شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
مقتل صحافيّة يمنيّة وجنينها وإصابة زوجها في عدن

مقتل صحافيّة يمنيّة وجنينها وإصابة زوجها في عدن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 10 نوفمبر 202110:15 ص

قضت الصحافية والإعلامية اليمنية رشا الحرازي وجنينها، وأصيب زوجها بجروح بالغة، الثلاثاء 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارتهما في خور مكسر بمحافظة عدن (جنوب اليمن).

حوادث التصفية الجسدية والاغتيال، وإن باتت متكررة في اليمن الغارق في الحرب الأهلية منذ عام 2014، إلا أن هذه الحادثة حملت الكثير من الملابسات المروعة. كانت الحرازي وزوجها في طريقهما إلى العيادة الطبية لوضع طفلها الثاني حين انفجرت السيارة إثر زرع عبوة ناسفة أسفل مقعد الصحافية الحامل. 

وفي ذروة الانشغال بنقل أشلاء الصحافية المغدورة، ونقل زوجها المصاب أملاً في إنقاذ حياته، لم ينتبه المسعفون إلى جثمان الرضيع الذي بقي في مسرح الحادث وحيداً عارياً متكوراً إلى أن رصدته عدسات المصورين وأُلحق بجثمان والدته في لقطة وصفها البعض بأنها "صورة القرن بلا منازع".

تبادل الاتهامات

استغلت الأطراف المتحاربة في اليمن وأنصارهم الحادثة لتبادل الاتهامات وإلقاء التهم على خصومها. اتّهم أنصار المجلس الجنوبي -الذي تقع المحافظة في مناطق سيطرته- الحوثيين بتدبير الحادثة لزعزعة الأمن في المحافظة، محذرين من وجود "خلايا وعملاء" للجماعة المتمردة هناك. ونفى أنصار للحوثيين المسؤولية عن أنفسهم قائلين إن المجلس له مصلحة في التخلص من الصحافية التي أزعجته بعباراتها القوية في تقاريرها.

لم ينتبه المسعفون إلى الجنين الذي خرج من بطن أمه وظل في مسرح الجريمة وحيداً عارياً بعض الوقت… اغتيال الصحافية اليمنية  #رشا_الحرازي وجنينها وإصابة زوجها الصحافي #محمود_العتمي عقب تفجير سيارتهما في عدن

النهج نفسه اتبعه أنصار الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إذ قال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل إن "عبدالملك الحوثي اعتبر في خطابه الشهير الذي ألقاه في سبتمبر 2015 أن الصحافيين أخطر من المقاتلين في الجبهات. وهي دعوة لمسلحيه لجعلهم الهدف الأول باعتبارهم شهود الحقيقة".

وأضاف: "الحوثي عدو لكل إنسان حتى الأطفال والأجنة في بطون أمهاتهم. طبعاً، الصحافيون في مقدمة أعداء النازية الحوثية".

وقال الصحافي اليمني بسيم الجناني إن العتمي تواصل معه الشهر الماضي وأبلغه أن الحوثيين يستهدفونه. كتب: "في 6 أكتوبر المنصرم تواصل بي الزميل محمود العتمي وأبلغني أن الحوثيين استدعوا بعض الإعلاميين في الحديدة لأخذ معلومات منهم عن عنوان سكنه ونوع سيارته في عدن، ونصحته بمغادرة عدن، ومنعه من ذلك أن زوجته على وشك أن تضع جنينها الثاني وينتظر بعد أن تضع الجنين ويغادر فتم استهدافهما اليوم".

وأرفق بتغريدته جزءاً من محادثته مع العتمي، مضيفاً أن الحوثيين كانوا قد اختطفوا شقيق محمود للضغط عليه واختُطِف عدد من الإعلاميين في الحديدة بسبب تواصلهم معه.

وفي التصنيف العالمي لحريّة الصحافة لعام 2021، يقبع اليمن في المركز 169 من أصل 180 دولة. وتعاني الصحافة في اليمن من سيطرة أطراف النزاع المختلفة، وتفشي الانتهاكات المستمرة بحق الصحافيين والصحافيات في المؤسسات الإعلاميّة بما فيها الاختطاف والاعتقال والتحريض والمنع والمصادرة والمحاكمات والتحقيقات والإيقاف عن العمل والتعذيب والاعتداءات الجسديّة وحالات القتل.

منذ عام 2015 إلى اليوم شهدت محافظة عدن الجنوبية "ما لا يقل عن 200 حالة تصفية جسدية" قُيّدت جميعها "ضد مجهول"، و"بقي مرتكبوها أحراراً من دون محاسبة"

نتيجة "الإفلات من العقاب"

واعتبر المرصد الأورومتوسطي في اليمن، وهو منظمة حقوقية غير حكومية، أن الاغتيال "فاجعة جديدة تُضاف إلى سلسلة الاغتيالات التي وقع ضحيتها عدد كبير من المدنيين في #اليمن"، لافتاً إلى أن "تصاعد الاغتيالات يأتي نتيجة للإفلات من العقاب".

وأوضح المرصد أن محافظة عدن الجنوبية شهدت منذ عام 2015  "ما لا يقل عن 200 حالة تصفية جسدية" قُيّدت جميعها "ضد مجهول"، و"بقي مرتكبوها أحراراً من دون محاسبة" من العقاب الذي حظي به مرتكبو الجرائم السابقة فيما لم تبذل السلطات جهوداً حقيقة للتحقيق فيها".

"أي إجرام هذا، أي إرهاب يصادر حياة أسرة لا تحمل سوى الأقلام والأحلام؟ في بلادنا التي أنهكتها الحرب، لا يملك أولئك المجرمون ذرة من إنسانية".

وحث المجلس الانتقالي الجنوبي على فتح تحقيق فوري في حادثة اغتيال الحرازي، وحوادث الاغتيال السابقة على نحو يضمن تحقيق العدالة للضحايا. كما ناشد المجلس توفير الحماية الكاملة لجميع الشخصيات التي قد تكون مستهدفة بالتصفية أو الإيذاء الجسدي.

وغرّد محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان اليمني السابق، متسائلاً: "أي إجرام هذا، أي إرهاب يصادر حياة أسرة لا تحمل سوى الأقلام والأحلام؟ في بلادنا التي أنهكتها الحرب، لا يملك أولئك المجرمون ذرة من إنسانية. الرحمة للاخت الصحافية #رشا_الحرازي (توفيت وجنينها)، والشفاء لزوجها الصحافي #محمود_العتمي، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وقال ناشطون إن "استشهاد #رشا_الحرازي يجب أن يشكل صدمة لنا جميعاً لأن استمرار الفشل والانفلات الأمني حرب أخرى".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image