في إطار سياسة "تمازج الثقافات" أو "التعددية الثقافية" التي تتبعها، أطلقت علامة الأزياء الإيطالية الشهيرة "United Colors of Benetton" مجموعة من أغطية الرأس الإسلامية بألوان متنوعة ومناسبة لأن يرتديها الرجال والنساء على السواء.
الحجاب الذي يباع مقابل نحو 40 دولاراً، ابتكره الرابر الإيطالي الشاب غالي عمدوني (28 عاماً)، المولود في ميلانو لأبوين تونسيين. ظهر غالي مراراً بالحجاب عبر حسابه في انستغرام الذي يتابعه نحو 2.5 مليون شخص.
امتازت أغطية الرأس التي عُرضت للمرة الأول في أسبوع الموضة في ميلانو، في أيلول/ سبتمبر الماضي، بألوانها الأسود والأحمر والأخضر والأصفر، وخامتها "الإسترتش" أو المطاطية.
لدعم "التعددية الثقافية"... علامة الأزياء الإيطالية الشهيرة "Benetton" تطلق حجاباً للجنسين، ومصممه -الرابر الإيطالي من أصول تونسية غالي عمدوني- يصفه بأنه "لباس فريد"
تحمل أغطية الرأس شعار "بينيتون" و"يونايتد كولورز أوف غالي" التي أنشأها حديثاً وأطلق عبرها مجموعة من "أزياء جيله" من الملابس الرياضية والكاجوال.
"زي فريد" أو "اضطهادي"؟
عن سبب إطلاقه حجاباً للرجال والنساء، قال غالي في تصريحات إعلامية إن "الحجاب هو لباس فريد طالما كنت أرغب فيه بشدة. ولم أجد رفضاً من الشركة لإدراجه في المجموعة".
يبدو أن الرابر من أصول تونسية أراد فرض الحجب كرمز للثقافة العربية وليس الإسلامية فحسب. قال إنه تعرض للتنمر في المدرسة خلال طفولته، وسئم من ربط كل ما هو عربي أو تونسي بأمور سلبية أو كريهة.
وأضاف: "عندما كنت صغيراً، كانت والدتي تخشى أن أخرج مع رفاقي العرب. فضلت أن يكون لي أصدقاء إيطاليون. الآن أعتقد أنه من المهم القول إن هذا الاختلاف قيمة مضافة، وهو ما يجعلني فريداً".
في حين حاول مصمم "حجاب الجنسين" فرض غطاء الرأس للتطبيع مع الثقافة العربية في إيطاليا، قال منتقدون إن ابتكاره يعكس "المزيد من الإذلال" ويرسخ "ثوباً لا يضطهد الرجال، لكنه فُرض على ملايين النساء والفتيات"
لكن حجاب الجنسين أثار ردود فعل غاضبة في الغرب الذي ترسخ لديه الحجاب كأمر مفروض على النساء قسرياً، وجرّمته بعض القوانين الغربية والأوروبية.
عقّبت الصحافية إبابة حميدة بأن الإعلان عن حجاب للجنسين من علامة أزياء شهيرة لا يعكس إلا "المزيد من الإذلال"، مبيّنةً أن الرجال قد لا يكون لديهم عائق مع الحجاب خلافاً لملايين النساء. "ثوب لا يضطهد الرجال، لكنه فُرض على ملايين النساء والفتيات"، أردفت.
وتجدر الإشارة إلى أن عام 2016 شهد في إيران انطلاق حركة تحمل اسم "Men In Hijab"، وشجعت على ارتداء رجال أغطية الرأس النسائية كشكل من أشكال التضامن مع زوجاتهم وقريباتهم، وفي الوقت ذاته، لمواجهة الدعوات الغربية المناهضة للحجاب القسري.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ اسبوعينلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...