شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
يتعرّى في فراش الآخرين

يتعرّى في فراش الآخرين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز

السبت 30 أكتوبر 202112:53 م

الأبدية، طريق طويل إلى إيثاكا


-1-


لا شيء أستطيع قولَهُ يا الله

آمل أنكَ تقرأ الرسائل الفارغة

الممحوّة الأحرف

الكلام الذي لا يستطيع

لم أعد أذكرُ من أحبّني أو أحببته

من اهتمت بي أم اهتممت بها.

لم أعد أشعر بأيّ ألم

كلّ جسدي ثقوب

كلّ جهاتي

صفعات

فتكت بي المحبّة

والخجل، ذاك الوحش الذي أكل قلبي.

 

تأخرت عن كل شيء

كان يجب الكثير من الوقاحة

الكثير من الابتذال

كان يجب أن أكون أقوى

وأقاتل من أجل أن أحظى بالأكثر،

أنا القليل

لم أعد أعي ماذا يوجعني

وماذا أشعر في هذا الفقد.

كيف زرعت شوك  الغرابة والوحشة في حقول دمي؟ كيف ببساطة أنهكتني بما لا أستطيع أن أحتمل، بما لا أطيق أو أنتظر؟ كيف قتلتني يا الله؟ مجاز في رصيف22

لقد استهلكتني التجربة

وأطلق الحب كل رصاصاته المُذهبة

دون رحمة

أعتب على الله

أعتب على الصدفة

لقد ساهما مثل أم وأب

بقتلي.


-2-

 

على كل حال لقد عاش أفضل مني

سحق أكثر من امرأة بغروره، الرجل ذاك

وأخضر عينيه اللامعتين

وأكثر من امرأة منحته كل شيء مقابل لا شيء تقريبا.ً

أنجب أطفالاً لم يعتنِ بهم يوماً

بمصيرهم

أو أي شيء آخر تافه

من قبيل "المستقبل "

اقتنى حيوانات

وبدل بيوت

عاش دمشق الستينات والسبعينات

عرف كل باراتها

وشوارع عتمتها

صخبها والأضواء.

كان له أصدقاء كثر

مومسات وسيدات مجتمع

رسم على الجدران دون حرج

ومارس كل ما خطر له دون تحفظ

التقط الصور لنا

سجّل أصواتنا

وطردنا جميعاً

كان يحبنا في الصور... فقط.

على كل حال، مات أفضل مما سأموت

كان لديه ما يحكيه للآخرين

وغادر بعد أن عرف أن القطار بالنهاية سيصل إلى محطته الأخيرة:

أسرّ في أذني وأنا أقوده إلى جرعته الأخيرة

ابتسم هازئاً

و

مات.


امرأة في الجوار

 كل ليلة

مثل امرأة خمسينية

أضع أحمر شفاه غير متجانس، على شفتين منهكتين 

أرفع حاجبي بملاقط فضية حازمة، تنتهي بشعري مشدوداً إلى الخلف

أضيف قليلاً من كريم الترطيب على جفاف يحتضر

ألمس جلداً منهكاً

ثديين متهدلين

فخذين

وسرة مُسهدة

كل ليلة يسيل الكُحل في الصباح، وأسقط من على طرف السرير. لا أحد يسمع صوتاً، لا أحد يعتقد أن امرأة وحيدة تسكن بالجوار... مجاز في رصيف22

 أدسّ بين ساقاي أظافري المُدببة

حادة وحمراء، وتتكسر بسهولة 

تنتهي بشهقة غائرة

مثل جرح سحيق.

كل ليلة

يسيل الكُحل في الصباح

وأسقط من على طرف السرير

لا أحد يسمع صوتاً

لا أحد يعتقد أن امرأة وحيدة

تسكن بالجوار.

الشعر  

يا الله

كيف يستطيعون كتابة كل هذا الشعر

نشر تلك الأكاذيب بهذه السهولة

كيف يأخذون الحب الى أقبية التعذيب وينكلون به

يسحقونه ويمثلون بجثته

كيف وببساطة يمتلكون الجرأة أن يقفوا مزدهين خلف المنصات

ويصرخون بكل ثقة

يسرون في أذني

لقد كنا نسرق الإعجاب

ونطلق رصاصات الدهشة على الجمهور

كيف يتفق أن يقف شاعر بكامل صحته وعنجيته وصلافته

وزهوه

ويتحدث عن الألم

ويدعي المأساة؟

كلما ألتقي شاعراً

أعتقد أن الشعر مختطف

كلما أصادف أحدهم

أفكر بتغيير الطريق.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image