شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"فين الغلط بالظبط؟"... الفنانة فيدرا متّهمة بازدراء الأديان أثناء دعمها حقوق الحيوان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 29 نوفمبر 202110:41 ص

قامت الدنيا ولم تقعد لأن الفنانة الأردنية فرح المصري (الشهيرة بـ"فيدرا") ارتدت "تي شيرت" مطبوعاً عليه جزء من آية قرآنية، تحديداً عند منطقة الصدر، لدى إطلالتها في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43.

وفيدرا ممثلة ومنتجة ومخرجة وعارضة أزياء أردنية ولدت في الكويت، وانتقلت إلى مصر في ثمانينيات القرن الماضي، حيث دخلت عالم الفن من طريق زوجها الراحل المخرج سامح الباجوري.  

إطلالة فيدرا بتنورة سوداء وتي شيرت أبيض قصير تغطيه سترة جلدية سوداء أثارت ضجة عارمة لا يزال صداها عالياً إلى اليوم. ولكن هذه الإطلالة كانت لافتة من حيث الرسالة التي أرادت الفنانة إيصالها.  

طُبعت على التي شيرت كلمتا "أمم أمثالكم" من سورة الأنعام الآية 38: "وَمَا مِن دَآبَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا طَيرٍۢ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم"، في تذكير لطيف بحقوق الحيوان، وهو المجال الذي تنشط فيه فيدرا بقوة.

عوضاً عن التركيز على رسالة فيدرا النبيلة وحث المزيد من الفنانين والفنانات على توظيف إطلالتهم/ن التي ينتظرها الجمهور في المهرجانات والمناسبات الفنية البارزة في سياقات حقوقية مشابهة، تعرضت فيدرا لهجوم وصل إلى اتهامها بـ"ازدراء الأديان". والمقصود هنا هو الدين الإسلامي الذي تدين به.

"صدور الكاسيات العاريات"

قال خطيب في وزارة الأوقاف المصرية، يدعى خالد الجمل، عبر حسابه في فيسبوك، إن ما فعلته الفنانة "تطاول مرفوض على كتاب الله، وجهل بقيمة وقدر كلام الله"، معتبراً أن ما فعلته "ازدراء للأديان وعبث بالآيات القرآنية".

حذّرها داعيةٌ من "سرطان الثدي"... رسالة الفنانة فيدرا الداعمة لحقوق الحيوان بـ"كلام الله" تعرّضها للاتهام بـ"ازدراء الأديان". وهي ترد: "فين الغلط بالظبط؟ أنا طول النهار والليل لابسة 3 آيات كرسي في رقبتي!"

واتهم داعية إسلامي آخر يدعى محمد علي، في تصريحات للصحافة المحلية، الفنانة بمحاولة "ركوب الترند والشهرة على حساب كتاب الله"، متوعداً إياها بـ"عقاب الله آجلاً أو عاجلاً". وفي رسالة فظّة منه، ذكّرها بأن "سرطان الثدي انتشر انتشاراً كبيراً هذه الأيام، فلتأخذ العظة، وعليها التوبة؛ ما اقترفت في حق كتاب الله".

وزاد أن القرآن نزل لـ"يحفظ في الصدور، لا ليكتبوه على الصدور، ناهيكم بصدور الكاسيات العاريات". وهنا بالتحديد تكمن "الأزمة"، كما أشارت نسويات عبر السوشال ميديا، أزمة رجال الدين، وربما غالبية ذكور المجتمع المصري: أن يكتب "كلام الله" على صدر امرأة وليس على صدر رجل، صدر فنانة وليست امرأة عادية أو محجبة مثلاً، وربما الأزمة في أن يكتب على صدر الأنثى، هذا الجزء من جسد المرأة الذي يختصره كثيرون في العلاقة الجنسية والإثارة والغواية كأمور يرونها "مفسدة" لا أنه مثلاً مصدر التغذية والحياة لكل وليد يصل هذا الكوكب.

"فين الغلط؟"

في ردها على الهجوم، قالت فيدرا: "الحقيقة لم أستوعب ما الهدف من الجدل الدائر حول ملابسي، ولا أجد سبباً لكل هذا الجدل. إحنا طول الوقت بنلبس ‘آية الكرسي‘ وكلمة ‘الله‘ وآيات قرآنية في سلاسل ذهب وفضة وخواتم، حتى الأخوة الأقباط يرتدون صلبان وصور للسيدة العذراء والسيد المسيح".

وتساءلت متعجبةً: "فرقت إيه مع الناس ارتداء هذه الآيات سواء في سلسلة أو دلاية أو حتى تطريز على الملابس؟ هو في كلام أو منطوق أهم من كلام ربنا؟… فين الغلط بالظبط؟ أنا طول النهار والليل لابسة ثلاث آيات كرسي في رقبتي!".

ربما الأزمة في أن يكتب على صدر الأنثى، هذا الجزء من جسد المرأة الذي يختصره كثيرون في العلاقة الجنسية والإثارة والغواية كأمور يرونها "مفسدة" لا أنه مثلاً مصدر التغذية والحياة لكل وليد

استنكرت فيدرا أن يعتبر استرشادها بـ"كلام ربنا" لأجل "دعم الحيوانات وتوعية الناس أنها أمم مثل البشر، ويجب أن نعطف عليها ونرعاها بدلاً من سمّها (تسميمها) وقتلها دون رحمة"، ازدراءً وليس انعكاساً لقناعاتها ومدى إيمانها به.

في الآونة الأخيرة، لجأت فنانات عربيات إلى الأسلوب الذي اعتمدته فيدرا لإيصال رسائل إنسانية عبر ملابسهن في المهرجانات الدولية والمحلية. المخرجة والفنانة السورية وعد الخطيب كتبت على فستانها في حفل جوائز الأوسكار 2020: "تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة"، في رسالة دعم للسوريين الثائرين على حكم نظام بشار الأسد.

ومطلع هذا الشهر، دوّنت الفنانة التونسية الشابة أسمى بالعيد على المعطف الذي ارتدته في حفل ختام مهرجان قرطاج السينمائي أسماء نساء وقعن ضحايا "النزعة الذكورية" للسلطات والأنظمة العربية، منهن سارة حجازي وشيماء الصبّاغ.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image