شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مشاهدة زوجي

مشاهدة زوجي "للبورنو" تعود بالفائدة على علاقتنا العاطفية والجنسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الخميس 21 أكتوبر 202109:46 ص

أتذكّر تلك الصديقة التي جاءتني باكيةً، وشاعرةً بمزيج من الغضب، والحزن، والحسرة، بعد شجار وجدال محتدمَين مع زوجها، بسبب أنها وجدت على هاتفه صوراً عارية لممثلات عالميات، وعارضات أزياء. ولكن صدمتها بزوجها، لم تعد كبيرةً، بعد أن صدمها ردي أنا، حين قلت لها: "وإيه المشكلة؟!".

لماذا إذاً كنت أشعر بالانزعاج، عندما يحدث الأمر نفسه مع زوجي؟

تابعتُ إجابتي، مؤكدةً لها أن تلك النوعية من الصور، أحياناً تكون على هاتفي الشخصي، بغرض إرسالها إلى زوجي، لإثارته قبل ممارسة الجنس. لم تفهم تلك الصديقة وجهة نظري، ولم أنجح في إقناعها أبداً، وربما يكون هذا الموقف هو من الدوافع الداخلية لدي، لكتابة هذا المقال، حتى أسأل النساء: لماذا لا تكونين مصدر المواد الإباحية لزوجك؟

الإثارة الجنسية عادةً ما تُربط في أذهاننا بالحب، والعلاقات، والرومانسية فحسب، ظنّاً منّا أنه لن يثيرنا شخص، إلا الذي نحبّه، وتربطنا به علاقة عاطفية، وهذا، من وجهة نظري الشخصية، تفكير ساذج عشت سنوات طويلة فريسةً له، ولم أجنِ من ورائه، سوى الحسرة، والألم، وعدم الثقة في النفس، لما ورثته من أفكار عن أنه من الطبيعي أن يكون الرجل "عينه زايغة"، و"امرأة واحدة لا تكفي"، وتلك المصطلحات النابعة من السلطة الأبوية كلها، التي تمنح الرجل الحق في إقامة علاقات عاطفية جانبية، أو حتى في أن يتزوج أكثر من مرة.

أخبرت صديقتي أن هذه الصور، أحياناً تكون على هاتفي الشخصي، بغرض إرسالها إلى زوجي، لإثارته قبل ممارسة الجنس. لم تفهم الصديقة وجهة نظري، ولم أنجح في إقناعها، ولربما هذا الموقف هو ما دفعني لكتابة هذا المقال، حتى أسأل النساء: لماذا لا تكونين مصدر المواد الإباحية لزوجك؟

ولأني كنت أربط الإثارة الجنسية بالعاطفة، على طول الخط، كنت كلما استشعرت انجذاباً جنسياً من جانب زوجي، تجاه امرأة أخرى، على التلفاز، في أثناء مشاهدتنا فيلماً درامياً ما، أو كلما اكتشف أنه يشاهد "البورنو"، أشعر بالخيانة، وكأنه مارس الجنس مع امرأة أخرى. فكرة أنه ينظر إلى أجساد نساء أخريات، حتى لو كنّ في الجانب الآخر من العالم، ولا يعلمن بوجوده أساساً، كانت كافيةً لتحوّل حياتي إلى جحيم.

ولكن، هذا كله تغيّر، عندما بدأ تفكيري يستقلّ عن المنظومة الأبوية التي نشأتُ فيها، داخل المجتمع، وعندما أدركت أن شعوري بالإثارة الجنسية تجاه رجل وسيم، أو جسد مثير لرجل، أو حتى لامرأة، لا يجب أن يكون، طوال الوقت، متعلقاً بالحب، والعلاقات العاطفية.

وهذا الأمر لم يكن سهلاً الاعتراف به لنفسي، خاصةً أنني كنت أضع أي انجذاب جنسي أشعر به، تجاه أي رجل، في إطار "الحب"، حتى لا أشعر بالخجل والعار، وكأن هذا التفاعل الكيميائي الذي حدث في جسدي، عند رؤية هذا الرجل المثير، ذنبٌ يجب أن أجد له مبرراً، والمبرر هو الحب. وبتلك الذهنية كنت أحاسب شركائي الرجال على نظرات الاشتهاء للنجمات، وممثلات البورنو، أو الإغراء.

لماذا لا أشاركه عالمه الذي يشحن به طاقته الجنسية، حتى لا يكون هذا العالم الذي يفرغ فيه طاقةً جنسيةً، بعيداً عني، ويكون وقوداً لعلاقتنا الجنسية؟

ولكن هذا كله تغيّر تماماً، بعد أن قلت لنفسي، وواجهتها، بأن الإثارة الجنسية يمكن أن أشعر بها تجاه طرف آخر، من دون الوقوع في حبّه، وهذا لا يعني أني سأتقدّم خطوةً تجاه إقامة علاقة مع هذا الشخص، ولكن هذا أيضاً لا يمنع أبداً أن أستمتع بها، وأشحن طاقتي الجنسية من خلالها، ولا أحاول مقاومتها، أو كبتها في نفسي.

