وميخائيل معناه شبيه الله، ومريم التي تعني تحمل المتاعب والصعاب، و"عبد المسيح" يعني خادم المسيح، إلا أن المؤلف يتدارك الأمر بقوله: "لكن الأقباط مالوا في العقود الأخيرة إلى إهمال الأسماء التي تضع معنى محدداً، وإحلال أخرى ذات مدلولات غير محددة، بحيث يتسمى بها المسلم والمسيحي واليهود على السواء، مثل إبراهيم وفهمي". هذا الوضع تغير كثيراً خلال العقد الأول من الألفية، إذ بات الأقباط والمسيحيون المصريون يميلون إلى تسمية المواليد الجدد بأسماء غربية أو أسماء القديسين والشهداء.
في سياق متصل، يروي مراد كامل في مؤلفه "حضارة مصر في العصر القبطي" أنه كان عندما يولد للعائلة طفل، يتم أول احتفال عائلي به في اليوم السابع، فتدعو العائلة الكاهن ليباركه، ويرفع صلاة شكر الله من أجل سلامة الوالدة، وتسمى صلاة "الطشت"، بسبب استخدام "الطشت" (وعاء للغسيل غالباً يصنع من المعادن أو البلاستيك) لدى غسل الطفل في ذلك اليوم.
ويوضح المؤلف أنه خلال هذا الطقس يشترك الكاهن مع الوالدين في اختيار اسم قبطي للوليد: "يختارونه غالباً من أسماء القديسين والشهداء المشهورين بمثلهم العليا، ولهم في ذلك طرق مختلفة، فالبعض يختار اسم القديس الذي ولد الطفل في يوم عيده أو ذكرى استشهاده، والبعض يختار سبعة أسماء لقديسين مختلفين، ويطلق أسماءهم على سبع شمعات، والشمعة التي تستمر مضيئة إلى آخر الحفل يطلقون الاسم الذي تحمله على الوليد، وأحياناً يكون الاسم قد أعد من قبل بأن نذر أحد الوالدين تسمية الوليد باسم القديس الذي استشفع به في وقت ضيقه".
ولفت كامل إلى أن حب الأقباط للقديسين والشهداء يدفعهم لإطلاق أسمائهم على أبنائهم، سواء كان الاسم من أصل مصري أو يوناني أو سرياني.
ويتفق كرم الصاوي باز مع الطرح السابق إذ يقول في كتابه "مصر والنوبة في عصر الولاة: دراسة في التاريخ الاجتماعي في ضوء أوراق البردي العربية" إن أسماء المواليد عند المسيحيين في مصر ارتبطت إلى حد كبير بالقديسين والقديسات، متابعاً: "ومن أوضح الأمثلة على ذلك اسم القديسة بربارة (إحدى قديسات العصور المسيحية المبكرة)؛ إذ تشير بعض الروايات إلى أن نصف نساء أقباط مصر اتخذن اسم بربارة تيمناً بها".
كانت تحولات الأسماء شهادة على التحولات الاجتماعية والثقافية منذ وقت الدولة المصرية القديمة (عصر الفراعنة) وحتى اليوم
الإسلام يوفق بين أسماء الديانات الثلاث
ومع مجيء دين الإسلام، انتشرت أسماء محمد وأحمد ومصطفى ومحمود ومختار وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وزينب وفاطمة وخديجة وعائشة ونفيسة، بحسب محمد جبريل، الذي يشير إلى أن المسلمين اختاروا أيضاً لأبنائهم أسماء تنتمي إلى "اليهودية والمسيحية".
ويبرر المؤلف ذلك بقوله: "وإذا كان المسلمون قد اختاروا لأبنائهم أيضاً أسماء تنتسب إلى اليهودية والمسيحية، مثل موسى وعيسى ويوسف ومريم وسليمان وداود، فلأن الإسلام يعترف بتعاقب الرسالات، انتهاء بخاتمتها وهو الإسلام، في حين أن اليهود والنصارى لا يعترفون في الأعم بغير ديانتهم، فهم إذن لا يسمون أبناءهم بأسماء محمد وأحمد وأبو بكر وعمر وعثمان".
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة للمسلمين، وإنما كان القرآن الكريم مصدر أساسي آخر لاختيار الأسماء المصرية، وفي ذلك يقول جبريل: "وقد يختار الأب اسم مولوده من آية قرآنية تناهت إلى سمعه من خلال تهجد أو تلاوة".
كذلك تنتشر في مصر تسمية المولود باسم أفراد آل البيت النبوي، مثل حسن وحسين وفاطمة وزينب ونفيسة وغيرها، أو أحد الخلفاء الراشدين الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ويطلق على البنات أسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أو بناته أو واحدة من آل بيته: "خديجة أو عائشة أو آمنة أو أو فاطمة أو زينب أو رقية أو أم كلثوم".
ووصل التأثر الديني إلى حد إطلاق أسماء الأولياء على المواليد، فيطلق اسم كل ولي على أطفال المدينة أو المنطقة التي تخضع لولايته، فتكثر في محافظة الإسكندرية، شمال مصر، أسماء مرسي، وعباس، وجابر، وياقوت، والأباصيري، نسبة إلى المرسي أبو العباس، وسيدي جابر، وياقوت العرش، والأباصيري.
ويرى جبريل أن أسماء نفيسة وعائشة وفاطمة وزين وحسين مألوفة في القاهرة لأن بها مساجد وأضرحة لهؤلاء المشاعل من آل البيت، أما "إبراهيم ودسوقي وأحمد وبدوي وسيد ومرشدي وعرجاوي والقصبي والعيسوي وشبل وعبد العال وغيرها"، فهي منتشرة في مدن الدلتا لأن مصدرها أولياء يتبرك بهم أبناء الدلتا.
السياسة ومحبة الزعماء
بعيداً عن التأثر الديني، كان للأحداث التاريخية التي مرت بها مصر على مدار تاريخها أثر واضح في اختيار الأسماء. عقب دخول العثمانيين إلى مصر، ظهرت أسماء مثل "شلبي" الذي يعني الرجل المهذب الأنيق، و"الخازندار"، ومعناه أمين المخازن، و"السلحدار" أي أمين السلاح، ونازك ونازلة وصافيناز وناريمان.
يقول أحمد أمين في مؤلفه "قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية" إن لبعض المصريين أسماء وألقاباً غريبة، خصوصاً عند الفلاحين، أما أهل المدن، وخصوصاً الطبقة الراقية، كثيراً ما يستعملون "الأسماء التركية" كثروت وبهجت، لافتاً إلى أنه في العصور الحديثة قلد الأقباط الإنجليز في أسمائهم، كوليم وجورج.
وترك الطابع السوداني تأثيراته كذلك على أسماء الأسر والأفراد إذ إن العديد من العائلات توارثت التسمية بأسماء الأولياء والشيوخ السودانيين، مثل الميرغني ومحمد عثمان وإدريس والطيب والبنداري والبشير والركابي والعبودي وفراج والمحجوب.
هذا الأمر أشار إليه محمد جبريل بقوله: "لكل عصر أو جيل أسمائه الشائعة، وهي ترتبط بالأحداث المهمة في تلك الفترة، أو الشخصيات البارزة التي عاشت فيه، وقد سميت مولودة (وطنية) لأن مصر كانت تحيا أحداثاً وطنية مهمة"، موضحاً أن المصريين سمّوا أبناءهم "مصطفى" نسبة إلى مصطفى النحاس (1879 - 1965)، زعيم حزب الوفد، و"حسين" نسبة إلى اسم السلطان حسين كامل، سلطان مصر الأسبق (حكم مصر من عام 1914 حتى عام 1917، كما كثر اختيار اسم "عباس"، إبان فترة الحرب العالمية الأولى، لأنه كان رمزاً لما يمثله من رغبة في تبديل أحوال المصريين، فهو الخديوي الذي عزله الإنجليز، وتوقع المصريون أن يعود مع الأتراك لإنقاذ البلاد (المقصود الخديوي عباس حلمي الثاني الذي حكم مصر منذ عام 1892 حتى عزله عام 1914).
وحين انتشر اسم سعد في فترة ما، فلأن بطل تلك الفترة كان سعد زغلول (1858 - 1927)، الزعيم الوفدي، قائد ثورة 1919، ويروي الشاعر فاروق شوشة (1936 - 2016) أنه قد سمي باسم الملك فاروق، حاكم مصر في الفترة من عام 1936 إلى أن انقلب عليه الضباط الأحرار في 23 تموز/يوليو عام 1952، بعد أن تولى حكم مصر بأشهر قليلة، وأن شقيقته سميت على اسم الملكة فريدة (زوجة الملك فاروق الأولى)، بحسب جبريل.
وذكر محمد السيد كمال في كتابه "أسماء ومسميات من تاريخ مصر القاهرة": "بعد ميلاد فاروق الملك المخلوع انتشر هذا الاسم، ولم يكن من الأسماء المتداولة منذ عهد الفاروق عمر بن الخطاب، وأيضاً في أوائل القرن الحاضر انتشر اسم أنور إعجاباً بأنور باشا، القائد التركي الذي كان له دور هام في خلع السلطان عبدالحميد الثاني سنة 1909".
أما انتشار اسم "جمال" في فترة تالية، فلأن جمال عبد الناصر، الرئيس المصري الأسبق، قائد ثورة يوليو/ تموز، هو بطل تلك الفترة. يقول محمد السيد: "بعد قيام ثورة سنة 1952 نجد اسم جمال منتشراً بين مواليد ما بعد الثورة، تيمناً بقائدها".