ووجدت أن تلك الطريقة تكون وقوداً لعلاقتي الجنسية مع زوجي، وبذلك أدركت الحقيقة التالية: لماذا إذاً كنت أشعر بالانزعاج، عندما يحدث الأمر نفسه مع زوجي؟ ولماذا لا أشاركه عالمه الذي يشحن به طاقته الجنسية، حتى لا يكون هذا العالم الذي يفرغ فيه طاقةً جنسيةً، بعيداً عني، ويكون وقوداً لعلاقتنا الجنسية؟

عزيزتي، بعد أن تتقبلي هذا الأمر، وتدركي أن شعورك بالإثارة الجنسية تجاه أي إنسان، شيء من حقك، وليس هناك خجل فيه، طالما لم تؤذي أي إنسان آخر، ستكونين أكثر مرونة في تقبّل أن زوجك تثيره نساء أخريات. وحينما تصلين إلى تلك النقطة، حاولي بخطوات حذرة، أن تدخلي إلى عالم زوجك الإباحي، ولكن بهدوء، ومن دون اقتحام.

فهذا الرجل عاش سنواتٍ طويلة، في هذا العالم، وحيداً، وأطلق فيه العنان لأكثر خيالاته جنوناً، وجموحاً، ولذلك لن يفتح لك الباب، ويقول لك تفضلي بسهولة، كما أنه هو أيضاً خرّيج تلك المنظومة الأبوية التي تخبره بأن زوجته لا يجب أن تعرف تلك الأشياء، مثل "البورنو"، أو الصور العارية، سواء لرجال، أو لنساء، وقد يكون شريكك أو زوجك من الرجال الذين يشعرون بالصدمة إذا أخبرته شريكته بأنها على استعداد لأن تشاهد معه أفلامه الجنسية المفضّلة، أو تريه أفلامها هي. ولكن، لا تيأسي، فهو يحتاج إلى أن يتحرر من إرثٍ سلطويٍ أبوي راسخٍ في داخله منذ الصغر، وسيحتاج الأمر إلى بعض الوقت، ولكن في النهاية، عندما تنجحين في مشاركته هذا العالم، ستكون النتيجة تستحق العناء، وعندما تصبحين جزءاً من عالمه الإباحي، سيأخذ هذا علاقتكم الجنسية إلى مرحلة جديدة ورائعة.

عندما بدأ تفكيري يستقلّ عن المنظومة الأبوية التي نشأتُ فيها، داخل المجتمع، عندها أدركت أن شعوري بالإثارة الجنسية تجاه رجل وسيم، أو جسد مثير لرجل، أو حتى لامرأة، لا يجب أن يكون، طوال الوقت، متعلقاً بالحب، والعلاقات العاطفية

فإذا أرسلتِ له فيلماً جنسياً ليشاهده بمفرده، ستكونين أنتِ، في خياله، طوال فترة المشاهدة، وسيربط إثارته الجنسية بك أنتِ، وليس بالمرأة التي يشاهدها في الفيلم، وربما يحاول أن يجرّب، في أثناء علاقتكما الجنسية، ما شاهده في الفيلم المُرسَل إليه. وبعد فترة، يمكنك أن تحلّي أنتِ، محل النساء في تلك الصور والأفلام، وأن تصنعي له بنفسك محتوى جنسياً، وترسليه إليه بغرض أن يشاهده هو وحده.

بالطبع، تلك النصائح كلها، يجب أن تُطبَّق على رجل لديه الرغبة في الانسلاخ عما تربّى عليه في مجتمعنا العربي، بأن شريكته أو زوجته لا يجب أن تعرف شيئاً عن ميوله الجنسية الحقيقية، أو أن تكون هي، لها ميول جنسية من الأساس، خارج إطار الوضع "الميشنيري" المعتاد. يجب أن يكون شريكك رجلاً تخلّص من وهم السلطة الأبوية داخل العلاقة الجنسية بين الطرفين، وأدرك أنها علاقة تبادلية تسير في اتجاهين، وليست علاقة من طرف واحد، متمثلاً فيه هو، وإشباع رغبته، وقيامه "بالواجب"، بشكل آلي.

لأنه إذا كان شريكك أو زوجك لا يزال وعيه تحت تأثير تلك السلطة الأبوية، فقد تأتي محاولاتكِ لاقتحام خيالاته الجنسية بنتيجة عكسية، وقد يظنّ بكِ "ظنوناً سيئة"، ولكن إذا كنتِ في علاقة مع شخص يفكّر بهذه الطريقة، ألا ترين أنه الوقت المناسب لإعادة التفكير في شكل هذه العلاقة؟

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image