من المعروف أن المصريين أطلقوا أسماءً غريبة أو أنثوية على أبنائهم الذكور خوفاً عليهم من الحسد والسحر. ولجأ مصريون قديماً إلى العرافين ليحددوا اسماً للطفل له طالع حسن
خوفا من الحسد... إطلاق أسماء "البنات" على الأبناء
الخوف من الحسد ودرء العين كان أحد الأسباب المهمة التي أثرت على اختيارات المصريين لأسماء أبنائهم أيضاً، حتى وصل الأمر إلى إطلاق أسماء البنات على الأبناء، بالإضافة إلى الذهاب للمنجمين من أجل ذلك.
يقول عبد العزيز صالح في كتابه "التربية والتعليم في مصر القديمة" إن الأمهات كانوا إذا أردن دفع الحسد وعين الشر عن أطفالهن، أطلقوا عليهم أسماء مثل "جار" أي عقرب، و"نرخيسو" أي "ما اعرفهوش"، و"بورخف" أي العبيط.
في السياق ذاته، يوضح محمد جبريل أنه قد تطلق الأسرة على أبنائها أسماء غير تلك التي سجلتها في شهادة الميلاد، درءاً للحسد. ويضيف: "غالباً ما تكون تلك الأسماء مضحكة أو تدل على بعض الصفات السلبية مثل (العبيط) أو (الدهل)، أو تدل على نقص خلقي أو تشوه، مثل الأعرج أو الأعور، وغيرها من الأسماء التي يتصور الأهل أنها تمنع الحسد، فضلاً عن الاعتقاد بأن إخفاء الاسم الحقيقي للولد سيجعل من المستحيل على (الخصوم) أن يعرضوا الولد لأذاهم، سواء بالسحر أو بغيره".
من ناحية أخرى، قد يطلق الأبوان على أولادهما أسماء البنات، خوفا عليهم من الحسد أيضاً، فالابن يدون في شهادة الميلاد "ممدوح"، لكنه ينادى حتى يكبر "مديحة"، وتوفيق في شهادة الميلاد يتحول على لسان الأم إلى "تاتا"، وفقاً لجبريل.
لكن الأمر الذي كان شديد الغرابة، هو ذهاب البعض إلى المنجمين لاختيار أسماء أبنائهم، فوفقاً لكتاب "دراسات في الأنثروبولوچيا الاجتماعية: الطفل والتنشئة الإجتماعية"، كانت تتم في الماضي عمليات استطلاع للنجوم والكواكب التي تناسب اسم الوليد، إلا أن هذه العادة بطلت تدريجاً حتى انتهت تماماً.
الأسماء تعكس جوهر الثقافة
في كتابه "البيئة والأسماء... دراسة في المعاني والدلالات" يؤكد الدكتور علي المكاوي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية الآداب – جامعة القاهرة، أن الأسماء تعكس جوهر الثقافة، خاصة في ما يتعلق بالتفاؤل والنظر إلى المستقبل، مشيراً إلى أن التراث العربي يحفل بالعديد من الشواهد الدالة على أهميتها، ودقة اختيارها، لذلك كان الاسم رمزاً تركزت فيه التجارب، وتكاثفت فيه الخبرات حول البيئة والمجتمع.
ويرى المكاوي أن الأسماء سجل حافل للثقافة على مدى التاريخ، فهي تعكس المراحل التاريخية الفرعونية والرومانية واليونانية والفارسية والأوروبية، ومراحل وعصور التاريخ الإسلامي، الأموي والعباسي والفاطمي والأيوبي والمملوكي والأندلسي، كما تشير إلى انتصارات وبطولات، وأبطال وقيادات، ومعارك وأدباء وشعراء.
ويوضح أن عادات التسمية تتأثر بالتطور الاجتماعي والتاريخي للمجتمع، كما تعد خلاصة خبرات الجماعات الاجتماعية وتطورها الحضاري.
ويضرب مثالاً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لعل تسمية عبد المطلب لحفيده باسم محمد، عليه الصلاة والسلام، تكشف لنا عن فلسفة العرب في اختيار الاسم، فقد شفع عبد المطلب التسمية بوثيقة يقول فيها: (سميته محمداً ليكون محموداً في السماء والأرض)، ويدرك بفطرته أن اسم محمد تركيز لمعنى نبيل، ولعالم متسع الدلالات، يعني أن صاحبه ممجد وجدير بالتمجيد، وسيكون محموداً إلى آخر الزمان".
ويبيّن المكاوي أن الأسماء كانت مفتاح المعرفة وأول عطاء الربوبية لآدم عليه السلام، ولا تزال لها علاقات تفاعيلة بالإنسان وبيئته وخبراته وموروثاته الثقافية المتنوعة على مر العصور، وعلى هذا فإنها مدخل عصري يقودنا إلى فهم تراثنا العربي والاتصال به، وتعميق الروابط معه، وتالياً وصل للماضي بالحاضر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 ساعاتربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 13 ساعةحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ يومينبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي